~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الجمعة، 9 يناير 2015

خطب الجمعة.. التي تربي القلوب - عسى الله أن ينفع بها (7)



الصراط المستقيم (أ)




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } أما بعد:[1]
فإن خيرَ الحديثِ كتابُ اللَّهِ، وخيرَ الهَديِ هَديُ محمَّدٍ s، وشرُّ الأمورِ محدثاتُها، وَكُلُّ مُحدثةٍ بدعةٌ وَكُلُّ بدعةٍ ضلالةٌ، وَكُلُّ ضلالةٍ في النَّارِ [2]


يقول الله جل في علاه { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) } [3]


إن الدين الذي أنزله ربنا لنا سبحانه، لينقذنا به من الظلمات إلى النور، ليدلنا على طريق النجاح في اختبار الدنيا، لينجينا به من كرب وأحداث يوم القيامة... سماه جل في علاه { الصراط المستقيم }


أي الطريق القويم الصحيح الموافق للحق، الذي ليس به كذب ولا خديعة ولا وهم ولا ظلم...


وحذرنا ربنا سبحانه من اتباع السبل التي تتفرق بنا عن سبيله. فدل كلامه جل في علاه على أنه يوجد طرق أخرى غير الطريق المستقيم، إذا دخلنا بها فستأخذنا بعيدا عنه، فلن ننجو لا في الدنيا ولا في الآخرة.


فما هي صفات الصراط المستقيم ؟

كيف أميز بين الصراط المستقيم وغيره ؟

هل يستطيع كل مسلم عادي أن يميز بين الصراط المستقيم وبين السبل أم أن هذا خاص بأهل العلم !؟


نسأل الله أن يفتح لنا فتوحا تليق به، ويفهمنا ويعلمنا وينفعنا بما علمنا، ويجعل خير أيامنا يوم لقائه اللهم آمين.

حتى أسير على الصراط المستقيم، فإن أول مصدر لي يجب أن آخذ منه العلم والهداية هو:

القرآن الكريم


كلام ربي، الذي هو صفة من صفاته، ربي الذي خلقني وخلق هذا الكون العظيم، تكلم معي بلغة أفهمها وأعقلها، حتى ينصلح قلبي، وتستقيم جوارحي، حتى أصلح لمجاورته في الجنة جل في علاه.

هذا الكتاب المعجز، الذي تحدى البشر منذ 14 قرنا حتى يأتوا بسورة من مثله فما استطاعوا، ولن يستطيعوا.

كلام الله، الذي يخاطب فيه النفس البشرية بأروع وأعظم طريقة، توقظها من غفلتها، وتعلمها حقائق الدنيا والآخرة، وتصلح ما بها من أمراض وأوهام، وتعينها على أن تصلح رويدا رويدا.. بخطاب معجز باهر، لا تنصلح النفس إلا به.


يصف ربي كتابه فيقول سبحانه:
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) [4]

يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) [5]

يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) [6]

قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104) [7]

كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) [8]

الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآَنٍ مُبِينٍ (1) [9]

إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) [10]


قد وصف الله تعالى كتابه بأنه هداية، ونور، ورحمة، وشفاء، وروح،

وتذكرة، وبرهان، وموعظة، وأنه واضح مبين، وأنه بشرى،

وأنه مبارك...وغيرها من صفات الكمال التي تليق بكلام رب السماوات والأرض جل في علاه.


فهل نحن نعيش هذه الصفات في حياتنا !؟


هل نتعامل مع القرآن على أنه هو الهداية؟ وهو النور؟ وهو الرحمة؟ وهو الشفاء لما في صدورنا من أمراض الشهوات والشبهات؟ وهو البرهان والحجة والدليل على كل ما نعتقده ونؤمن به؟

هل نتعامل معه على أنه واضح مبين، وأن الكلام فيه مباشر ويُفهم كما أنزله ربنا سبحانه، وليس طلاسما أو فيه معانٍ باطنة فلسفية لا يفهمها إلا أفراد من الناس !!؟


إن أول شرط للمسلم الذي يريد أن يسلك الصراط المستقيم لكي يصل إلى ربه سبحانه، فينجو عند لقائه.. هو أن يؤمن بكل كلمة جاءت في كتابه سبحانه، يؤمن بكل خبر، بكل أمر، يصدق به كله تمام التصديق، وإن وجد صعوبة في فهم الحكمة من بعض أوامره، أو استصعب عقله إدراك بعض أخباره.


إن الذي لا يؤمن بالقرآن كله، أو يردّ شيئا منه لعدم فهمه هو له، أو لعدم موافقته لعقله أو لهواه.. فهذا ليس بمسلم، ولو صلى وصام وذكر الله كثيرا وأحسن إلى الخلق..


فإن أول وسيلة بيننا وبين ربنا هو كتابه المعجز، فمن كذب بشيء منه، فهو مكذب لربه سبحانه، فأين الإسلام وهو مكذب للملك العظيم جل في علاه !؟

وهنا ننوه إلى أمر: أنه في زماننا وبسبب غفلة كثير من الناس وانتشار الجهل بدين الله تعالى، يجد كثير من الناس في قلوبهم شكوكا وتساؤلات لا إجابة عليها، تخص الله جل في علاه، أو تخص كتابه، أو دينه، أو نبيه s ، فمن وجد في قلبه ذلك فليعلم أنه ينقصه العلم، لابد وأن يسعى سعيا جادا في طلب العلم عن دينه، وسؤال أهل العلم الثقات (وسنتكلم عن أهل العلم في الخطبة القادمة بإذن الله تعالى) عما يجده في قلبه من أسئلة، ولا يتحرج، ولا يستحي، فإن من يستحي من طلب العلم، يعيش جاهلا، ويموت جاهلا، ثم لا يأمن كيف يلقى ربه سبحانه! فليطلب العلم بأدب وصبر، وليلزم دعاء ربه القريب، الذي يملك قلبه وهدايته، أن يهديه ويسدده ويعلمه وينفعه بما يعلمه وييسر له طريق النجاة، ويجعل خير أيامه يوم لقائه.


فالمؤمن معتقد ومؤمن بكل ما جاء به كتاب الله تعالى، وإن قصر في تطبيقه بجوارحه، وإن ضعف عن فعله، فإنه يظل منكسرا خجلا بين يدي ربه يطلب منه المغفرة والتوبة، لأنه يعلم أن كلام ربه هو الحق، وأنه هو الذي قصر وزل وأخطأ.


والمؤمن بكتاب ربه مؤمن بصفاته التي ذكرناها قبل قليل، فيعلم أن هدايته وصلاحه ليست في مكان إلا في كتاب الله، وأن الرحمة لن تصله إلا باهتدائه بكتاب الله، وأن قلبه لن يشفى إلا بتدبر لكلام الله، وأنه لن يتلمس صراطه المستقيم، على نور وبرهان وبصيرة إلا من كتاب الله، وأن قلبه لن يحيى وتدخل فيه الروح والموعظة إلا من كتاب الله سبحانه...


وفي هاتان الخطبتان سننتفع من صفة أساسية من صفات كلام ربنا بإذن الله، وهي أنه برهان ( ولن نعدم الانتفاع من جميع صفاته كذلك ) فسنتعلم من كلام ربنا بالحجة والدليل والبرهان بقية معالم الصراط المستقيم، لكي يعبد كل عبد منا ربه على بصيرة، ويتجنب الزيغ في السبل التي تضله عن سبيل الله.


أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللَّه العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
*** *** ***
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا.
أما بعد:


ونحن نتدبر كتاب الله تعالى (الذي هو المصدر الأول لهدايتنا إلى الصراط المستقيم)
سنعرف المصدر الثاني لهدايتنا في الصراط المستقيم..

وهو اتباع سنة النبي s .


فهل يجب على كل مسلم أن يتبع السنة أم أن هذا أمر اختياري؟

هل حفظت السنة أصلا أم ضاعت واختلط صحيحها بضعيفها؟

كيف أثق بعلماء الحديث الذين (يقولون) أنهم أوصلوا لنا السنة بوضوح!؟


إن الأمر إذا تُرِكَ لكلام البشر، فإن كلام البشر قابل للنقض، مهما كانت مكانة هذا البشر.
أما إذا كان الكلام لرب البشر، فهذا هو البرهان، والحجة، والدليل...



والعاقل لا يتــّبع إلا الدليل


يقول ربي سبحانه:

قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) [11]

قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) [12]

... وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) [13]

فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) [14]

مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) [15]

لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) [16]



تكرر في أكثر من 30 موضعا في كتاب الله تعالى أمْرُ الله لنا بطاعة رسوله، وتحذيره لنا من مخالفته، وقَرْنِ طاعته بطاعة الله تعالى... فإذا كان القرآن هو الكتاب الخاتم إلى يوم القيامة، كيف يتسنى لنا أن نطبق هذه الأوامر بعد وفاة النبي s


إن عِلْمَنا بربنا سبحانه، وإيماننا بكمال كل صفة من صفاته، ويقيننا بأنه الحكيم العليم الذي يضع الأشياء في مواضعها، وأنه أنزل لنا كلامه المحكم، الذي {أُحكمت آياته} ليدلنا على الطريق إليه...

فيستحيل في حكمة الله تعالى، وإحكام هذا القرآن، أن يأمرنا الله تعالى فيه بأمر، ثم نعجز عن تطبيقه !

فإن هذا الفعل سفه ولعب، والله تعالى وتكبر وتنزه عن اللهو واللعب ونقص الحكمة سبحانه...


 إذن أنت أيها المسلم لديك دليل واضح بيّن، بُرهان مُبين من القرآن المعجز...


أن الله تعالى قد حفظ السنة كما حفظ القرآن


فالمؤمن الواعي لا يخدعه أحد، لا يأتيه أحد الكذابين المنتشرين في زماننا (الذين يتكلمون في دين الله تعالى بلا علم) فيقول له: عليك بهذا القرآن، وأما السنة فأنت لست ملزما بها !! فيصدقه ..!

إنما يردّ عليه فيقول: قد أمرنا الله تعالى في كتابه بطاعة رسوله، وطاعة رسوله لا تتسنى بعد وفاته إلا عن طريق سنته، إذن قد حفظ الله تعالى السنة كما حفظ القرآن.


إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) [17]



فإذا سألت نفسك: كيف حفظ الله السنة على أرض الواقع ؟ 

فتكون الإجابة: أنه حفظها سبحانه عن طريق الإسناد الصحيح المتصل، الذي اعتنى به علماء الحديث.


فحين تسمع عن اسم: البخاري رحمه الله، أو مسلم رحمه الله، أو الإمام مالك رحمه الله، أو سفيان الثوري رحمه الله، أو الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.... وغيرهم.. أو حين تسمع فيمن بعدهم ابن حجر رحمه الله، وأحمد شاكر رحمه الله، والألباني رحمه الله...


هؤلاء علماء قد سخرهم الله تعالى لحفظ السنة، ورزقهم من الدين والتقوى وقوة الحفظ والصبر على المشقة والبلاء والفهم والقدرة على الربط والهم والوقت والمعونة... ما جعلهم يجمعون سنة النبي s ، ويفرزونها، ولا يقبلون منها شيئا إلا بشروط، ولا يثقون في راو إلا عن علم ويقين... وهم درجات في ذلك.


لكن يأتيك من الجهال الكاذبين من يقول لك: ما أدراني أن البخاري كان ثقة ! ما أدراني أن فلان حفظ السنة فعلا، هو رجل كما نحن رجال، لماذا تعظمون الرجال!؟ لماذا تعطونهم فوق حجمهم...!؟


فلا ترد عليه بسرد سيرة هذا الشيخ أو ذاك (مع أنها حق، وهؤلاء الرجال قد جعل الله لهم فضلا على البشرية جمعاء إلى قيام الساعة) إنما فليكن أول حجة لك هي كتاب الله تعالى.

قل له: أنا لا أثق بالسنة المحفوظة في زماني بسبب ثقتي بهؤلاء كأشخاص، إنما أنا أثق بها ثقة بالله تعالى !
فالله تعالى قد أمرني في كتابه المحكم الخالد باتباع نبيه s ، واتباع نبيه لا يمكن أن يكون إلا إذا حُفظت سنته.
فأنا موقن بأن الله تعالى قد حفظ السنة إلى قيام الساعة كما حفظ القرآن.

ونظرت إلى الواقع، فلم أجد طريقا حفظت به السنة إلا بجهود هؤلاء التقاة، نحسبهم والله تعالى حسيبهم ولا نزكيهم عليه سبحانه.


إذن أنا ملزم كمسلم بأحد أمرين:

-      إما أن أتخصص في علم الحديث (فأسخر حياتي من أجله كما سخرها غيري، وأتعلم بالتفصيل كيف نعرف صحيح السنة من الضعيف) فآخذ الصحيح على علم وتخصص.

-      أو أن أنشغل بأموري الأخرى التي سخرني الله لها، وهنا أكون ملزما بأن أصدّق علماء الحديث الذين سخرهم الله لحفظ دينه، فآخذ الأحاديث التي قالوا بصحتها، وأترك الأحاديث التي قالوا بضعفها.


هل بدأنا نتلمس الهداية والنور في كتاب الله؟ هل بدأنا نعرف كيف أنه حجتنا وشفاؤنا وروحنا إلى قيام الساعة!؟

سنكمل معالم الصراط المستقيم في الخطبة القادمة بإذن الله تعالى




اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، اللهم نجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، يارب.. يامن تعلم السر وأخفى، تعلم بضعفنا، وتعلم بفقرنا، وتعلم بتقلب قلوبنا، اللهم علمنا من دينك ما تصلح به قلوبنا بلطف، اللهم ثبت قلوبنا بقدرتك على ما تحبه وترضاه، اللهم تقبل منا بذلنا القليل على قدرك العظيم سبحانك، وعاملنا بعفوك وسترك ومزيد إحسانك وكرمك ولطفك ورحمتك في الدنيا والآخرة، واجعل خير أيامنا يوم لقائك، نحن وجميع آبائنا وأمهاتنا وأهلينا وأحبابنا والمسلمين في كل مكان يا أرحم الراحيم.

وأقم الصلاة.


[1] هذه خطبة الحاجة التي كان رسول الله s يبدأ بها خطبه، ويعلمها لأصحابه رضي الله عنهم أجمعين.
[2] صحح إسناده الألباني في إصلاح المساجد
[3] سورة الأنعام
[4] سورة هود
[5] سورة يونس
[6] سورة النساء
[7] سورة المائدة
[8] سورة ص
[9] سورة الحجر
[10] سورة الإسراء
[11] سورة النور
[12] سورة آل عمران
[13] سورة الحشر
[14] سورة النساء
[15] سورة النساء
[16] سورة النور
[17] سورة الحجر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية