~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الأربعاء، 2 مارس 2016

فرقة جديدة..... ( افهم القرآن والسنة لوحدك!!)



إن جميع الفرق الضالة، والدعاة إلى هواهم، يخدعون الناس بهذه المنظومة:

1-                     يبدئون دعوتهم بكلام حق، ولكنه مجمل، من غير تفاصيل.
2-                     أسلوبهم في الكلام مؤثر، إما رقيق ورفيق، أو حماسي وقوي.
3-                     في الغالب لا يتبين ضلالهم إلا من خلال لحن القول (سقطات اللسان) أو حينما يضطرون للتفصيل في اعتقادهم، وضرب الأمثلة عليه.




فإذا أردت أيها المسلم أن تنجو في هذا الاختبار، فلا تنخدع بالكلام المؤثر المُجمل
إنما ناقش التفاصيل
وسيتبين لك الحق من الباطل بإذن الله تعالى



هذه فرقة قديمة جديدة، قامت عند أدباء الغرب قبل أن تقوم في عقول بعض جهال المسلمين


يزعم أتباعها:

أن من أهم المواضيع التي غفل عنها المسلمون، وتسببت في ضلالهم وحيدتهم عن الطريق، هو تسمية الأشياء بغير أسمائها
وهم لا يتكلمون عن تغيير اسم الخمر والزنا .. وما إلى ذلك
إنما يتكلمون عن غالب ألفاظ الشريعة التي يستخدمها العلماء أو الناس، وأنه تم استبدالها بدلا من ألفاظ الوحي

ويقولون أن هذا التبديل شرك !
وأنه تبديل لكلام الله
ويمنعون أي شرح لكلام الله وكلام رسوله إلا بالألفاظ التي وردت...


ينتج من هذا أمر..

أن جميع العلماء الذين سبقوهم (من عهد الصحابة إلى يومنا هذا) والذين شرحوا القرآن والسنة (بما معهم من علم) بالنسبة لهم ضالين مضلين
وأن المسلم يجب أن لا يفهم القرآن والسنة من خلال فهمهم !!!


فماذا يجب أن يفعل كل مسلم !؟

يجب أن يقرأ القرآن والسنة لوحده، ويفهمهما لوحده، بعد أن يطهر قلبه من التبعية والتأثر... وحينها سيفتح الله عليه فتوحا عظيمة تجعله يفهم معاني كلمات القرآن والسنة.. الفهم الصحيح الذي يخالف ما فهمه العلماء !!



وعلى الرغم من أن سذاجة الكلام تشرح نفسها، إلا أن هذا الكلام ينطلي في زماننا على بسطاء المسلمين، أو من في قلوبهم مرض وافق هذا المنهج..


فكان لابد من تبيين عظيم خلل هذه الفرقة، أو هذه الطريقة في التفكير
حتى يعود من كان صادقا إلى الحق، ويتبين ضلال المبطلين


أولا:
من المفارقات العجيبة خلال محاورة أحد المنتمين المتعصبين لهذه الفرقة
أنه قال الاعتقاد الذي ذكرناه قبل قليل

وحينما سألته: ماذا يجب علي أن أفعل لأكون مسلما بالطريقة الصحيحة التي تدعونها؟


كان من ضمن إجابته (المليئة بالمشاعر والعموميات):

بعد أن يهدم المسلم الأصنام في قلبه، ويتجرد من التأثر والتبعية العمياء، ويبدأ يفتح الله عليه في الفهم
لا مانع من أن يتبادل هذا الفهم مع أقرانه (ممن على نفس منهجه)
ثم من خلال حوارهم إذا وُجد المعنى الصحيح عند أحدهم، فإنه يجب أن يتواضع ويأخذ به


ومن ضمن إجابته:

أن المسلم يجب أن يقبل توزيع الله لرحماته، واختصاصه لبعض عبيده بفهم أكثر وأعمق من غيرهم، فإذا رأى فيمن أمامه (ولا أخاله إلا يقصد نفسه : )  ) أنه قد فُتح عليه أكثر منه، فيجب أن يتواضع ويأخذ منه ما فتح الله به عليه !


 فهم يحرمون على أنفسهم وعلى الناس أن يأخذوا "فهم" العلماء، الذين أتوا به من جمع القرآن والسنة بفهم الصحابة بلسان العرب...

ثم يحثون الناس على أخذ "فهمهم" هم، أو فهم أي مسلم عامي خرج بأي استنتاج من مطالعته لكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بنفسه.. دون أن يكون لديه أي علم ليفهم ذلك !


وهذا ما ذكرناه في البداية..
أن ضلال أهل الضلال، وأمراض قلوبهم لا تظهر إلا بالمناقشة التفصيلية..

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك حتى نلقاك



ومن المفارقات العجيبة عندهم أيضا:

أنهم يزعمون أنهم يعظمون لسان العرب، ويسعون لفهم "سلطان" كلماته كما يسمونه...

وفي نفس الوقت، قال لي من حاورته ما معناه: أننا الآن عرب، ونستطيع فهم كلام الله تعالى وكلام رسوله بأنفسنا
ولم يقتنع أن لسان العرب هو لسان أهل قريش، هو لسان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم، وأننا الآن لا نكاد نفقه منه إلا النزر اليسير.


وسنرى الآن بإذن الله بعض ما وجدناه في ادعاءاتهم.


ثانيا:
قد أرسل لي هذا الأخ رسالة، يزعم أنها ستفتح عقلي على فهم جديد، وإدراك عميق، حتى أفهم قصده ومراده
وهذا رابط الرسالة.



ثالثا:

يتبين لكل من لديه مسحة علم من خلال الرسالة أن الكاتب لديه إشكاليات كبيرة في قلبه (بسيطة في حلها.. لمن أراد الحق بصدق)


الكاتب يدور في فلك فكرة:

أن الكلمات لها أهمية عظيمة، وكل كلمة لها معنى مستقل، وحسب هذا المعنى نجد أن هناك كلمات لها سلطان وكلمات ليس لها سلطان، والكلمات التي لها سلطان تحديدا لا يجوز الاستعاضة عنها بمرادفات لها، ولا وضعها في غير مكانها الذي جاءت فيه....


رابعا: الرد :

( 1 ) كحال جميع الأفكار التي حادت عن الصراط المستقيم، فإن فيها جزءً من الحق (يخدع من ليس لديه علم) وجزء باطل (اخترعه الإنسان بنفسه، وأصر على اتباعه من دون دين الله تعالى)

فالصواب الذي ذكره الكاتب هو:
-أن الكلمات لها شأن عظيم
-أن كل كلمة لها معنى مستقل
-أنه يمكن تقسيم الكلمات إلى نوعين (إذا سلمنا بالمسمى الذي استخدمه قبل تفنيده) كلمات لها سلطان وكلمات ليس لها سلطان، إلا أن الذي نعنيه بهذا التقسيم غير الذي طرحه الكاتب.

وهذا الكلام حق أريد به باطل، وصحيح أن الكلمات ومدلولاتها من أهم ما يجب أن يتقنه طالب العلم قدر المستطاع، حتى يستطيع فهم كلام ربه وكلام رسوله فهما صحيحا

والواقع: أن أكثر الناس دقة في فهم كلام العرب، والتعامل معه، هم العلماء، وكلما كان العالم أقرب إلى زمن النبوة، كانت دقته وضبطه في التعامل مع الكلمات والألفاظ أكبر.

وهذا ما لا يدركه الجاهل، لأنه لا يعرف عن العلم شيئا..

  

( 2 ) زعم الكاتب في كثير من الأمثلة التي طرحها معانٍ لكلمات، وعلى أساس هذه المعاني بنى اعتراضه وانتقاده. والسؤال:

أين مصدرك لهذه المعاني؟
أليس من المفترض أن القرآن نزل بلسان عربي مبين؟ أين مرجعك (وأنت في القرن الخامس عشر هجري) في تقرير هذه المعاني؟ نريد أسماء كتب !

إن كانت مصادرك في فهم لسان العرب هي معاجم اللغة التي حفظ الله تعالى بها اللسان الذي أنزل به القرآن، فإن ما سطره علماء العربية في هذه الكتب ليس كما قررت، وفي الشرح الذي شرحته الكثير من الخلط وسوء الفهم (مع بعض المعلومات الصحيحة التي طعمت بها كلامك)

وإن لم يكن لديك مصادر تخبرك عن معاني هذه الكلمات، وقد استنتجتها وحدك من تدبرك للآيات !

فإن هذا له أكثر من معنى:
1-أنت لا تفسر كلمات القرآن بمعاني لسان العرب، إنما تفسره بفهمك أنت للعربية الركيكة التي سمعتها في زمانك، وما فهمه عقلك منها

2-أنت تدعو كل إنسان أن يفسر كلمات القرآن من فهمه هو (كما فعلت أنت) دون الرجوع إلى أي مصادر، والنتيجة ستكون أن تتضاعف الفرق المنتمية للإسلام من 73 فرقة إلى مليار ونصف! لأن كل إنسان سيفهم ما يحلو له، ووقتها لا تستطيع أن تلوم من استخدموا كلمة عقيدة او توحيد أو غيرها... لأن هذا فهمهم، فكلكم فهم ما يريده، وكلكم صواب !

3-أو أنك تقول: أن فهمك أنت ومن معك هو الصواب المطلق الذي يجب أن يُتبع! دون مرجع، ولا برهان، ولا حجة... إنما الاحتمال الوحيد أن يكون موحى إليك كالأنبياء !


( 3 ) بالنسبة لموضوع الترادف:


إن لسان العرب الذي شرفه الله تعالى بإنزال كلامه به، فيه قواعد استعملها العرب وقت نزول الوحي، والقرآن نزل موافقا لهذه القواعد، حتى يفهمه "العرب" ويعلمونه لمن بعدهم.


ومن ضمن القواعد التي في لسان العرب: مفهوم الترادف
أن يستعاظ عن الكلمة بكلمات تحمل جزءً من معناها، أو معناها وزيادة، أو تقاربها في المعنى مع اختلاف طفيف بينهم...

وهذا الترادف استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستعمله الصحابة
واستعمله العرب من قبله ومن بعده


وحتى القرآن استعمل الترادف في آيات كثيرة

لكن لأن القرآن كلام الله تعالى، الذي هو صفة من صفاته، فمن المؤكد أن يكون الله تعالى قد اختار كل لفظة في مكانها لتحمل المعنى الموافق تماما لما يريده الله تعالى منا هنا

وهذا بالضبط ما نحتاج أن نتدبره
ونفهم أعماقه
حتى ننتفع منه
ونصلح به قلوبنا وأعمالنا


لكن أن نمنع الترادف إطلاقا، وندعي أنه شرك وأنه تقول على الله تعالى بغير علم !!
فأين دليلكم على هذا !!؟
ليس هذا هو اللسان الذي انزل الله تعالى الوحي به.

إن حكم الشرك حكم عظيم، لا يوصف به شيء إلا بدليل واضح بين محكم، وليس دليلا متشابها تؤولونه كما تشائون !

(( ولفهم الفرق بين الدليل المحكم والمتشابه، يُرجع إلى سورة آل عمران، الآية 7 ، تفسير الشيخ السعدي مثلا رحمه الله تعالى ))



أمثلة على الترادفات التي استعملها القرآن:

1-
شهادة أن لا إله إلا الله
{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}

عبر عنها في موطن آخر

{ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا}

فالكفر بالطاغوت = مرادف لقول (لا إله)
والإيمان بالله = مرادف لقول (إلا الله)


وعبر عنها في موطن آخر

{ حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ }

وغيرها من المرادفات، التي بالتأكيد كل واحدة منها تحمل من المعاني التي يريدنا الله تعالى أن نتفكر فيها، ونفهم بها السياق الذي جاءت به.

لكن بينها من التشابه ما جعلها كلها تؤدي معنى واحدا من جهة، جعلت العرب (وبالتالي القرآن) تستعيض بها عن بعضها حسب السياق.

فكلها تعني في النهاية تحقيق "لا إله إلا الله"




2-
وصف محمد صلى الله عليه وسلم بالنبي والرسول
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ}
{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ}

مع أن هناك اختلاف بين معنى النبي والرسول من جهة، تتطلب منا تدبر هذا الاختلاف في موضعه للانتفاع في فهم أعماق المعاني، ولماذا وصفه الله في هذا الموطن بالنبي، وفي ذاك الموطن بالرسول !!؟


إلا أنهما مترادفان من جهة أخرى، لهذا وصف الله تعالى بهما نفس الإنسان.


وغيرها من الأمثلة الكثيرة التي لا تكاد تنتهي





أمثلة على الترادفات التي استعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم:


خالفوا المشركين : وفروا اللحى ، وأحفوا الشواربَ (البخاري)
انهكوا الشواربَ ، وأعفوا اللحى (البخاري)
جُزُّوا الشَّواربَ وأرخوا اللِّحَى . خالِفوا المجوسَ (مسلم)


يقينا هناك فرق دقيق بين كلمة (وفروا، واعفوا، وارخوا...) لكنها تعتبر مترادفات، بينها من التشابه ما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيض بها عن بعضها


وغيرها من الأمثلة الكثيرة، لكن يكفي مثال واحد لتقرير القاعدة



أمثلة على الترادفات التي استعملها الصحابة:


أحدها مثال كلمة التوحيد (الذي سيتم ذكره بعد قليل بإذن الله تعالى) فإن الصحابة فهموا أن المقصود بهذه الكلمة مساو للكلمتين الأخريين، فرووا الحديث بأكثر من لفظ.


إضافة للأمثلة التي لا تكاد تحصى من روايات الصحابة، المتفقة المعنى والمختلفة اللفظ، لأن الصحابة "عرب" يفهمون مدلولات الكلام، فرووها بما علموا أنه يؤدي المعنى المطلوب.




( 4 ) بعض الأخطاء في تفسير معاني الكلمات التي زعمها الكاتب، مع بعض المغالطات:


* زعم الكاتب أن كلمة كتاب تعني: الكلام المترابط بحق !
  
وعلى هذا الأساس قال: إن الكلام الذي لا يترابط بحق (أي ان معناه فاسد) فإنه لا يسمى كتابا
وإذا تم ربط الكلام بحق ولو لم يخط على ورق فإنه أيضا يسمى كتابا !


من أين أتى بهذه المعاني؟
هل هو من لسان العرب (الذي أنزل الله به القرآن) أم أنه من فهمه هو وعقله وهواه !؟


يقول الله تعالى:

{ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ }

قد كتبوا كتابا بأيديهم حرفوا فيه كلام الله، فبالتأكيد ما كتبوه كان باطلا، ومع ذلك سماه الله تعالى كتابا وكتابة.

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ}

المقصودون في هذه الآية كفار، أي أنهم أتباع باطل وعبث، ومع ذلك أطلق الله تعالى عليهم لقب أهل الكتاب


ثم أنه في لسان العرب، كلمة كتاب (مصدر كتب) لها معان أخرى مشتقة:


{إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}

كتابا هنا بمعنى فرضا


{ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا}

الكتاب هنا بمعنى المكاتبة، وهي أن يشتري العبد نفسه من سيده فيصير حرا.

  
(وفي معجم لسان العرب – مقتطفات مختصرة، ويرجى الرجوع له للاستزادة)

الكِتابُ معروف، والجمع كُتُبٌ وكُتْبٌ كَتَبَ الشيءَ يَكْتُبه كَتْباً وكِتاباً وكِتابةً وكَتَّبَه خَطَّه، والكِتابُ أَيضاً الاسمُ، عن اللحياني الأَزهري الكِتابُ اسم لما كُتب مَجْمُوعاً، والكِتابُ مصدر والكِتابةُ لِمَنْ تكونُ له صِناعةً مثل الصِّياغةِ والخِياطةِ، والكِتْبةُ اكْتِتابُك كِتاباً تنسخه ويقال اكْتَتَبَ فلانٌ فلاناً أَي سأَله أَن يَكْتُبَ له كِتاباً في حاجة، وقيل كَتَبَه خَطَّه، والكِتابُ ما كُتِبَ فيه، والكِتابُ مُطْلَقٌ التوراةُ، وقوله كتابَ اللّه جائز أَن يكون القرآنَ وأَن يكون التوراةَ لأَنَّ الذين كفروا بالنبي صلى اللّه عليه وسلم قد نَبَذُوا التوراةَ، والكِتابُ الصحيفة والدَّواةُ عن اللحياني.


[ومثله في القاموس المحيط، وتاج العروس، والمعجم الوسيط.. الخ]

  
فإن كان أصل تفسير الكلمة الذي زعم الكاتب (أن الله ألهمه به!!) خطأ، فلا داعي لمناقشة النتائج الخاطئة التي خرج بها.

  

* زعم الكاتب أن كلمة توحيد غير واردة في النصوص، وأن معناها مساوي لمعنى الشرك، لأن معناها: جمع أكثر من شيء وجعله واحدا !

أولا: جاءت كلمة التوحيد في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري

(حينما استعمل هو وصحابته المترادفات، وعبروا عن مفهوم واحد بأكثر من صيغة)


عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه قال: لمَّا بعَثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم معاذَ بنَ جبلٍ إلى نحوِ أهلِ اليمنِ ، قال له : إنك تَقْدُمُ على قومٍ مِن أهلِ الكتابِ ، فلْيَكُنْ أولَ ما تدعوهم إلى أن يُوَحِّدوا اللهَ تعالى ، فإذا عَرَفوا ذلك ، فأَخْبِرْهم أن اللهَ فرَضَ عليهم خمسَ صلواتٍ في يومِهم وليلتِهم... .


وفي رواية في صحيح البخاري أيضا: " أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ما بَعث مُعاذًا رضي الله عنه على اليمنِ، قال : إنك تَقدُمُ على قومٍ أهلِ كتابٍ، فليكُنْ أولَ ما تدعوهم إليه عبادةُ اللهِ .


وفي رواية في صحيح الترمذي وغيره: أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعَثَ معاذًا إلى اليمَنِ فقالَ لَه : إنَّكَ تأتي قومًا أهْلَ كتابٍ فادعُهُم إلىشَهادةِ أنلا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنِّي رسولُ اللَّهِ.


فلفظة التوحيد التي زعم أنها مخترعة، وأن معناها مساوي لمعنى الشرك !!! وردت في نصوص السنة.


ثانيا: ما معنى التوحيد في لسان العرب !؟


في معجم لسان العرب:
فأَما أَحَد فلا ينعت به غير الله تعالى لخلوص هذا الاسم الشريف له جل ثناؤه وتقول أَحَّدْتُ الله تعالى ووحَّدْته وهو الواحدُ الأَحَد.

وفي المعجم الوسيط
( التوحيد ) الإيمان بالله تعالى وحده لا شريك له

وفي القاموس المحيط
ووَحَّدَهُ تَوْحِيداً : جَعَلَهُ واحِداً

وفي كتاب العين (وهو أول معاجم العرب)
والتَّوْحِيِدُ : الإِيمانُ بالله وحدَهُ لا شَريك له واللهُ الواحدُ الأَحَدُ ذو التِّوَحُّدِ والوَحْدانيّةِ


وليس في أي منها ذكر لمفهوم أن التوحيد جمع لأكثر من شيء وجعله واحدا !!


فما المقصود يا ترى من فكر هذا الكاتب وأتباعه !؟
وما المراد من كل هذا !!


هذا بخلاف غيرها من الأخطاء التي أوردها، والتي بالتأكيد لديه المزيد منها مما لم يذكر.




سؤال:
هل هذا يعني أننا نستطيع أن نأتي بأي مرادف لأي كلمة من دين الله تعالى !؟

بالطبع لا
لكن هذه المسألة أيضا تحتاج إلى علم

فمن النصوص ما لا يقبل التبديل ولا التغيير مطلقا، وقد يخرج تبديل كلمة فيه من الملة (كتبديل كلمة من القرآن خلال قراءته عمدا)

ومن النصوص ما يحرم التبديل فيه، ولا يخرج من الملة (مثل رواية القرآن بالمعنى)

ومن النصوص ما يكره التبديل فيه، ولا يحرم (كتبديل ألفاظ الحديث بألفاظ تؤدي بعض المعنى)

ومنها ما يجوز التبديل فيه لمن لديه علم (كشرح معاني القرآن والسنة)

وكذلك بالنسبة للترجمة


وكل هذه التفاصيل تفهم تدريجيا بالعلم




والسؤال الثاني:
كيف نفهم كلام الله تعالى مع الاهتمام بمعنى كل لفظ على حدا ؟


باختصار شديد (يتم فهم تفاصيله عند متابعة العلم والعلماء) :

قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه : التفسير على أربعة أوجه :
-وجه تعرفه العرب من كلامها
-وتفسير لا يعذر أحد بجهالته
-وتفسير يعلمه العلماء
-وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى
تفسير الطبري


فالقرآن قد يسره الله تعالى للذكر فهل من مدكر !؟

هناك من معان كلام الله تعالى ما هو واضح بين، يفهمه بمجمله كل قارئ لكتاب الله، وفي أحيان كثيرة كل قارئ للترجمات الحرفية الركيكة باللغات المختلفة، لهذا لا يعذر أحد بجهالته.

وهناك معان نزلت بلسان العرب فلا يفهمها غيرهم
وهناك معان قد فسرها القرآن نفسه، أو فسرتها السنة، أو فسرها الصحابة..

وهاذان النوعان يعرفهما العلماء


لهذا قد أمرنا الله تعالى بأخذ العلم عن العلماء (أصحاب التخصص)
الذين ورثوا ميراث النبي صلى الله عليه وسلم
وتحملوا أمانة إيصاله للناس جيلا بعد جيل (على الرغم من أنهم غير معصومين)



فعلى قدر علم الإنسان (بالنصوص، وبكلام العرب) تكون دقته في التعامل مع اللفظ، وانتفاعه من حقيقة معناه وأعماقه، وتدبره بحيث ينتفع منه في إصلاح قلبه وعمله.



فليحذر المسلم من هواه
وليحذر من أمراض قلبه أن تهلكه
وليحذر من كل فكر لا يقوم على الحجة والدليل

فإذا احتار في فكر لا يعرف صدقه من كذبه، فليسأل أهل العلم بحق، وليطلب منهم الفهم والدليل والبرهان
حتى يتبين له الحق من الباطل


وللاستزادة في كيفية معرفة علماء الحق من علماء الباطل، يمكن الرجوع إلى هذا الكتاب




أو هذه الخطب الموجودة أصلا في المدونة





عسى الله أن ينفعنا بها

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه



هناك تعليق واحد:

  1. هل هذه مدونة لمدارسة و تدبر ( كلام الله ) أم كلام بشر ! عجبا

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية