بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أسأل الله أن يحيي قلوبنا بتوحيده، وأن يملأها بمحبته وتعظيمه وحده، وأن يجعل همنا رضاه، ويهدينا ويسددنا ويصلح ما لا يرضاه منا بلطف، ويميتنا وهو راض عنا، ويجعل خير أيامنا يوم لقاءه
أنا لست عالما، ولست فقيها، ولست مفتيا، أنا مجرد طالب علم صغير، علمني الله تعالى عنه، وعن نفسي، وعن حقيقة اختباري، ورباني بما علمني، وأراني حقائق ما أخبرنا عنه سبحانه في وحيه الكريم، وأنا حريص على العمل بهذا العلم بقلبي وجوارحي، وحريص على تعلم ما يخص قلوبنا وأحوالنا وعلاقاتنا
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أسأل الله أن يحيي قلوبنا بتوحيده، وأن يملأها بمحبته وتعظيمه وحده، وأن يجعل همنا رضاه، ويهدينا ويسددنا ويصلح ما لا يرضاه منا بلطف، ويميتنا وهو راض عنا، ويجعل خير أيامنا يوم لقاءه
هذه صفحة أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن تكون معينة لنا أجمعين على فهم قلوبنا، وعلى اكتشاف ما انطوت عليه من أمراض وغبش، وعلى تلمس الطريق الذي تصلح به هذه القلوب، ويصح سيرها إلى الله تعالى
أنا لست عالما، ولست فقيها، ولست مفتيا، أنا مجرد طالب علم صغير، علمني الله تعالى عنه، وعن نفسي، وعن حقيقة اختباري، ورباني بما علمني، وأراني حقائق ما أخبرنا عنه سبحانه في وحيه الكريم، وأنا حريص على العمل بهذا العلم بقلبي وجوارحي، وحريص على تعلم ما يخص قلوبنا وأحوالنا وعلاقاتنا
وهو الأمر الذي نزل الإسلام من أجل إصلاحه {ويزكيكم}
وللأسف هو الأمر الذي تجاهله غالب (أهل العلم) في زماننا.. وأعطوا زمامه لما يسمونهم (علماء النفس، أو التنمية البشرية، أو التربويين...)
وأريهم أنّ جميع مشاكلهم (النفسية، والقلبية، والأخلاقية، وما يخص عقولهم وفهومهم وعلاقاتهم...... الخ) إنما هي تخصص الإسلام وحده ليحلها لهم
شاهدوا هذا المقطع (نصف ساعة)
مقتطع من لقاء يبين فيه "الطبيب النفسي" أنّ الإسلام في الحقيقة
هو علم النفس الحقيقي
نفع الله تعالى به
فمن أحب أن يحل مشاكله (بالإسلام)
ويسعى لتحقيق "العبودية" التي خُلق من أجلها
بشكلها الصحيح
الذي علمه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه
وهو الذي يُنجي في الدنيا والآخرة...
فحياك الله للمناقشة والحوار على هذه الصفحة، مستعينين بالله تعالى أن يكشف لك ما لم تعلمه من أمراض قلبك، أو ما يقف في طريقك من خلل في استقامتك
فأسأل الله أن يستعملني لأكون معك إخوة نتعاون على هذا البر والتقوى
فإذا وصلت إلى نقطة لم يعلمني الله تعالى إياها، فسأنصحك نصيحة عامة وأحاول أن أحيلك على مصدر يعينك على ذلك
فاعذروني على التقصير، ولا تكتبوا أسماءكم الحقيقية، فالهدف هو الانتفاع لي ولكم وللقراء، ثم كل عبد عليه أن يسير في رحلته إلى الله تعالى (بين البحث والعلم، والتبصر والتفكر، والعمل والتطبيق، والتوبة والإنابة...) حتى يصل إلى رضا ربه وجنته، ويتجنب فيه التعرض لناره.
فالله وحده المستعان، وعليه التكلان.
ملاحظة: أرجو تجنب أي استفسارات أو حوارات خارج الهدف الذي من أجله أنشئت الصفحة.
_______________________________________
👇👇 الاستشارات 👇👇



كيف اتغلب على ذنوبي ونزواتي ؟ حيث اني اكرهها واكره نفسي بعدها ؟
ردحذفلا يوجد اطباء نفسيين في بلدي لكي اعرض نفسي عليهم
أنا أعرف مشكلتي واعرف اسبابها ولكن لا اعرف حلها
حاولت كثيرا ، وتنجح محاولاتي ولكنه نجاح مؤقت
أنا اخاف ان يستمر ذلك طويلاً :(
السلام عليكم ورحمة الله
حذفحياك الله أخي الكريم
أسأل الله أن ينطقني بما يحبه ويرضاه، وينفعني وينفعك به اللهم آمين
سأبدأ ببعض المقدمات المختصرة، ثم أسألك بإذن الله
أولا: أخي المبارك، يجب أن تعلم، بل وتوقن تماما، أنه لا يوجد بشر على وجه الأرض - بعد محمد صلى الله عليه وسلم- لا يذنب
إطلاقا
إن كانت ذنوب جوارح، أو ذنوب قلوب، أو كلاهما
ولهذا قال حبيب الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيدِه ! لو لم تذنبوا لذهب اللهُ بكم ، ولجاء بقومٍ يذنبون ، فيستغفرون اللهَ ، فيغفرُ لهم"
(صحيح مسلم)
فإن الله تعالى ملك الملوك قبل أن يخلق بني آدم، كانت لديه السماوات والأرض ومن فيهن يعبدونه ويسبحونه لا يفترون- ولا زالوا!- فلماذا خلق الإنسان؟
من الحكم التي بينها الله تعالى لنا في مثل هذا الحديث، أنه جل في علاه له صفات يحب أن يتعامل بها مع خلقه
مثل المغفرة، والتوبة، والحلم، والستر، والعفو...
وهذه الصفات لا تصلح ان يتعامل الله بها مع الملائكة وما شابههم من المخلوقات المعصومة
فاراد الله تعالى أن يخلق خلقا، قادرا على اختيار الصواب والخطأ، حتى إذا أخطأ، عامله بحلمه وستره، فإذا تاب تاب عليه وغفر له وعفا عنه...الخ
الخلاصة أخي الكريم
تصورك أن الإنسان المؤمن، المستقيم، الصالح.. لا يذنب، هذا وهم يصوره الشيطان لكثير من الناس، ليوصلهم للقنوط من رحمة الله
ثانيا: الجملة التي قلتها أخي الكريم، وهي: أكرهها وأكره نفسي بعدها. إن كانت حقا كما قلتها، فإنها لا تخرج إلا من مؤمن.
قال عليه الصلاة والسلام: " مَن سرَّتهُ حسنتُهُ وساءتْهُ سَيِّئتُهُ فذلِكم المؤمنُ"
(صحيح الترمذي)
فالمنافق يذنب، والفاسق يذنب، كما يذنب المؤمن، لكن الغالب على المنافق أو الفاسق انه يفرح بالذنب، لا يشعر بتلك العصرة في قلبه.. أن يا ليتني لم أفعل كذا وكذا
فطالما أنك تشعر بهذا البغض للذنب ولنفسك التي أمرتك به وسولته لك.. فأحسبك والله حسيبك أن فيك من الإيمان ما يفتقده كثير من الناس
ثالثا: هذا النوع من المؤمنين، الذين يبغضون معصية الله تعالى، ولا يريدون ان يغضبوه، ولا يتعرضوا لسخطه، ما مدخل الشيطان عليهم عادة؟
القنوط من رحمة الله
وهذا الشعور لا ينشأ إلا من عبد لم يعرف ربه حق المعرفة
فإذا عرفت حقيقة نفسك، وحقيقة اختبارك في هذه الدنيا
وحقيقة ربك
الملك وحده
العظيم على الحقيقة وحده
المتكبر وحده
العزيز.. البر.. القيوم
الذي لا تضره معصيتنا، ولا تنفعه طاعتنا
الغني عن العالمين سبحانه
المحسن.. الذي لا يحسن لعباده لأنهم يستحقون ذلك!!
إنما يحسن لهم لأن من صفاته أنه المحسن
لأنه هو يحب الإحسان جل في علاه
يغرق عبيده بإحسانه ومننه وعطاياه وكرمه وجوده وعفوه وعافيته... لعلهم يشكرونه.. فيزيدهم مرة أخرى من عطاياه وجوده
فعندما تطلب من ربك
هذا الرب العظيم المحيط بك، القريب.. الذي يعلم حالك، وهو أقرب إليك من حبل وريدك !
الوحيد الذي يسمعك وأنت تبكي لوحدك متخفيا عن الخلق
وحده الذي يعلم ما في قلبك من هم ومن تعب
وهو وحده سبحانه القادر على إزالة ما ألمّ بك.. ولا يبتليك إلا لحكمة.. لأنه سبحانه الحكيم الخبير
عندما تطلب منه المغفرة، والرحمة، والستر، والحفظ، والعافية، والعطاء، والكرم.....
لا تنتظر أن تشعر أنك إنسان جيد، وأنك صالح، وأنك لا تذنب... حتى تطلب هذا !!
تكون لم تفهم حقيقة العلاقة بينك وبينه
أنت تطلب منه.. لأنك عبد!
لأنه ليس لك سواه..
إلى أين ستذهب..؟؟ وربك العظيم الكريم يدعوك.. يقول لك: ادعوني.. أستجب لكم!
يقول لك: فإني قريب..!
يقول لك: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله... إن الله يغفر الذنوب جميعا!!
لماذا؟ { إنه هو الغفور الرحيم }
ليس لأنكم تستحقون هذه المغفرة.. ولكن لأنه هو يحب أن يغفر ويرحم
فمن الذين تصل إليهم هذه المغفرة وهذه الرحمة؟
الذين يطلبونها..!
العبد الذي يعرف حقيقة نفسه ومن هو ربه !!
يقف على بابه ويقول له.. مسكين مذنب يارب.. اغفرلي وارحمني!
فيكون حقق العبودية التي يحبها رب العزة سبحانه.. فلينهل في هذه اللحظة من عطاياه وبركاته وكرمه ورحمته..
>>
رابعا: لا توجد مشكلة على وجه الأرض، تتعلق
حذف-بالقلب
-أو بالنفس
-أو بالعلاقات
-أو بالمجتمعات
إلا وحلها في دين الله تعالى وحده، وليس لعلم النفس، أو الطاقة، أو التنمية الذاتية، أو غيرهم... قدرة على تحريك ساكن فيها، هذا إن لم يدمروها ويأخذوا بها إلى طريق مهلك
لأن الله تعالى لم ينزل لنا هذا الدين إلا ليصلح قلوبنا:
{ لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (164)} آل عمران
فاعلم أن مشكلتك حلها ليس عند فلان أو فلان..
إنما حلها عند العزيز الحكيم سبحانه
الذي خلقك من عدم.. ويعلم ما يصلحك
خامسا: ما هي بعض ملامح الحل؟
1- إذا علمت أنك عبد.. فانكب على باب سيدك ومولاك، وأره من نفسك الضعف والفقر والحاجة، واشتك نفسك إليه، واطلب منه أن يصللح قلبك وعملك، وتوسل إليه أن يكون إصلاحه لقلبك بلطف ورأفة، وأن يبصرك بما ينفعك، وأن يعينك على فعله، وأن ييسره عليك ويشرح صدرك له...
أنت عبد فقير.. اطلب من سيدك وملكك بصدق.. ثم أتحداك.. ان تقول لي بعدها: قد خذلني ربي !!
2- قد أنزل لك ربك دينا كاملا محكما مفصلا، الغاية الأساسية منه هي ( أن تعرف ربك، ثم تعبده حق العبادة )
فاجلس أمام كتاب الله تعالى، ولا تتصور أن مجرد تلاوته تشفي القلب، إنما تدبره، وابحث فيه عن صفات ربك، اعرف من هو خالقك سبحانه، كيف يعامل عباده، لماذا أجرى عليك القدر الفلاني، أو ابتلاك بالابتلاء الفلاني؟
ما الأمراض التي يمكن أن تكون في قلبك؟ وكيف يعامل الله من لديهم هذه الأمراض؟
ما العلاجات التي وضعها الله لك وأنت تقرأ كلامه، بحيث أنك بمجرد أن تقرأها وتفهم معناها.. ستجد أن كثيرا من أمراض قلبك وحيرتك وتشويشك.. قد شفي وصارت الدنيا بالنسبة لك أوضح ؟
ابحث في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام عن شفاءك
ولا تظن أن الله قد وضع في كتابه قصة فرعون، وقارون، وبني إسرائيل.. لكي نقول: آآه.. هذا فرعون، وهذا قارون، وهؤلاء بني إسرائيل !!
إنما وضع ربك لك أحسن القصص في كتابه.. لماذا؟ عبرة لأولي الألباب!
حتى تبحث في صفاتهم
وأمراض قلوبهم
وذنوبهم..
وتفهمها جيدا..
ثم تبحث في قلبك ونفسك
هل فيك (ولو ذرة) من هذا المرض أو ذاك !؟
إجاباتي هنا باختصار، ولكنها مجرد إضاءات، وأسأل الله أن تكون مقالات هذه المدونة معينة لك على تصور المسالة أكثر.
3- من رحمة الله تعالى بنا أنه قيض من هذه الأمة علماء، صادقين، ربانيين، لا يريدون إلا وجهه سبحانه، قد أفنوا حياتهم للحفاظ على دينه وجمعه وتصنيفه بحيث ننتفع منه على مر الأزمان إلى قيام الساعة
قال عليه الصلاة والسلام: " وإنَّ العالمَ ليستغفرُ لَهُ من في السَّمواتِ ومن في الأرضِ حتَّى الحيتانُ في الماءِ وفضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ"
(صحيح الترمذي)
فابحث عن أعلم من شهد له أهل العلم في زمانك، وافهم منه ما لا تعلمه من كتاب ربك وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وليدلك على تفسير ثقة لكتاب الله، ويجيبك على ما يختلط عليك من تساؤلات
فإن تعذر تواصلك معه فابحث بين طلبة العلم من يسيرون على طريق محمد عليه الصلاة والسلام، ومن الذين يعرفون حدودهم، فلا يتجرؤون على الخوض فيما لا يعلمون، بل ينقلون للمسلمين حدود ما تعلموه، أو يحيلونهم إلى من هو أعلم منهم
فإنك إن اتبعت أفضل من تعلمه في زمانك.. فقد أعذرت أمام الله، ولعل الله أن يغفر لك وله قليل ما قد يصدر منه من خطأ وزلل، كونه بشر وليس معصوم.
حذف4- اعلم أن ربك "الرب الذي يربي عبادك" خاصة إن دعوته وصدقت في سؤاله، سيربيك، ويصلح قلبك.. كيف !!؟
بأقداره عليك
الأقدار التي سيسوقها لك أنت تحديدا من دون الناس
لهذا بعد أن تتعلم عن ربك من كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام بفهم صحابته ومن تبعهم بإحسان..
سيريك الله تعالى حقيقة ما تعلمته واقعا في حياتك
فإن العلم النظري عن الله، يجعلك تفسر أقداره عليك تفسيرا صحيحا، تفسيرا يناسب الحدث، يناسب ذنبك، يناسب حالك، يناسب مرض قلبك..
ستفهم لماذا ربك سلط عليك فلان، أو سخر لك فلان
ستعرف كيف تفسر منع الله لك هذه النعمة، أو إغراقك بتلك النعمة؟؟
فإن فهمت أقداره، سترى أنه في كثير من أقداره عليه، هو فعليا يعالج كثيرا من أمراض قلبك (التي لا يعلمها إلا هو)
وتتذكر قوله تعالى { ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير!؟}
ستفهم أن هذه النعمة التي حرمك منها، لو كان أعطاك إياها لأهلكتك، وأن هذا الابتلاء لو لم يبتلك به للقيته بقلب مريض... الخ
فحين ترى بعينيك ما علمك عنه في كتابك
سيمتلأ قلبك محبة له، وتعظيما له، وهيبة منه، وخشية من أن يغضب عليك
ستشعر بالأنس به وأنت وحدك
ستكلمه.. ثم ترى من أفعاله معك في قلبك وحالك ومن حولك كأنه يرد على كلامك معه
سترى إجابته لدعاءك
ورحمته لضعفك
وتأديبه لتجبرك
وكسره لطغيانك...
فاقبل تربيته
وارض عن فعله
فإنك لن تجد أحدا يعالج قلبك كما يعالجه هو سبحانه
{ ألا يعلم من خلق.. وهو اللطيف الخبير !؟ }
5- اتخذ صحبة صالحة.. ولا تستهن أبدا بتأثير من تجالسهم
فإن جالست العصاة.. جاريتهم ( يقينا )
وإن جالست الغافلين.. غفلت
وإن جالست المتكبرين.. ستتكبر
وإن جالست المتسخطين على أقدار الله.. ستتسخر على أقدار الله
ولن تجد أناسا كاملين مثاليين.. هذا كما اتفقنا غير موجود
ولكن..
{ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا! }
اسأل الله
اسأله بصدق وتذلل أن يرزقك صحبة تعينك على الطاعة
وتسلك معها طريق العبودية الحقة للملك العظيم
العبودية التي يرضاها
التي تجعلك ذليلا بين يديه، مستسلما لشرعه الذي تركه حجة على العالمين
هذا باختصار
أسأل الله العظيم وحده سبحانه أن ينفعك به، وأن يشرح له صدرك، وأن ييسر لك طريقا إليه يقبلك به، ويجعلك يوم تلقاه من الفائزين
إن أحببت التعقيب بسؤال أو تعليق فعلى الرحب والسعة
(وأعتذر على تجزيء الإجابة، فإن المتصفح لا يقبل إلا عددا معينا من الحروف)
لا أملك لك من القول الا : اللهم لا تحرمه الجنة ، اللهم انفع به وبعلمه واجعله حجه له لا عليه .
ردحذفاخي العزيز :
اجابتك بينت لي امور كانت خافية عني ، ولم تخطر لي ببال .
بإذن الله سأعيد قراءة ماكتبته مرة اخرى
وسأحفظه عندي كمرجع ، الحقيقة اني كتبت سؤالي ولم اتوقع ان يكون هذا الرد الشافي هو الإجابة عليه
اسال الله ان يبارك لك في علمك وعملك وينفع بك الإسلام والمسلمين
آمين آمين أجمعين..
حذفالحمد لله المنان وحده سبحانه
حذفهذا رزقك.. ممن يعلم مافي قلبك
لعل الله علم من قلبك صدقا، فدلك على طريقه بأهون الطرق
سبحانه اللطيف الخبير
السلام عليكم و رحمة الله
ردحذفمشكلتي هي الخوف من اسباب تافهة اخاف مثلا انا افعل شي لا يرضي الناس.. نعم انا احاول ان ارضي جميع النلس من حولي و لا احب ان اسمع اي انتقاد منهم و من فيهم امي و ابي و حتى الناس الذين لا اعرفهم في الشارع !!!
ابسط الاشياء تؤثر فيتي و تحزني حتى عندما احس ان احد قد سلطه الله علي بكلمة او فعل اشعر ان قلبي يتحرك بنفس اللحظة
انا اعلم ان هذا مرض قلبي و اعلم ان الله يسلط علي اناس ليختبرني و يرى شدة توكلي و لكن كثيرا ما افشل في الاختبار
احب ان اضيف على مشكلتي السابقة اني اعاني من التفكير الدائم و اسميه التفكير الشيطاني ان فلان سوف يؤذيني فلان سوف يفعل كذا. و لكن مع ذلك ادعو ربي ان يصرف عني كيد عبيده
ردحذفو لكن لا اعلم لما هذه المشاعر. و لماذا الخوف من المستقبل
انا اعلم امراض قلبي و لكن لا استطيع ان اصلحها قد اكون اعاني من النفاق او عدم حسن الظن بالله
انا اول مرة اعبر عن مشكلتي بشكل مباشر و كنت اتجاهلها و ايامي تمر علي و. لم اصلح قلبي بعد
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفحياك الله أخيتي، وبارك لك في سعيك لإصلاح قلبك، وأصلحه لك بلطفه وحكمته وفضله إنه أهل لذلك سبحانه
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
بعد الاستعانة بالله تعالى سأجيب على رسالتك بنقاط، عسى الله أن ينفعك وينفع كل قارئ بها
أولا: وجود أمراض القلب عند الإنسان أمر طبيعي، وهي موجودة عند جميع البشر (دون الأنبياء) بلا استثناء، وبنسب متفاوتة وأنواع مختلفة، وليس قولي أنها أمر طبيعي يعني أنه مقبول، ولكنه يعني أنه متوقع وموجود، لماذا !؟
لأن هذا هو الجزء الأهم في اختبارنا في هذه الدنيا
أن نستخدم الوحي الذي أنزله الله تعالى لنا (ليزكينا) في فهم أمراض قلوبنا، ثم عمل العبادات والمجاهدات المطلوبة لتهذيب أو إصلاح هذه الأمراض.
وعلى قدر ( علمنا + مجاهدتنا ) في تزكية قلوبنا، على قدر ما ترتفع درجاتنا، ونفلح وننجح في هذا الاختبار
{ قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها }
ثانيا: لإصلاح أمراض القلوب نحن نحتاج إلى أكثر من مفتاح:
- طلب العلم الصحيح عن دين الله ( وخاصة العلم بأسماء الله تعالى وصفاته، والعلم عن صفاتي كعبد، وصفاتي الخاصة التي وضعها الله بي، والعلم بحقيقة اختبار الدنيا وتفاصيل الآخرة)
وهذه العلوم هي الأساس في إصلاح القلب، وبها من التفاصيل الشيء الكثير، وهي التي بدأ محمد صلى الله عليه وسلم بها، فأصلح بها قلوب الصحابة، ثم جاءتهم الشرائع البدنية فقالوا سمعنا وأطعنا.
"ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"
وطلب العلم هذا يحدث بطرق ( حضور الدروث الثقة التي تتكلم عن هذه المواضيع، تدبر كتاب الله بطريقة صحيحة، سؤال أهل العلم عما أحتاجه أنا تحديدا من هذه العلوم، قراءة النصوص والكتب الثقة التي تتحدث عن هذه المواضيع... الخ)
- المفتاح الثاني: الدعاء، فإن الله تعالى خلقنا لهدفين رئيسيين ( لنعبده وحده، ولنستعين به على هذه العبادة )
{ إياك نعبد .. وإياك نستعين }
فالله تعالى لا يريدنا فقط أن نجتهد في عبادته وطاعته وإصلاح أمراض قلوبنا (بحولنا وقوتنا) !
إنما هو يريدنا أن ننكب على بابه مستعينين مستغيثين متبرئين من حولنا وقوتنا، طالبين منه الهداية والصلاح والإيمان وانشراح الصدر والشفاء والثبات والقوة على المجاهدة والعلم والبصيرة والانتفاع والتسديد... الخ.
وكل هذه الأمور وغيرها في خزائنه سبحانه
فعلى قدر ذل العبد وطلبه من ربه بصدق.. على قدر ما ينهل من عطاياه، إن لاحظ ذلك أو أغفله الشيطان عنه.
ومن يلزم الدعاء... يجد أموره تتحسن بشكل غير متوقع.. لأنه توكل على الملك، والملك حين يعطي يعطي على قدره هو سبحانه.
- المفتاح الثالث: الصحبة الصالحة، وأنا أعني هنا تحديدا الصحبة (التي عندها علم صحيح ولو جزئيا + وفي نفس الوقت هي قريبة مني ترى وتعلم حالي)
فإن أهم منافع الصحبة ليس الاستئناس، وليس شرح الصدر، وليس التذكير بالطاعات الجارحية فحسب..!
إنما أهم منافع الصحبة هي أن تكون مرآتي "المؤمن مرآة أخيه"
أن أتحاور معها في أمراض قلبي ومشاكلي وسوء فهمي
فإما أن تريني أمراض قلبي التي لا أراها بوضوح
أو تكرر علي الكلام الذي أحتاج إلى تكراره حتى يزداد شفاء قلبي من هذه الأمراض
- المفتاح الرابع: أن أدرك أن صلاح القلب لا يتم في يوم ولا يومين.. بل ولا شهر ولا شهرين، ولا سنة ولا سنتين ( والأمراض تتفاوت في ذلك ) وقد تحتاج بعض الأمراض إلى عمري كله..! فلا أترك باب الله أبدا، ولا أكره نفسي وأكتئب وأثبت وأقنط من رحمة الله بسبب طول المدة وكثرة السقوط..
لأنني أعلم أن كل لحظة (مجاهدة، أو دعاء، أو بغض لمرض قلبي، أو طلب علم....) عبارة عن درجات عند الله، وجبال من الحسنات، ورفع لإيماني وعلاقتي بربي... فربي سبحانه شكور، لا يكافئ فقط على أعمال الجوارح!! سبحانه يعلم السر وأخفى، وإنما يشكر على حركة القلب، على النية، على الرغبة، على المحبة والبغض... بالجزاءات العظيمة في الدنيا والآخرة.
فتعبي وجهدي لا يضيع..
كيف يضيع وأنا أتعامل مع المحسن العظيم !!؟
- المفتاح الخامس: أن أدرك أن الأجر على قدر التعب والمجاهدة (بعلم وبصيرة) وليس على النتيجة النهائية
فإن كنت أجاهد بشكل صحيح، بعلم، وفهم، وأتعب، وأصارع، وأبذل الجهد... ثم قد أموت ولم أصل للنتيجة التي تمنيتها !
فإن أجري على قدر التعب.. والحمد لله العظيم المنان أنه لم يطالبنا بالنتائج، إنما طالبنا بالعمل.
- وغيرها من المفاتيح
ثالثا: لنتكلم الآن عما ظهر لي من بعض أمراض قلبك (والله تعالى أعلم)
حذفقد ألخص ما استنتجته من أمراض قلبك ومشاكلك في هذه الأسماء، وأسأل الله أن يفتح لنا في فهمها والسعي في إصلاحها.
- الرغبة في إرضاء الناس
- الحساسية (الكبر)
- القلق
- وعدم فهمك لحقيقة نفسك واختبارك (وهذا لا يعد مرض قلب، ولكنه نقص علم )
وأرجو أن تتقبل مني مباشرتي، فإن فهم الإنسان لحقيقة ما به يساعده على علاجه، بدلا من عبارات التنميق التي قد تطيل العلاج دون غاية ترجى.
فيا أختي الكريمة..
إن من أهم ما يجب علينا فهمه في هذه الحياة.. هو حقيقة عبوديتنا !
نحن عبيد
خلقنا كعبيد... وأمرنا أن نتقبل حقيقة كوننا عبيد.. فنمارس أفعال العبيد.. حتى ننجح في اختبارنا فندخل الجنة وننجو من النار
والعبد له مواصفات، قد وصفه الله تعالى بها في كتابه ( أننا ضعفاء، أننا فقراء، أننا جزوعين، أننا منوعين، أننا عجولين، أننا جهلاء، أننا ظلومين... الخ )
هذه صفاتنا جميعا، لا تنفك عن أحد منا..
وأما الذي لك كمال الصفات، وله المدائح والمحامد والرفعة والعلو هو "الله" تعالى وحده !
فحين ينتقدك أحد، أو يذمك أحد، أو ينصحك أحد... ما الذي يجرحك في ذلك !؟
ما الذي يؤذيك في كونه انتقدك أو وصفك بوصف فيه نقص !!
هذا ما يسمى الحساسية، والرغبة في إرضاء كل الناس
وكلا الأمران أصلهما (الكبر) نسأل الله أن يطهر قلوبنا من كل ذرة كبر بلطفه وإحسانه قبل أن نلقاه.
وأنا لا أقول لك ذلك تزكية لنفسي، أو تزكية للناس، إنما كما قلت لك، كلنا مبتلى بأمراض.. يجب علينا مجاهدتها وتزكيتها قبل أن نغادر هذه الدنيا، حتى نلقى الله تعالى بقلوب سليمة، وتكون مجاهدتنا هذه هي ثمن الجنة
إنما يجب علينا أن نعترف بأمراض قلوبنا، حتى يتسنى لنا بعدها أن نجاهدها بالطريقة المناسبة، ونبغضها ونرفضها كلما ظهرت منا وأرانا الله تعالى إياها.
فالإنسان الحساس لم يصبح حساسا، إلا لأنه وضع لنفسه مكانة معينة (تصورها بعقله) تجعله يبغض أن ينتقده عليها أحد، أو أن يذمها أحد، يريد أن يمدح، يريد أن يكون محبوبا، يريد أن يرى نظرة الإعجاب في عيون من حوله...
وكأن نفسه تُنسيه حقيقته...
أنه عبد !
أنه ناقص وخطاء وجاهل وظالم وفقير وضعيف... وفيه من النواقص التي تليق به ..
فما الذي يضرني أن يأتيني أحد فيقول لي: أنت غبي !!؟
قد أكون فعلا غبيا..
فأنا لست كاملا.. أنا عبد !
الله تعالى قد أعطاني ذكاء من جهة، وسلبني إياه من جهات أخرى..
فكلمته هذه لا تجرح في شيئا (إن فهمت العبودية وقبلتها)
إنما تجرح من لم يفهم أنه عبد، ووضع لنفسه مكانة، أو ابتلاه الله بأن وضعه مجتمعه في مكانة فوق مكانته الحقيقية.. وهذا الذي يحتاج إلى جهاد
وما الذي يضرني أن أتصرف تصرفا لا يليق في موقف ما.. فيضحك من حولي علي، أو ينتقدون تصرفي !؟
ما الذي يجرح في هذا !!؟
إنما الأمر بسيط للعبد.. فإن ضحكوا فسأضحك معهم على نفسي (لأن ما فعلته مضحك)
وإن انتقدوا.. فسأرعيهم أذناي لأسمع تفنيد انتقادهم علي.. حتى أنتفع منه وأفهم الصواب فأصلح نفسي في المرة القادمة.. وأعتذر عما تسببته لهم من أذى
فالعبد إذا جاءه انتقاد (أيا كان نوعه) حريص على أن ينتفع منه.. لماذا !؟
لان عقله مع الله !!!
هو يبحث عن مديح الله تعالى له
هو يريد أن يكون صالحا بالطريقة التي تجعل الله يحبه
هو مهموم بإصلاح هذا القلب.. لأنه هو محط نظر الرب
فإذا لم ينصلح.. ومدحني كل الناس !!! فلن يحبني ربي !!!!
فماذا أصنع حينئذ !!؟
أنا لدي رغبة جامحة أن أنتفع، وأصلح، وأتحسن، وأزكو، ويشفى قلبي، وينصلح إيماني....
لدي رغبة حقيقية وتامة أن لا أدخل النار !! ولا أتعذب في القبر...
فكل لحظة انتقاد، أو نصيحة، أو مشورة... ستكون سببا في صلاحي
فأنا أسعى لها سعيا..
لا أن أتحسس منها وأتعب وأجرح !!
أمر آخر: يجب أن أفهم الحكمة من ترك الله تعالى لي لأخطئ وأسيء وأسقط..
حذفنعم.. الهدف الذي خلقنا من أجله هو أن نحقق العبودية فنصلح قلوبنا وجوارحنا
لكن كثيرا على الرغم من دعائي ومجاهدتي.. أسقط وأخطئ وأسيء... لماذا !؟
إن كل لحظة خطأ أو إساءة أو سقوط... هي عبارة عن مجموعة من الرسائل من الله تعالى لقلبي
أحتاج أن أفهم هذه الرسائل وأنتفع بها
- قد تكون تذكرة لي لألتزم الدعاء والتضرع
- قد تكون عقوبة على ذنب أنا مصر عليه، أو ظلم أؤجل إصلاحه.. فالله تعالى يأتي بي لكي أتوب وأرجع
- وقد يكون الهدف فقط هو كسري.. كسر ما في قلبي من كبر.. حتى لا أحسن الظن بنفسي فأظن أنني شيء !
- وقد يكون الهدف هو اختبار لحسن ظني بربي، وعدم استعجالي لإجابته
- وقد يكون بسبب نسبة بعض النعم لنفسي، او بطري عليها وانتقادي الدائم لها.. فسلبها ربي مني ليربيني...
- وغيرها وغيرها من الرسائل والحكم، التي قد لا يفهمها أكثر من الشخص بحد ذاته (خاصة إذا كان عنده مقدار من العلم)
أما الاكتئاب واليأس من النفس والتثبط.. فلا مكان له هنا إطلاقا (إلا أنه نفخ من الشيطان، ليجعل العبد يسيء الظن بأرحم الراحمين، فيوقف الجهاد ويوقف العمل)
إنما قضى الله على ابن آدم النقص والخطأ.. ليعبد ربه ويجاهد ويصلح.. وهذا ثمن الجنة كما قلنا.
وتذكر أن ربك شكور.. فإذا كنت مهموما بفعل ما يحبه سبحانه (فهذه عبادة.. والله شكور) وإذا كنت تجاهد (فهذه عبادة...)... الخ
أمر آخر: إن مديح الناس أو ذمهم لن يزيدني شيئا ولن ينقصني
ولكن هنا أمر مهم
يجب أن لا يكون رضا الناس همي.. ولا أن أسعى لأحصل على حبهم ومديحهم
لكن في المقابل: كل الناس الذين وضعني الله تعالى بينهم لهم حقوق
لهم حاجات قد جعلني الله سببا في سدها.. وجعلهم بذلك طريقا لي لجمع الحسنات ورفعة الدرجات
فأنا لابد وأن أراعيهم، وأراعي حقوقهم، وأراعي عُرفَهم، وأراعي مشاعرهم... ) ليس لأحصل على رضاهم.. ولكن ليرضى الله تعالى
وهذه موازنة تحتاج إلى دوام جهاد ( أن أظل أدفع قلبي ليحمل هم رضا الله تعالى وحده، وفي نفس الوقت أدفع جوارحي لفعل ما يجب علي اتجاه الناس... حتى يوصلوني إلى الله تعالى )
{ وجعلنا بعضكم لبعض فتنة.. أتصبرون !؟ وكان ربك بصيرا }
وأمر أخير أسأل الله أن ينفع به.
قد خلقنا الله تعالى بقدرات وتخصصات مختلفة. فأتينا إلى الدنيا لنقوم بالعبودية بصور مختلفة
فمنا الغني والفقير ، والصحيح والمريض، والمتزوج والأعزب، والذي أنجب والمحروم
ومنا من شخصيته قوية مؤثرة.. ومنا الهادئ المتأثر
منا المحبوب الذي تحب الناس شخصيته.. ومنا البسيط الذي لا يندمج مع الناس كثيرا...
وكل واحد من هؤلاء مختبر
وهذا من الفتن العظيمة التي يسقط فيها كثير من الناس (خاصة في زماننا) بسبب نقص علمه وانكباب القلوب على الدنيا !
فليس الكل يجب أن يكون غنيا !
وليس الكل يجب أن يكون جميلا !!
وليس الكل يجب أن يكون ذكيا..!!!
وليس الكل يجب أن يكون ذو شخصية مؤثرة قيادية !!!!!
وليس الكل يجب أن يكون عالما !!
إن الله الحكيم سبحانه قد قسم العطايا بين الناس، وأراد من كل واحد منهم أن يعبده من خلال هذه العطايا.. وهو في اختبار على كل تفصيل
فالذي حرمه الله تعالى الشخصية المحبوبة المؤثرة القيادية مثلا..
خاصة في زماننا
يظل كثير من الجهال ينتقدونه، ويضغطونه، ويطالبونه بأن يطور من نفسه، وأن لا يكون هامشيا.. وأن تكون له بصمة واسعة النطاق !!!
ولو فهم حقيقة العبودية
وحقيقة ما يريده "الله" تعالى منه.. لما أنهك عقله وقلبه ووقته لتحقيق أمر لم يرزقه الله تعالى إياه
فالله تعالى الذي سلبك هذا الأمر.. قد رزقك في مقابله أمورا أخرى.. يجب عليك أن تتفكر فيها وتعرف كيف تستخدمها في عبادته
فانت مختبر: بالصبر على النقص الذي تحسه (والذي قد يتجدد في المواقف وتعليقات الناس)
وبالرضى برزق الحكيم الخبير لك
وبحمد الله تعالى وشكره على أن كفاك البلاءات المصاحبة لهذا الرزق الذي حرمته
وصاحب الشخصية المحبوبة المؤثرة القيادية... مختبر !
حذفبل إن اختباره أصعب بكثير من اختبار من حرم
لأنه كلما زادت النعمة.. ازداد ما معها من بلاء.. وازداد السؤال عنها يوم القيامة
فهذا المنعم عليه: معرض لأمراض قد عافى الله منها المحروم ( الكبر، والعجب، والالتهاء بالناس ومديحهم ونظرتهم، ونسبة النعمة للنفس والكفر بها، استخدامها في معصية الله، الافتخار بها على الخلق، الاطمئنان من عدم زوالها – الأمن من مكر الله-...... )
فإن نجح في هذه الاختبارات.. يكون قد انتفع من هذه النعمة
وإلا حوسب عن كل سوء في تعامله معها يوم القيامة
{ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}
فيجب أن يفهم هذا الذي يسعى لمحبة الناس ومديحهم: أن الظهور والتأثير ليس هدفا بحد ذاته
إنما هو وسيلة عند من أعطاه الله تعالى إياه
واختبار صبر ورضى وحمد لمن لم يعطه ربه إياه
وهذا لا يعني أن يترك الإنسان نفسه دون تعديل وتحسين
إذا وضعك الله تعالى في مواقف، أو وضعك في ثغرة.. تحتاج إلى هذه النعمة التي لم تُرزقها
- فالزم باب الله بالسؤال أن يرزقك منها ما ينفعك في هذا الموقف أو هذه الثغرة (لا أن تصبح النعمة هدف بحد ذاتها)
- واسع أن تحسن هذا النقص في نفسك بشكل متوازن، دون أن يكون هذا هدفك، ويشغل قلبك وتفكيرك ويتحكم في قراراتك وردود فعلك.
وهنا ننبه إلى أمر: أن من الأخطاء التي يمارسها الإنسان نتيجة عدم فهمه للنقطة السابقة، وتتسبب في سقوطه في كثير من المشاكل والنقص وإساءة التصرف...
هي إصراره على ممارسة الأدوار لم يخلقه الله تعالى لها، أو التلبس بقدرات أو شخصيات لم يرزقه الله تعالى إياها، بسبب تقليده لأحد، أو رغبته في هذا النعمة بشدة... الخ
فيظل يمارسها (وهو لم يعطه الله تعالى مقوماتها)
فيخطئ
ويظل يسقط
ويظل يؤذي من حوله
فيظلون ينتقدونه إما بالكلام أو بالنظرات... الخ
أما الذي يفهم ما أعطاه الله إياه
وتقبل النقص الذي اختاره الله له
واستعان بالله جل في علاه على أن يسد الثغرة التي تناسبه.. وتنحى عن الثغرات التي لم يختره الله تعالى لها (إلا أن يضطر اضطرارا لذلك.. ووقتها يستعين ويقوم بها لله على قدر الموقف فقط)
سيقل خطؤه جدا.. لتواضعه.. وفهمه لنفسه.. واعترافه بنقصه وقصوره وعبوديته
وسيجد موقعه المناسب بين إخوانه.. يسد ثغراتهم ويسدون ثغراته.
هذا والله تعالى أعلى وأعلم
أنا لا أعرفك أخي الكريم.. ولا أعرف إن كان هذا الكلام نافعا لك على الحقيقة أو لا
إنما استعنت بالله تعالى، وبنيت على ما قرأت
فما كان فيه من حق ومنفعو وصواب.. فهو من الله القريب العليم
الذي يعلم حالك.. ورزقك بإحسانه ما تحتاجه بالضبط
إن كان عن طريقي أو عن طريق غيري
وما كان من خطأ فاعذرني.. فأنا أهل لذلك
ولا مانع أبدا إن أحببت أن تكمل الحوار لنفهم مشكلتك أكثر.. لعل الله تعالى يفتح لنا في محاولة إصلاحها اللهم آمين
شكرا جزيلا على الاجابة الوافية كنت اعلم ان ان هناك امر خطير يحصل في قلبي سواء كان كبر او نفاق .. و فعلا ذلك شجعني ان اطلب العلم و لكن يا اخي كل ما اقدم على على فعل امر الشيطان بوقفني.كيف ؟ تبدا الوساوس تشغل ذهني و المخاوف حتى تنسيني ما انا مقدم.عليه من عمل نعم اعلم ان كيد الشيطان ضعيف لكن.اعلم.مثلما قلتي اولا يجب الاستعانة بالملك العظيم ..
ردحذفاسأل الله ان يهديني و يصلحني يا رب
حياك الله أختي الكريمة
حذفملاحظة مهمة أعيد تكرارها: الشيطان لن يتركك ما حييت، فلا تظني أن تصلي إلى مرحلة تتوقف فيها وسوسة الشيطان لك، قد تضعف وتقوى، قد يتركك في أمر ويوسوس لك في أمر آخر
نحن مختبرين وسنظل مختبرين حتى نخرج من الدنيا
فأنت لن تنفكي عن المجاهدة المستمرة (والتي أولها الدعاء، والاستغاثة اللحظية في كل موقف، ثم طلب العلم، ثم مخاطبة نفسك بالحقائق التي ترد تفلتها وطغيانها، ثم إكثار العبادات التي ترفع الإيمان وتعين على أمراض القلب، ثم معرفة حقيقة نفسك التي تجعلك تنشغلين بما خلقت له ولا تقتحمين ما لم تخلقي له، ثم إدراك عيوب النفس التي تجعلك مشغولة بها عمن سواها، وخائفة من أن تخرجي من الدنيا وأنت تحملين هذه الأمراض معك... الخ)
وستخطئين
وستسقطين
وسيغلبك الشيطان مرة، ويعينك الله عليه مرة
وعلى قدر استعانتك ومجاهدتك.. يأتي الأجر
فتلقي الله وأنت متواضعة، كارهة لعيوبك، مجاهدة لها، راجية رحمة ربك بك وحده سبحانه
نسأل الله الهداية والمعونة والثبات والعافية لنا ولكم وللمسلمين في الدنيا والآخرة
احب ان اضيف انني نعم اسعى الى ارصاء الناس و لا اتحمل منهم كلمة و هذا حقيقي و قد علمت انه كبر و لكني لا اسعى الى الحصول على المديح على العكس
ردحذفلفر قلتها سابقا انا لا اتحمل حدة الكلام و اللسان و خاصة اذا كان من والدي لاني لا اتحمل مجرد ان يتذمرون من امور افعلها و لا اقدها احيانا و لكن من داخلي اتاثر و لا احد يعلم لاني لا اريد ان يغضب علي الله و لكن احيانا لا استطيع ان ارضيهم دائما سوف اسعى ان اعطيهم حقوقهم كاملة و احسن معهم و لكن اذا كان هناك نقص ليس بيدي هذا ما يؤثر فيني
و اعلم ان القلوب يبد الرحمن ادعو دائما ان يسخر لي عبيده و فعلا نحن في اختبار لم اكن اعرف انه حقيقي و لم اكن اعلم اني غهلا اعاني من كبر و قد لا ادخل الجنة
شكرا كثيرا اسال الله ان يعينني و يهدينيطي و يصلحني و يجمعنا في الجنة امين
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفالسلام عليكم بارك الله فيكم
ردحذفانا اعاني من الكسل الشديد الجسدي والنفسي واشعر بالعجز بكل امور حياتي وهذا يتسبب بالضيق لاني مقصره بالواجبات الدينيه والدنيويه والله المستعان
ردحذفالسلام عليكم ورحمه الله وبركاته اسئل الله ان ينفع بكم لدي كلمه جميله في التوكل علئ الله وحسن ضن عبدة به بسم الله والحمدلله وصلى الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم امابعد لو توكل العبد حق توكله بالله مثال وطلب من ربه ان يرزقه وهو لايعمل ولكنه يدعوالله بالرزق مع يقين انه هو الرزاق فوالله سوف يرزقه الله كما اخبر به نبينا صلى االله عليه وسلم عما يرويه عن ربه في الحديث القدسي انا عند ضن عبدي بي ان خيرن فخير وكما اخبرنا ربنا عزوجل ومن يتق الله يجعل له مخرجا التقوى من التقى والتقى هو من جعل بينه وبين عذاب الله وقايه واستغفروا ربكم انه كان غفارا وهذا سبب وامر اهلك بالصلاه واصطبر عليها لانسئلك رزقا نحن نرزقك الايات دلت على انك حينما تعرف الله حق معرفته وتتوكل عليه وتخاف من تعصيه وحينما تبتلى تصبر فاعلم انه ارحم الراحمين وسوف يرزقك وفي السماء رزقكم وماتوعدون وجزاكم الله خير اسف على الاطاله حاولت اختصر
ردحذفجزاك الله خيراً
حذفولكني اخشى أنني آثم على هذا الكسل والعجز
السلام عليكم
ردحذفأولا.. أعتذر عن الرد على الأخ سمسم.. اسمحلي بسبب كثرة مشاغلي
سأحاول الرد عليها سريعا
وبالنسبة للأخ (غير معرف)
الكلام جميل ولكنه يحتاج إلى تعديل
من أجل التوازن بين التوكل على الله والرضا بقضائه، وبذل الأسباب المأمور بها
فيرجى مراجعة هذين الرابطين، فقد كفى علمائنا ووفوا في بيان التوازن بينهما، جزاهم الله عنا خير الجزاء
https://islamqa.info/ar/11749
https://islamqa.info/ar/130499
وبالنسبة للتقوى
ردحذففإن التقوى لا تنحصر في مجرد التوكل (الخالي من الاخذ بالاسباب)
ويمكن مراجعة هذه الفتوى لمعرفة كيفية تحصيل التقوى
نفعنا الله بها
https://islamqa.info/ar/228612
الله ينفعنا ويجعلنا ممن يفهم تربية الله
ردحذفآميين آمين أجمعين
حذفالسلام عليكم
ردحذفمانصيحتكم في البدء بعلاج امراض القلب اومن باب اولى كيف اشخص مرض قلبي؟
وعليكم السلام ورحمة الله
حذفحياك الله يا أخي
سأذكر ملخص الحل، عسى الله تعالى أن ينفع به
فإذا احتجنا إلى التفصيل عسى الله أن ييسره لاحقا بإذن الله
1- الدعاء، ودوام الدعاء، وشدة الذل والاستغاثة في الدعاء، لأن هدايتنا بيد الملك الرحيم سبحانه، وعلى قدر ما نحقق عبوديته والذل له، وعلى قدر ما نطلب منه سبحانه، تأتينا العطايا والفتوح
2- تكرار واستمرار طلب العلم:
أ- بشرط أن يكون علما صحيحا من القرآن والسنة على فهم الصحابة وسلف الأمة، دون تأليف ولا إبداع، من طلبة علم وعلماء ثقات، ملتزمون بالدليل باحثون عنه
ب- وخاصة العلم الذي يصلح القلوب (أسماء الله وصفاته، صفات المخلوقين وأمراض القلوب، حقيقة الدنيا والآخرة)
هذا العلم هو مفتاح النجاة، وهو الذي سيدلنا على الطريق بتفاصيله، على قدر صدقنا ودعائنا وتقوانا
3- التفكر في العلم، وتدبره، فإن العلم بلا تفكر وتدبر، سيخزن في العقل كملفات نظرية لا أثر لها على القلب والعمل، ولا يكاد يكون له معنى إلا أنه حجة على صاحبه !
ومن طرق التفكر:
- حضور مجالس الوعظ (الثقة) فالوعظ أحد وسائل التفكر
- تدبر القرآن
- الصحبة الصالحة (ما هي الصحبة الصالحة ؟ التي تشاركني في طلب العلم، وتكون قريبة مني وكثيرة الخلطة بي، وأهم جزء في علاقتنا هو الصراحة المطلقة في نفع بعضنا، ينصحونني وأنصحهم، ويناقشونني في قلبي وأفكاري وسلوكي وأناقشهم، ويذكرونني بالعلم الذي يحتاجه مرض قلبي وأذكرهم، ويدفعونني لأقاوم مرض قلبي وأدفعهم... الخ)
كيف يكون التفكر ؟
التفكر والتدبر: هو تقليب المعلومة بداخلي (أو مع غيري) ومناقشتها (حتى مع نفسي) ووعظ نفسي بها، وتذكر النصوص التي تتكلم عنها، وأبحث في مشاعري عما له علاقة بها، وهل مشاعري توافق هذه المعلومة أم تخالفها، هل خواطري في المواقف صحيحة مع النصوص أم عكسها، هل أنا داخلي... مثل ظاهري الذي أظنه في نفسي ...... الخ
هذه العملية إذا أخذت الوقت الكافي.. سينشأ عنها مشاعر..!
وهذا هو المطلوب
أن يصلح التفكر أعماق أفكاري، ويُنشئ مشاعر صحيحة، موافقة للحق
هذه المشاعر كلما ازدادت وتكررت.. دفعت مشاعر الباطل وأخرجتها من القلب
فانصلح القلب
في ماذا أتفكر ؟
- في اسم من أسماء الله تعالى، وكيف يعاملني الله تعالى به في الدنيا، وكيف يعامل من حولي، وكيف يعامل خلقه، وكيف أنا أعيش تحت ظل هذا الاسم
- في شعور سيء اكتشفته بداخلي (إن كان في حق الله أو في حق الناس)
- في تصور خاطئ أحمله في عقلي، انتبهت، أو نُبّهت إلى أنه يخالف كلام الله تعالى، عن نفسي أو عن الناس أو عن الدنيا... الخ
- في حقيقة الدنيا، في النعم التي أغرق فيها، في بلاء تعرضت له...
- في تفاصيل الآخرة، في المشاعر التي سنشعر بها وقتها
- ....... الخ الخ
4- العلم ببقية ما يجب أن أتعلمه من دين الله (تفاصيل التوحيد، الفقه، الحقوق، الأولويات، ... الخ)
حتى أستطيع أن أطبق النقطة الخامسة
5- التقوى: وهي العمل بالعلم
كلما ازدادت مجاهدتي لنفسي في تطبيق ما علمته من دين الله على نفسي (إن كان في أمر قلبي أو جارحي)
كان ذلك سببا لأن يزيدني الله علما وبركة وفرقانا وتثبيتا
{... وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68)} (النساء)
عسى الله أن يعيننا ويسددنا وينفعنا
ويخرجنا من اختبار الدنيا وهو راض عنا
آمين
امين
حذفامين امين امين
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفاريد ان اعرف عيوب قلبي كيف القى الله بقلب سليم اريد ان اعرف هل سامحتها ام لم استطع وكيف اسامحها كي اجد رحمة الله حيث انني احيانا اتمنى ان تشعر بما اشعر به بسببها واحيان اتراجع
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفأسأل الله بمنه وكرمه سبحانه أن يطهر قلبي وقلبك وقلوبنا أجمعين من كل ما لا يرضيه، ونلقاه سبحانه بقلوب سليمة.
سأحيلك أولا على قناتي في التلجرام لمناقشة أمراض القلوب، تم فيها مناقشة 6 أمراض إلى الآن من فضل الله تعالى وحده، عسى الله أن يجعل لك فيها فتحا
https://t.me/AmradAlquloob
أما بالنسبة لمشكلتك بشكل خاص، فأسأل الله السداد والتوفيق لي ولك وأقول لك
إن الله تعالى يجري علينا الأقدار لغرضين رئيسيين (تملؤهما الرحمة):
1- لكي يكشف لنا أمراض قلوبنا
2- لكي يشفي لنا هذه الأمراض (بالتدريج)
فحينما قدر الله عليك هذه العلاقة من البداية، ثم انتهاء العلاقة بهذه الطريقة، كشف لك أمراضا في قلبك لم تكوني تظنين أنها موجودة
مثل
التعلق بغير الله
الرجاء من غير الله
التوكل على غير الله
الغفلة
...
هذا ما تلمسته من كلامك والله تعالى أعلم
وقد يكون الله تعالى كشف لك أكثر من هذا
كما أنه سبحانه من خلال هذه الأقدار، قد أخرج من قلبك جزءً من هذه الأمراض أصلا، فأقدار الله تعالى المؤلمة من أسباب تطهير القلب من أمراضه
راجعي
http://tadabbaralquran.blogspot.com/2015/10/blog-post.html
الآن وباختصار شديد، تحتاجين أن تبدئي رحلة الهداية
رحلة الإيمان
رحلة الاستعداد للقاء الله تعالى وخوض هذا الاختبار كما ينبغي
رحلة المجاهدة في الاستسلام للدين الذي أنزله الله تعالى، وعدم الاغترار بما نرى الناس عليه من غفلة، ولهو، وتفاصيل كثيرة تشغلهم، وتؤرقهم، ويتخالفون عليها، ويقتتلون من أجلها....
رحلة المصدق لكلام الله تعالى، الذي قد علم حقيقة الدنيا، وحقيقة الحياة الأبدية التي هو مقدم عليها، وكيف يستغل كل لحظة في هذه الدنيا (قدر المستطاع) ليحظى بأكبر قدر من الفوز والنجاة في الآخرة
سأصف هذه الرحلة بنقاط مختصرة جدا
ما تحتاجينه هو أن تبدئي بها
بجد واجتهاد قدر المستطاع
وسترين كيف يأخذ الله تعالى بيدك للهداية، بلطفه وحكمته
1- الدعاء المستمر (الاستغاثة بالله) بكل حاجاتك، التي من أهمها: أن يهديك، ويصلح قلبك بلطف، ويبصرك بعيوبك، ويعينك على إصلاحها، ويسخر لك صحبة صالحة تعينك على طريقك، ويسددكم، ويثبتكم، وينفعكم ببعضكم، وأن يشرح صدرك للحق، ويشغلك به، ويجعل القرآن ربيع قلبك، ويحسن خاتمتك، ويغفر لك، ويرضى عنك، ولا يعاملك بعدله، ولا يجعل للشيطان عليك سبيلا.............. الخ
2- محاربة خدعة الشيطان "الغبية" محاربة قاطعة، وهي اليأس من روح الله، أو القنوط من رحمة الله، فإن الله تعالى قد خلقك خطاءة ناقصة، وأمرك أن تسعي في الدنيا بتزكية نفسك، وبلزوم التوبة والاستغفار، فاستمري على ذلك، ولا تقنطي من أن يهديك الله أو يرحمك، أو يغير حالك، أو حال من حولك، أو يغفر لك.... أبدا
3- ابحثي (بعد الدعاء) عن صحبة صالحة، ولو شخص واحد، ليس الغرض منها مجرد المشاركة في الأنشطة والفعاليات! ولا الغرض منها الأنس وتقضية الوقت، ولا ينفع أن تتحول إلى محبة مع الله! إنما صحبة نتناقش بأمراض قلوبنا، ونتدبر تربيات الله تعالى لنا، ونغوص في دقائق مشاعرنا وخواطرنا، ونتدارس آيات كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونسقطها على مشاعرنا وأفكارنا وأحوالنا لتصلح كثير الخلل فيها.....
صحبة تقول لي: شعرت أن في كلامك كبر، أو لمست فيك حسد، أو كأن ما قلته فيه سوء ظن.....
ولا تجاملني فتهلكني
وأنا أقبل منهم ويقبلوا مني، ونتناقش فيما رأيناه، ونبحث عن صلاحه في قلوبنا... الخ
فإن "المؤمن مرآة أخيه" وبدون هذه المرايا يكون طريق الهداية صعبا جدا، ولا نظن أن مجرد سماع الدروس العامة يكفي، إنما هذا الصاحب الملاصق الذي يعلم دقائق أحوالي، يستطيع أن ينبهني على ما لا يستطيعه العالم البعيد عني، ويناقشني بما لا يستطيع طلبة العلم مناقشتي به لانشغالهم وضيق أوقاتهم...
4- طلب العلم المستمر، خاصة ما يخص (أسماء الله وصفاته، صفاتي أنا كبشر وصفات من حولي، حقائق الدنيا بالتفاصيل، تفاصيل ما سيحدث في الآخرة)
حذفمع التفكر فيه، وإسقاطه على القلب
فعلى قدر التفكر يكون الانتفاع
5- لزوم قراءة القرآن، مع التفسير قدر المستطاع، مع محاولة التدبر قدر المستطاع، فإن القرآن لا يغني عن سماع العلم، وسماع العلم لا يغني عن القرآن.
6- مجاهدة النفس عند اكتشاف الأمراض لحظيا، وهو حينما يلمع في صدري المرض، أتفكر لحظيا بالحقائق والنصوص التي ترد هذا المرض، كحقيقة الدنيا والآخرة، ودقيقة هذا الإنسان الذي أنا متعلق به وأنتظر منه النفع والفرح والسعادة وانشراح الصدر... (مثلا) وحقيقة صفات ربي سبحانه، كامل الصفات، وجميل الفعال، الذي يملك وحده القلوب والصدور، الذي يغرقني بنعمه وإحسانه ورحمته، الذي هو أرحم علي من نفسي..!!
فالتفكر اللحظي (المجاهدة القلبية للمرض) يدفع مشاعر الباطل ويحل محلها مشاعر حق، ومع كثرة المجاهدة يصقل الله تعالى برحمته القلب ويجعله مليء بمشاعر الحق.
7- كثرة العبادة قدر المستطاع، مع مجاهدة المعاصي قدر المستطاع، فإن كثرة العبادة ترضي الرب، والتقوى ترضي الرب، فإذا رضي سبحانه، قربت إجابته للدعاء، وأصلح القلب، واعان عبده التقي بما لا يعان به غيره... سبحانه
8- الصبر على كل ذلك.. فإن الله تعالى خلق الدنيا في 6 أيام، لنعلم أن أمره ليس على عجل، فاستغلي عمرك في هذه الخطوات، وانتظري الفرج من الله، دون قلق ولا وسواس : )
فتح الله عليك وسددك ويسر لك صلاح قلبك بفضله ورحمته
ولا وكلك إلى نفسك ولا إلى غيره طرفة عين
سأضع لك بعض الروابط من هذه المدونة، التي تخص بعض النقاط التي وضعناها
نفعك الله تعالى بها
http://tadabbaralquran.blogspot.com/2016/05/blog-post_28.html
حذفhttp://tadabbaralquran.blogspot.com/2015/08/blog-post.html
http://tadabbaralquran.blogspot.com/2015/03/14.html
http://tadabbaralquran.blogspot.com/2015/04/15.html
http://tadabbaralquran.blogspot.com/2015/04/16.html
https://www.dropbox.com/s/rmufn2ga73n7ogz/%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%82%D8%B4%D8%A9%20%D8%A3%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%B6%20%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D8%A8.pdf?dl=0
جزاك الله خيرا
ردحذفالروابط لاتفتح
ردحذف؟؟؟
ردحذفلو تعطيني مواضيع الروابط وابحث انا عن المواضيع
ردحذفأعتذر أخيتي
حذفانسخي الرابط وضعيه في المتصفح
يفتح معك إن شاء الله
كيف التخلص من التعلق ليصفى ذهني وقلبي تعبت كثيرا ورمضان ع الابواب اسمع كثير واقرا ولكن اجد تشتت ف ذهني وقلبي 💔
ردحذفوهناك حلما ادعوا به ليل نهار واتمناه كثييرا ولم يتحقق حتى الان واحتاجه كثيرا وكثيرا ما اشعر بالانكسار اعلم بان امر المؤمن خير ولكن اخاف بان الله يعاقبني لاني سمعت من ذاق الشي قبل اونه عوقب بحرمانه
ردحذفسبحان الله.. كنت مشغولا طوال الفترات السابقة ولم أنتبه إلى الرسالة إلا الآن.
حذفأحيلك أخي الكريم إلى قراءة كتاب (الداء والدواء) لابن القيم رحمه الله تعالى
فإنه كان إجابة على سؤال مثل سؤالك
واسأل الله تعالى أن ينفعك به
السلام عليكم
ردحذفانا نشأت في بيت مسلم غير متدين
عندي شكوك في الدين الاسلامي
انا أؤمن بوجود الله .. لكن اصبح عندي شك في ما هو الدين الحق ؟
خايفه اعمل مقارنه بين الاديان فأضل الطريق اكثر
ما نصيحتكم لمثل حالتي ؟
وعليكم السلام ورحمة الله
حذفحياك الله أختي الكريمة
أسأل الله أن يشرح صدرك بالحق، وأن يبعد عنك وساوس الشيطان، ولا يجعل له على قلبك سبيلا، وأن يثبتك على الحق الذي يرضيه سبحانه حتى تقفي بين يديه، وأن يجعل خير أيامك يوم لقائه
أولا أختي الكريمة.. كونك مؤمنة بوجود الله تعالى فإن هذا يدل على أن فطرتك السليمة باقية على سلامتها، وأننا لا نحتاج أن نبدأ الطريق من الصفر، فنستعرض الأدلة (التي لا حصر لها) على وجود خالق قادر عظيم حكيم رحيم لهذا الكون سبحانه
ثانيا.. كونك تربيت في بيت غير متدين، فإني أظن أن التعبير الأنسب لما تعانين منه هو أن لديك جهل بحقيقة دينك، لا أن لديك شكوكا فيه
فكل ما تحتاجينه.. هو أن تتعلمي حقيقة دينك.. وستجدين أن فراغا في قلبك قد امتلأ بالحق، امتلأ باليقين والبراهين.. وقد كان فارغا قبل ذلك
المسلم أختي الكريمة..
هو الذي عُرض عليه الإسلام (بأركانه وحقائقه ومعجزاته)
ففهمه، وأدرك أنه الحق، وأن ما سواه باطل
فصدقه
فقرر الاستسلام له
فشهد الشهادتين.. وبدأ يمارس أعمال الإسلام
فأصبح مسلما
هذه الخطوات ضرورية لكل أحد، ولد في الإسلام أو في غيره
فالذي تحتاجينه الآن.. وقد شرح الله صدرك للسؤال والبحث
هو أن تبدئي بطلب العلم
وليس المقصود طلب العلم التخصصي الذي يجعل منك عالمة (وإن كان ذلك ليس ممتنعا، فلعل الله تعالى أن يفتح لك بابا إلى العلم، فتتعلمين وتعلمين، وتنفعين إخوانك من المسلمين) ولكن المقصود هو طلب العلم الأساسي الذي يجعل منك مسلمة، موقنة، صالحة القلب، صالحة العمل، توابة، رجاعة إلى ربك سبحانه
قال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة: ولا عُبِدَ الله وَحده وَحُمِد، وأُثنِىَ عَلَيْهِ ومُجّد، إِلَّا بِالْعلمِ، ولا عُرف الْحَلَال من الْحَرَام إِلَّا بِالْعلمِ، ولا عُرف فضل الاسلام على غَيره إلا بِالْعلمِ. اهـ.
وقال ابن القيم رحمه الله في الداء والدواء: الكمال الإنساني مداره على أصلين: معرفة الحق من الباطل، وإيثاره عليه. وما تفاوتت منازل الخلق عند الله في الدنيا والآخرة إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين. اهـ.
فاحرصي على طلب العلم
واحرصي على الدعاء (وهو سؤال ربك خالق السماوات والأرض دائما بإلحاح، أن يهديك للحق، وأن يشرح صدرك لك، وأن يعينك عليه، وأن يثبتك عليه...)
ولعلني أضع لك هنا بعض الاقتراحات لطلب العلم
نفعك الله تعالى بها
(انسخي الروابط... والصقيها في المتصفح)
https://islamqa.info/ar/answers/9607/%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82
هذه قنوات على التلجرام.. عسى الله تعالى أن ينفعك بها
https://t.me/joinchat/AAAAAEMWvznpaDOnVLiCsQ
https://t.me/zadaltareq
https://t.me/Fw_bdr
https://t.me/AbdurRazzaaq_Albadr
https://t.me/Ta3dheem_Arrab_Subanah
https://t.me/tmkenAltawhed
https://t.me/tadabr2
وأحيلك على قراءة كتيب صغير للشيخ محمد عبد الوهاب
اسمه (فضائل الإسلام)
بإذن الله تعالى سيسد ثغرة كبيرة مما تجدينه في قلبك
http://www.salafidemontreal.com/doc/Sharh_Fadlil-Islam.pdf
ولا تنسي الاستعاذة بالله تعالى دائما من الشيطان الرجيم
الذي لا همّ له ولا وظيفة.. إلا أن يبعدك عما يصلحك
في الدنيا والآخرة
سددك الله تعالى
ويسر لك طريق العلم بالحق
ويسر لك العمل به
وجمعك بمن تحبين في جنة عرضها السماوات والأرض
لا يبأس ساكنها أبدا.. ولا يتعب ولا يحزن
انا عندي إشكاليه مع ايه قرآنيه
ردحذف"فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الي يوم يلقونه"
لو عندي مرض الشك .. يبقي انا كده من اهل النار
مهما حاولت
ياريت لو الاجابه مفيش فيها امل
مش عايزه اعرفها
ههههه
ردحذفلا يا أختي
مجرد سؤالك عن هذا الأمر، واهتمامك بآخرتك
دليل على أنك لست من هذا الصنف
إن هذا الصنف
الذي أصر على اعتقاد تكذيب القرآن، أو أصر على إخلاف الوعد، على الرغم من حلم الله تعالى عليه، والفرص الكثيرة التي أعطاه إياها، ولكنه اختار الدنيا ولا يريد ما يذكره بالآخرة
فإن هذا الصنف.. لن يشعر بالندم والذنب أصلا، ولن يشعر بالرغبة في التوبة
نسأل الله السلامة والعافية
لكن الذي في قلبه شك، فهذا الشك له أحد حالان:
- إما أن يكون شكا مع جهل، فأنت لديك شك في الدين، وليس لديك إجابة على هذا الشك، ولا أدلة تردين فيها عليه
> ففي هذه الحالة يكون حلك بالعلم، "إنما علاج العي السؤال" العي أي الجهل.
فنرجو منك الانتفاع بالرد السابق الذي رددناه على الأخت التي سبقتك
- أو أن يكون مجرد شعور بالشك، مجرد (زن) أجده في قلبي، وأنا أعرف الإجابة عليه، وأعرف الأدلة التي ترده، لكنه لا يكاد يتركني، يظل يتكرر علي وعلى شعوري
> ففي هذه الحالة يكون هذا الشك مجرد وسوسة من الشيطان
زنننن من عدو الله تعالى وعدوك
وحله: كثرة الاستعاذة بالله تعالى منه
والرقية
والإكثار من الأذكار بأنواعها
ثم... تحتقرين هذا الزن، وتهملينه، ولا تسترسلين معه، ولا تحاولين مناقشته
لأن هدفه الوحيد هو تعطيلك عن الطريق
والتثقيل عليك
فلا تسمحي له بذلك
سددك الله وشرح صدرك للحق
وجمعك بمن تحبين في جنة عرضها السماوات والأرض
اللهم آمين
كيف يصل المرء لمرحله اليقين ؟
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله
حذفنقص اليقين له أسباب
أولها وأهمها: أنه نورٌ يقذفه الله تعالى في القلب، هو هداية التوفيق، هو صلاح القلب على الحقيقة، وهذا لا يملكه إلا الله تعالى وحده، مهما بذل العبد من أسباب
فنحتاج جميعا أن نسأل الله تعالى بصدق
وتذلل
وخضوع
وافتقار..
أن يهدينا
ويرزقنا اليقين
ويفهمنا الحق.. يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه
ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه
فالله تعالى أكرم الأكرمين.. وأعظم المحسنين
ونصف اختبارنا في هذه الدنيا قائم على {إياك نستعين}
أن ألجأ إلى الله تعالى وأنا متبرأ من حولي وقوتي (التي رزقني هو إياها سبحانه) وأطلب منه حاجاتي من الهداية والثبات واليقين... الخ
فيعاملني بكرمه وجوده.. ويعطيني من خزائنه ما يليق به سبحانه
ثاني سبب لنقص اليقين (بعد الحاجة للدعاء):
الجهل، ونقص العلم
فإن الإنسان لكي يوقن بشيء.. لابد وأن يعلمه.. لا يمكن للإنسان أن يوقن بشيء مجهول!
فأنا أريد اليقين.. اليقين بماذا ؟
بوجود الله تعالى ؟ > فلأجمع المعلومات الكونية والعقلية والشرعية الإعجازية التي تدل دلالة قاطعة على وجود خالق واحد عظيم رحيم لهذا الكون
ويمكن أن تستعين بهذا الكتاب.. لعل الله تعالى أن ينفعك به
https://t.co/jsu3bYmuOf
أريد اليقين بدين الله الإسلام ؟
فلأجمع المعلومات التي تبين معجزة القرآن، ومعجزة الإسلام، ودلالات نبوة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وبالمقابل أقارن بين كل هذا وبين الأديان الأخرى الموجودة الآن (كلها) فإذا رأيت بعيني التناقض والتحريف ومخالفة الفطرة في هذه الأديان، وكمال وعظمة وجمال ومعجزة الإسلام... علمت أنه الحق فأيقنت به
أريد اليقين بكل ما جاء في القرآن والسنة؟
على قدر ما أطلب العلم عن:
-أسماء الله تعالى وصفاته - كما جاءت في القرآن والسنة
-وتفاصيل اختبارنا في الدنيا، وتفاصيل ما سيحدث في الآخرة
-ويساعد في ذلك فهم الحكم من كثير من شرائع الإسلام
-ورد العلماء بالأدلة على شبهاتي أو الشبهات التي أسمعها هنا وهناك
سيمتلأ قلبي بمحبة الله تعالى جدا، وتعظيمه جدا، وتعظيم دينه الكامل العظيم، وسيطمئن قلبي حينما يُردّ على شبهاتي، وأفهم وأرى بعيني الفرق بين نور الحقائق.. وظلمات الأوهام والكذب والتدليس (إن كان الذي أسمعه، أو الذي يمليه علي الشيطان)
وكل هذا العلم.. يحتاج إلى صبر طويل
وتكرار مستمر
فإن الباطل الذي ملأ قلبي لسنوات، وعمل الشيطان الدؤوب على مشاعري.. لن يزيله سماع معلومة لمرة واحدة!
إنما يحتاج قلبي أن يُغسل باستمرار من هذه الأدران
حتى يطهر.. حتى تصفو زجاجته.. فيرى النور من ورائها
السبب الثالث لنقص اليقين هو سوء المصاحبة:
- مصاحبة أهل الباطل
- مصاحبة أهل الدنيا والغافلين والمفتونين
- مصاحبة الكذابين والممثلين
- مصاحبة وسائل الإعلام بما فيها من باطل وكذب... الخ
مهما امتلأ قلبي باليقين، فقد خلق الله تعالى قلوبنا ضعيفة، وتتأثر بكثرة ما تشاهد وتسمع (وإن كان أوهاما) خاصة إذا كان ما تشاهده وتسمعه يلامس هواها
فإن اليقين يبدأ يخفت بداخلها ويخفت... حتى ربما يزول بالكلية
لهذا أمرنا الله تعالى بصحبة الصالحين
وبالصبر على هذه الصحبة
وحذرنا من صحبة خليل السوء
وحذرنا من مشاهدة الزور
وأمرنا بهجر أماكن المعصية والغفلة
حتى نحافظ على ما نجمعه في قلوبنا من إيمان ويفهم ويقين.. فلا تذهبه أهواؤنا التي نستثيرها بهذه المصاحبة الباطلة
وزمن الدنيا قصير جدا
ويحتاج إلى قليل صبر
ثم بعدها.. يفرح المؤمن الموقن الذي جاهد نفسه وجاهد فتن الدنيا.. وثبته الله تعالى على الحق والهدى
يفرح فرحا لا يُقاس بالعقول!
ولم يتذوقه أهل الدنيا جميعا منذ خلقت...
فرحٌ دائم خالد.. لا يفنى ولا ينقص
أسأل الله أن يملأ قلبي وقلبك وقلوب من نحب باليقين
اللهم إني أسألك اليقين والمعافاة.. في الدنيا والآخرة لنا أجمعين
أسأل الله أن أكون وُفّقت للإجابة على حيرتك
وأن ينفعك الله تعالى بها
لو سمحتم انا بقالي سنين بعالج نفسي من امراض الشك
ردحذفولما اخلص من شك يطلعلي واحد تاني
هو المشكله فين ؟
طب انا هوصل امتي لليقين ولا انا هموت كده
السلام عليكم أخي/ أختي .. الكريم
حذفالشك >< يقابله اليقين
فما تحتاجه أخي الكريم هو اليقين
إذن الرد السابق مناسب لك تماما
فاقرأه بهدوء
واستعن بالله تعالى على تطبيق كل حرف فيه
بارك الله تعالى بك وثبتك على الحق حتى تلقاه
انا وجدت فعلا في الاجابه السابقه عدم مصاحبة اهل الباطل
ردحذفوانا كنت بسمع لهم احيانا
هو ده السبب في اللي انا فيه؟
وهل من توبه ؟
ربنا ممكن يفتحلي باب التوبه تاني
سبحان الله!
حذفومتى أغلق الله تعالى باب التوبة عنك أو عن غيرك.. حتى يرجع فيفتحه : )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ مِن قِبلِ مغربِ الشَّمسِ بابًا مفتوحًا، عَرضُهُ سبعونَ سنةً، فلا يَزالُ ذلِكَ البابُ مفتوحًا للتَّوبةِ، حتَّى تطلعَ الشَّمسُ مِن نحوِهِ" [صحيح ابن ماجه]
والله سبحانه.. على غناه وعظمته.. يفرح بتوبة العبد !
واقرأ يا أخي هذا الرابط
بهدوء.. وروية..
وتكراار
https://www.alukah.net/sharia/0/127924/
ولا تترك الدعاء أبدا
ويقينا سيهديك الله تعالى
وبالنسبة لأهل الباطل
حذفطبعا..
أنقل لك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
الواضح
البين
الذي يحذرنا فيه من الاستماع لأهل البدع والجهال في أمر ديننا
عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:
تَلَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذِه الآيَةَ:
{هو الذي أنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ، منه آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ، وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ
فأمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منه ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ
وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ والرَّاسِخُونَ في العِلْمِ يقولونَ آمَنَّا به كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنَا وما يَذَّكَّرُ إلَّا أُولو الألْبَابِ} [آل عمران 7]
قَالَتْ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منه، فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ.
[رواه البخاري ومسلم]
السلام عليكم
ردحذفانا اكتشفت اني عندي مرض قلبي
لما اكون في ضيق وشده اعاهد الله علي التوبه ولما ينفرج الضق اعود لسابق عهدي
ازاي اعالج قلبي من المرض ده ؟!!
نفسي اكون علي الطريق المستقيم في الشده والرخاء
السلام عليكم
ردحذفلو سمحتم ما علاج مرض الكبر ؟
لا استطيع الوصول له علي قناه التليجرام
وعليكم السلام ورحمة الله
حذفهل المقصود أنه ليس لديكم برنامج التلجرام!؟
إذا كان لديكم.. فهذا رابط القناة
https://t.me/AmradAlquloob
ثم اضغطوا على الرسالة المثبتة في أعلى الصفحة
ستأخذكم لبداية القناة من الأعلى
ثم انزلوا قليلا فقط
لأن مرض الكبر هو أول مرض تم عرضه هناك
نفعكم الله تعالى بها
أما إذا لم يكن لديكم تلجرام
فاكتبوا لنا بريدكم الالكتروني حتى نرسل لكم ملف مرض الكبر على البريد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفانا بنت من ذوي الاحتياجات الخاصة عمري 27
لي سنتين احفظ قران ولله الحمد وحفظت اربع اجزاء
مشكلتي اني بحب احكي حفظت ورجعت واحكي عن القران كيف حفظت وبحس او بالصدق متاكده اني عندي رياء وهذا الشي بخليني افكر اني اترك الحفظ لي اني بخاف يكون القران حاجه عليا بدل مايكون حاجه لي اسال الله العافيه والهديه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفحياك الله يا أختي
آميين أجمعين
سأضطر أن أجيب على عجالة، فأعطيك رؤوس أقلام، والله تعالى هو وحده الذي ينفع بها سبحانه
أولا، وبشكل مجمل: الله تعالى خلقنا في هذه الدنيا مليئين بالأخطاء والأمراض، لسنا كالملائكة، ولسنا كالشياطين، وجعل لنا معونات عظيمة ومتتابعة من أجل أن نصلح أنفسنا فنصل إلى حدّ معقول من الصلاح، يؤهلنا لنيل رحمته وعفوه، فيدخلنا الجنة التي لا يستحقها احد من خلقه سبحانه
>> فالخطأ جزء من خلقتنا، ليس شيئا غريبا علينا، ليس دلالة على أن هذا الإنسان لا فائدة منه، وهو ضمن فريق الأشرار الذين لا يحبهم الله!
إنما هو دلالة على بشريتنا
وأما كيف نتعامل مع الخطأ بعد أن نكتشفه، أو بعد أن يحصل، فهو أعظم ما يفرق بين المؤمن وغيره.
ثانيا: يمكن ان نلخص طريق الصلاح بثلاث كلمات (الدعاء + دوام طلب العلم + المجاهدة في العمل به - بقلوبنا وجوارحنا)
هذا هو ثلاثي الهداية، ولا يمكن أن تحصل هداية حقيقية
دون أن يكون الله تعالى هو الذي يمنّ بها علينا (وهذا نطلبه منه بإلحاح واستمرار بالدعاء)
ودون طلب علم (وإلا دخلنا في البدع والضلال والهوى دون أن نشعر)
ودون المجاهدة في تطبيق العلم، في التقوى (فإن الغاية من القرآن هي العمل، والعلم وسيلة له)
فالزمي طلب العلم (خاصة في الأمور الواجبة على كل مسلم (ضبط العقائد، وصلاح القلب، وفقه الطهارة والصلاة .. الخ مما نحتاجه في حياتنا))
وضمن طلب العلم تدبر كلام الله تعالى، وأيضا تدبر سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وسنته
وأعظم ما نتدبره فيهما: صفات رب العزة سبحانه ومعانيها، وصفاتنا نحن.. وحقائقنا!
وحقيقة الدنيا
وتفاصيل ما سيحدث في الآخرة
حتى نسقي بذرة الصدق في قلوبنا، فتتحول همومنا من الهموم السخيفة الدنيوية (كمحبة المدح وانتظار الإعجاب في عيون الخلق الضعفاء!)
إلى الهموم العظيمة العلوية (أن ننجو من النار! وندخل الجنة! ونُرحم من كربات كثيرة نحن لا طاقة لنا بها في يوم القيامة)
فإن هذا الصدق وتحول الهموم.. يحتاج إلى تكرار كثير للحقيقة التي نحن مقبلون عليها
بتفاصيلها
قال سبحانه {واخشوا يومًا لا يجزي والدٌ عن ولدهِ ولا مولودٌ هو جازٍ عن والدهِ شيئًا إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا}
وقال النبي ﷺ لعشيرته
"اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا"
ولفلدة كبده فاطمة رضي الله عنها
"يا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا"
كتب بعض إخوان سفيان الثوري إلى سفيان أن عظني وأوجز.
فكتب إليه سفيان: بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياك من السوء كله.
يا أخي إن الدنيا غمها لايفنى
وفرحها لا يدوم
وفكرها لاينقضي
اعمل لنفسك حتى تنجو ولاتتوان (يعني تتكاسل وتتأخر) فتعطب.
والسلام .
[حلية الأولياء]
والزمي الدعاء
وسأضع لك هنا روابط بعض القنوات والكتب، عسى الله تعالى أن يجعلها معينة لك على صلاح قلبك وعملك
فتلقي الله تعالى وهو راض عنك
ونحن أجمعين
https://t.me/AmradAlquloob
https://t.me/Ta3dheem_Arrab_Subanah
https://t.me/tadabr2
https://t.me/alosyme
https://t.me/Fw_bdr
https://www.dropbox.com/s/12skhismkga6tg4/4%20%D9%85%D8%AA%D9%86%20%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9%20%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%A2%D8%AE%D8%B1%D8%A9%20-%20%D9%84%D9%84%D9%86%D8%B4%D8%B1.pdf?dl=0
والله تعالى أعلم
شرح الله تعالى صدورنا وصدوركم لطاعته، وثبتنا على دينه حتى نلقاه، وجعل خير أيامنا يوم لقائه
السلام عليكم
ردحذفلو سمحتم.. انا كان عندي تشتت في مصادر التلقي.. انا الحمد لله مسلمه بس مش عارفه اسمع لمين وازاي اعرف اهل السنه والجماعه من غيرهم.. انا بقيت بسمع كلام كتير علي منهج بعض المشايخ .. وانا اصلا علمي قليل ومش بعرف احكم علي اي حاجه ولا افرق بين الحق والباطل
ياريت الاقي هنا إجابه
وعليكم السلام ورحمة الله
حذفحياك الله أختنا الكريمة
لاشك أن الناس في قدرتهم على فهم العلم وربط الأدلة مختلفون، ولكن الله تعالى أنزل لنا دينا واضحا بينا، يُصلح حال العامي، كما يُصلح حال طالب العلم، وكلٌ يأخذ منه القدر الذي يفهمه، فينتفع منه، وينجو في هذا الاختبار
فأنت كمسلمة عامية، تستطيعين ببساطة من قراءتك لكلام الله تعالى (الحجة والبرهان، النور الذي أنزله الله تعالى لنا لينقذنا من ظلمات الجهل والهوى)
أن تتلمسي تحذير الله تعالى لنا من أهل الزيغ
من الذين يتكلمون باسم الدين (يضلون الناس بغير علم، الأحبار والرهبان، يقولون على الله مالا يعلمون، نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، يحلون الحرام ويحرمون الحلال، في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه... الخ)
وهم في الحقيقة مفترون على الله تعالى
ويتكلمون من عقولهم وأهوائهم
على الاقل: تخطين أول خطوة، بأن تعلمي أن هذا الصنف موجود، وبكثرة (كما قرر ذلك ربنا في كتابه سبحانه)
فهذه الخطوة ستجعلك تتيقنين، أن ليس كل من ظهر على الساحة وتكلم في الدين، أحسن الظن به وآخذ منه كلامه، أو أترك له أذني وقلبي يضع فيهم ما يشاء من ضلاله (الذي لا أستطيع تمييزه بسبب جهلي)
نأتي للخطوة التالية: هل يوجد ممن يدعو إلى دين الله تعالى دعاة بحق ؟ دعاة ثقات ؟ نعم، وهذا أيضا تجدينه في كلام الله تعالى
(الذين أوتوا العلم، الراسخون في العلم، أولوا العلم، العلماء، الربانيين، أئمة يهدون بأمرنا، أولي الأمر منكم، طائفة ليتفقهوا في الدين...)
فتعلمين يقينا أن هناك ممن يدعو إلى الله تعالى، إنما يدعو بحق، باتباع، لا يكذب على الله تعالى، وإن أخطأ فإنه يخطئ اجتهادا، وليس تعمدا للخطأ، ولا إصرارا عليه، وخطؤه بسبب ذلك قليل ونادر مقارنة بمقدار الحق الذي ينقله لنا من ميراث محمد صلى الله عليه وسلم.
فتأتي الخطوة الثالثة: كيف أميز بينهما ؟
والجواب على نقاط:
1- اعلمي أنه مادام الله تعالى قد أمرك باتباع العلماء الراسخين، وحذرك من اتباع أهل الأهواء، إذن لابد وأن هذا الأمر متاح جدا، وسهل، وميسر، وليس فيه فلسفة ولا تعقيد (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)
2- العلاقة مع الله تعالى في هذا الاختبار، أساسها أمران (الصدق، والدعاء - أي الاستعانة) فالصادق الذي يريد النجاة، الذي يريد أن يرضى عنه ربه سبحانه، يريد أن يفوز بالجنة ويعتق من النار
وفي نفس الوقت، هو مستعين بربه سبحانه، ذليل بين يديه، يطلب منه الهداية والبصيرة والتسديد، يتبرأ له من حوله وقوته...
>>> لااابد وأن يهديه الله تعالى، بل إن هدايته له ستبهره، وسينقله من حال إلى حال، ومن هداية إلى هداية من حيث لا يحتسب
فعلى قدر الصدق والدعاء، تكون الهداية (اهدنا الصراط المستقيم)
3- هناك حد أدنى بعد ذلك من العلم الشرعي لابد وأن يكون عند كل مسلم، هو فرض عين على كل مسلم، فإذا لم يحرص المسلم على أن يتعلمه، فإنه سيضل كثيرا، وأحد معالم هذا الضلال ما نتكلم عنه الآن، أنه لن يميز بين أهل الحق وأهل الباطل، لأنه غير ممتلئ بالحق حتى ينتبه لزيغ من أمامه.
فالحل: أن تبدئي تطلبي العلم، وذلك بطرق:
1- تقرئي كلام الله تعالى، مصدر العلم، ومصدر الحق، وتقرئي تفاسير أهل العلم لتفهمي مراد الله تعالى (خاصة مع ضعف لغتنا العربية في هذا الزمان)
2- تقرئي ما تيسر من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم (ويمكن أن تبدئي بالاربعين النووية مثلا، ثم رياض الصالحين، ثم الأدب المفرد، فإن استطعتي أن تقرئي البخاري ومسلم.. كان خيرا عظيما)
مجرد قراءة
مع قراءة شروح أهل العلم لهذه الأحاديث
أنا لم أوجهك إلى الآن إلى دروس معينة، لأنك لازلت لم تعرفي أهل الحق لتطلبي العلم منهم
3- اعلمي أن المسلم العامي ليس من وظيفته الاجتهاد لفهم النصوص (فإن ذلك يحتاج إلى جهد جبار)
ولكن العامي "يجب عليه" أن يجتهد في البحث عن أهل العلم الثقات، حتى يأخذ عنهم العلم، ويطبق هذا العلم على بصيرة، فيحقق التقوى وينجو في اختباره
فهذا الجهد مطلوب من كل مسلم، ولا يستطيع أحد أن يقول: أنا بسيط ولا أستطيع أن أقوم بهذا الجهد
>> ببساطة: لو أنني أو أحد أحبابي أصبت بمرض، فإنني سأجتهد في البحث عن الطبيب الأمين الثقة، ولن أقول: أنا لست طبيبة لأفعل ذلك
فما يتعلق به مصيري في الآخرة، أولى وأعظم
فكيف أعرفهم؟
... يتبع
تابع /
حذفأحد الطرق البسيطة لذلك: أن أسأل من حولي عن ذلك، فكلما دلوني على أحد أسألهم: لماذا دللتموني عليه؟ ما الدليل أنه من أهل السنة ؟
فستجدين إجابات متباينة
وستستمرين في السؤال
حتى يتبين لك مبدئيا (مع الدعاء والصدق وطلب العلم) أن هناك منهم من يدلونك على أناس بسبب جمال أسلوبهم، أو كثرة جماهيرهم، أو لطافتهم وخدماتهم...
فليست هذه مواصفات الراسخين في العلم الذين وصفهم الله تعالى في القرآن
ومنهم من سيقولون لك عبارات (أقولها لك الآن توفيرا لوقتك) مثل
لأنه من أهل السنة والجماعة
أو لأنه تابع للسلف الصالح
أو لأن منهجه القرآن والسنة بفهم سلف الأمة
.... الخ
وهذه جمل تعبر عن منهج صحيح، منهج ذكره الله تعالى في القرآن {والذين اتبعوهم بإحسان}
فهذا هو العلم الذي أحتاجه لأنجو
علم القرآن
والسنة
بفهم الصحابة رضي الله عنهم
فتبدئين تستمعين لدروس هذا العالم، ومن هم على نفس منهجه
الآن بعد هذه الخطوة
حينما تبدئين تستمعين إلى دروسهم
ستجدين أنهم سيعطونك علما غزيرا (من القرآن والسنة بفهم الصحابة) في مواضيع جدا مهمة (لم تكوني تعلمي أهميتها من قبل)
كالتوحيد
والإيمان
والمنهج
ورد الشبهات
والرد على الفرق التي ضلت
...
إضافة إلى الفقه الذي احتاجه في حياتي
والمواعظ
والكلام عن القدوات (من الأنبياء والصحابة... الخ)
طبعا الأمر لن يكون مرسوما كما شرحته هنا
ولكن هذا تصور عام عما يمكن أن يحدث
ثم ستجدين أن العلماء الثقات مختلفون في درجة علمهم
ومختلفون في الفنون التي فتح الله تعالى عليهم بها
فابحثي عمن يعطيك العلم الذي تحتاجينه في كل مرحلة
وستجدين في طريقك أناس من أهل الباطل، يعرضون عليك خلاف ما قاله أهل الحق
فاستمعي لحجة هذا، وحجة هذا، واسألي الله الهداية والتسديد
وستجدين الحق واضحا بينا مع أهل الحق
وإذا وجدتي أحدا من أهل الحق أخطأ
ستتعلمين بإذن الله أن تعذريه
ولا تتابعيه في هذا الخطأ الذي تبين لك بالدليل
هذه معالم عامة في الطريق
فاستعيني بالله تعالى وحده
وابدئي طريقك إلى الجنة
ولن يخذلك الله تعالى أبدا، بفضله وكرمه وإحسانه
والله تعالى أعلم
السلام عليكم
ردحذفانا بعاني ديما من توتر وضيق تتفس لما بسمع اي حاجة تخوفني من ربنا او سماع حد مات او لو قرات حاجة تخوفني ورحت لدكتور نفسي واخدت ادوية بس مش في فايدة بس يعني لوحد كلمني عن ربنا ورحمته بعدي شوي انا مشكلتي كمان لما بدخل اي دورة علوم شرعية وبمجرد سمعت المعلمة بتشرح عن ترهيب اوكده اسيب الدورة ومش اقدر اكمل ودا مضايقني جدا جدا نفسي اتعلم عن الله ومش عارفه من اللي بيحصلي
وفي حاجة عاوزة برضه اسأل عنها لو جتلي وساس فيها حقد او حسد وانا اصلا مش بفكر ف حاجة زي كده بس مجرد خاطرة جت ببقي خايفه من ربنا وانا اصلا رفضها جوايا وقعد اقول يارب دي مش جويا انا مش كده هل بتحاسب عل كده مع اني والله مش بفكر ف حقد لحد بتعب جدا لو حصل الخواطر دي وببقي متوترة وكده فاعمل ايه ف الضيق دا
وعليكم السلام ورحمة الله
حذفحياك الله أختي الكريمة
شرح الله تعالى صدرك، ورحمنا وإياك، ونفعنا بما يعلمنا وعلمنا ما ينفعنا وزادنا علما وعملا وإخلاصا
والمعذرة على التأخر في الرد بسبب الانشغال، شغلنا الله تعالى أجمعين في طاعته
هذه أول رسالة سأردّ بها عليك بإذن الله تعالى
وأقول لك فيها: بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الأمراض النفسية نوعان (نوع بحاجة إلى علاج مادي، بسبب خلل في تركيبات الدماغ، ونوع بحاجة إلى علاج معنوي)
حذفإذا كانت المشكلة التي لديك بسبب خلل مادي في الدماغ، فأنصحك بالمتابعة مع طبيب مسلم موحد ثقة، لعل الله تعالى أن ينفعك به (ومن أسماء الأطباء الذين أسمع عنهم، وأظنهم أصحاب توحيد (وإن كانوا ليسوا طلبة علم، ولكن يمكن استشارتهم في الجزء الطبي في الموضوع) وأنا لا أعرفهم شخصيا: الدكتور عماد العون) فيمكن أن تبحثي عن طريقة التواصل معه، وإجراء الفحوصات اللازمة عنده.
أما إذا كان الخلل الذي لديك خلل معنوي، خلل نفسي، خلل في مشاعرك واعتقاداتك، فإنّ هذه الأنواع من الخلل ليس لها حل أبدا إلا في دين الله تعالى، ومن عند الله سبحانه.
(ولكن هذا يحتاج إلى ثقة تامة بالله، وثقة تامة بكلامه سبحانه، وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، بفهم صحابته والسلف الصالح)
فإذا علمت يقينا أنّ الله تعالى قد أنزل كتابه هذا ليزكينا، ليطهر قلوبنا، ليصلح نفوسنا
وأنّه سبحانه قد كفانا مؤنة التفكير، والبحث، والتجارب، والتعب للوصول إلى ما يصلحنا
وأعطانا إياه سبحانه على طبق من ذهب
ورميت بثقتك كلها عليه، ثم على دينه ليصلحك
فإنّه سبحانه سيريك من آثار هدايته وبركته وتسديده ما تعجزين عن وصفه
ولكن هذا يحتاج إلى وقت، وإلى مراحل كثيرة
ويظهر لي من كلامك أنّك الآن في حالة متعبة، يغلب على ظنّي أن السبب الرئيسي وراءها هو تسلط الشيطان
فسأعطيك الخطوة الأولى التي أرجو أن ينفعك الله تعالى بها، قبل أن ندخل على الخطوات الأخرى الكثيرة التي تحتاجينها ليصلح قلبك، ويصحّ سيرك إلى ربك سبحانه.
الخطوة الأولى في نقاط بسيطة:
1- الزمي الرقيا، ارقي نفسك باستمرار بكلام الله تعالى (بالفاتحة، بآية الكرسي، بالمعوذات، بخواتيم البقرة، بما ورد عن أهل العلم من رُقى وأذكار، وإن احتجت إلى أن تقرئي البقرة (في يوم أو عدة أيام) فافعلي)
المهم أن تبقي في حصانة دائمة من الشيطان وتسلطه ووساوسه قدر المستطاع
ويمكن أن ترجعي إلى كتيب الرقية الشرعية للشيخ القحطاني رحمه الله تعالى
2- دوام الدعاء، الزمي باب الله تعالى بالدعاء، فإنّه سبحانه قريب مجيب {أمّن يُجيب المُضطرّ إذا دعاه ويكشف السوء}
{وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب.. أجيب دعوة الداعي إذا دعان}
يقول سبحانه في الحديث القدسي: " يا عبادي.. كلكم ضال إلا من هديته.. فاستهدوني أهدكم"
فالهداية والصلاح والنجاة على الحقيقة هي بيد الله تعالى وحده، فالزمي بابه، وأحسني الظن به، ولا تملي، ولا تسمحي للشيطان أن يجعلك تسيئين الظن بربك الذي هو أرحم أحد عليك، ولا تيئسي، ولا تستعجلي.. وأبشري بقرب الفرج بإذن الله تعالى
حذف3- الزمي ذكر الله تعالى قدر المستطاع (اذكار اليوم والليلة - وتجدينها في حصن المسلم - ، أذكار الصباح والمساء، كثرة الاستغفار، كثرة التسبيح، كثرة الحمد، الإكثار من لا حول ولا قوة إلا بالله... الخ)
{ألا بذكر الله تطمئن القلوب}
4- اجعلي لك ورد من القرآن كل يوم، ولو صفحة
5- وحاولي قدر المستطاع أن تتعلمي معاني ما تقرئين (إن كان القرآن، أو الأذكار، أو الأدعية، أو الرقيا...) وتدبريها، وتفكري في معانيها، وانتبهي وذكري نفسك أنك تخاطبين الله ملك السماوات والأرض بهذه المعاني
فإذا أخذت فترة في هذه الخطوة الأولى
وأردت أن أضيف لك خطوات أخرى، فادعي الله تعالى أن يسخرني (أو يسخر من هو أفضل مني) وأخبريني
نفعك الله تعالى بكل هذا
وهدانا أجمعين لما يحبه ويرضاه
وثبتنا عليه حتى نلقاه
على فكرة.. أعتذر عن التأخر في الرد، فقد كان هناك خلل يمنعني من الرد على أي من صفحات المدونة، وقد هداني الله تعالى للدخول على المدونة من متصفح آخر، وزال الخلل الحمد لله كثيرا
حذفالسلام عليك ورحمة الله وبركاته
ردحذفهل هناك دواء لقلب ميت اصبح لاتؤثر فيه اية او حديث
كلما سمعت اناس كبار وشيوخ يتأثرون عندما يذكرون الايآت والأحاديث اقول كيف لهم ان استيقنوا بهذا حتى وصلوا لهذه الدرجة ، اجد في قلبي تكبرا عن العبودية؟
اصبحت العبادات ثقيلة جدا علي ، كلما ذكرت الله كلما قرأت القران لا يتأثر وامل من القراءة؟
قلب ميت قاسي فما هو الحل؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفنعم بالطبع هناك أدوية.. وليس دواء واحدا
وما دمت تسأل عن دواء.. إذن قلبك ليس ميتا كما (يحاول الشيطان إيهامك)
فأصحاب القلوب الميتة، ثق أنهم لن يسألوا سؤالا مثل هذا
ولكن الله تعالى يربي عباده
والطريق إليه سبحانه عبارة عن اختبار
وليس جنة
فالطبيعي المتوقع من الطريق وجود صعوبات
وليس المتوقع "التحليق" في جو مثالي من العبودية حتى نخرج من الدنيا!
لم يخلقنا الله تعالى لهذا
فإذا فهمت جيدا هذه المعادلة
ستدرك.. أنّ المطلوب منك فقط السير
فقط سر إلى الله بما تستطيع من استسلام وطاعة (وسأكتب لك بإذن الله تعالى وصفة الاستسلام.. وصفة الدواء الموحدة لنا أجمعين)
المطلوب منك أن تطيع.. وتسير
وليس المطلوب منك أن "تحقق" تصورا معينا للهداية
أو ان تبقى تقيّم نفسك.. أين وصلت.. وكيف هو حالك!؟
فقط سر وحاول الاستسلام لربك ما استطعت
ثم.. ارض عن ربك
ارض عن الملك العظيم الحكيم
ارض عن خالقك.. الذي يدفعك للنجاة دفعا
ولكن بحكمته وعلمه هو سبحانه
لا تخطط لربك كيف يهديك
لا تتخيل وضعا معينا للمهتدين والمستقيمين.. فإذا لم تجد نفسك محققا له (أطعت الشيطان.. وارتددت عن الطريق)!
فقط عليك أن تستسلم (الإسلام = الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك و أهله)
فإذا استسلمت.. ورضيت
ساقك الله تعالى في مراتب الهداية برحمته وحكمته ولطفه سوقا
سوقا لا تستطيعه بعقلك وحولك وقوتك!
وعلى عجالة
أستسلم ماذا أفعل؟
هذه وصفة الاستسلام التي يجب أن يسير عليها كل مسلم (والاختلاف يكون في بعض التفاصيل التي تختلف من شخص لآخر)
1- الدعاء، الزم باب الله تعالى بالدعاء، واطلب منه الهداية، واطلب منه صلاح القلب والثبات، ولا تستعجل الإجابة، وانتظر من ربك الخيرات والبركات، ولا تقل: أدعو بدون شعور! نعم.. بالتأكيد.. فالذي ليس لديه شعور وهو يريد الشعور.. ممن يطلبه!؟
لا تدع الشيطان يشوش عليك شيئا من وصفة استسلامك، وكلما قال لك شيئا يثبطك.. قل له: كاذب، مخادع، لن يمنعني شيء من السير في طريق ربي سبحانه.
2- طلب العلم (وتحديدا: تعلم عن أسماء الله تعالى وصفاته، وافهم كيف يعاملك الله تعالى بها، وتعلم صفات نفسك وضعفك وفقرك، وتعلم عن أمراض قلبك ونقوصاتك، وتعلم عن حقيقة الدنيا وسرعة انقضائها، وتعلم عن تفاصيل ما سيحدث في الآخرة)
إذا ضبطت هذه العلوم في قلبك، فسيكون ما بعدها من العلوم أسهل بكثير، كما أنّ هذه العلوم هي أساس العلوم المحركة للقلب
أين أطلب هذه العلوم؟
- تدبر القرآن.. وأكثر من تلاوته، واستمع للقراء الذين يجعلونك تنتبه إلى المعاني وتركز عليها
- احضر دروس العلم عند العلماء الثقات الذين يشرحون هذه العلوم (واسأل الله تعالى أن يدلك عليهم)
- اقرأ الكتب التي تتكلم عن هذه العلوم
- ناقش نصوص هذه العلوم مع المقربين منك، وتدبروها سويا
ثم عليك أن تتعلم أمورا أخرى مهمة، كتفاصيل التوحيد، والعبادات، وفقه الكبائر، وفقه الحقوق والمعاملات... مما تحتاجه في حياتك
3- التزم صحبة الصالحين، التزم صحبة من ينبهونك على عيوبك، وتنبههم على عيوبهم، وينصحونك وتنصحهم، وفي نفس الوقت تعيشون أحداث الحياة مع بعضكم، وتمارسون الأخوة والمباحات مع بعضكم، لأنّ هذا من حاجاتنا البشرية التي لا ننفك عنها، فعشها مع من يريدون الآخرة معك، ولا تعشها مع الغافلين، والمجاهرين، والمتجرئين على الله تعالى
لأنّ بالخلطة ينصبغ الإنسان رغما عنه دون أن يشعر
فلا تتخيل أنك ستخالط الغافلين، الكاذبين، الذين يزينون لك الدنيا، ويبينون لك أنّ من حقك أن تمارس كل أنواع الأمراض والكبائر كما يحلو لك... ثم تقف بين يدي الله تعالى (كعبد) وتريد أن تتقبل مشاعر العبودية!
خالط الصالحين، أو الذين يسعون ليكونوا صالحين
واترك خلطة السوء (وخاصة الذين تراهم وتسمعهم في وسائل التواصل) اقطعهم تماما
وانظر كيف سيعوضك الله تعالى إيمانا تجد حلاوته في قلبك
حذف4- لا تجلس فارغا، لم يخلق ابن آدم أبدا ليكون فارغا، لا يحتمل هذا، فانشغل (بطلب العلم، والعبادة، والصحبة، وصلة الأرحام، وأداء الحقوق...) من جهة، وانشغل بسد الثغرات التي وضعك الله تعالى بها في الدنيا من جهة أخرى (وهذه تختلف من إنسان لآخر، وكل إنسان الله وضعه في دائرة مسئوليات، لابد له من أن ينشغل بها (ولو لم تأت على هواه تماما) فإذا بحثت فعلا وكنت فارغا من كل هذا، فاخترع لك أنت ثغرة تحبها، وفي نفس الوقت تنجز فيها لآخرتك ولدنياك، وتساعد بها من حولك، وتسد بها عنهم ثغرة (إن كان بالتعليم، أو المعونة، أو مشروع معين... الخ) وادعو الله تعالى أن يهديك ويصلح نيتك ويعينك على ذلك
5- أكثر من عبادة الله تعالى، وتلاوة القرآن، والذكر، والصيام... جمّع حسنات ودرجات في الإيمان، فإنّما خلقت لهذا، ولو لم تشعر بمشاعر الإيمان كثيرا، فإنّ هذه المشاعر هبات يهبها الله تعالى لعباده بقدر ما يلائمهم، وفي الغالب تكون مكافأة لهم على مشوار طويل من المجاهدة، فالتزم عتبة باب ربك، ولا تشترط عليه، وانتظر عطاياه التي يعلم هو بحكمته أنها أفضل شيء لك
6- المجاهدة: كل ما سبق يحتاج إلى مجاهدة، وتفكر كثير، ومقاومة للهوى، فهو طريق اختبار كما قلنا، والاختبار لابد فيه من صعوبات (والصعوبات التي جعلها الله تعالى لنا في منتهى اللطف والسهولة مقارنة مع المكافأة المرجوة)
7- والزم التوبة، والاستغفار، والصدقة، والحسنات الماحية... فإنك (وانا أبشرك : ) ) لن تقوم بهذه الوصفة الدوائية بكل كامل ومثالي، بل سيتخلل ذلك الكثير من الأخطاء، والذنوب، والتقصير...
فأتبع كل عمل تقوم به بالتوبة والاستغفار، وادخل على ربك من باب الذل والاعتراف بالذنب
يحبك ربك سبحانه وتعالى بسبب ذلك.. ويرفعك ويغفر لك.. بسبب تحقيقك للعبودية، واعترافك بكمالاته هو وربوبيته وحده جل في علاه
وممن أنصحك بالاستماع لهم:
الشيخ عبد الرزاق البدر (خاصة في شرح التبوكية، والعبودية)
والشيخ صالح سندي (في كلامه عن القلوب وأحوالها)
والشيخ خالد إسماعيل (وخاصة أحداث يوم القيامة)
والشيخ أحمد عبد المنعم (لغته شبابية ويطرح مشاكل الجيل)
واقرأ كتيب (رسالة ابن القيم لأحد إخوانه) وهو قصير جدا
وكتاب (عدة الصابرين لابن القيم)
وتدبر كتاب الرقاق (جزء من صحيح البخاري)
وابحث عمن يشرحه من المشايخ
عسى الله تعالى أن يحيي قلبك وقلوبنا، ويثبتنا على ما يرضيه حتى نلقاه، ولا يكلنا إلى أنفسنا ولا إلى سواه طرفة عين
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته وبعد:
ردحذفالحقيقة تعليقي هذا إنما هو لأشكركم ...مررت منذ ثلاث سنوات بإبتلاء كان في ظاهره محنة وظننته قاصمة الظهر التي ليس بعدها قائمة بكيت واكتأبت ولم احسن تلقي هذا الاختبار من الله لأني ببساطة كنت ولا أزال جاااهلة في الكثير من أمور ديني والابتلاء كان افكار ووساوس في العقيدة ..ولكم أن تتصوروا حالي انا لا اعرف عقيدتي الصحيحة كمسلمة وابتلى في العقيدة ..ظننت أني ضالة وكافرة لا محالة اعتزلت الدنيا كلها وجلست للفراغ فزدت لمعاناة معاناة اقسى ..كان الامل بالنسبة لي معدوم من طرف البشر ..فوالدي حفظهما الله اميان وإخوتي اصغر مني ويجهلون مثلي ولم امتلك الجرأة لاتكلم بما اجده في صدري مع أحد فقط لله كنت اطرح نفسي على السجادة وابكي من القهر لاني ادعو الله الذي اشك فيه رغما عني ...الحمد لله ربي عاملني بلطفه وبرحمته وها أنا ذا اقول ما زلت على قيد الحياة بعدما ظننت أني لن انجو..اكتشفت بعد كل هذا أن الله ابتلاني ليهديني ابتلاني لينتشلني من الضياع الحقيقي تركني أغوص في أعماق الأسئلة الوجودية لأفهم من انا ؟ ولما انا هنا؟
لاعرف نفسي واعرف ربي ..واعرف امراض قلبي ..نعم قلبي مريض وحتى مريض جدا �� لكن مجرد رؤيتي لقناتكم على التليجرام عرفت ان الله اراد لي الخير ..فرجائي من الله أولا وقبل كل شيء ثم منكم أن ترشدوني لاتعلم واعمل لارضي ربي كفاني ضياعا وشتاتا
اريد معرفة ربي ..نفسي ..اريد أن أرفع الجهل عن نفسي لارى النور الذي غاب علي من ايام الطفولة ..اريد ان اتعلم لافرق بين الحق والباطل بنور وبصيرة ..
ودعواتكم لي في هذا الشهر المبارك بالهداية والصلاح والثبات وحسن الخاتمة ..وبارك الله فيكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفالحمد لله كثيرا أختنا الكريمة
سبحان الرب المربي، الذي يربي عباده بلطفه ورحمته، ويسوقهم إليه بحكيم أقداره، لا نستطيع أن نحصي الأبواب التي يفتحها الله تعالى لكل عبد من عبيده ليدله عليه، ولكنه يقينا.. لا يقدر على عبيده إلا الخير، ولا يدفع عنهم إلا الشر.
وبالنسبة للعلم أختنا الكريمة، فالعلم كثير، فابدئي بما يفتحه الله تعالى عليك من الأهم فالمهم
ويمكن أن أنصحك (خاصة كونك امرأة) بمتابعة دروس الأستاذة أناهيد السميري، خاصة في الكلام عن أسماء الله تعالى وصفاته
وشرحها لكتاب الرقاق
وكتاب الكبائر.. وغيرها مما فتح الله تعالى به عليها
وأيضا استمعي لدروس الأستاذة أمنية محمد على التلجرام
وأيضا الأستاذة مشيرة إسماعيل
كلهن طالبات علم ثقات، قد ذللن العلم للنساء، باختيارهن ما يناسب حالهن، وبضربهن الامثال التي تناسب أهل زمانهن، عسى الله تعالى أن يتقبل منهن أجمعين وجميع علمائنا وطلبة علمنا اللهم آمين
وكذلك يمكن أن تشتركي في الدورات المنهجية التي تُفتح على التلجرام
للشيخ عبد الرزاق البدر
أو الشيخ صالح العصيمي
أو عبد الكريم الخضير
وإن استطعت.. تابعي دروس الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى، فإنّ فيها من العلم والتقوى ما يحتاجه كل مسلم
وكذلك دروس الشيخ الالباني رحمه الله
وابدئي مع كل هؤلاء وغيرهم في
- أسماء الله تعالى وصفاته
- التوحيد
- العبودية
- شرح كتب ابن القيم (خاصة الرسائل القصيرة)
- الآخرة وتفاصيلها
- تفسير وتدبر القرآن
ومن أهم ما تحتاجينه في طريقك، هو تدبر كلام الله تعالى، أصل العلم ومنبعه، النور الذي أنزله الله تعالى لنا ليهدينا من الظلمات إلى النور، وكل هذه العلوم هدفها أن يفهم كل إنسان القرآن حق الفهم، فينتفع منه ويهتدي به
وكذلك اقرئي بنفسك رياض الصالحين
اجعلي لنفسك بضع صفحات منه كل يوم
وستكتشفين في دين الله تعالى كما من المعلومات لم تكوني تتخيلين أنها في دين الله سبحانه
وكذلك اقرئي في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقصص الأنبياء
وسير الصحابة والصالحين
حتى يكون لديك قدوة تقتدين بها
واتخذي صحبة صالحة تسير معك في نفس الطريق، وتنصحك على عيوبك، وتنصحينها على عيوبها، وتزجرك إذا ضعفت، وتزجرينها إذا ضعفت
ولا تنسي الدعاااء... أبدا
فإنّه لا نفع ولا هداية إلا ما يُنزله الله تعالى من السماء على القلب
فنسأل الله تعالى الهداية والتسديد والثبات لنا ولك ولكل من نحب ولجميع المسلمين
اللهم اغفر لنا
وعاملنا بمزيد حلمك ورحمتك
ولا تعاملنا بعدلك
ونجنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن
واجعلنا مباركين حيثما كنا
وأمتنا وأنت راض عنا
اللهم آمين أجمعين
جزاكم الله خيرا ...بالنسبة لدروس الأستاذة اناهيد السميري حفظها الله لدي على التليجرام لكن بالنسبة الاخوات الأخريات فلا اعرف قنواتهن ..اذا امكن أن تزودني بالروابط من فضلك ...سأخذ بنصيحتكم ..وطبعا اذا احتجت لاستشارة في اي موضوع أشكل علي سأتواصل معكم نفع الله بكم
حذفآمين أجمعين
حذفراسليني على التلجرام لأزودك بالقنوات بإذن الله
@hudalilmutaqin2
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفاريد ان افهم كيف الخلاص من الصراع الذي يدور في النفس بين لمة الملك ولمة الشيطان ..
فهل إن استجبت للمة الملك في كذا موقف خلاص الشيطان سيضعف ويتركني ؟؟
يعني هل بإجابتنا للمة الملك ننجح في الاختبار ولا يأتينا الشيطان مرة اخرى ؟؟
وإن فعلنا ذلك ولا يزال يتكرر عندنا الصراع
فما الاشكال وكيف النجاة ؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفأخي الكريم كنوز علمية
أظنّ قبل أن أبدأ بالإجابة على السؤال، أنّ هناك جذرا مهما نحتاج أن نفهمه، وأن توقن به قلوبنا، ربما حينها لن نحتاج أن نسأل أسئلة كثيرة من هذا النوع
هذا الجذر المهم هو فهم: حقيقة الدنيا
وقبل أن نبين حقيقة الدنيا، يجب أن ننتبه أنّ هناك هجمة عالمية قوية جدا، بدأت منذ أكثر من 100 عام (مع بداية الإعلام الممنهج) لقلب فِطر الناس السوية، وملئ قلوبهم بأوهام لا حقيقة لها، ولا توجد على أرض الواقع، حتى أصبحت كثير من المُسلّمات مُستنكرة عند الناس، ولا يستوعبونها بسهولة.
ومن هذه مُسلمات: أنّ الدنيا دار نقص، وتعب، وجهاد.. لأنّها دار اختبار
غالب البشرية الآن ممتلئون بمشاعر تضادّ هذه الحقيقة البسيطة، التي نراها كل يوم، وأخبرنا الله تعالى عنها في كتابه مرارا
فالجميع يريد أن يرتاح
والجميع يريد أن لا يُرهق عقله بالتفكر والمجاهدة
والجميع لديه تصورات مثالية يريد بقوة أن يحققها في الدنيا، وكلما رأى حياته ليس فيها هذه التصورات، تسخط وغضب واكتئب.. وشعر وكأنّ حقا من حقوقه قد أخذ منه! وكأنّ الله تعالى لم يُنصفه!!
وكل هذا مناقض لحقيقة "الدنيا" التي نعيشها
من جميع الوجوه
ولكن على قدر ما غسلوا أدمغة الناس من خلال الإعلام، والصور المثالية التي بينوا لهم أنها موجودة، وأنها قابلة للتحقيق.. صارت القلوب لا تكاد تُصدّق إلا هذا الوهم الذي تشعر به
فعلى المؤمن أن يعي أولا ما حصل معه
وأن يناقش نفسه.. حتى يختار الإيمان والهداية
ثم يبدأ بعدها يستبدل كل هذه التصورات والقناعات والمشاعر الخاطئة في قلبه.. بالحقائق التي أخبرنا الله تعالى عنها في كتابه
وهذا يحتاج إلى زمن، وصبر، ودعاء، وتفكر
ولن يخيب الله تعالى من يبذل ولو جهدا بسيطا في التقرب إليه.. جل في علاه
فالذي يفهم أنّ الدنيا مكان "اختبار" مثل الساعتين التين يقضيهما الطلبة في قاعة الامتحان، سيدرك أنّ من المنطقي أن يكون في الدنيا نواقص، وعقبات، وابتلاءات، وصعوبات... حتى يتميز الطالب المجتهد الذي يريد التميز فعلا، من الطالب الكسول، أو الطالب المستغني أصلا عن هذا النجاح ولا يفكر فيه
فخلال فترة الاختبار هذه
من الطبيعي أن لا يكون الإنسان على حريته تماما
لا يستطيع أن يأكل كما يشاء
ولا أن ينام كما يشاء
ولا أن يقضي وقته باللعب والكلام كما يشاء
هو في وقت اختبار، وقت عمل، وقت جهد (مع أنّ الله تعالى يغرقنا بأصناف من الطعام والراحة والمتع والنعم... ما لا نستطيع تخيله، فضلا عن إحصائه)
فمتى نرتاح!؟
متى أمارس أهوائي وهواياتي دون ضغط نفسي ودون تعب!؟
في "الجنة"
الجنة.. وحبذا لو كان قبلها نجاة من النار
هي دار المكافأة
هي دار الراحة
هي التي نجني فيها ثمرة التعب الذي تعبناه في الدنيا (نسأل الله تعالى من فضله)
هي المكان الذي لا نُطالب فيه بالجهاد
ولا بالتفكر
ولا بمقاومة الهوى
ولا بالعمل
ولا بأداء الحقوق.... الخ
مكان نرتاح فيه ونستمتع فقط
أما التصور الفاسد الذي حقنوا به العالم طوال القرن الماضي (أنّ هذه الجنة يمكن أن تتحقق في الدنيا)!
وهذا أمر مستحيل {لقد خلقنا الإنسان في كبد}
فحتى الأغنياء، المشهورين (الذين يعتبرون قمة أماني كثير من الناس) هل نظن أنهم حينما تغلق الكاميرا عنهم، أنهم سيظلون على نفس الابتسامة والضحكة التي أظهروها لنا!؟
ألا يتعبون؟
ألا يمرضون؟
ألا تتضارب أهواؤهم مع بعضهم ويدخلون في مشاكل وخلافات لا تكاد تنتهي إلا بالطلاق، أو القتل، أو العنف الأسري، أو الإدمان...؟
ألا يقلقون من كثرة أعدائهم، حتى لا يستطيعون النوم بالهدوء الذي تستطيع أنت أن تنامه؟
ألا يملون من كثرة المتع (الحلال منها والحرام) حتى يضيق صدر أحدهم فيتمنى الموت، أو يقتل نفسه بنفسه!؟
إن ما يظهرونه لنا لا يتعدى كونه جزء من الكذبة الكبيرة، جزء من غسيل الدماغ، ولكنه لا واقع له ولا حقيقة
إذا فهمنا هذه الحقيقة: أن الدنيا دار اختبار وجهد
سنفهم: أنّ كل ابن آدم لا ينفك عن تعرضه للمة الملك ولمة الشيطان ما دامت روحه في جسده
لا الصالح ولا الطالح، ولا العالم ولا الجاهل
الكل معرض للوساوس، والهوى، والفتن
ولكنها تختلف كما وكيفا من شخص لآخر
فالشيطان لا يتركنا، وكذلك رحمة الله تعالى لنا عن طريق لمة الملك أو غيره لا تتركنا.
ولكن يتفاوت الناس في إيمانهم وتقواهم حسب:
1- دعائهم، واستعانتهم المستمرة بربهم، فالأكثر استعانة بالله، يكون أكثر توفيقا وتسديدا في وصوله إلى الهداية والتقوى.
حذف2- وعلمهم، فإنّ الأكثر علما (بتفاصيل المسائل، وتفاصيل أمراض القلوب ومشاكل النفس، وتفاصيل صفات ربه، وتفاصيل الإجابات عما يرد عليه من أفكار ومشاعر) هو الأقدر على رد وساوس الشيطان بحجج تدحضها، وتجعله ييأس من الإتيان بها مرة أخرى
3- تفكرهم، وتبصرهم بعيوبهم، فالأكثر تفكرا بالعلم الذي يتعلمه، والأكثر تبصرا بعيوب نفسه ومداخل الشيطان عليه، يكون أقدر على رد الشيطان وإغلاق هذه المداخل عنه
4- عبادتهم، وذكرهم لله، والتزامهم بابه بالطاعة، والرقية، وتلاوة القرآن... فكلما كان العبد لله أعبد، كلما نجاه الله تعالى من أعدائه، ونصره عليهم
5- مجاهدتهم وتقواهم، على قدر مجاهدة العبد لهواه، وحرصه على طاعة ربه في كبير الأمور وصغيرها، ولو خالفت هواه، أو خبراته، أو قناعاته... على قدر ما يحبه الله تعالى، ويجعله مباركا في علمه وعمله، وهذا في معاملتهم مع الله تعالى، وفي معاملتهم مع أنواع البشر الذين أمرهم الله تعالى بكيفية التعامل معهم، ف {الله يحب المتقين}
6-وتمسكهم بالصحبة الصالحة، التي أمرنا الله تعالى أن نستعين بها على أنفسنا، وأن لا نكون وحيدين في مواجهة الشيطان (والصحبة الصالحة هي الناصحة، هي الملاصقة لي، التي ترتفع بيني وبينهم الكلفة، الذين يعرفون خاصة أحوالي، فيستطيعون نصيحتي في أدق تفاصيل أحوالي ومشاعري، وأنا كذلك معهم (المؤمن مرآة أخيه) وكذلك بعدهم وهجرهم لصحبة السوء، التي تفسد القلب وتصوراته وقناعاته (إن كانت على أرض الواقع، أو في التلفاز والهاتف ووسائل التواصل)
7- وإكثارهم من التوبة والاستغفار، لإدراكهم أنهم لن يخرجوا من حال الذنب والتقصير في حق ربهم أبدا، فكلما ازداد استغفارهم وتوبتهم، كلما أحبهم الله تعالى، ونقى كتاب أعمالهم، وزادهم هداية وتسديدا وبركة
فهكذا يتفاوت الناس في نجاتهم من وساوس الشيطان، وتحقيقهم للإيمان والتقوى، على قدر تحقيقهم لهذه السبعة مفاتيح
ولن ينتهي العمل على هذه المفاتيح (بدرجات متفاوتة) حتى نلقى ربنا سبحانه
فنسأل الله جل في علاه أن يميتنا على التوحيد والسنة
وأن يجعل خير أيامنا يوم لقائه
وأن يدخلنا جنته.. بلا سابقة عذاب
اللهم آمين
ويمكنكم متابعة بعض قنواتنا على التلجرام
حذفعسى الله تعالى أن ينفعكم بذلك
https://t.me/AmradAlquloob
https://t.me/ShukrAl3ilm
وهذه بعض القنوات الأخرى المهمة.. عسى الله تعالى أن ينفع بها
https://t.me/shekhkhaledismaeel
https://t.me/hedayat8
https://t.me/altwohed3
https://t.me/zadaltareq
https://t.me/tadabr2
https://t.me/ahsanalqasas
https://t.me/alkulife
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ردحذفجزاكم الله خيرا على هذه المدونة 🌷
أود استشارتكم في أمر يشغلني لعل الله يفتح عليكم وتنفعوني بما علمكم الله
أنا أعاني من وساوس كثيرة في أي شيء أود القيام به ..بدأت عندي منذ سنوات في العقيدة والدين وخفت قليلا الحمد لله ..انا أجهل حقيقة الحياة واحس بأني جاهلة بربي كثيرا ولدي مشاااكل كثيرة جدا في شخصيتي وأمراض عديدة في قلبي وهذا الشيء ينغص عليا حياتي اريد التغيير جدا لكني اعاني من الكسل والشتات
اعلم أن حلي في القرآن الكريم والحمد لله انا اقرأ لكن لا أفقه ما اقرأ وأحيانا انا اقرأ وعقلي يهيم في أودية أخرى وحالي هذا يحزنني وتتجاذبني الوساوس والتشكيكات في نفسي منها ان الله غاضب مني ..وأنني من الذين لا يعقلون ويفقهون
احمل الكتب تلو الكتب لاتعلم عن ديني واعرف ربي لكن تتخطفني أيضا الوساوس من كل جهة ومنها أن في قلبي أمراضا ولن انتفع بالعلم ..أو تشكيك في نيتي ولأنني لم اخلصها ..أو لا تطلبي العلم فكم ممن طلبو العلم ولم ينتفعوا به وكان وبالا عليهم
اعلم أن التعاطي مع الوساوس هي بشكل أو بأخر سوء ظن بالله لكنها مشاعر بغيظة لا املك حولا ولا قوة الا بالله في دفعها
لا اعرف كيف السبيل للتوازن نفسيا
وأعاني من تبلد في المشاعر يجعلني لا أشعر بلذة اي شيء
وكأن جبلا متجمدا جاثما فوق قلبي
دلوني لاصلح نفسي قبل أن تنقضي ايام وارجع إلى ربي مفلسة
أسأل الله أن يثبتكم
اريد ان اعلم كيف افرق بين كل هذه الخصال ...
حذف- التفريق بين المبالغة في تبجيل أسلوب معين وبين إعطائه حجمه الطبيعي
- التفريق بين النظرة للنفس النظرة الطبيعية التي تضع النفس موضعها من الضعف والقصور والفتور وبين النظرة القاسية أو الخارقة
-التفريق بين جرد النفس ومحاسبتها وبين جلدها وإقصائها عند أدنى تقصير..
الفرق بين
•علو الهمة والكبر
•التواضع والذل
•تحسين الشخصية والتكلف
•الحياء والخجل ...
وغيرها الكثير بوركتم
،
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله ..انا محتاج مساعدتكم..في بداية المرحلة الثانوية كنت امارس العاده ولا اعرف حرمتها ثم فجاه ماتت بنت جيراننا وكان هناك استاذ يخوفنا من الموت واعلمنا بذلك فصرت اخاف من الموت خوفا غير طبيعيا ثم حافظت على الصلاة واتجنب ان اقترب من ابو المتوفاه ثم بعد ذلك تحسنت اخلاقي وعلاقتي كانت جيده مع الله مع وقوعي ببعض الذنوب ثم كنت اقترب من الله واحس علاقتي جيده ولا ازكي نفسي بعدها كنت اصلي بخشوع واطلب من الله ويعطيني انا كنت مميز بالدراسة ثم بعد ذلك رجعت للعاده والذنوب واردت ان اوقفها من اجل ان اتفوق بالتوجيهي لانني كنت اعلم ان الله سبوفقني اذا تركتها فقد كنت مدركا كيف ان الله كان يستجيب لي في السابق حتى كنت اطلب منه اغلب الاشياء واحصل عليها لقد مريت بمرحلة حب وخوف من الله اظن انها عاليه وكنت اتواضع من اجله وادعو الناس الى الصلاه وكنت مسيطر على الشهوة لدرجة اني اغض بصري بشكل محكم وصادق الى انني تراجعت قبل التوجيهي فعندما توقفت عنها عند التوجيهي من اجل احصل على مراكز اولى عاد لي الخوف من الموت وافكار كفريه وتلصص على نساء الجيران فانزعجت لماذا الله سبحانه وتعالى لم يخلصني من هذا الخوف فذهبت الى طبيب وصف حالتي بالوسواس القهري واعطاني علاج اخذته لمده قصيره فقط يعني اسبوع ثم لجات الى الله وقويت ايماني ودعوت الله ان لا يموتني وعند الامتحانات كنت لا اريد الغش فغشيت واتوب ثم اغش ثم اتوب الى ظهرت نتيجة الفصل الاول وكانت ليس كما اريد فاطمئنيت فتره بسيطه ثم مع ضغط الاهل والمجتمع فقدت الامل فمعدلي لا يؤهلني للطب ولم اعد المركز الاول فعدت للعاده وتراجع الخوف من الموت ثم لم احصل على المركز الاول في الفصل الثاني فحسيت بضيق شديد ولم اعد اطيق الحياه وقلت في نفسي ان الله لا يحبني ولم يستجب لي ثم قتره ذهبت الى الجامعه واستمريت بالنتائج الفاشله والعاده وكانت تاتيني نوبات هلع وكنت اضيع الصلاة احيانا ثم اتوب وكنت استمع لدروس الشيخ محمد حسان وغيره ثم ذهبت للطبيب بسبب الهلع وضعف العلاقات الشخصيه فاخبرني اني شخصيه مثاليه ثم اخبرني لماذا لا تحب فاعجبت بفتاه بدون ان احدثها وكنت اخاف ذلك وكنت ادعو الله ان يخلصني من الحب والحرام واحيانا نفسي تغلبني ويكانني قدمت حبها مع انني كنت ادعو ان يبعدني. الله عنها المهم دعست على نفسي وابتعدت عنها ومع استمرار فشلي بالاختبارات بالجامعه وقع مني( كفر مخرج من المله )شتم ...وسباب ...وعدت الى المنزل باكيا وتوقفت عن الصلاه فتره ثلاث ايام ولم استطع بعدها ان ابتعد اكثر فعدت باكيا وصليت وتبت ثم بعدها تعرفت على طبيب يعتمد على الشرع اسمه عبدالرحمن ذاكر الهاشمي فتابعته ثم تخرجت من الجامعه وبعدها حصلت على عمل وتركته ثم واترك واعمل ثم ذهبت الى اطباء لكي ارى ما يحصل معي ثم علمت اني شخصيه مثاليه لكن الخطر وبعد جهد من التزكيه ....اشعر بالنفاق وان السباب كان كفر بعد ايمان وانني احمل قلب منافق قلب منكوس واشعر بياس وسوء ظن وانا الان فقير لست متزوجا وكبر سني ودائما افكر بسوء الخاتمه مع انني محافظ على الصلوات وحاهدت نفسي جهادا بان اترك العاده ...انا اريد ان اشعر اني احب الله اريد ان استحضر الجنه والنار اريد ان احب الرسول اريد ان اتيقن من البعث فهذه الوساوس عقلا اعرفها لكن مشاعري...لم يعد حتى مشاعر حب بيني وبين الناس ولم يعد لدي اصدقاء الا سطحيين لم اعد احب اهلي وأحاول ان ابرهم لكن اجد صعوبهو ابحث عن صحبه صالحه واقرا القران لعل قلبي يصلح وابحث كيف ازكي نفسي واطمئن واتزوج واتوفق بالحياه واكون عبدا مخلصا لله ويحبني الله ..انني عاجز عن العمل عن الحب عن الصداقه اريد ان احب الله واطمئن لكن احس ان قلبي مهما عملت لايصلح ودائما متشائما ولا اعمل مع انني احاول...الاعمال القلبيه عندي ضعيف كيف اعمل من حب ورجاء وخوف ...كنت من اقوى المتوكلين الان التوكل ضعيف وسوء ظن ما لعمل ارجوك. ساعدني 🌹
ردحذفما علاج سوء الظن وضعف التوكل وعدم الشعور بالمحبه ...ما حل الشعور بالنفاق بسبب عمل كبيره من سب ثم تلتها توبهودائما اتذكر هذا الذنب.كيف استحضر الجنه والنار واتذكرهما ..ما علاج قلق الموت بين افراط وتفريط ...ما هي مقويات الصبر على الفقر والشهوة وكيف يتزوج الانسان وهو فقير ....
ردحذفابتلاءك كإبتلائي سبحان الله مع فروقات بسيطة
حذفربي يردنا اليه ردا جميلا
الوساوس للأسف تقتل كل شعور جميل في القلب
عليك بالسير نحو الله والتزام الطريق ففي النهاية نحن نعبد الله وحده لاشريك له ولا نعبد ذلك الشعور الجميل
الذي نبحث عن الشعور به
هذا ابتلاءنا في هذه الحياة الدنيا وما صبرنا الا بالله
ربي يفرج علينا ويصلحنا ويرضا عنا
السلام عليكم ورحمه الله
ردحذفاستاء كثيرا مما اشعر به من غيره تجاه اخواتى فى المسجد معلمات القران المتحابات فى الله لما اجد من احداهما ان الكل يحبها وان طالباتها متعلقه بها يحبونها وينتظرونها بشوق ويحتفون بها اشعر بغيره شديده واجاهد نفسى كثيرا وابكى وادعى ربى انه يطهر قلبى من هذا الشعور القبيح
فماذا على ان افعل لكى ينصلح قلبى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفأسأل الله أن يصلح قلوبنا أجمعين وينجينا من أنفسنا ويخرجنا من هذا الاختبار فائزين
سأرد ببضع نقاط مختصرة، وأحيلك على قناة التلجرام، صحيح لم يقدر الله تعالى لنا أن نشرح مرض الحسد منفصلا، ولكن الحسد من الأمراض المتولدة من الكبر، وإرادة العلو، وشهوة الإنسان أن يكون أفضل من غيره، فإن لم يكن أفضل فلا يحتمل أن يكون أقل!
فاقرئي عن مرض الكبر هناك
https://t.me/AmradAlquloob/18
واقرئي هذا الكتاب، بإذن الله سيبين لك الكثير من الأمور
https://t.me/AmradAlquloob/671
وكذلك اقرئي في المدونة هنا موضوع (كيف تعرف أنك مؤمن)
https://tadabbaralquran.blogspot.com/2023/07/blog-post.html
وأما النقاط المختصرة فهي:
1- مشكلة أمراض القلوب كلها أنها تنتج من التعلق بالدنيا، والاستعجال في الحصول على رغباتنا وشهواتنا فيها (وأخطرها شهوات القلب: العلو على الناس، السلطة، المدح، طاعة الناس لنا، محبتهم.... الخ)
فمن استيقظ من غفلة الدنيا، وأدرك قلبه حقيقة الاختبار الذي نحن فيه، وحقيقة الدار الآخرة الدائمة التي لا تنتهي!! فتعلق قلبه بالنجاة هناك، فشغل بذلك عن الاهتمام والتطلع إلى تحقيق الرغبات هنا.. الآن!! في الدنيا، فهذه بداية الغيث على هذا القلب، وهي بداية شفائه ومجاهدته لأمراض قلبه وسوء أخلقه وسلوكه.
2- نعم الحسد مرض بغيض جدا، وخطر جدا جدا، وهو السبب الرئيسي الذي جعل إبليس يعصي الله تعالى فيخرج من رحمته، وهو الذي جعل قابيل يقتل أخاه هابيل ويحمل وزر كل جرائم القتل إلى قيام الساعة
وهذا ما ستجدينه في الإحالات بإذن الله تعالى
أعانك الله سبحانه على إصلاح نفسك ونحن أجمعين
ولكن تعليقا على الأمر الذي قلتي أنك تشعرين بالحسد اتجاهه (ولفظة الغيرة خطأ في هذا المقام، المسمى الصحيح هو الحسد)
وهو شهرة المعلمات أو محبة الناس لهن... الخ
أولا: يجب أن تدركي الواقع الذي نعيشه في الدنيا عموما، وفي هذا الزمن تحديدا، أن محبة الناس والاشتهار بينهم ليس دليلا على صلاح هذا الإنسان أبدا، ولو كان من يحبونه (يظهر عليهم) أنهم من أهل الصلاح، فكم من منافق وفاسق يحبونه الملايين، ويشتاقون له، ويترحمون عليه، وهو عند الله تعالى أول من تسعر بهم النار!
وكم من مؤمن تقي صالح القلب، قد رضي الله تعالى عنه، وهو محارب من جميع الناس، ويعيش وحده ويموت وحده! وفي سير السلف الصالح الكثير من هذا.
فإن كانت الآخرة همك، ورضى الله تعالى هو همك، ستدركين أن هذه المظاهر لا تزن شيئا! ولا قيمة لها على الحقيقة.
وإن كنت تريدين أن تحصلي عليها من باب النعم الدنيوية (ولا أحد ينكر حاجتنا الفطرية للتعامل مع الناس وتبادل المحبة معهم) فهنا جاهدي مرض الحسد والسخط بتذكر أن الله تعالى قسم الأرزاق في الدنيا، ولم يعط كل أحد كل شيء (وإلا فلا معنى للاختبار!)، وكل واحد مهما ظهر أنه غارق في النعم، فإنه ينقصه أشياء كثيرة (قد لا ندركها) تنغص عليه حياته، ويختبر الله تعالى فيها صبره ورضاه، فاسألي الله أن يرزقك ما تحتاجين، واسأليه الأهم من هذا، أن يرضيك بما رزقك، ثم ارضي عن ربك سبحانه وانشغلي بما خلقت له من إصلاح قلبك وأداء الحقوق التي عليك.
ثانيا: وهي نقطة مهمة، في زماننا تحديدا، زمان التجمل والتكلف والتصنع (وذو الوجهين!!) يظن الناس أن هذه العلاقات التي نشعر فيها بالمحبة لأناس (لا نعاشرهم!) ولم (يحصل بيننا وبينهم منازعات دينية أو مالية... الخ) أن هذه هي الأخوة في الله!
وفي الحقيقة هذه أقرب إلى النفاق منها إلى الأخوة في الله!
وحينما تقرئين الإحالات ستدركين تفاصيل هذا الأمر بإذن الله
فلا منطق أن أحسد الناس على أمر (مقزز دنيويا)، ومذموم دينيا
والزمي الدعاء
وناجي الله تعالى واشتكيه نفسك
سددك الله سبحانه وشرح صدرك لهدايته، ونحن أجمعين
السلام عليكم أخي الكريم جزاك الله على مجهودك وبارك الله فيك.
ردحذفولأشرح المشكل الذي عندي سببه محادثة مع شاب بخصوص الزواج ووقع أن تحدثنا ل ثلات أيام فألفته لكن ألم العصيان و ثقل الذنب جعلني أرفض الحذيث معه مرات عديدة بعدها حتى صرنا لا نتحدث إلا كل مرة في شهر لكن ذلك لا يزال خارجا عن الطاعة، فقد جاهدت نفسي كتيرا ألا أبادله الرسائلة كل شهر لأسأل عن حاله ف القلب يهوى و يعشق ف ما الحل وكيف أصبر على حر الفراق و ماذا أقول لالشاب ابن خالتي الذي يعاني متلي و اكتر فالأمد بعيد على ميعاد تقدمه بخطبتي فهو لم يجهز بعد . أرجوا أن تشارك معي حلول لضبة النفس و الكف عن هذه المعصية ب نصائحك و شكرا لك.
وعليكم السلام ورحمة الله
حذفآمين وإياكم أجمعين
الإجابة على مثل هذا السؤال عادة ما تكون معقدة (خاصة حينما يكون المستشار لا يعرف المستشير عن قرب، ويعرف تفاصيل حياته وشخصيته)
فأسباب هذا الأمر احتمالات كثيرة
وأسباب علاجه بإذن الله تعالى أيضا كثيرة
فما أستطيع أن أفعله الآن، هو أن أطرح أكبر قدر يحضر لي من هذه الاحتمالات، ثم ستكون المهمة لك أنت، أن تصدقي مع الله تعالى، تصدقي في إرادة صلاح قلبك وعملك كما يحب هو جل جلاله، ولو خالف هواك، ولو خالف ما عشت وتربيت عليه...
وتلزمي الدعاء، والاستعانة بالله تعالى، والاستغاثة به وذكره دائما...
ثم تبحثي بين هذه الاحتمالات ما يناسبك، وتبذلي من الأسباب "ما تستطيعين" لمجاهدتها، لأنّ الله تعالى سيحاسبنا على قدر استطاعة كل واحد منا (استطاعته الحقيقية، وليس ما يمكن أن يخدع الإنسان به نفسه).
من أهم أسباب هذه المشاعر والأحوال، فراغ القلب من مشاعر العبودية، أو ضعفها فيه إن وجدت، فخاصة في مثل زماننا، للأسف غالب الناس (وطلبة العلم والعلماء) يتعاملون مع الدين على أنه دين جوارح!
وغالب ما يُقال عن الدين في الدروس والمقاطع والدورات... يختص بربع الدين فقط، وربما أقل! وهو ربع العبادات الجارحية، وحتى عند الكلام عن التوحيد والعقائد! تُشرح من جانب الجوارح وليس القلب.
مع أنّ أصل الإيمان والتوحيد في القلب، وركني التوحيد الذي هو تحقيق لا إله إلا الله هما: الحب والتعظيم – مشاعر قلبية
وأركان العبادة التي خلقنا الله تعالى من أجلها هي: المحبة والخوف والرجاء – مشاعر قلبية
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
وغالب وأهم ما يحدد إيمان العبد من عدمه، ووصفه بالإيمان أو بالكفر أو النفاق أو الشرك... هو قلبه
هل هو ممتلئ بمشاعر: "توحيد" الله تعالى بالمحبة، والخوف، والرجاء، والتعظيم، والرغبة بالرضا، والرهبة من عدم الرضا، والتوكل، والثقة، والشوق... الخ.
أم فيه ما فيه من:
-محبة غير الله تعالى – محبة زائدة عن الحد {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
-أو خوف من غير الله تعالى – خوفا زائدا عن الحد {أَتَخْشَوْنَهُمْ!؟
فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
-أو رغبة في رضا أحد غير الله تعالى – حتى تملأ القلب والعقل "من كان همه الدنيا... ومن كان همه الآخرة..." الحديث.
-تعظيم غير الله تعالى! ويمكن أن يكون غير الله هذا هو نفس الإنسان! يعظم نفسه، يعظم عقله وآراءه، يعظم قدرة بين الناس، يعظم حقوقه بالنسبة لحقوقهم، يعظم استحقاقه للمدح والعطاء... الخ
وهي ما يسمى لغة وشرعا (كبر، عجب، فخر، خيلاء، تطفيف، إرادة علو....- ويمكن أن ترجعي للنصوص التي تبين خطورة هذه الأمراض)
... وغير ذلك كثير (مما يجب على كل مسلم تعلمه من كتب التوحيد، والأخلاق، وأمراض القلوب... الخ)
الخلاصة:
قد خلقنا الله تعالى بمقدار من الطاقة (في كل شيء)، ومشاعرنا التي هي جزء منا لها طاقة، لها مقدار، لها حد معين
واختبارنا هو: كم نصرف من هذه المشاعر لله تعالى، وللآخرة؟
وكم نصرف منها للدنيا، والناس، وأنفسنا؟
وكما قيل في المثل: المشغول لا يُشغل
وهو نفس المعنى الذي علمنا الله تعالى إياه في قوله جل وعلا {مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}
قال القرطبي في تفسيره: وَالْمَعْنَى فِي الْآيَةِ: أَنَّهُ لَا يَجْتَمِعُ فِي الْقَلْبِ الْكُفْرُ وَالْإِيمَانُ، وَالْهُدَى وَالضَّلَالُ، وَالْإِنَابَةُ وَالْإِصْرَارُ، وَهَذَا نَفْيٌ لِكُلِّ مَا تَوَهَّمَهُ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ مِنْ حَقِيقَةٍ أَوْ مَجَازٍ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ
فلو امتلأ القلب بمعرفة حقيقة الله تعالى، وجمال صفاته، وعظمة محامده، وأنه وحده المستحق لكل محبة، وكل خوف، وكل تعظيم، وكل رغبة ورهبة...
وفي المقابل امتلأ بمعرفة حقيقة المخلوقين (أنا وغيري من الناس!)
وكم نحن ناقصين، وضعفاء، وعاجزون حتى عن التحكم التام بمشاعرنا وهي جزء منا!
بل إننا كما وصفنا الله تعالى في كتابه: ظلومين، جهولين، جزوعين، منوعين..... الخ
سيجد نفسه مشغولا بهذه المشاعر اتجاه الله تعالى، ولن يجد مساحة في قلبه لغير الله سبحانه ليأخذ أكبر من حجمه!
حذففإنّ هاتان المعرفتان تولدان "التوحيد" ، فيمتلأ القلب بمشاعر العبودية لله تعالى، وتخرج من قلبه رويدا رويدا تلك المشاعر التي كانت موجهة للمخلوقين.
هل معنى هذا أننا لن نحب غير الله تعالى؟ ولن نخاف غير الله تعالى!؟
بالتأكيد لا، وأقصى ما يمكن أن يصل إليه البشر هو حال سيدنا محمد ﷺ، وسيدنا إبراهيم ﷺ، وهما خليلا الله تعالى، أي أنهما وصلا إلى أقصى درجة تتخلل فيها محبة الله تعالى قلبيهما فلا يشاركها فيهما أحد، ومع ذلك كانت لديهم محاب طبيعية لأزواجهم، وأبنائهم، وما يحبون من الدنيا.
ولكن لنشاهد حجم هذه المحاب في قلوبهم مقارنة مع محبة الله تعالى!؟
أنّ إبراهيم عليه السلام حينما أمره الله تعالى بذبح ابنه، ذهب يذبحه بيده! – الأمر الذي أجزم أننا لو أمرنا به لما استطاع أحد منا تنفيذه!
ومحمد ﷺ، حينما كان يبيت عند حبيبته عائشة رضي الله تعالى عنها، كان يشتاق للقيام بين يدي الله تعالى، فيستأذنها: "دعيني أقوم لربي ساعة"
فالقضية كلها تتعلق بالكم، بالنسبة، كم في المائة تتجه مشاعرنا لله تعالى، وكم للمخلوقين!؟
وصدقيني، لو عرفت الله تعالى حق معرفته، وكذلك عرفت حقيقة صفات المخلوقين، واستسلم قلبك لهذه المعرفة ولم يعاند، ستجدين تلك المشاعر تتدفق تلقائيا اتجاه الله تعالى، وتنحسر عن المخلوقين إلى أقل درجة ممكنة، حتى اتجاه نفسك!
هذا هو السبب الأول الذي أحد نتائجه الكثيرة، ما يمكن أن تسميه العشق أو التعلق.
سبب آخر.. فراغ العقل والجوارح عن المهام الكثيرة المطلوبة منا قبل أن نغادر هذا الاختبار، فإنّ العبد الفارغ.. تتسلط عليه نفسه الأمارة وهواه، ويتسلط عليه شيطانه، وتتسلط عليه تزيينات الدنيا "الخادعة!" فيغرق في الوساوس، والهموم، ويخترع مشاكل (هي في الأصل تافهة!) لينشغل بحلها – كما يقولون: الإنسان بالفطرة يحتاج إلى هدف يحركه، ولو كان هذا الهدف تافها أو غير موجود أصلا!
والمسلم الذي يعلم حقيقة اختبار الدنيا، وحقيقة الأمانة التي حمله الله تعالى إياها، وكم التفاصيل التي بيّنها الله تعالى لنا في وحيه لننجح في هذا الاختبار... ينبغي أن يجد نفسه ممتلأ بالمشاغل، والأهداف، والتخطيط، والسعي، والمجاهدات... لكي يواكب ما يستطيع من كل هذه المهام!
فينشغل في طلب العلم (الفرض العيني عليه – وليس العلم التخصصي)
وينشغل بإصلاح أفكاره وقلبه (وهذه قصة طويلة جدا.. ولا تفارق "المؤمن" حتى يغادر الدنيا)
وينشغل بإتمام العبادات المطلوبة منه
وينشغل بأداء حقوق الناس الذين حوله
وينشغل بسد ما يستطيع من فروض الكفايات (ثغرات المسلمين الكثيرة التي يجب أن يشارك الجميع في سدها ما استطاعوا)
وينشغل بالتعاون مع إخوته المسلمين على البر والتقوى (في إصلاح قلوب بعضهم، وأعمالهم، وفي معونة بعضهم على حاجاتهم الدنيوية، وحل مشاكل بعضهم...... الخ)
... الخ
ففي وسط كل هذا، لو أدرك المؤمن هذه الحقائق، وانطلق في الانشغال بها، أخبريني.. هل سيجد وقتا، أو مكانا في قلبه ليمتلأ عشقا أو تعلقا!!؟
وهنا تواجهنا مشكلة أخرى في الأمة، أنّ غالب "المنتسبين للدين" لا يعلمون من الدين إلا بضع أمور (جارحية في الغالب) يفعلونها، ثم يظنون بعدها أنّ هذا وقت التفاتهم لحياتهم (المليئة بالتفاصيل!) التي "يعتقدون" أن الدين لا علاقة له بها!!!
ولو فهموا تفاصيل المهمة الحقيقية التي سيحاسبون عليها (كما شرحناها في الأعلى) لعلموا أنهم لم يؤدوا من دينهم إلا 1 أو 2 أو على الأكثر 5%!
كونهم يصلون، أو تنتقب النساء، أو يحفظون القرآن (دون تدبر ولا عمل في الغالب!) أو لديهم ورد من الأذكار، أو يحضرون بعض الدروس...
والمصيبة الأكبر.. حينما يستشهدون ببعض النصوص التي لا يفهمونها.. ليستمروا على اعتقادهم بأنّ الدين ليس إلا تلك الأمور القليلة التي هم ملتزمون بها، ولا علاقة لهم بكل ما ذكرناه (من علم، وصلاح قلب، وأداء حقوق، وفروض كفاية... الخ)
حذفسبب ثالث للوقوع في مثل هذه الأحوال:
أحيانا (وهو كما قلنا كثير في زماننا!) يكون العبد مليء بالعيوب التي لا يعلمها عن نفسه، أو لا يريد أن يراها، وفي نفس الوقت هو ملتزم ببعض العبادات الجارحية كما قلنا، ويرى نفسه مستقيما وصالحا، وفي الغالب يمتلئ كبرا وعجبا بسبب ذلك، وقد تسوء أخلاقه مع من حوله لأنه يظن أنه أفضل منهم، وبالتالي له حقوق عليهم من الاحترام والتعظيم والإنصات والطاعة أكثر منهم..... الخ.
فتكون من تربية الله تعالى لهذا العبد، وفتح باب التوبة له، أن يوقعه بمعاصي جارحية (باللغة التي يفهمها!) حتى "يعترف" أنه إنسان ناقص وضعيف وخطاء.. مثل من كان يحتقرهم.
فإما أن يتبصر وينكسر وينتفع من تربية الله تعالى له، أو أن يعاند ويظل على مشاعره واعتقاداته، فيدخل التربية ويخرج منها خاسرا!
سبب رابع: خطوات الشيطان، فإننا كما علمنا الله تعالى عن أنفسنا، ضعفاء، لسنا ملائكة، ولسنا بلا شهوات، فلم يحذرنا سبحانه من الوقوع في الذنوب فحسب، ولكنه منعنا من الاقتراب من مقدماتها!
فلو أننا غضضنا البصر – والنساء كذلك، فليس الأمر خاص بالرجاء –
وقلل النساء الخروج من البيت قدر المستطاع
وسترن أنفسهن
ولم يكثرن الاختلاط بالرجال الأجانب – ولو كانوا من أهلهن
ولم يرفعن التكليف معهم (بالانبساط أو الضحك أو الكلام الزائد بلا حاجة)
وحفظن قلوبهن وعقولهن من مهيجات التعلق، والتزيين الكاذب (من أفلام ومسلسلات وموسيقى وأغاني...)
... الخ
لما حدث التعلق من الأصل، ولكان الأمر سهلا
ولكن بسبب ضعفنا.. بعد أن يحصل التعلق، يصبح الأمر صعبا، وكلما طالت مدته.. ازدادت صعوبته، وازداد ضغط الشيطان فيه على كلا الطرفين.
ومن الأسباب – وإن كنت نوهت له سابقا.. لكنه يحتاج إلى إفراد –
اعتقاد الناس (وهذا أيضا غالبا بسبب تأثير الإعلام) أنّ الدنيا نهاية المطاف! (حتى من يظن نفسه أنه مؤمن باليوم الآخر، ولكنه إيمان ضعيف جدا، ومخفي، ومنسي على الرف! وغالب مشاعر الناس مغموسة في تفاصيل الدنيا، ويبنون عليها آمالهم وأحلامهم، بل ربما يبنون أحلاما على ما سيحصل فيها من بعدهم!! للأجيال القادمة!)
ولو أننا "حققنا" الإيمان باليوم الآخر، وملأنا قلوبنا بمدارسة تفاصيله "أكثروا من ذكر هادم اللذات!"
لأدركنا أن الأصل في الدنيا النقص! والبلاء! والكبد!
وكلها اختبارات
وليس من البشر أحد إلا وهو محاط بأنواع كثيرة – وربما غريبة! – من الابتلاءات
التي يكتب على كل عبد نتيجته في التعامل معها
ثم سنجتمع يوم القيامة، ويرى كل واحد منا نتيجته! فمن نجح واجتاز الاختبار... سيذهب إلى مكان...
يحقق فيه كل آماله التي كان يريدها في الدنيا.. وبأضعاف لا تخطر له على بال!
فلن يشعر هناك بوحدة، ولا ألم، ولا تعب، ولا ضيق، ولا حرمان، ولا بعد عمن يحبهم.........
هذه الأوضاع.. أوضاع جنة
وغالب الناس مصرون على أن يحصلوا عليها.. كلها! هنا في الدنيا
لهذا يضعفون
وحينما يسلب الله تعالى منهم شيئا منها.. يجزعون، وينهارون، ويحزنون...
ولو أدركوا الحقيقة.. لتعاملوا معها بتوازن شديد.. اختصره الله تعالى في هذه الآية
{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22)
لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ
وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)}
هذا ما يخطر لي من أسباب لهذه المشكلة
حذفوالحقيقة، أن الإنسان حينما يفهم الأسباب جيدا، فإنّ هذا نصف الطريق للعلاج، وهو خريطة لمعرفة كيفية خوض النصف الآخر
فما أستطيع أن أقوله لك الآن هو: الزمي باب الله تعالى بالاستغاثة والرجاء
ثم انطلقي في شغل قلبك وجوارحك بكل هذه الأمور التي ستحاسبين عليها، والتي ذكرتها لك، ومن أهمها طلب العلم – التفصيلي –:
-عن الله تعالى
-وعن صفاتنا نحن كبشر وضعفنا ونقصنا
-وعن الدار الآخرة – ومعها حقيقة الدنيا
والعلم لا ينفع إلا بالتفكر فيه، وإسقاطه على أفكارنا ومشاعرنا
ومن أهم ما يساعد على ذلك، صحبة صالحة عاقلة، تتحاورين معها في كل هذا، وتتناقشون في أمراض قلوبهم وفهومكم للقرآن والسنة (فإن أحوال القلب خفية، ومن أكثر ما نحتاج أن نتعاون على البر والتقوى فيه)
وأنصحك ببعض الكتب المهمة، فمما يخجل أن أمة إقرأ.. تقريبا لا تقرأ!
وهناك علوم لا يمكن الحصول عليها من المحاضرات... مهما أبدع المحاضر أو العالم، ولكنها مكنوزة في الكتب، المسلمون بأمس الحاجة إلى استخراجها والانتفاع منها
وأنصحك أن تشتركي مع مجموعة (أهلك، صديقاتك، حتى لو مجموعة على الواتساب) لقراءة تلك الكتب، وابدؤون بكمية قليلة جدا تناسب الجميع، حتى لو صفحة في اليوم! حتى يكون قليل مستمر.. فإن استطعتم الزيادة عليها بعد فترة فافعلوا
من أهمها:
رياض الصالحين – ويمكن قراءة شرح ابن عثيمين له، أو سماع هذا الشرح
الرحيق المختوم
سير أعلام النبلاء – لقصص الصحابة والتابعين
ولمعرفة تفاصيل أحوال القلب وما يلزمه:
كتب ابن القيم، ومنها: الرسالة التبوكية، عدة الصابرين، الداء والدواء
شرح حديث ما ذئبان جائعان – لابن رجب
وكتاب: منهاج القاصدين لابن الجوزي.. غاية في الأهمية، خاصة الربعين الثالث والرابع
وكتاب التذكرة.. للتفصيل في أحوال الدار الآخرة – مع أهمية قراءة المقدمة في طبعة دار المنهاج
وهناك كتب لطيفة حديثة ستجدينها في هذه المدونة.. يمكن أن تبدؤوا بها، تجدينها في هذا الرابط
https://tadabbaralquran.blogspot.com/2016/04/blog-post_24.html
نفع الله تعالى بهم أجمعين
ثم.. اعلمي أن "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"
وأن الله تعالى "يفرح" بتوبة عبده.. مع أن العبد هو المحتاج إلى التوبة وليس رب العزة جل جلاله!
فلا تيأسي من الرجوع والتوبة
ولكن احذري من الذنوب التي تجاهرين بها، أو تشاركين فيها غيرك – مثل تلك العلاقة، فإنك تحملين إثمك واثمه
ونبهيه على ذلك، أو على ما تستطيعين مما انتفعت به من هذه الرسالة أو غيرها، وكوني سببا لهدايته هو كذلك
وحاولي أن تكون تلك هي الرسالة الأخيرة التي ترسلينها له
ولا تكثري الكلام معه
وإذا وجدته يحاول إقناعك بالعدول عن التوبة، فخافي منه، فإنه غير أمين عليك!
ثم بعد كل هذا، إن استطعتم أن تنهوا هذه المحبة التي حصلت بينكما بالزواج (وكان هو أهل لذلك، ولديه من الدين وتحمل المسؤولية ما يجعله يستطيع إدارة بيت وأسرة) فعجلوا الزواج.. ولو بالحد الأدنى
وليس الحد الذي يسير عليه غالب المجتمعات اليوم
وإن لم تستطيعوا.. فاتركوها لله.. فمن ترك شيئا لله عوضه الله تعالى خيرا منه
ولا تعلمون أين يقدر الله تعالى لكما الخير في المستقبل، هل مع بعضكما، أم في طريق آخر.
أعتذر عن الإطالة، ولكنني حاولت الاختصار قدر المستطاع
وعلى أهمية التفصيل في العلم، لكن يصعب أن أفصل أكثر من ذلك، فهذه كما قلت لك مهمتك، حين تبدئين في طريق طلب العلم والتفكر والتدبر... فإن هذا سيكون طريقا، وليس درسا أو رسالة، طريق تسيرين فيه حتى ينتهي هذا الاختبار
و "من سلك طريقة يلتمس فيه علما، سهل الله تعالى له به طريقا إلى الجنة"
يسر الله تعالى أموركم، وشرح صدوركم لما يرضيه، وشغلكم بطاعته، ولم يكلكم إلى أنفسكم ولا إلى سواه طرفة عين
ونحن أجمعين.
السلام عليكم عندى شك فى وجود الله وبدأت فى البحث ووجدت دلاءل ولكنى كلما عرضتها على قلبى يرفضها فقلبى لا يتحرك فالقلب له حركه عند التكذيب او التصديق واعلموا انا الله يحول بين المرء وقلبه فهذا الذى اشعر به واعلم انا هذا من ذنوبى لانى كنت لا اقف بجانب الحق فحجب الله الحق عنى فقلبى لا يتأثر بأيات الوعد أو الوعيد اشعر انى افقد شيءوبعد بحث طوبل وتفكير فى حالى والعرض على الطبيب النفسى ولكن الطبين لم يصارحنى بذلكولكن انا وصلت بعد تفكير كثير ودءما احدث نفسى اناكبر دليل على وجود الله هو ما انا فيه فالجزاء من جنس العمل ومع ما اراه بعينى من انهذا عقاب لى من الله قلبى يكذب ذلك اجاهد نفسى على ترك المعصيه كثير لا ارى اثر لذكر الله او الصلاه او لقرأة القران من انشراح صدر او سكينه لا املك الا البكاء على ما انا فيهانا خايفه ان ربنا يقبض روحى وانا على هذا الحال فما السبيل
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله
حذفسأجيب إجابة مختصرة
الله عز وجل لا يمنع أحدا من الهداية مطلقا، ولا يجبره على دخول النار
هناك أمور يجب عليك أن تفعليها، خطوات يجب أن تخطيها
يجب أن تطيعي الله تعالى فيها، تصلحيها، تتوبي منها، تبادري لتغييرها
حينها ترتفع عقوبات الله تعالى عنك، ويفتح لك باب الهداية تدريجيا
أما إن كنت مصرة على الاستمرار على ما لديك من سوء (أيا كان: أمراض قلب، ظلم، إصرار على الجهل وعدم بذل الجهد الكافي لتعلم تفاصيل ما يجب على المسلم تعلمه، إصرار على رفض التعاون على البر والتقوى، وقبول نصائح من حولك وانتقاداتهم لك والاستعانة بهم على فهم نفسك وإصلاحها، عدم الدعاء بشكل كافي، والاستعانة بالله تعالى والإكثار من ذكره والرقيا بكلامه لإبعاد وساوس الشيطان وتسلطه، عدم إعادة ترتيب أولوياتك، وتوفير أوقات كافية في يومك للقيام بكل هذا، والتضحية بالاهتمامات التي تستنزف وقتك.....)
فتكوني أنت اخترت عدم فتح الأبواب العائقة عن سيرك في طريق الهداية
أنت من اخترت أن تظلي مكانك وتنتظري الفرج لينزل عليك (رغما عنك!) من السماء
وليس الله عز وجل
اللهم اهدنا وأعنا واغفرلنا
وأمتنا وأنت راض عنا
واجعل خير أيامنا يوم لقائك
السلام عليكم ورحمة الله أحمد الله واشكر فضله ان وضعك في طريقي واسئله ان يجري علي لسانك علاجي انا مريضة بالكبر والعجب والغرور والغضب والنفاق والرياء ,قلب فاااسد لكني طول الوقت لم اكن اعلم ذلك بل كنت اظن انني من أفضل الناس بل أفضل الناس واستحق افضل الاشياء ولدي افضل العلوم واقوم بأفضل الافعال وأملك حكمة لا يملكها غيري وفي نفس الوقت كنت اظن ان هناك غيري ممن يتكبر علي وينظر لي نظرة انتقاص ،طبعا لان مع كل كبر في القلب لابد من مذلة ،لا أعلم هل هذا التفكير بسبب انني اعاني من مرض روحي منذ نعومة اظافري او لان عائلتي بأكملها امي وابي يفكرون بهذه الطريقة هذا الكبر والجحود واحساسي بالفوقية علي الناس عزلني عنهم فاما هم اقل مني وام هم اعلي مني وكنت اعاني في علاقاتي مع البشر لكني لا اعلم السبب اري كل الناس تحب بعضها وانا لا اعرف الحب والامان ولم يجرب قلبي دفء المحبة والصدق حي ان فعلت شيئا حسنا دخل العجب الي نفسي بانني طبيعي ان افعل كل ما هو حسن وان فعلت شيئا سيئا لا يعتبره قلبي شيئا او بالعكس اخاف جدا ان ينتقدني احد او ينصحني او انني اقكون اقل من احد او ان يملك احد شيئا افضل مني
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفلن أطيل في الإجابة، لأن إجاباتي السابقة في هذه الصفحة مليئة بالتفاصيل التي يمكن أن تنتفع منها بإذن الله، فارجع إليها.
ويجب أن تدرك، أنّ أحد آثار الكبر أن المتكبر لا يرغب بهداية حقيقية، لأنّ الهداية الحقيقية = الذل، والخضوع، والتواضع، والتبصر بعيوب النفس باستمرار، والاعتراف بذلك، والتعامل مع الناس على أساس ذلك، والاعتذار عن التقصير، والحرص على أداء حقوق الناس أكثر من الحرص على أخذ ما له من حقوق عليهم.................. الخ
فإن كنت صادقا في التخلص من هذه الأمراض، وتقبل العيش في هذا الاختبار بمواصفات "المؤمن" التي أشرت لها
فتأكد أنّ الله تعالى لن يضيعك، وسيربيك، ويعلمك، وييسر لك (درجة من درجات الهداية) حسب علمه وحكمته جل في علاه
أنا فقط سأضيف لما في هذه الصفحة 3 أمور:
الأمر الأول: ما قاله السيوطي رحمه الله تعالى فيما يخص فروض الكفايات التي يجب أن يتوفر في الأمة عدد كاف لسدها، وإلا أثم الجميع، قال رحمه الله:
ومن فروض الكفايات: جهاد النفس، قال الشيخ علاء الدين الباجي: جهاد النفس فرض كفاية على المسلمين البالغين العاقلين، ليرقى بجهادها في درجات الطاعات، ويظهر ما استطاع من الصفات، ليقوم بكل إقليم رجل من أهل الباطن - تعليق على كلامه: يقصد بأهل الباطن أي العالمين بأدواء الباطن وأمراض القلوب، المجاهدين لها في أنفسهم، المتبصرين بها عند غيرهم، العارفين بطرق علاجها وتزكيتها (بالطرق السنية، والنصوص الشرعية، وليس بالأهواء أو البدع) -
... ليقوم بكل إقليم رجل من أهل الباطن كما يقوم به رجل من علماء الظاهر، كل منهما يعين المسترشد على ما هو بصدده، فالعالم يقتدى به، والعارف يهتدى به.
-الشاهد 👇🏼 -
وهذا ما لم يستول على النفس طغيانها وانهماكها في عصيانها، فإن كان كذلك صار اجتهادها فرض عين بكل ما استطاع، فإن عجز استعان عليها بمن يحصل له المقصود من علماء الظاهر والباطن بحسب الحاجة، وهو أكبر الجهادين إلى أن ينصره الله تعالى. اهـ
[الأشباه والنظائر]
شرح الفقرة الأخيرة: أي: من وصلت أمراض قلبه إلى مرحلة خطر، ولم يعد المطلوب منه فقط الترقي في تزكيتها وتحقيق درجة الإحسان فيها، وإنما المطلوب منه إخراجها من صفات النفاق، أو البدع الاعتقادية، أو اشتداد الكبائر كالكبر والحسد والرياء والجحود والجزع والبطر والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله ومحبة الكافرين والعصاة وبغض المؤمنين والتقاة... الخ، صارت مجاهدتها فرض عين عليه.
الأمر الثاني: اشترك في قناة التلغرام (أمراض القلوب وعلاجها)
وارجع إلى فهرس القناة، واقرأ عن تفاصيل الأمراض التي عندك، فهو جزء من طلب العلم الذي تحتاجه في طريق الجهاد الذي تسأل عنه، كما أن القناة مليئة بما يعينك بإذن الله على فهم الأمراض، وعلى مجاهدتها.
الأمر الثالث: اقرأ في هذه المدونة ملف: كيف أعرف أنني مؤمن؟
سيبين لك أحد أهم الطرق التي شرعها الله تعالى لنا لنهتدي، والتي لا يقبل بالقيام بها إلا المؤمن الصادق.
وكما أقول دائما: الزم الدعاء
ردنا الله تعالى إليه ردا جميلا، وأخرجنا من هذا الاختبار وهو راض عنا
بعد مدة طويلة من الخلطة بالناس طمعاً في تحصيل الأفضلية التي قال بها النبي صلى الله عليه وسلم، تدهور ليس إيماني فحسب.. وإنما حتى نفسي. وصلت لمرحلة أعجز عن تزكيتها! كلما خلصتها من عيب تأثرت به من جديد عن طريق الآخرين. مع العلم اني قلصت دائرة احتكاكي بهم إلى حد كبير جداً. فلم اعد اتواصل بشكل مباشر ومستمر الا مع الأهل وبعض الأصحاب. لكن لا أحد منهم يحمل هم الدين. جميع همومهم الكبرى دنيوية. بل ان مطالبتي لهم بالاحتكام إلى الكتاب والسنة عند الاختلاف يثير بيننا مشاكل كُبرى. فما بالك بمطالبتهم بالرجوع للدين في سائر أمور الحياة. هل عليّ اعتزالهم؟ على الرغم من أن خيار الاعتزال ليس مُتاحاً أصلاً لأسباب خارجه عن إرادتي، لكن ربما أستطيع بناء حواجز نفسيه بيني وبينهم إن عزمت على الأمر، فهل أفعل ذلك؟ علماً أني حاولت كثيراً نُصحهم وتذكيرهم بالله، لكنهم لاهون بالدُنيا، لا أحد يستمع والله المستعان.
ردحذفنسيت البدء بالسلام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفأنصحك بقراءة كتاب مرآة أخيه
موجود في هذه المدونة
https://tadabbaralquran.blogspot.com/2016/04/blog-post_24.html
فإذا انتهيت منه، أظن أن كثيرا من مشاكلك وتساؤلاتك سيكون قد أجيب عليها
فإن بقي منها شيء بعد فراغك من الكتاب، ارجع إلى هذه الصفحة وأخبرني بما استجد معك
سددك الله تعالى لما يرضيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أريد جواباً شافياً وتفصيلاً في مسألة ضابط الوُسع والطاقة؟ بارك الله فيكم
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفلن أستطيع أن أضع لك هنا جوابا شافيا في هذا الموضوع
لأنه موضوع أصولي كبير جدا، ويناقشه العلماء في أكثر من فرع من فروع العلم
ولا أدري أي فرع منهم تقصد بسؤالك (هل في العبادات؟ أم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أم في الجهاد؟ أم في المعاملات؟ أم في الذنوب والمعاصي؟ أم في تأصيل المسألة عند السلف واختلافهم فيها عن بعض أهل البدع؟)
كما أنه يشمل مجموعة من الألفاظ التي قد تجد بعض المعلومات عنه تحت لفظ منها، والبعض الآخر تحت لفظ آخر
ومن الألفاظ المختصة بهذا الموضوع: الوسع، الطاقة، الاستطاعة، العجز، المشقة، الرخصة، العزيمة، القدرة، الواجب، سقوط الواجب...
ولكنني سأضع لك هنا بعض كلام أهل العلم مما يبين إلى حد ما صورة مجملة للموضوع
وسأضع لك بعض الروابط
نفعك الله تعالى بها
🟢 قال القرافي رحمه الله:
الْمَشَاقَّ قِسْمَانِ: أَحَدُهُمَا لَا تَنْفَكُّ عَنْهُ الْعِبَادَةُ كَالْوُضُوءِ وَالْغُسْلِ فِي الْبَرْدِ وَالصَّوْمِ فِي النَّهَارِ الطَّوِيلِ وَالْمُخَاطَرَةِ بِالنَّفْسِ فِي الْجِهَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، فَهَذَا الْقِسْمُ لَا يُوجِبُ تَخْفِيفًا فِي الْعِبَادَةِ، لِأَنَّهُ قُرِّرَ مَعَهَا.
وَثَانِيهِمَا الْمَشَاقُّ الَّتِي تَنْفَكُّ الْعِبَادَةُ عَنْهَا، وَهِيَ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ:
- نَوْعٌ فِي الرُّتْبَةِ الْعُلْيَا: كَالْخَوْفِ عَلَى النُّفُوسِ وَالْأَعْضَاءِ وَالْمَنَافِعِ، فَيُوجِبُ التَّخْفِيفَ، لِأَنَّ حِفْظَ هَذِهِ الْأُمُورِ هُوَ سَبَبُ مَصَالِحِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَلَوْ حَصَّلْنَا هَذِهِ الْعِبَادَةَ لِثَوَابِهَا لَذَهَبَ أَمْثَالُ هَذِهِ الْعِبَادَةِ.
وَنَوْعٌ فِي الْمَرْتَبَةِ الدُّنْيَا: كَأَدْنَى وَجَعٍ فِي أُصْبُعٍ، فَتَحْصِيلُ هَذِهِ الْعِبَادَةِ أَوْلَى مِنْ دَرْءِ هَذِهِ الْمَشَقَّةِ لِشَرَفِ الْعِبَادَةِ وَخِفَّةِ هَذِهِ الْمَشَقَّةِ.
النَّوْعُ الثَّالِثُ مَشَقَّةٌ بَيْنَ هَذَيْنِ النَّوْعَيْنِ: فَمَا قَرُبَ مِنْ الْعُلْيَا أَوْجَبَ التَّخْفِيفَ، وَمَا قَرُبَ مِنْ الدُّنْيَا لَمْ يُوجِبْهُ، وَمَا تَوَسَّطَ يُخْتَلَفُ فِيهِ لِتَجَاذُبِ الطَّرَفَيْنِ لَهُ، فَعَلَى تَحْرِيرِ هَاتَيْنِ الْقَاعِدَتَيْنِ تَتَخَرَّجُ الْفَتَاوَى فِي مَشَاقِّ الْعِبَادَاتِ.
فَائِدَةٌ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: تَخْتَلِفُ الْمَشَاقُّ بِاخْتِلَافِ رُتَبِ الْعِبَادَاتِ، فَمَا كَانَ فِي نَظَرِ الشَّرْعِ أَهَمُّ يُشْتَرَطُ فِي إسْقَاطِهِ أَشَدُّ الْمَشَاقِّ أَوْ أَعُمُّهَا، فَإِنَّ الْعُمُومَ بِكَثْرَتِهِ يَقُومُ مَقَامَ الْعِظَمِ، كَمَا يَسْقُطُ التَّطَهُّرُ مِنْ الْخَبَثِ فِي الصَّلَاةِ الَّتِي هِيَ أَهَمُّ الْعِبَادَاتِ بِسَبَبِ التَّكْرَارِ، كَثَوْبِ الْمُرْضِعِ وَدَمِ الْبَرَاغِيثِ، وَكَمَا سَقَطَ الْوُضُوءُ فِيهَا بِالتَّيَمُّمِ لِكَثْرَةِ عَدَمِ الْمَاءِ وَالْحَاجَةِ إلَيْهِ، أَوْ الْعَجْزِ عَنْ اسْتِعْمَالِهِ.
وَمَا لَمْ تَعْظُمْ مَرْتَبَتُهُ فِي نَظَرِ الشَّرْعِ تُؤَثِّرُ فِيهِ الْمَشَاقُّ الْخَفِيفَةُ.
وَتَحْرِيرُ هَاتَيْنِ الْقَاعِدَتَيْنِ يَطَّرِدُ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا مِنْ الْعِبَادَاتِ وَأَبْوَابِ الْفِقْهِ، فَكَمَا وُجِدَتْ الْمَشَاقُّ فِي الْوُضُوءِ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ: * مُتَّفَقٌ عَلَى عَدَمِ اعْتِبَارِهِ * وَمُتَّفَقٌ عَلَى اعْتِبَارِهِ * وَمُخْتَلَفٌ فِيهِ
فَكَذَلِكَ تَجِدُهُ فِي الصَّوْمِ وَالْحَجِّ وَالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ وَتَوَقَانِ الْجَائِعِ لِلطَّعَامِ عِنْدَ حُضُورِ الصَّلَاةِ وَالتَّأَذِّي بِالرِّيَاحِ الْبَارِدَةِ فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ وَالْمَشْيِ فِي الْوَحْلِ وَغَضَبِ الْحُكَّامِ وَجُوعِهِمْ الْمَانِعَيْنِ مِنْ اسْتِيفَاءِ الْفِكْرِ............ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَكَذَلِكَ الْغَرَرُ وَالْجَهَالَةُ فِي الْبَيْعِ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ، وَاعْتُبِرَ ذَلِكَ فِي جَمِيعِ أَبْوَابِ الْفِقْهِ.
(سُؤَالٌ) مَا ضَابِطُ الْمَشَقَّةِ الْمُؤَثِّرَةِ فِي التَّخْفِيفِ مِنْ غَيْرِهَا؟ فَإِنَّا إذَا سَأَلْنَا الْفُقَهَاءَ يَقُولُونَ ذَلِكَ يَرْجِعُ إلَى الْعُرْفِ، فَيُحِيلُونَ عَلَى غَيْرِهِمْ، وَيَقُولُونَ: لَا نَجِدُ ذَلِكَ!
وَلَمْ يَبْقَ بَعْدَ الْفُقَهَاءِ إلَّا الْعَوَامُّ! وَهُمْ لَا يَصِحُّ تَقْلِيدُهُمْ فِي الدِّينِ.
ثُمَّ إنَّ الْفُقَهَاءَ مِنْ جُمْلَةِ أَهْلِ الْعُرْفِ، فَلَوْ كَانَ فِي الْعُرْفِ شَيْءٌ لَوَجَدُوهُ مَعْلُومًا لَهُمْ أَوْ مَعْرُوفًا.
يتبع...
تابع/
حذف(جَوَابُهُ) هَذَا السُّؤَالُ لَهُ وَقْعٌ عِنْدَ التَّحْقِيقِ وَإِنْ كَانَ سَهْلًا فِي بَادِي الرَّأْيِ،وَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْجَوَابُ عَنْهُ - إنْ لَمْ يَرِدْ فِيهِ الشَّرْعُ بِتَحْدِيدٍ - يَتَعَيَّنُ تَقْرِيبُهُ بِقَوَاعِدِ الشَّرْعِ، لِأَنَّ التَّقْرِيبَ خَيْرٌ مِنْ التَّعْطِيلِ فِيمَا اعْتَبَرَهُ الشَّرْعُ.
فَنَقُولُ: يَجِبُ عَلَى الْفَقِيهِ أَنْ يَفْحَصَ عَنْ أَدْنَى مَشَاقِّ تِلْكَ الْعِبَادَةِ الْمُعَيَّنَةِ، فَيُحَقِّقَهُ بِنَصٍّ أَوْ إجْمَاعٍ أَوْ اسْتِدْلَالٍ.
ثُمَّ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ الْمَشَاقِّ مِثْلُ تِلْكَ الْمَشَقَّةِ أَوْ أَعْلَى مِنْهَا جَعَلَهُ مُسْقِطًا، وَإِنْ كَانَ أَدْنَى مِنْهَا لَمْ يَجْعَلْهُ مُسْقِطًا.
مِثَالُهُ: التَّأَذِّي بِالْقَمْلِ فِي الْحَجِّ مُبِيحٌ لِلْحَلْقِ بِالْحَدِيثِ الْوَارِدِ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، فَأَيُّ مَرَضٍ آذَى مِثْلَهُ أَوْ أَعْلَى مِنْهُ أَبَاحَ، وَإِلَّا فَلَا.
وَالسَّفَرُ مُبِيحٌ لِلْفِطْرِ بِالنَّصِّ، فَيُعْتَبَرُ بِهِ غَيْرُهُ مِنْ الْمَشَاقِّ.
[الفروق - ص 118]
🟢 جاء في فتاوى اللجنة الدائمة في جواب سؤال: هل الأخذ بالرخص في الدين يعتبر تجاوزًا وتهاونًا؟
ج 2: الأخذ بالرخصة في الدين إن كان المقصود بها الرخصة الشرعية التي شرعها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، كالرخصة للمسافر الصائم أن يفطر وقت سفره، وأن يقصر المسافر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، وأن يجمع بين صلاة الظهر والعصر، أو بين صلاة المغرب والعشاء في وقت إحداهما جمع تقديم أو تأخير أثناء سفره، وكالرخصة في المسح على الخفين، ونحو ذلك، فإن الأخذ بهذه الرخصة الشرعية في حق هؤلاء أفضل، وإن لم يأخذ بها، بل صام أثناء سفره ولم يقصر الصلاة، ولم يجمع بين الصلوات المذكورة، ولم يمسح على الخفين، بل خلعهما، وغسل الرجلين، فلا حرج ولا إثم عليه، لكنه ترك الأفضل والأولى، ويدل لذلك ما رواه ابن عمر -رضي الله عنهما-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تبارك وتعالى يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته ـ رواه الإمام أحمد، والبزار، والطبراني في الأوسط، وفي رواية لابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه، رواه الطبراني في الكبير، والبزار، ورجاله ثقات، أما إن كان المراد بالأخذ بالرخص في الدين هو الأخذ بالأسهل، وما يوافق هوى الإنسان من فتاوى وأقوال العلماء، فإن ذلك غير جائز، والواجب على الإنسان أن يحتاط لدينه، وأن يحرص على إبراء ذمته، فلا يتبع إلا ما صح به الدليل من كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإن كان جاهلًا بالحكم فإنه يسأل أهل الذكر ممن يوثق بعلمه وفتواه، ولا يكثر من سؤال العلماء في المسألة الواحدة، فيتبع الأسهل له، وما يوافق هواه، فإن ذلك دليل على تفريطه، وإهماله لأمور دينه، وقد أثر عن بعض السلف قوله: من تتبع رخص العلماء فقد تزندق، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
[السؤال الثاني من الفتوى رقم ( 20242 )
فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية
جمع وترتيب : أحمد بن عبد الرزاق الدويش]
🟢 ذكر في الموسوعة الفقهية لموقع الدرر السنية:
لا شك أن ضابط الاستطاعة ليس له ميزان دقيق، فالأشخاص يختلفون، فهذا يقدر على أمور لا يستطيعها شخص آخر، وهذا قد أعطاه الله قوة في العلم والجسم وآخر قد فقدها أو أحدهما. فالضابط الحقيقي متروك لضمير الشخص نفسه. ولكن مع ذلك ينبغي أن يكون هناك حد أدنى يقف عنده الناس.
🟢 https://khaledalsabt.com/interpretations/3607/254-%D9%82%D9%88%D9%84%D9%87-%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D9%83%D9%84%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%86%D9%81%D8%B3%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A7-%D9%88%D8%B3%D8%B9%D9%87%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A9286
🟢 https://www.alukah.net/sharia/0/9442/%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%B3%D9%88%D8%B1-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%B3%D9%82%D8%B7-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B3%D9%88%D8%B1/
وأنصحك في مثل هذه المواضيع الأصولية، أن تدرسها بشكل شخصي وشامل، في كتب الأصول وشروحها
نفعك الله تعالى ويسر لك
أسأل الله أن يجزيك خيري الدنيا والآخرة. واسمح لي بسؤال آخر. سوف أجتهد في صياغته.. لأني حقيقةً أعجز عن طرحه طرحاً واضح. كيف أعلم بأني على أرض الواقع امارس الدين بشكل صحيح؟ كنت قديماً عفوي التدين، إن صح التعبير. كنت حينها أشدُّ حباً لله. وأكثر تعظيماً لحرماته. وأكثر اعتزازاً بالإسلام. وأقدر على الشعور في قلبي بالخطأ والصواب، وإلّم أمتلك القدرة على التدليل على كل شيء. ولكني حقيقةً كنت أفعل الصواب أكثر مما أفعله الآن.. لكن بعد ان اضطر الإنسان إلى الانخراط في واقعنا الحاضر شديد التعقيد.. وخشي على نفسه من الاعتداء على حرمات الله جهلاً، او وهماً، أو خطأً.. خصوصاً مع غياب الصحبة الصالحة المُعينة في الطريق.. شرعت في طلب العلم الشرعي. وإن كان طلباً عشوائياً شديد القصور، لافتقار المعلم والمربي والمنهج والوقت الكافي أيضاً. والآن، اصبحت أقل قرباً من الله. اشعر بذلك. رغم أن همّ تحصيل رضاه ما يزال حرّه في صدري. إلا انني اشعر بأني أسأت ممارسة الدين بعد ان اجتهدت في التعلم وتكلّف التطبيق. واصبحت نتيجةً لاكتسابي شيئاً من العلم المبعثر.. وغير الناضج.. اقرب الى تعطيل الشرع من العمل به. علمت أن للخير والشر مراتب.. وأعجز عن تحديد هذه المراتب على أرض الواقع. علمت أن للأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر فقه، وأعجز عن الاتيان به. علمت أن في المجتمع المسلم فاسق، وفاجر، ومنافق، ومؤمن، ومسلم.. وأعجز عن تنزيل ذلك وأتورع خوفاً من الظلم. حتى صرت أشبه بالليبرالي الذي يرى -أو يدعي- أن الجميع حر في أفعاله ولا يجب أن يحكم أحدٌ على أحد. علمت أن للأمة ثغور يجب أن تُسدّ، وأعجز عن تحديد ثغر مناسب أقوم عليه. علمت أن على الإنسان ألا يكلف نفسه مالا تطيق، وأعجز عن تحديد وسعي وطاقتي في كثير من الأمر … وإلى اخره. بلغ بي الأمر حداً اجهل اصلاً كيف عليّ أن امارس الدين؟ وزد على ذلك أني فقدت القدرة على تقييم نفسي تماماً. واصابني شيءٌ من الريبة في كل ما اصل إليه بنفسي، حتى ولو قرأت آية واضحه من كتاب الله.. بات مشكوكاً في فهمي لها بيني وبين نفسي. ومشكوكٌ أيضاً في فهمي للتفسير إذا قرأت التفسير. على الرغم من أنني الآن اكثر بُعداً عن الوقوع في الحرام. وأكثر ممارسةً للشعائر التعبدية.. إلا أنني تحولت تماماً من مؤمن قوي إلى مؤمن ضعيف. وكل ما أعرفه الآن أني اريد الوصول إلى الله. حاولت التوقف عن كل شيء والاكتفاء بأبسط اشكال التعبد.. لعلّي أرجع إلى ما كنت عليه من قبل، لكن الحياة والناس الآن أكثر تعقيداً وتشابكاً من أن يستطيع الانسان التعامل معهم بعفوية. خصوصاً إذا كبر الإنسان معزولاً ولم يُنشّأ على المهارات الأساسية التي يكتسبها من أهله عادةً كالحديث، والتعامل المناسب مع مختلف شرائح الناس والى اخره. ولا يجد من يدعمه او يعينه في رغبة الترقي في مدارج الإيمان. اشعر بالحزن والتيه
حذفعندما كتبت هذا، شعرت بأن الجزء الأخير من الكلام ذو علاقة. لكني ارى الآن انه ليس كذلك. عموماً يبدو انني تكلّفت كثيراً في محاولة مني لزيادة إيماني. وارجوا التوجيه
حذفآمين وإياكم أجمعين أخي الكريم
حذفسأجيبك إجابة مختصرة، لأنني أظن أن هذا ما تحتاجه الآن
وأحيلك على روابط للقراءة
عسى الله تعالى أن ينفعك بها ويفتح لك
أولا: لابد وأن تدرك أنّ كل عبد منا مختبر بقدر ما أعطاه الله تعالى من النعم، وحسب صحة سيره إلى الله تعالى من عدمه
يعني: أنت قبل العلم كنت مختبرا بأمور (بغض النظر كنت ناجحا فيها بالجملة أو غير ناجح - مع الانتباه إلى أنّ شعور المحبة أو الانفعال مع الدين ليس لوحده دليلا أبدا على أنك كنت تسير في الطريق الصحيح)
وحينما رزقك الله تعالى أن تبدأ تتعلم (عشوائيا) ستختبر بأمور جديدة (مجرد أمثلة: مثل الإخلاص في طلبك للعلم، عملك بالعلم، تواضعك وذُلّك لله وحده على ما علمك، حسن خلقك مع الناس... الخ) فأن تظل متشبثا بنوعية الاختبارات التي كنت تختبر بها سابقا، وتظن أن النجاح فيها كاف غير صحيح.
ومن جهة أخرى: عدوك الشيطان، حينما كان يراك تتعبد الله تعالى بجهل، لم يكن يستفزك (أو يستفز مشاعرك) بما ينفرك من هذا الطريق، فكنت ربما تشعر بنوع رضا، أو محبة، أو زهد... الخ، أيا كانت المشاعر، ولكن حينما يمن الله تعالى عليك بأن تقرر طلب العلم (الذي هو فرض عين على كل مسلم) وطلب العلم يفتح العين، ينور البصيرة، يجعلك تسير في الطريق ةأنت تفهم نفسك، واختبارك، ومداخل الشيطان عليك، وماذا يجب عليك أن تفعل في كل موقف.... الخ
فلن يتركك عدوك!
سيبدأ يستفر فيك أمورا تثقل عليك الطريق، أو تشوشك، أو تشككك، أو تفقدك المشاعر التي كنت تحبها.........
ثانيا: بسبب الكثير من العوامل في زماننا، غالب الناس لديهم الكثير من المشاكل وعدم الاتزان (في فهومهم - عقولهم، إدراكاتهم، بديهياتهم -، وفي شخصياتهم -نضوجهم، قدراتهم، مشاعرهم... -، وبالتأكيد بالتالي في دينهم وإيمانهم)
فالناس بحاجة إلى إصلاح عقولهم ونفسياتهم (بالدين أيضا)
ولكن حتى يستطيعوا أن يبدؤوا بتلقي الدين ببساطة كما تلقاه من قبلنا
والمشكلة أن الطرح الذي يصلح هذه الأشياء في زماننا نادر جدا، وللأسف تم إحالته إلى علوم الغرب كعلم النفس وغيره ليتسلموا زمامه!!!
ولكنني أبشرك ببشرى وسط كل هذه التفاصيل:
أنّ الصادق.. يهديه الله تعالى، ويأخذ بيديه، ولو تعب في الطريق، ولو شعر بالإرهاق وبعض الحيرة
ولكن "الصادق" يبذل الأسباب المأمور بها حتى يسير في الطريق
ومن هذه الأسباب
اقرآ المقال الأخير في المدونة (مفاتيح الهداية)
واقرأ كتاب "مرآة أخيه" أيضا يوجد في المدونة
والزم الدعاء، وذكر الله تعالى، والرقيا
ويمكن أن أقول لك: بعدها ستفهم أمورا كثيرة بإذن الله، فإن أحببت أن تعود بعد ذلك وتناقش ما وصلت إليه، وكان الله تعالى قد أمد في عمرينا، فمرحبا بك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لأني لا أملك صحبة صالحة تعينني على الثبات على الطريق، أشعر بأني أقوم بتغليب الخوف من الله على رجائه. وكأني أخشى أن أحدث نفسي برجاء الله ورحمته فتبتعد عن الطريق من غير أن أشعر ومن غير أن يكون حولي من ينبهني وينصحني ويعينني على الرجوع. ويظهر تغليب الخوف على الرجاء أكثر ما يظهر عند لحظات اتخاذ قرار. أكاد أصاب بالهلع من خوف أن اخطئ في اختيار له أثر كبير على حياتي.. وأخشى وأخاف أن يؤثر على ديني. ثم لا يستنقذني الله بعد ذلك لأنه اختياري. وأن أحاسب عليه. ويلحق بذلك القلق المتعلق بضبط مسألة الأخذ بالأسباب والتوكل على الله. أشعر بأن تحقيق التوازن في عبادة الله أمرٌ صعب. ويحتاج إلى مُعين مطلع على تفاصيل حياة الإنسان وطبيعته وظروف حياته. أما الاستشارات العامة من ناس لا يعرفوننا وليسوا على مقربة من واقعنا الخاص.. ليست ذات نفع كبير. فما توجيهكم لمن هذا حاله. بارك الله فيكم
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ردحذفحياكم الله
أرجو أن تكون قد اطلعت على الأسئلة والإجابات السابقة في الصفحة، فإنّ فيها الكثير من التفاصيل المهمة، التي قد لا أعيد ذكرها هنا، عسى الله تعالى أن ينفعك بها
أما توجيهي لك فيمكن أن ألخصه في عدة نقاط بإذن الله
- أولا: يجب أن تتذكر أن الله جل جلاله متصف بكمال الصفات، الكمال المطلق في جميع صفاته التي أخبرنا عنها في وحيه سبحانه، وهذا الكمال لا يشابهه ولا يدانيه أي صفة من صفات المخلوقين، فنحن مأمورون بأن نتصف "ببعض" صفات الله تعالى (كالرحمة والكرم والإحسان... الخ) ولكن ليس من البشر من لديه أي صفة من هذه الصفات لا بشكل ذاتي (بحيث يتحكم فيها تماما، وإنما هو عبد تحت تصرف الله تعالى وحكمه)، ولا بشكل كامل (يشمل جميع الأوقات ولا ينفذ)
فتحتاج وأنت سائر في الطريق إلى الله تعالى أن تراجع مشاعرك اتجاه الله عز وجل باستمرار، ولا تقيسها بمشاعرك اتجاه المخلوقين (فإنّ الله تعالى يعلم من حالنا ما لا نعلمه نحن! ناهيك عما يعلمه الآخرون منا، والله تعالى لا يمل من المغفرة والتوبة والرحمة والإحسان – الذين ينشرهم بحكمته على عبيده -، كما نمل نحن! أو يمل الآخرون، والله تعالى لا ينتفع من أفعالنا ولا عباداتنا ولا إتقاننا لها، وإنما هو يختبرنا بها لمصلحتنا نحن، وحاجتنا نحن لذلك... الخ)
فالله سبحانه ليس مثلنا، وليس مثل الآخرين.
-ثانيا: من أهم ركائز الإيمان التي قررها الوحي، وجعلها شرطا في قبول إيمان العبد: الإيمان بالقدر، خيره وشره، وأن ما أصابك (لم يكن ليخطئك) وما أخطأك (لم يكن ليصيبك)، هذه الحقيقة التي كان يعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأطفال المسلمين! حتى ينضبط إدراكهم لحقيقة الكون، وحقيقة الرب الذي خلقه، وحقيقة الاختبار الذي نخوضه.
وهذه الحقيقة لا تتعارض مع أوامر الله تعالى التي ملأ بها وحيه (افعل ولا تفعل)، فالله سبحانه أمرنا بالفعل، بالأخذ بالأسباب، بالتقوى، بطلب العلم (التفصيلي – المفروض على كل مسلم)، ببذل الجهد، بالإتقان.....
ومع ذلك لن يخرج شيء من هذا عن قدر الله تعالى (الذي خلقه، وهو يعلمه تماما قبل أن يخلقنا أصلا)
وهذا الجمع بين الأمرين هو ركن أساسي في اختبارنا، كيف نسعى - بقدر ما نستطيع - أن نتحرك في الدنيا كما أمرنا الله تعالى، وفي نفس الوقت نؤمن أن القدر مكتوب، وأن من كتبه كامل الصفات جل في علاه، فنرضى ونسلم ونستسلم له سبحانه (جزء من "اختبارنا"، وأي جزء من الاختبار يحتاج إلى مجاهدة مستمرة بدرجة أو بأخرى)
-ثالثا: أنّ كل عبد في الدنيا مختبر باختبار مختلف عن الآخر، اختبار فصّله الله تعالى على مقاسه، بما يناسبه من جميع الجهات، نعم هناك حد أدنى مطلوب من الجميع، ولكن هناك الكثير من التفاصيل التي تختلف من شخص لآخر، في قدراته، وظروفه، وما يسهل عليه وما يصعب عليه، وما يحتمله وما لا يحتمله... الخ.
ومما يجمع جميع هذه الاختبارات، قوله تعالى {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}
فما يكلفنا الله تعالى به، وما سيحاسبنا عليه، هو ما يقع تحت وسعنا، ولهذا كان آخر الأمرين – من رحمة الله تعالى بنا – أن قال {فاتقوا الله ما استطعتم}
والاستطاعة تختلف من شخص لآخر (نفسيا، وعقليا، وبدنيا...) وإن كنا يمكن أن نحكم على بعض تصرفات البشر أنهم لا يقومون بوسعهم، لكن هناك تفاصيل بين العبد وربه لا يعلمها إلا هو جل في علاه، لهذا هو وحده من سيحاسب هذا العبد يوم القيامة (وحتى في الدنيا) وفقا لجميع هذه التفاصيل (فلن يعاقب العبد على ما لم يستطع فعله، بل إنّ رحمته سبحانه أسبق للعبد الصادق الحريص، وإن قصر أحيانا، وفي نفس الوقت لن يُخدع الله تعالى بادعاء العبد أنه فعل ما يستطيع، وهو مهمل، غير صادق، يبعثر جهوده في هموم دنيوية تستنزفه، ثم لا يجد ما يكفي ليبذله في طاعة الله تعالى)
فلا تقارن اختبارك بأحد، ولا تتعامل مع الله تعالى وكأنه لا يعلم أدق تفاصيل حالك، وقدراتك، وبَذْلك، كلما أدركت تمام إحاطته بك، وصار تعاملك معه هو، كلما ازداد صدقك مع نفسك، وصارحت نفسك بحقيقة التفاصيل التي تواجهها مع نفسك، وبذلت جهدك لتتعامل معها كما يحب ربك المطلع عليها جل في علاه.
-رابعا: من ضمن اختبار الله تعالى لنا في الدنيا، وهو محور أساسي في إيماننا وهدايتنا، إدراكنا لثنائية (الرب والعبد)، أنّ الله تعالى هو وحده الرب، كامل الصفات، العظيم القوي القدير، المتكبر الذي يستحق وحده التكبر، العزيز الذي وحده لا يُغالب على ما يريد...
حذفوأما نحن! فإننا عبيد!
أي أننا ناقصون، ضعفاء، فقراء، مليؤون بالخلل والعيوب، عاجزون عن التحكم في أبسط حاجاتنا! أدنى نقص يشلّنا ويقلب حياتنا!
غالب البشر يفشلون في هذا المحور – خاصة في زماننا -، الذي إذا لم ينصلح، لم ينفعهم كثير مما يظنون أنهم يمارسونه من عبادات!
فإننا في زمان لقن الناس فيه الكبر والعجب تلقينا! وظنوا (مستقيميهم وغير مستقيميهم) أن هذا هو الوضع الطبيعي، أن أكون مثاليا! أو أن أشعر أني مثالي! أو أن يراني الناس مثاليا!!
وهذا لوحده كفيل بتدمير أي عبد (في الدنيا!) ناهيك عما ينتظره في الآخرة!
في الحديث القدسي: "قال الله عز وجل: الكبرياء رِدَائي، والعَظَمة إزاري، فمَن نازَعَني واحدًا منهما، قذفْتُه في النار!"
وقال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث مهلكات: هوى متبع، وشح مطاع، وإعجاب المرء بنفسه؛ وهي أشدهن"
فنعم، نحن مأمورون أن نبذل الأسباب، وأن نجتهد، وأن يكون همنا هما واحدا: وهو النجاة عند لقاء الله تعالى، فنصرف أوقاتنا وجهودنا لتحقيق هذا الهم.......
ولكن هناك أمران:
(1)أننا لن نستطيع أن نفعل أي شيء من هذا بشكل مثالي، أبدا، مهما تعبنا وبذلنا، وما يخيل للبعض أنه يفعل أمرا ما بشكل مثالي، فلعمى بصيرته، أو بسبب شدة تركيزه على هذا الأمر (وإن كان أيضا لن يجعله هذا مثاليا!) ولكن الطامة أن هذا التركيز يعني "بالضرورة" أن هناك أمورا أخرى في حياته، مطلوب منه أن يبذل لها وأن يتقنها قدر استطاعته، وفي الحقيقة هذه الأمور هو فاشل فيها فشلا ذريعا! وقد يكون مهملا لها بنسبة 100%! وقد يكون بعضها أهم بكثير من هذا الأمر الذي سخر طاقاته كلها لإتقانه، وللشعور أنه مثالي فيه!
وهنا أحيلك على مذكرة فقه الأولويات، وهي منشورة في هذه المدونة، ستوضح لك الأمر بشكل أوضح بإذن الله.
و (2) أننا بحاجة دائمة للاستعانة بالله تعالى، على كل تفاصيل وجودنا في هذا الاختبار، والتبرؤ الدائم من حولنا وقوتنا، مهما شعرنا بقدرتنا وقوتنا {إياك نستعين}
فقد كان الصحابة يسألون الله كل شيء حتى ملح طعامهم، وعجين شاتهم، وقالت عائشة رضي الله عنها: سلوا الله كل شيء، حتى شسع النعل، فإن الله إن لم ييسره لم يتيسر.
فإذا انضبطت ثنائية (الرب والعبد) في قلب العبد، سيجد نفسه منضبطا في التعامل مع الأمور، فسيستعين بالله تعالى على كل حاجاته، ثم يبذل من الأسباب التي يرزقه الله تعالى إياها ما استطاع، ثم سيتقبل كل النقص (المتوقع، الذي لن ينفك عنه في حال من الأحوال) ويرضى بقضاء الله تعالى له، وفي نفس الوقت يلوم نفسه على النقص والتقصير، ويستغفر، وينيب، ويطلب من الله تعالى (يرجو) أن يعامله بكرمه ورحمته، وأن يتقبل منه عمله الناقص القليل قبول الكرماء، وأن يجزيه عليه لأنه رحيم، وليس لأن عمله يستحق أن يُجازى عليه!
-خامسا: نتيجة لكل هذا التذكر وهذه القناعات، يجب أن تدرك أن الدنيا ستظل دار بلاء، ونقص، ولن تستطيع مهما بذلت من جهد ومهما أتقنت.. أن تجنب نفسك درجة من درجات الصعوبة، والبلاء، والتعب، والألم
حذفلأن هذه طبيعة الاختبار
وهذا أحد الفروق الأساسية بين الدنيا.. والجنة
وإلا لو أمكن أن تُجعل الدنيا كاملة، لما صار للسعي لدخول الجنة معنى!
فكثرة تذكر هذه الحقيقة، مع تدبر ما حصل للأنبياء والصالحين من صعوبات (على تمامهم البشري وبذلهم!) تهدئ النفس بإذن الله، وتجعلك لا تجزع وتنهار عند كل نقص، عند كل ابتلاء، وحتى عند كل عقوبة أنت تعلم أنك أنت السبب فيها
فما أحوجك (وأحوجنا جميعا) أن نُجنّب عقوبات الآخرة (الغير محتملة!) ولو كان ببعض الألم (المحتمل) في الدنيا
نعم نسأل الله تعالى العافية دائما، فنحن أضعف من أن نحتمل أي عقوبة من عقوباته! ولكن كما قلت، لن تتحول الدنيا إلى جنة، وسيظل هناك جزء من العقوبات والبلاءات في الدنيا، فنرضى عن الله تعالى ولا نجزع
ونظل خائفين منه، وفي نفس الوقت (وبشكل متلازم مع الخوف) راجين منه رحمته وكرمه وإحسانه وعفوه، وأن لا يعاملنا بعدله، وإنما يعاملنا بفضله ورحمته وجوده...
وهكذا مشاعر "المؤمن" عبارة عن خليط من الخوف + والرجاء
-سادسا: بالنسبة للصحبة الصالحة، فإنّ توفرها (بشروطها التي بينها الله تعالى في وحيه) عزيز جدا، خاصة في زماننا، وهي نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على العبد (في دينه ودنياه)
ولكن كما قلنا، الله تعالى يختبر كل عبد بما يناسبه، ولا زالت الدنيا دار بلاء، فإن قدر الله تعالى عليه أن تُحرم من هذه النعمة (مع صدقك، وبذلك للجهد في الحصول عليها، وسعيك لتحقيق شروطها، وصبرك عليها، وعدم تبطرك عليها إن وجدت.....) فإنه سبحانه يعلم ما تقاسيه من صعوبة بسبب فقدها، وهو أهل أن يعوضك عن هذه الصعوبة كفاية منه، ومعونة قد لا يعطيها لغيرك، فإن عجزت عن بعض أمرك بسبب عدم وجود هذه الصحبة، فارجو منه سبحانه أن يغفر لك هذا النقص، وأن لا يحاسبك عليه.. لأنه يعلم أنك لو حصلت من يعينك عليه، فستمسك به بيديك وأسنانك!
أما إن كنت أنت من قصرت في طلب الصحبة، أو أردت صحبة على هواك، أو لم تقبل منها نصيحتها ومعونتها لك على الطاعة، أو بالعكس.. تعلقت بها هي تعلقا يخل بتعلقك بالله تعالى!
فعوقبت بالحرمان منها
فكما قلنا، تكون هذه عقوبة على ذلك، فالزم الاستغفار والتوبة، واستشعر الندم والانكسار لله تعالى، فإما أن يرد النعمة عليك – وهذا للأسف قليل في اختبار الدنيا! – أو أن يغفر لك، ويكفيك دون صحبة، وتكون عقوبته لك في الدنيا منجية لك من عقوبات أعظم منها في الآخرة
-سابعا: أما بالنسبة للخوف والرجاء، فكما قلنا، المؤمن مشاعره خليط من الاثنين، أصلا لا يسمى رجاء ما لم يكن يلازمه خوف، فإن الرجاء بلا خوف لا يسمى رجاء أصلا، وإنما يسمى اطمئنانا، وأمنا (من مكر الله)، والخوف إذا خلا من رجاء صار قنوطا
فحقيقة الخوف والرجاء أنهما متلازمان، إذا نقص أحدهما سبب خللا في الآخر، وتغير اسمه وفقا لذلك
ومن العلاجات والمجاهدات التي يجب على "المؤمن" فعلها، أنك كلما وجدت قلبك زاغ إلى إحدى الجهتين، ذكره بالنصوص التي ترجعه للوسط، ترجعه للتوازن.
ويمكن أن تجعل لك مشروعا في قراءة كتاب (منهاج القاصدين – لابن الجوزي رحمه الله) خاصة ربع المهلكات وربع المنجيات، فسيجلي لك الكثير من التفاصيل المعينة لك على الطريق بإذن الله.
وأما -ثامنا: وهو مسألة أن عبادة الله تعالى بتوازن أمر صعب، فبالتأكيد هي أمر صعب، وهذا هو الاختبار، ولو كان الاختبار هو الميل إلى إحدى الجهتين (في أي أمر من الأمور) لكان من أسهل ما يمكن!
ولكن النقاط السابقة توضح هذه الصعوبة، وأنّ هذه الصعوبة هي سبب رئيسي في أنه لن يدخل أحد الجنة بعمله! إلا برحمة الله تعالى
فلا يمكن أن يصل عمل أي عبد (ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم) إلى درجة الإتقان أن يعطي الله تعالى ما يستحقه من العبودية.. وما يستحق وفقا له للجنة!
فالجنة – هذا العطاء العظيم! – هو محض رحمة من الله تعالى لعبيده!
ومع ذلك، الله تعالى يحسب لكل عبد تفاصيل خوضه لاختبار الدنيا، تفاصيل إيمانه، ومشاعره، وجهده، ووقته، وتوبته، وانكساره.......... الخ
ووفقا لذلك يحكم عليه: إما بجنة بلا عذاب، أو بعذاب بلا جنة والعياذ بالله! أو بعذاب يخرج منه برحمته سبحانه إلى الجنة..
ونرجع ونقول: لهذا يبقى شعور المؤمن بين الخوف والرجاء!
أسأل الله أن يغفر لنا ويهدينا ويعيننا على طاعته
وأن يعاملنا بفضله ولا يعاملنا بعدله اللهم آمين
أرجو أن يكون الله تعالى سددني لنفعك، إن أحببت مزيدا من الاستفسار فحياك الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفما يحدث لكبار السن في زماننا هذا أمر تتفطر له القلوب! عند الزواج والبحث عن وظيفة، صار الأبناء ذكرواً وإناثاً لا يضعون أي اعتبار في اختياراتهم للوالدين ووضع الوالدين. وبعد الزواج يستدل الجميع بأن للزوجة الحق في ألا تخدم أم الزوج على سبيل المثال. وأن طاعة الزوج مقدمة على طاعة الوالدين فتنقطع الفتاة تماماً لزوجها.. وصار الوالدين أو أحدهما يُقذف به في شقة مغلقة ويؤجر له خادمة تقوم على خدمتهم.. ومع الانشغال بكسب الرزق وحاجات الأبناء والزوجات والأزواج.. يقاسي الوالدين مرارات الوحدة والعزلة.. وتزيد الحواجز والفجوات بين عالم الابناء والوالدين التي كانوا يعانون من وجودها أصلاً حتى قبل الانتقال إلى دار رعاية المسنين الضيق.. الذي يسمونه مسكن وخادمة. هل هذا يرضي الله ورسوله؟ هل مجرد توفير شقة وخادمة والتردد عليهم من وقت لآخر لإلقاء السلام هو التطبيق الأمثل للإسلام في زماننا هذا؟ أم أن هذا هو الطبيعي أن ينشغل كل واحد بمستقبله ويُترك الوالدين لله؟ هل لاحظتم هذا على مستوى المجتمع ككل.. أم هو فقط المحيط الذي أنا فيه؟ وما نصيحتكم لأبناء لهم والدين كبيرين أو أحدهما وهم مقبلون على الزواج أو الوظيفة أو كليهما.. خصوصاً في زمن استعباد الناس مقابل لقمة العيش.. وزمن فُرقة وشتات أهداف البنات والأبناء. فلم يعد هناك استطاعة للتنسيق بين الأبناء.. فكلٌ منشغل بأموره.. ويتمنى لو أن أحداً آخر يؤدي الواجب عنه ليتخلص منه. هذا إذا أقر بأنه واجب أصلاً.. إلا من رحم الله
ثم أريد السؤال عن الأسرة. هل مجرد تكوين أسرة هو ما دعا إليه الإسلام؟ هل شكل متوسط الأسر التي نراها.. أسماء أبنائهم وبناتهم أسماء غربية.. واهتمام الوالدين منصب على مطعمهم ومشربهم وملبسهم ورفاهتهم.. وكل من الوالدين له مشاريعه الدنيوية الخاصة التي تسرق اهتمامه وان تواجد بجسده بينهم.. وإلى آخره مما نراه.. هل هذا هو المطلوب تكوينه وإقامته؟ هل إعفاف النفس مبرر كافي لإقامة مثل هذه الأسر؟ ومرة أخرى هل هذا هو واقع المجتمع أم أن نظرتي قاصرة ومحدودة على البيئة المحيطة؟ ثم مما لاحظته من نتائج إقامة مثل هذه الأسر هو انخفاض كبير في مستوى تدين الزوجين أو أحدهما بعد الزواج. وأتحدث تحديداً عن ما شاهدته شخصياً في معارفي البنات. يكاد يكون جميعهم -ولعلي أستثني واحدة أو اثنتين تحسباً للدقة- كانوا على مستوى كبير من المحافظة.. ثم انتقلوا إلى "الإنفتاح" بعد الزواج. هل يكفي أن يبقى المرء مسلماً ويؤدي الصلوات الخمس بعد الزواج.. ولا يهم كثيراً تدني أو ارتفاع مستوى التزامه؟ وهل يكفي أن يؤمن الزوج أو الزوجة بضرورة تربية أبنائهم على الصلاة وربما حفظ شيء من القرآن.. ليصبح صالحاً لأن يكون أب/أم؟ وهل يكفي هذا القدر من التربية لأن نقول بعد ذلك أن الصلاح من عند الله؟ وهل اشتراط مستوى مقارب مثلاً في الوعي بالإيدولوجيات الغربية.. والفقه في الدين.. والهمة في السير إلى الله.. هل اشتراط مثل ذلك تشدد؟ واغراق في الكماليات؟ ومطالب مبالغ فيها وغير واقعية؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفحياك الله تعالى أخي الكريم
هذه الأمور وغيرها الكثير منتشرة بين المسلمين، ولها أسباب كثيرة (أسباب من الوالدين أنفسهم، وأسباب من المجتمع...) وكلها راجعة إلى نقص الدين، أو نقص الدين "الحقيقي"، واكتفاء الناس بجزء من الدين يشعرون به أنهم مستقيمون.. ويهملون، أو يتجاهلون، وأحيانا يعادون بقية أجزاء الدين التي لا توافق هواهم.
والكلام في هذا لا يدخل في الاستشارة، وإنما أنت تطلب موعظة عامة، أو فتوى، وكلاهما يعج بهما فضاء الانترنت، ودروس العلماء ومقاطعهم.
وأما ما ينقص الأمة الآن.. هو الاستشارة، والأخوة في الله
هو رغبة كل عبد بالتبصر بعيوبه هو، ومناقشة ما يدور في عقله من أفكار، وفي قلبه من مشاعر، ليمحصها ويعرف الخطأ منها من الصواب، ليبدأ رحلة علاج نفسه، وتحقيق العبودية التي خلق من أجلها
وهذا ما نحاول سده في هذه الصفحة
فإن كانت لديك استشارة فيما يخصك أنت
فحياك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إيش نسوي عشان غزة!!
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفالذي نفعله من أجل غزة وغيرها
أن نصلح أنفسنا ومن حولنا، صلاحا حقيقيا (باطنا وظاهرا، فيما يخص حقوق الله تعالى وحقوق العباد)
حتى ينصرنا الله تعالى، لأن النصر بيده وحده سبحانه {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}
ونصره لنا مشروط بنصرنا له ولدينه {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
وإلا.. فجميع بلاد المسلمين سيجدون أنفسهم في مثل حال غزة الآن.. وأسوأ!
وهذا الصلاح ما نحاول أن نحقق جزء منه في هذه الصفحة
وللاستزادة يمكنكم قراءة كتاب (مرآة أخيه) في هذه المدونة، أو على الأقل أول 70 صفحة منه
وهذا رابطه
https://tadabbaralquran.blogspot.com/2016/04/blog-post_24.html
وقراءة هذا الثريد على تويتر
https://x.com/TadabbarAlquran/status/1897211862783279118?s=19
ردنا الله تعالى إليه ردا جميلا
وفرج هموم المؤمنين في كل مكان
ونصرنا على أعدائه (باطنا.. وظاهرا)
أفهم من كلامك إن العالم الإسلامي كااامل يفتقر إلى النسبة المطلوبة من الصلاح الحقيقي للنصر؟ وإلا لازم جمييع الناس تكون صالحة صلاح حقيقي؟؟ كم كانت نسبة الصلاح الحقيقي في البشر على وجه الكرة الأرضية أيام بدر؟ وكيف لنا أن نصل إلى المرحلة اللي أغلب الناس فيها صالحين صلاح حقيقي والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن كل زمان أشر من الذي قبله؟ وكيف يستطيع المسلم أن يصل للصلاح الحقيقي وهو لا يسمح له ممارسة أغلب الدين إلا بشكل نظري! من أين يصل الإنسان بنفسه إلى الصلاح الحقيقي وهذا الحال في الواقع؟ وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ألم يكن صلاحه وصلاح أصحابه كافي لنصرتهم وهم في مكة تحت رحمة الكافرين!
حذفإعذرني إذا كان ردي انفعالي.. لكن ماني مقتنعه إن الله يرضى هذا الخنوع والسكوت! أحاول أقنع نفسي وأسمع لكثير من اللي يستشهدون بمواقف من السيرة ويستدلون بها على أننا معذورين وعاجزين.. لكن أجد في نفسي رد على كل موقف يُذكر! وأجدني غير قادرة على الاقتناع بأن الله يعذرنا على هذا الذل والهوان!!
حذفالجملة الأولى التي ذكرتها أختي الكريمة هي الصحيحة
حذفالعالم الإسلامي كامل يفتقر إلى النسبة المطلوبة من الصلاح الحقيقي للنصر
وإذا كنت قرأت ما أحلتك عليه
فلابد وأنه صار لديك تصور عن الصلاح الذي يريده الله تعالى منا (أو من صالحينا على الأقل!)
وأما كوننا معذورون وعاجزون
فهذا غير صحيح أبدا!
اسألي الله تعالى الفتح والبصيرة
وأكملي قراءة ما أحلتك عليه
واقرئي مقالات هذه المدونة
بإذن الله يتضح لك الحق
هدانا الله تعالى لما يرضيه
وأخرجنا من اختبار الدنيا فائزين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفاريد معايير يُقيّم بها الإنسان حياته الماضية. وهل هناك أسئلة مقترحه يطرحها على نفسه في سياق المراجعه والمحاسبة لما مضى من عمره؟ وجزاكم الله خير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفحياك الله تعالى أخي الكريم
سؤال سهل ممتنع!
أنت تسأل عن الإسلام كله
عن اختبار الدنيا بأكمله
فأسأل الله تعالى أن ييسر لي وضع بعض الإضاءات التي تساعدك على إدراك أبعاد الموضوع، وكيفية القيام به، باختصار.
تقييم الإنسان لنفسه بمعنى (هل أنا على صواب أم على خطأ؟ هل أنا أقوم بما يجب أن أقوم به أم لا؟ هل أهدافي صحيحة؟ هل أولوياتي صحيحة؟ هل طريقة تعاملي معها صحيحة؟ كيف يجب أن أقضي يومي؟ ما هي أخطائي؟ كيف أراها بوضوح؟ كيف أصلحها؟ ما تأثير هذه الأخطاء على مستقبلي - في الدنيا، أو في الآخرة-؟ ...الخ)
لا مرجع له إلا دين الله تعالى، الوحي، المنهج الذي أُرسل لنا لننجح في اختبارنا في فترة وجودنا في الدنيا.
والتقييم المطلوب من كل عبد ليس فقط لحياته الماضية، وإنما لحياته الحاضرة، وهو أولى وأهم، نعم إدراك الإنسان لأخطائه في الماضي يحتاج إلى توبة، وإصلاح، وإرجاع للحقوق، واعتذار...
ولكن هناك أخطاء قد يكون الإنسان تركها ولم تعد تؤثر في حياته ذاك التأثير
في حين أنه لازال يقع في أخطاء (غالبا ليس مدركا لها أصلا)! هي الأولى في التبصرة، والإصلاح والمجاهدة والتوبة، لأنّ الإنسان يحشر على ما مات عليه.
ومحلّ الاختبار الذي سيحاسبنا الله تعالى عليه يدور على 4 أمور:
1- أفكارنا = قناعاتنا = مفاهيمنا = وهي التي تسمى شرعا اعتقاداتنا (أقوال القلب)
2- مشاعرنا = أحاسيسنا = انفعالاتنا = وهي التي تسمى شرعا (أعمال القلب)
3- أقوال لساننا
4- أعمال جوارحنا
وهي التي لخصها ابن تيمية رحمه الله في شرحه للغاية التي خلقنا من أجلها
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
قال: العبادة هى اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه: من الأقوال، والاعمال، الظاهرة، والباطنة.
فنحن خلقنا لنحقق العبادة بأقوال ألسنتنا، وأقوال قلوبنا (وهي أفكارنا وقناعاتنا)، ووأعمال جوارحنا، وأعمال قلوبنا (وهي مشاعرنا)
وأهم هذه الأربعة هي أقوال القلب (أفكارنا)
لأن أفكارنا (قناعاتنا = عقائدنا) إذا تغيرت، أثرت فورا وبشكل تلقائي على مشاعرنا (أعمال قلوبنا)، وإن كانت بعض أعمال القلوب تحتاج إلى فترة من المجاهدة والتربية حتى تتخلص من كبائرها، وتمتلئ بالعبادات، ولكن هناك تأثير قوي وفوري يحصل بمجرد تغيير القناعات.
وبالتالي.. يصبح صلاح أقوال اللسان وعمل الجوارح أسهل بكثير
وهذا هو المقصود بكلام رسول الله ﷺ حين قال: "ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ". [صحيح البخاري ومسلم]
يتبع
فالعبد الذي يريد أن يقيم حياته (الماضية أو الحاضرة)، يقيم نفسه، يحتاج أن يقيم نفسه في هذه الأربعة أمور، بترتيب الأولويات (يقيم أفكاره، ومشاعره، وأقواله، وأفعاله)
حذفوفقا لماذا!؟
وفقا للوحي الذي أنزله الله تعالى على رسوله، وعلمه ﷺ لأصحابه في 23 سنة.
وهنا ننتبه إلى بعض النقاط:
- هذا التقييم (وما يتبعه من إصلاح أو مجاهدة) ليس حدثا عابرا، ولا عملية موقتة، وإنما هو بالضبط قصة حياة "المؤمن" حتى يغادر هذه الدنيا، فلا يكون المؤمن مؤمنا حقا، إلا وهو دائم المراقبة لنفسه، دائم المحاسبة لها، دائم المجاهدة لها - بشكل أو بآخر، وبدرجة أو بأخرى -.
- وهذا التقييم كما قلنا (وأيضا ما يتبعه من إصلاح ومجاهدة) لا مرجع له إلا الوحي، إذن "المؤمن" حقا؛ جزء من قصة حياته أنه يطلب العلم المفروض عليه بشكل مستمر، حتى يخرج من اختبار الدنيا
قال رسول الله ﷺ: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"
وليس المقصود العلم التخصصي الذي يتفرغ له العلماء، وإنما العلم الذي يجعل الإنسان يصلح (أفكاره، ومشاعره، وأقواله، وأعماله) حتى يلقى الله تعالى "مؤمنا = تقيا = فائزا في الآخرة، ناجيا من النار وغيرها من أنواع العذاب"
وهذا أيضا يسير فيه "المؤمن" بما يستطيع باستمرار، إما عن طريق الدروس، أو الكتب، أو السؤال والاستفتاء، أو البحث... الخ.
- لأن هذه العملية لو تعاملنا معها كما نتعامل مع برمجة الحاسوب ستكون صعبة جدا، وشبه مستحيلة، فقد دلنا الله تعالى على طريق هو من أسهل وأنفع الطرق في إصلاحنا، وفي تقييمنا لأنفسنا، وفي التأثير على أفكارنا ومشاعرنا، وهو طريق "القدوات"
فإننا مخلوقون بطريقة تجعلنا نتأثر وننسخ ما نراه أو نسمعه أو حتى نقرؤه من قصص القدوات الذين نحبهم ونحترمهم
لهذا ملأ الله تعالى كتابه بقصص الأنبياء، وترك لنا سيرة خيرهم ﷺ، وسير أصحابه (الذين أمرنا باتباع سبيلهم)، وغيرهم من الصالحين
فإنّ مشاهدة (أو قراءة، أو سماع) حياة أولئك القدوات، وإدراك تفاصيلها، تجعلنا نستشف بطريقة سهلة جدا إجابة الأسئلة التي في الأعلى (كيف يفكرون؟ ما هي مشاعرهم؟ ما هي أهدافهم؟ ما هي اهتماماتهم؟ ما هي أولوياتهم؟ كيف كانت ردود أفعالهم؟ ماذا فعلوا في الموقف الفلاني؟ ما الصواب؟ ما الخطأ؟....... الخ) وبالتالي: هل أنا أفكر مثلهم؟ أشعر مثلهم؟ أهدافي مثلهم؟ اهتماماتي مثلهم؟ أولوياتي..... الخ.
فتدبر سير من أمرنا الله تعالى بالاقتداء بهم، جزء أساسي في التقييم، والإصلاح
- مما يساعد على كل هذا، وجود صحبة، تكون: (1) معينة (2) مرآة تبصرنا بما لا نراه من أنفسنا (3) محاورة تفتح لعقولنا آفاق الفهم والإدراك
- والدعاء طبعا، لأن البصيرة (التقييم) جزء من الهداية، والهداية بكل ما فيها رزق من الله تعالى، يرزقه للصادق المريد لرضاه حقا.
أرجو أن أكون بينت باختصار ما تحتاج أن تفعله، والطريق الذي تحتاج أن تسير فيه، ويمكنك الرجوع إلى مقالات هذه المدونة (خاصة مفاتيح الهداية، وخطب الجمعة: معنى العبادة) وكذلك ما في المدونة من كتب
والقنوات التي في أعلى الصفحة
نفعك الله تعالى بها، وسددك، وأخرجنا وإياك من هذا الاختبار فائزين
إن أحببت مزيدا من الشرح أو الحوار فحياك الله
رضي الله عنكم وجزاكم خيراً
حذفسؤال آخر: بسبب انتشار الحرام وتيسير الوصول إليه، واستسهال اقترافه ممن نختلط بهم بشكل يومي.. واختلاف مناهج التعامل معهم، بالإضافة إلى محاولة رفع منسوب تقوى الله عز وجل إلى أعلى ما يمكن، يصبح المرء ويمسي وهو في حالة حذر دائم. شعور دائم بأن هناك ما يجب أن يُحذر منه. وهذا يلغي قدراً كبيراً من انبساط الشعور. هل هذا الطبيعي في مثل الظروف التي ذكرت؟
آمين وإياكم أجمعين
حذفحياك الله أخي الكريم
لقد استشعرت من سؤالك ما يجعلني أظن أنني بحاجة إلى البسط قليلا في الإجابة عليه (وإن كان الأمر يحتاج إلى كثير بسط وحوار، ولكنني أحاول التدرج والاختصار قدر الإمكان، خشية الإثقال عليك، ولكنك كلما طلبت مزيدا من الشرح والبيان، بإذن الله تعالى ييسر الله لي وأعطيك مما علمني الله تعالى إياه)
أظن أنك تقصد بكلمة الحرام ما يسبق إلى أذهان الناس في زماننا، وهو ما يتعلق ب (اللباس، والعلاقات المحرمة بين الرجل والمرأة، والنظر الحرام، والسماع الحرام،... الخ هذا النوع من الحرام) وربما تضيف إليه بعض الأمور (كالمال الحرام مثلا) أليس كذلك؟
فإن كان كذلك، فأول ما نحتاج أن ندركه فيما يتعلق بالذنوب والمعاصي والحرام، أنّ هذه الأنواع من الحرام ربما لا تتجاوز 5 أو 10% من المحرمات في ديننا!
بل إنّ غالب المحرمات الأخرى التي يغفل غالب الناس عنها في زماننا؛ أخطر وأعظم بكثير جدا من تلك المحرمات التي يركزون عليها وتخيفهم في أنفسهم وفي غيرهم.
يعني لو فرضنا أنّ رجلا يعيش في بيئة كلها رجال، ومتزوج من 4 نساء، والمجتمع كلها محتشم في لباسه، وليس حوله انترنت ولا تلفاز ولا مجلات... فإن ظنّ أنه بهذا ابتعد عن "الحرام" وصار تقيا.. فهو واهم!
فإنّ المحرمات "الكبائر" القلبية أشد خطرا وأعظم فتكا في إيمان العبد ومصيره في الآخرة من جميع المحرمات الجارحية (دون الشرك)
وأرجو أن تقرأ الصفحات التي في هذا الثريد القصير، لتدرك خطورة الأمر إلى حد ما.
https://x.com/TadabbarAlquran/status/1949467777015619645?s=19
لأنّ غالب الكبائر القلبية - إن لم يكن كلها - تندرج تحت "الشرك" أو "النفاق"، وهما أعظم ما يُعصى الله تعالى به، ومن خطورتها أنها خفية، إذا لم يتعاهدها العبد ويجتهد في بذل الأسباب لذلك.. عمي عنها، فأهلكته!
وكذلك، حقوق العباد، أعظم بكثير من كثير من الذنوب الجارحية، لأن حقوق العباد لا يغفرها الله تعالى، وإنما يتركها لأصحابها ليقتصوها من حسنات العبد عند القنطرة!
بخلاف الذنوب الجارحية، التي هي تحت مشيئة الله سبحانه، إن شاء عذب عليها بعدله، وإن شاء غفرها بفضله.
وحقوق العباد أكثر بكثير وأدق مما يظن غالب الناس، ونضرب هنا مثالا بسيطا - ولكنه محوري في فهم حقوق العباد -:
قول النبي ﷺ: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"
هذا الحديث معيار دقيق لبيان تفاصيل حقوق العباد
ف"المؤمن" الذي يرجو أن ينجو عند لقاء الله تعالى، يعامل الناس بنفس "التفاصيل" التي يُحب أن يعاملوه بها، وليس فقط يعاملهم، هو "يحب" أن يعاملهم بهذا.
ولو انتبه العبد، لأدرك أن هذا المعيار داخل في جميع تفاصيل علاقاتنا بمن حولنا (الزوج، والزوجة، والأبناء وطريقة تربيتهم، والوالدين، والإخوة، والجيران، والخدم، والمؤمن المحتاج، ومن يطلب معونتنا على أمر، والمظلوم... الخ)
فتخيل أنّ رسول الله ﷺ نفى الإيمان عمن لا يتعامل في كل هذه التفاصيل بمثل ما يحب أن يُعامَل! (بغض النظر عن التفصيل في مسألة: هل المقصود نفي الإيمان ككل، أو نفي الإيمان الممدوح)
ولكن تكفي هذه الكلمة من رسول الله ﷺ لتدخل الرعب على قلب كل من لديه مسحة إيمان!
فرسول الله ﷺ لم يقل: لا يؤمن أحدكم حتى يحفظ عينه من النظر الحرام!
ولم يقل: لا يؤمن أحدكم حتى يحفظ أذنه عن الأغاني!
على خطورة المعاصي أيا كانت
ولكنه نفى الإيمان عمن يعامل الناس بخلاف ما يحب أن يعاملوه (وهذا هو معنى التطفيف الذي ورد الوعيد عليه في مطلع سورة المطففين، أرجو منك الرجوع إليها وقراءة تفسير السعدي رحمه الله لها)
ناهيك عن أنواع خطيرة جدا من الحرام، مثل: الكذب (ويدخل فيه الخداع، وذو الوجهين، والمداهنة)، والأمن من مكر الله تعالى (الذي يسميه الناس في زماننا حسن ظن بالله!)، والتحاكم إلى غير الوحي في تفاصيل حياتنا (التي يظن الناس أن الدين لا علاقة له بها!) وغيرها وغيرها من الكثير من المحرمات، التي يصل بعضها إلى النفاق، أو البدعة، أو الكفر والخروج من الملة والعياذ بالله!
وكل هذه التفاصيل هي أول ما قصدته في ردي السابق عليك، حينما بينت لك الأمور التي يدور تقييم العبد نفسه عليها، ومجاهدتها.
يتبع..
فالشاهد أخي الفاضل:
حذفالمحرمات التي هي جزء رئيس في اختبارنا في هذه الدنيا، أكثر بكثير، وألصق بنا مع كل نفس من أنفاسنا مما يتخيل غالب الناس!
فنستنتج من هذا أمران:
- الأول: أنّ تخيل أنني يمكن أن أصل إلى مرحلة أعتبر فيها نفسي "تقيا"، أو واصل إلى أعلى درجة ممكنة من التقوى، بحيث يكون في قلبي نوع اطمئنان على نفسي، أو نوع تصنيف لنفسي أنني من المتقين، أو من الناجين يوم القيامة، أو من المستقيمين الممدوحين في الدنيا.... الخ، فهذا مجرد خيال، ويسمى شرعا (غرور)
لسببني: أولهما: أنّ المحرمات كما نوهنا أكثر بكثير من أن يتعلمها المرء أصلا، ناهيك عن أن يتبصر بتفاصيلها في نفسه، ناهيك عن أن ينزه نفسه منها كلها! فسيظل العبد خطأءً بدرجة أو بأخرى من الخطأ، حتى يخرج من الدنيا، والمحظوظ من كانت أخطاؤه تحت المشيئة! وليست مما يقدح في إيمانه!
والسبب الثاني: أنّ كثيرا من هذه المحرمات قلبية (في العقل والمشاعر)، وهذه منطقة خلقها الله تعالى غامضة، ليست جلية واضحة كحال الجوارح - وهذا جزء من اختبارنا - ولهذا كان جزء أساسي من واجبات المؤمن، التفكر في حال قلبه، ومتابعته، ومحاسبته، وتعلم تفاصيل الكبائر التي قد تحصل فيه، والاستعانة عليه بمن حوله، وبالصحبة الصالحة التي تكون مرآة له....
ومع ذلك، ومهما فعل، فلن يصل إلى مرحلة يتيقن فيها أنه شفي من المرض الفلاني، أو أن قلبه سليم تماما من الكبيرة الفلانية! أو أنّ نيته في العبادة الفلانية خالصة تماما من أي شائبة!!
وهذا هو السبب الرئيسي لخوف الصحابة والصالحين، وإشفاقهم من أن يكون ما يتلمحونه في صدورهم دليلا على نفاق، أو شرك - وإن كان أصغرا -، أو كبر يكون سببا لمقت الله تعالى لهم!
لهذا يظل "المؤمن" سائرا في حياته خائفا + راجيا، خائفا من كل هذه المسؤوليات التي سيسأل عنها أمام الله تعالى + راجيا من الله أن يرحمه، ويهديه، ويبصره، ويعامله يوم القيامة بفضله ولا يعامله بعدله
فلن يصل "ألمؤمن" إلى مرحلة يصنف فيها نفسه أنه متقي! أو أنه "مؤمن قوي الإيمان مثلا" أو أنه بعيد عن المحرمات!
الاستنتاج الثاني: أنّ المحرمات ستظل معنا، ملازمة لنا، وحولنا، مهما حاولنا أن نختبئ منها!
وبالتالي: شعور الحذر وعدم الانبساط الذي ذكرته.. حالة دائمة "للمؤمن" وهي الناتجة عن اندماج الخوف+الرجاء.
وهي أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت "الدنيا سجن المؤمن!"
فهو محبوس في هذا التردد (الذي قد نسميه نوع توتر، أو عدم استقرار)
ولو حاول الخروج منه، فسيخرج منه إما إلى قنوط.. أو إلى أمن من مكر الله!
طيب هذا الشعور متعب.. ومخيف!
الذي أستطيع أن أقوله لك الآن على هذه العجالة، أنّ حال المؤمن في الدنيا أنه متعب، وخائف! ولكن هذا التعب وهذا الخوف له ميزان عدل (تشاهده عيانا في سيرة رسول الله ﷺ والأنبياء والصحابة) إن جاوزه صار قنوطا مانعا من العمل، ومهلكا للقلب
وليس من السهل الوصول إلى هذا التوازن، ولكن "المؤمن" يظل يجاهد، ويتعلم، ويبذل الأسباب، ويقع ويقوم، ويخطئ ويتوب، ويظل ذليلا على باب الله تعالى طالبا منه المعونة والهداية، وراجيا منه الرحمة والمغفرة والعفو واللطف... مدركا لحقيقة نفسه! مدركا لضعفها.. وعجزها.. وخطئها.. وعيبها... وفقرها....
نقطة أخيرة أخي الكريم: هل معنى هذا أن لا نبذل الأسباب لنبتعد عن أنواع الحرام الجارحي!؟
لا ليس هكذا، ولكن.. إن استطعت أن تصلح في نفسك الحرام القلبي والحرام الجارحي معا.. فهذا فضل الله تعالى يؤتيه من يشاء، وبارك الله تعالى لك فيه
وأما إن عجزت عن التركيز على كليهما، أو إعطائه من وقتك وجهدك للتخلص منه...
فالأرجى لك عند الله أن تركز على الحرام الأعظم، والذنوب التي لا تغفر.. أكثر بكثير من تركيزك على الحرام الأقل منه خطورة
وربما كما ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى، أنّ الله تعالى أحيانا يوقع عباده (المنهمكين في تجنب ذنوب الجوارح.. مهملين لما هو أعظم منها من الذنوب) في بعض ذنوب الجوارح.. حتى يستيقظوا! وينكسروا! ويشرخ في قلوبهم العجب والفخر! اللذان سيهلكانهم أكثر بكثير مما سيهلكهم هذا الذنب الجارحي!
ويبقى "المؤمن" غير تارك لنفسه
ساعيا بين طلب العلم، والدعاء، والمجاهدة، والتفكر، والتوبة، والاستعانة بمن حوله.... حتى يلقى الله تعالى، راجيا منه أن يعامله بما هو أهل له من الرحمة والمغفرة.
نصيحة أخي الكريم: اقرأ كتاب "منهاج القاصدين" وإذا أحببت أن تبدأ بالنصف الثاني منه (ربع المهلكات وربع المنجيات) فإنه سيجلي لك كثيرا من المحرمات المغفول عنها بإذن الله
وكذلك اقرأ شرح كتاب التوحيد (إعانة المستفيد) تحديدا أبواب الشرك القلبي
لو قرأت كل يوم صفحة أو صفحتين، فإنك ستنهي الكتابين بعد فترة.. وستكون جمعت من العلم العظيم الذي ينجيك عند لقاء الله تعالى بإذن الله وفضله ورحمته
حياك الله تعالى لمزيد من الحوار والشرح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كيف أُنمّي في قلبي حب الله؟ أشعر بالحياء من الله. وأشعر بالخوف منه. وأشعر أيضاً بالشوق إليه، فعندما أتمنى دخول الجنة وأتصور ذلك.. الذي يقفز في ذهني مباشرةً هو الرغبة في رؤية الله عز وجل. أعرف فضله سبحانه وأشعر بمنته. لكني عندما أقوم بالمقارنة بين حبي لله، وحبي لمخلوق.. أجد أن حُبّ المخلوق في قلبي أقدر على إنعاشي وبث الحياة والسرور في نفسي. وأنني عندما أنقطع تماماً عن التفكير والتواصل بمحبوب -وقد أقلعت عن هذا الذنب بفضل الله- أذبل وينطفئ كثيراً من ذهني. ويصبح التحرك في الدنيا أكثر ثِقلاً وصعوبة. وعندما أجد من قلبي برود اعيد استذكار من احب -واكتب عن ذلك بيني وبين نفسي- فأجد في قلبي طراوةً ودفء، ويعود للحياة في داخلي شيءٌ ما.
ردحذفأستغفر الله من هذا. لكن هذا ما أشعر به. وما أرغب في تغييره. وما لأجله كتبت هذا السؤال. كما أنني أدرك وأعي وأُقر بأنه سبحانه الأحق بالمحبة.
ملاحظة: بفضل الله أقلعت عن الحب المحرم منذ سنين. ولست حديث عهد بالعلاقات المحرمة. فالمسألة ليست مسألة تعافي من العشق -إن صح التعبير.
حذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفحياك الله أخي الكريم
حقيقةً لقد هالني السؤال، فهو كبير جدا، أكبر من أن يُجاب عليه برسالة.. ولا حتى برسائل
بل أكبر من قدرتي أنا على إجابته!
اللهم أحيي قلوبنا بلطفك
ولكنني سأحاول أن أتدبر معك بعض الملامح، التي أسأل الله أن يجعلها عونا لي ولك ولنا أجمعين على مرضاته سبحانه
أولا: يجب أن ندرك ونتذكر دائما، أنّ الهداية الحقيقية ليست بأيدينا!
فنحن أفقر وأحقر من أن نملك الأنفاس التي نتنفسها! فكيف بهداية قلب وجوارح قد بليت بشهوات ودنيا وشيطان متربص!!؟
لقد اعتدنا في زماننا هذا على أن كل شيء يحسب بالرياضيات!
كل شيء يمكن ترتيبه واتباع خطوات لتحقيقه..
ولكن "الحقيقة".. ليست هكذا!
الحقيقة: أننا عبيد ضعفاء فقراء، في كون خلقه واحد فقط، وهو الله العظيم الكبير، وهو وحده الذي يملك كل ذرة فيه، وهو وحده القادر على تحريك أي ساكن فيه، وتسكين أي متحرك..
إنّ إدراك هذه الحقيقة جزء أساسي في اجتياز اختبارنا
جزء أساسي في تحقيق "العبودية" التي خُلقنا لتحقيقها
هو جزء أساسي في معنى "لا إله إلا الله"
هو حقيقة تملأ صفحات المصحف، من أول الفاتحة.. إلى نهاية الناس!
ناهيك عن أن كل شيء في الكون.. وفي أنفسنا.. يصرخ بهذه الحقيقة!
نعم.. نحن مأمورون ببذل الأسباب (التي تتاح لنا، والتي أُمرنا ببذلها)
ولكن لا مجال لنتخيل حتى.. أنّ هذه الأسباب بذاتها ستوصلنا إلى النتيجة..
أي نتيجة!
ومن أهمها.. تحقيق الهداية التي لا نجاة لنا إلا بتحقيقها
نعم.. إنّ إدراك هذه الحقيقة مخيف! (لضعفاء الإيمان من أمثالي!)
إدراك أنني لا أملك مصيري.. ولا أعلم ما سيحدث لي!
إدراك أنني في حالة غموض تام عما سأجده في نتيجة اختباري حينما تنتهي فترة وجودي في هذه الدنيا..!
وذلك لأننا اعتدنا (بل ولُقّنّا في زماننا) الاعتماد على الأسباب، والثقة بها، والاعتماد على أنفسنا!! (نوع من شرك التوكل، الذي يربينا الله تعالى باستمرار ليطهر قلوبنا منه!)
ولكن في نفس الوقت.. هذا الخوف هو جزء من النجاح في اختباري..
هو جزء من إثبات يقيني بأنني عبد
بأنني مملوك! ولست مالكا!!
والذي يملكني هو الذي خلقني جل في علاه، ذو الأسماء الحسنى والصفات العلا..
الملك العظيم.. الحسيب القوي العظيم المتكبر...
الذي خلق السماوات والأرض العظام.. ولم يعي بخلقهن!
العزيز الذي لا يُغالب.. الذي يفعل ما يشاء.. متى شاء.. كيفما يشاء...
لا أحد يستطيع أن يعارضه.. ولا أحد يملك منع ذرة من أقداره
كل ما يفعله هو أن يقول لأي شيء يريده.. كن.. فيكون!
هو ربي.. هو ليس أبي! سبحانه جل في علاه!
وهو ليس قرينا لي!!!
وإنما هو الملك.. وأنا عبد من عبيده!
هو خالقي ومالك أمري...
لهذا.. الشعور المنطقي المتوقع من مثلي لمثله.. هو الخوف!
هو التعظيم!
هو الهيبة والتقديس..
إذا لم أمتلأ بهذه المشاعر.. إذن أنا في غيبوبة!
إذن قلبي مريض مرضا يصعب وصفه!!
فهذه المشاعر هي المشاعر الطبيعية الناتجة عن هذه المعرفة بحقيقة نفسي.. وحقيقة ربي الذي أتعامل معه.. والذي "سمح لي" أن أكلمه وأدخل إليه في الصلاة! وأثني عليه وأتملق له... لعله يرضى
وفي نفس الوقت.. ربي هذا، مالك أمري، الذي خلقني وخلق الأكوان كلها بقوته وحكمته...
من صفاته أنه رحيم! أنه كريم!
أنه محسن.. ويحب الإحسان
أنه منان وحليم
أنه لطيف وودود ووهاب... وعفو وغفور وتواب.......
هو اختار هذه الصفات لنفسه
هذه صفات كمال تليق به جل جلاله، ولا تليق بكمالها إلا له
يحب أن يرحم.. مع أنه غير مضطر لهذا!
يحب أن يعفو!! مع أنّ له الحق في أن ينتقم!
يحب أن يغرق عبيده بإحسانه.. يحب أن يرى أنه أعطاهم.. وأنهم رأوا عطاياه لهم.. وأدركوا عظمها.. وفرحوا بها.. ويحاولون أن يشكروه وحده عليها
هو يحب هذا..
لأنه يستحقه سبحانه
لأنه وحده الذي يستحق ذلك على الحقيقة..
نعم هو يحب الكرماء الرحماء من عبيده، الذين منحهم مثل هذه المشاعر – أنهم يفرحون بالعطاء والإحسان، ويفرحون بفرح من أعطوهم بإحسانهم، ويفرحون حينما يكون من أعطوهم شاكرين وليسوا جحدة! –
ولكن ليس لكي يظنوا أنهم هم بأنفسهم من أعطوا أولئك!
أو أنهم هم بأنفسهم يستحقون الشكر والثناء!
وإنما سمح لهم بهذه المشاعر كجزء من رحمته، وإحسانه
بشرط أن يدركوا تماما أنه ما وضعهم في هذا الموضع إلا هو جل في علاه!
وما شرح صدورهم لفعله إلا هو!
وأنه هو المحسن لهم على الحقيقة.. كما أنه المحسن لمن أعطوهم على الحقيقة!
فهذا جزء من اختبارهم..
هو سبحانه يحب اللطف والرفق، يحب الستر والعفو...
هو يحب هذه الصفات.. مع أنه لو تعامل معنا حسب حقه علينا!
لما استحققنا منه إلا العقوبة والغضب!
وله الحق في هذا
ولكن.. هو "اختار" أن يكون الرحمن الرحيم
حذفالودود اللطيف الحليم المحسن...
هو اختار صفات الكمال والجمال هذه.. وهو ليس مضطرا لها!
الذي يدرك تفاصيل هذا الأمر..
لا يملك – مع خوفه له وتعظيمه جل وعلا – إلا أن يحبه!
بل يحبه جدا!
يحبه حبا مشوبا بالخجل.. والذل
يحبه حب عبد يغرق في إحسانه
يغرق في ستره..
يغرق في رحماته!
يحبه حب عبد يرى تربياته له في كل شيء.. يرى كيف أنه ينقذه من نفسه!
كيف أنه يدفعه دفعا.. ليفهم تفاصيل ما أنزله له في وحيه
عمليا!
بشكل واقعي.. يحفر تلك الحقائق في قلبه – إذا تقبل تربياته.. ورضي بها.. أو أفضل من ذلك... فرح بها! –
يحبه لما يرى من كمال غناه عنه... وفي نفس الوقت.. قربه منه! وسماعه لدعائه! وحبه لمناجاته له! وفتحه الباب للقائه كل يوم مرات ومرات... بل في كل لحظة يستطيع أن يتواصل مع ملك السماوات والأرض!!
فيتذلل إليه.. ويدعوه.. ويشكو إليه حاجاته وحاله..
وهو الغني عنه!
كيف لا يحبه!!!؟
الحقيقة.. أنا أتدبر معك إجابة السؤال الذي كتبته، قد أكون أنا أحتاج هذا الكلام أكثر منك!
والله تعالى وحده القادر أن ينفع به سبحانه..
ثانيا:
كل هذا الكلام.. لو أن قلوبنا امتلأت به وحده، وخليت تماما مما يناقضه
لكنّا ملائكة!
معصومين.. وفي نفس الوقت غير محاسبين!
ولكننا لسنا هكذا..
لا يمكن أن نكون هكذا باستمرار.. بل لا يمكننا أن نصل إلى هذا بين ليلة وضحاها!
وهذا هو اختبارنا
اختبارنا أننا خلقنا على فطرة سليمة + وفي نفس الوقت غرست في قلوبنا شهوات وحاجات + وفي نفس الوقت أعطينا القدرة على التعلم، والتفكر، والتعقل، وأخذ الخبرات + وفي نفس الوقت أنزل إلينا وحي كامل تفصيلي لكل ما نحتاج أن نعرفه لننجح في هذا الاختبار... بتكرار كثير + فتح لنا المجال لنطلب المعونة من الله تعالى طوال الوقت، في كل خطوة من خطواتنا + جعل معنا شيطان مبغض يسعى بكل قوته (الضعيفة!) ليجعلنا نفشل في هذا الاختبار.. بأي درجة من درجات الفشل + أمرنا ربنا في وحيه أن نتعاون مع بعضنا على خوض هذا الاختبار، وأن لا ننفرد بأنفسنا فينفرد بنا الشيطان + فتح لنا طوال الوقت باب التوبة والندم والرجوع والإصلاح.. مهما وقعنا وقصرنا + وأعطينا فترة من الزمن لخوض هذا كله والخروج من هذا الاختبار بأكبر قدر من الإيمان والحسنات، وأقل قدر من الخسائر (بقلوبنا وجوارحنا).............. الخ
كل هذا الخليط.. هو اختبارنا
لا يمكن أن ننفك عن أي جزء منه
لن نصل إلى مرحلة: تزول فيها شهواتنا تماما!
أو يموت شيطاننا مثلا!
أو يغلق فيه باب التوبة – إلا أن نغرغر.. فينتهي اختبارنا!
أو يغلق باب مناجاتنا لله تعالى ولجوئنا إليه.. ولو بقلوبنا
نعم.. قد يمن الله تعالى على العبد بالقرب منه في بعض الجوانب، وتصحيح مساره في بعض الأمور
ولكن "البصير.. العبد" يدرك تفاصيل من نفسه، وتقلب قلبه، وكمية الحقوق التي عليه...
تجعله لا ينفك عن المجاهدة
ولا عن الدعاء
ولا عن طلب العلم
ولا عن طلب المعونة قدر المستطاع
ولا عن التفكر والتدبر...
حتى يلقى الله تعالى.. وهو (خائف منه، راج رحمته وعفوه، محب له.. أعظم من محبته لأي شيء آخر)
نسأل الله تعالى أن يميتنا على ذلك..
ثالثا:
أنت في سؤالك عرضت مشكلة من مشاكل القلب، قد رأيتها، وكرهتها
وهاتان خطوتان مهمتان – وربما أقول رائعتان – في طريق الهداية
فإنّ من أعظم ما يحجب العباد عن الهداية (العجب.. الذي يجعلهم لا يرون عيوبهم أصلا! والكبر الذي يجعلهم لا يعترفون بها، أو لا يكرهونها إذا رأوها)
وهي زيادة محبتك لمخلوق مثل محبتك لله تعالى، أو أكثر منها!
وهذا نوع شرك قلبي
يحتاج إلى جهاد
وطريقة الجهاد القلبي أساسا قائمة على العلم (التفصيلي)
+ والتفكر فيه
+ ومدارسته مع غيري
+ طبعا.. الدعاء والذل لله تعالى.. أن يطهر قلبي، ويشفيني، ويملأني بتوحيده، ويخرج من قلبي ما لا يرضاه سبحانه.. بلطفه ورحمته
فعبوديات القلب عبارة عن مشاعر (محبة، خوف، رجاء، توكل... الخ)
والمشاعر أكثر ما تتأثر بالأفكار (العقائد)
والعقائد تحتاج إلى إصلاح وتكرار وتذكر.. للحقائق (بتفصيل)
كلما كان التفصيل أكثر، وبلغة العبد التي يفهمها، وبإسقاط على مشاعره وأفكاره، وبتكرار... كان وقعها في تغيير مشاعره (عبوديات قلبه) أكثر بإذن الله.
فهذه الأسباب التي بيدك
وعليك بباب الله تعالى.. الذي كل شيء على الحقيقة بيده هو جل في علاه!
وأدلك على قراءات تساعدك على هذا
اقرأ كتاب (من هو الله؟) الموجود في هذه المدونة
وادخل على مدونة "علم ينتفع به" واقرأ تفريغات دروس أسماء الله تعالى وصفاته
وطبعا هذا فيما يخص هذا المرض تحديدا
وأما عامة أمراض القلوب الأخرى
فيمكنك قراءة كتاب (منهاج القاصدين) النصف الثاني منه "ربع المهلكات وربع المنجيات"
عسى الله تعالى أن ينفعك به
أسال الله تعالى أن يصلح قلوبنا بلطفه
وأن يتولانا
ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين
وأن يجعلنا كما يحب هو ويرضى
ويميتنا على ذلك
ويجعل خير أيامنا يوم لقائه.. بفضله وإحسانه ورحمته سبحانه
وكيف يستعيد الإنسان سلامة انفعاله؟ إذ أنني أعيش في بيئة ينفعل الناس فيها انفعالاً شديداً، ويقومون بردود أفعال حادة تجاه أمور بسيطة من الدنيا. وفي المقابل قد لا يرف لهم جفن عند علمهم بأن احدنا يقترف كبيرة من كبائر الذنوب. أشعر أنني قد تأثرت بذلك. فأصبحت أكثر بروداً عند معاينتي للذنوب -وأعي هنا معنى الذنوب وانها ليست الجارحه فحسب- وكيف يحافظ الإنسان على انفعالاته سويه، إن كان هنالك طريقة لاستعداتها؟
ردحذفأما بالنسبة لسؤالك الثاني
حذففأظنّ أنّ جزء من الإجابة السابقة تشمل الإجابة على جزء منه
وأضيف لها:
حينما تدرك خليط الاختبار الذي شرحته في الأعلى
تدرك خطورة الصحبة – إن كانت صالحة أو فاسدة – في تحديد نتيجة المعركة التي نخوضها!
والصحبة.. هي من أعايشه وأتفاعل معه باستمرار
وإن كان في دائرتي المقربة
بل يدخل في هذا ما أشاهده وأسمعه في وسائل التواصل! أو التلفاز!
ومما تلمسته من كلامك.. لا أظنه يخفى عليك النصوص التي تبين أهمية الصحبة الصالحة
وتحذر من صحبة من يبعدوننا عن الله تعالى – باطنا أو ظاهرا –
نعم هناك أناس أنا مضطر للتعامل معهم
وهنا سأحتاج إلى بعض المجاهدة الزائدة.. حتى أجمع بين متناقضين:
أن أعطيهم حقوقهم التي علي – قدر استطاعتي
وأنعزل عنهم قدر المستطاع، وأستبدلهم بمن يقربونني من الله تعالى
وأنعزل عنهم قلبيا وقتما أضطر إلى معاشرتهم
ليس أمرا سهلا – كحال جميع المجاهدات التي تجب علينا –
ولكنه ليس مستحيلا
بل يجب أن تعرف.. أن الله تعالى ما ابتلاك إلا (بالتفاصيل) التي تناسبك
والتي ليست فوق استطاعتك {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}
قد تقصر معهم؟ نعم قد تقصر
كما قد تقصر مع غيرهم
وهذا جزء من كونك عبد ضعيف، وجزء أيضا من كونك "عبد مهتدي" أن تعتذر عند الخطأ، وتعترف بالتقصير، وتسعى لإعادة الحقوق لأصحابها – المادية والمعنوية كلما قصرت أو ظلمت
وقد يكون تقصيرك – معهم أو مع غيرهم – أحيانا سبيلا لنجاتك من جهة أخرى
فأحيانا يبتلينا الله تعالى بمزيد ضعف أو ذنب لا نستطيع أن ننفك عنه
لأن قلوبنا لديها ميل لعجب أو كبر.. سيهلكنا لو ترك له المجال!
فلا يزال الله تعالى يكسره بما نفهمه من الذنوب والتقصيرات...
فنلقى الله تعالى بسيئات – نترجاه أن يغفرها لنا! –
خير من أن نلقاه بشرك ونفاق!! قد لا ننجو أصلا بسببه!
فاستعن بالله جل جلاله
وابذل ما تستطيع
واستمر على طلب العلم، والتفكر، والصحبة، والمدارسة
ودوام التوبة.. وتقبل نقصك وقصورك كعبد
وارجو من الله تعالى أن يرحم ضعفك.. وأن ينقذك بما في قلبك من خشيته وتعظيمه
ويعاملك يوم القيامة بفضله ورحمته.. ولا يعاملك بعدله
اللهم ونحن أجمعين..
إن أحببت مزيدا من الحوار.. فحياك الله تعالى
قد ذكرني الله تعالى بنقطة مهمة، لله الحمد وحده
حذفأنّ الناس الذين تتعامل معهم، لهم عليك حق الدعوة، والنصيحة، والموعظة
فقد افترضت أن ما ذكرته عنهم لازم لهم لا يتغير، ونصحتك كيف تتصرف وفق ذلك، وهذا خطأ مني
وإنما ينبغي عليك بقدر استطاعتك أن تدعوهم ليفهموا دينهم الحق، ويصلحوا به قلوبهم وأعمالهم، لعل الله تعالى بهدايتهم يجعلهم صحبة صالحة لك، بدلا من معارضتهم لك أو اعتزالك عنهم
وغالب الناس يحتاجون إلى الموعظة أكثر من المعلومات، يحتاجون إلى أن تحرك قلوبهم لله تعالى، ولحقيقة اختبارهم، ومصيرهم في الآخرة
يحتاجون من يسمعهم، ويدرك مشاكلهم، ثم يتعاون معهم على حلها
إن كانت شبهات، أو غفلة، أو مشاكل في قلوبهم أو تفكيرهم...
مع الدعاء لهم أن يشرح الله تعالى صدورهم، وييسر لهم طاعته، ويأتي بقلوبهم سبحانه
فإذا فعلت ما عليك، وحاولت، وتحريت الطرق الأقرب لهدايتهم، وأحسنت الظن بهم، وصبرت عليهم....
ثم كان من بعضهم من الكبر أو الخبث ما يمنعهم من إرادة الحق.. مع وضوحه وبيانه وتحريكه للقلوب...
فهؤلاء من تحتاج أن تنعزل عنهم أكثر بكثير من غيرهم
فليس المتكبر أو الخبيث
كالعاصي المتواضع
وليس كلاهما كالمقبل السائر إلى الله تعالى
سددك الله تعالى، واستعملك في طاعته، ونفعك ونفع بك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفأحسن الله إليكم، كيف يستطيع الإنسان أن يعمل بتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم "ساعة وساعة" إن كان باله في ساعة الآخرة لا يكف عن التفكير في ساعة الدُنيا؟ علماً أني حاولت التخلص من كل أمر دنيوي أمكنني التخلص منه. فليس الأمر كثرة المتعلقات في الدنيا، وإنما طبيعة شخصية.. بعدم القدرة على التوقف عن مسألة أو فكرة معينة بعد الاستغراق فيها. وهذا يؤثر على صلاتي كثيراً. واستحي من الله أن يرى مني ذلك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفحياك الله أخي الكريم
آمين وإياكم
نسأل الله تعالى أن يفتح علينا ويبصرنا ويعيننا
أظن أن الإجابة على هذا السؤال تحتاج إلى توضيح عدة نقاط، نفعنا الله تعالى بها:
أولا: موضوع "الهمّ" في الإسلام موضوع جوهري، مفتاح رئيسي يمايز بين البشر (بين من همه كله للدنيا > ومن يغلب عليه هم الدنيا ولديه هم للآخرة > ومن يتساوى عنده هم الدنيا والآخرة > ومن يغلب عليه هم الآخرة ولديه هموم دنيوية > ومن همه كله للآخرة)
وهذه الدرجات تحدد إن كان هذا العبد (مؤمنا قوي الإيمان، أو مؤمنا ضعيف الإيمان، أو منافقا، أو كافرا!)
فمسألة الهمّ ليست أمرا بسيطا، أو أمرا يعتبر من درجة الإحسان مثلا..
وموضوع الهمّ يأتي في النصوص بعدة ألفاظ (منها الهم، والإرادة، والرغبة والرهبة...)
معنى الهمّ: أي ما يَشغَلُ الإنسان، ويهتمّ به، ويحرص على تحقيقه.
قال الله تعالى:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
قال السعدي رحمه الله:
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} أي: كل إرادته مقصورة على الحياة الدنيا، وعلى زينتها، من النساء والبنين، والقناطير المقنطرة، من الذهب، والفضة، والخيل المسومة، والأنعام والحرث. قد صرف رغبته وسعيه وعمله في هذه الأشياء، ولم يجعل لدار القرار من إرادته شيئا، فهذا لا يكون إلا كافرا، لأنه لو كان مؤمنا، لكان ما معه من الإيمان يمنعه أن تكون جميع إرادته للدار الدنيا، بل نفس إيمانه وما تيسر له من الأعمال أثر من آثار إرادته الدار الآخرة. اهـ
(والهدف من إيراد كلام السعدي رحمه الله، بيان معنى كلمة الإرادة والهمّ، وضرب أمثلة لها، وإن كان يفسر الآية أنها نزلت في الكفار)
وقال القرطبي رحمه الله: وَقِيلَ: الْآيَةُ عَامَّةٌ فِي كُلِّ مَنْ يَنْوِي بِعَمَلِهِ غَيْرَ اللَّهِ تَعَالَى، كَانَ معه أصل إيمان أو لم يكن. اهـ
فالإرادة هي الهمّ، هي الانشغال بالشيء والحرص عليه.
وقال رسول الله ﷺ: "مَن جعلَ الهمومَ همًّا واحدًا، همَّ آخرتِهِ، كفاهُ اللَّهُ همَّ دُنْياهُ، ومَن تشعَّبت بِهِ الهمومُ في أحوالِ الدُّنيا لم يبالِ اللَّهُ في أيِّ أوديتِها هلَكَ" [صحيح ابن ماجه]
قال أبو الحسن القاري رحمه الله:
(من جعل الهموم) أي الهموم التي تطرقه، من محن الدنيا وكدرها ومر عيشها (هما واحدا) قال الطيبي: همّ بالأمر يَهُمّ: إذا عزم عليه. اهـ أي: من اقتصر على همّ واحد من الهموم وترك سائر المطالب وبقية المقاصد؛ وجعل كأنه لا هم إلا هم واحد (هم آخرته) وهو هم الدين (كفاه الله هم دنياه) المشتمل على الهموم، يعني كفاه هم دنياه أيضا.
(ومن تشعبت به الهموم) أي تفرقت به، يعني مرة اشتغل بهذا الهمّ؛ وأخرى بهم آخر... وهلم جرا.
(لم يبال الله) أي لا ينظر إليه نظر رحمة (في أي أوديتها) أي أودية الدنيا؛ أو أودية الهموم (هلك) يعني لا يكفيه هم دنياه ولا هم أخراه، فيكون ممن خسر الدنيا والآخرة {ذلك هو الخسران المبين}.
[مرقاة المفاتيح - بتصرف]
ويأتي الهمّ بمعنى الرغبة والرهبة {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا}
والرغبة: من رَغِبَ يَرْغَبُ رَغْبة إِذا حَرَصَ على الشيءِ، وطَمِعَ فيه.
والرهبة: هي الخوف والفزع والنفور من الشيء.
وهما مبدأ الإرادة، أي أنهما مبدأ الهم، فالهمّ لا يكون إلا لتحقيق شيء يرغب الإنسان فيه، أو لتجنب شيء يخاف الإنسان منه ويخشاه.
يتبع
وقال رسول الله ﷺ: "تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وإذَا شِيكَ فلا انْتَقَشَ"
حذف[صحيح البخاري]
قال شيخ الإسلام: فسماه النبي ﷺ عبد الدينار والدرهم، وعبد القطيفة، وعبد الخميصة، وقد وصف ذلك بأنه (إن أعطي رضي وإن منع سخط) كما قال تعالى {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ}. فرضاهم لغير الله، وسخطهم لغير الله.
وهكذا حال من كان متعلقًا برئاسة أو بصورة، أو نحو ذلك من أهواء نفسه إن حصل له رضي، وإن لم يحصل له سخط
فهذا عبد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له!
إذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته، فما استرق القلب واستعبده، فهو عبده...
إلى أن قال: وهكذا أيضًا طالب المال فإن ذلك يستعبده ويسترقه.
وهذه الأمور نوعان: فمنها ما يحتاج إليه العبد كما يحتاج إلى طعامه وشربه ومنكحه ومسكنه ونحو ذلك، فهذا يطلبه من الله ويرغب إليه فيه فيكون المال عنده، يستعمله في حاجته بمنْزلة حماره الذي يركبه، وبساطه الذي يجلس عليه من غير أن يستعبدوه فيكون هلوعًا.
ومنها ما لا يحتاج إليه العبد، فهذه ينبغي أن لا يعلق قلبه بها، فإذا تعلق قلبه بها، صار مستعبدًا لها وربما صار مستعبدًا معتمدًا على غير الله فيها، فلا يبقى معه حقيقة العبودية لله، ولا حقيقة التوكل عليه، بل فيه شعبة من العبادة لغير الله، وشعبة من التوكل على غير الله، وهذا من أحق الناس بقوله ﷺ: "تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار، وتعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة". وهذا هو عبد لهذه الأمور، ولو طلبها من الله، فإن الله إذا أعطاه إياه رضي، وإن منعه إياها سخط.
وإنما عبد الله من يرضيه ما يرضي الله، ويسخطه ما يسخط الله، ويحب ما أحب الله ورسوله، ويبغض ما أبغض الله ورسوله، ويوالي أولياء الله، ويعادي أعداء الله فهذا الذي استكمل الإيمان. انتهى ملخصًا.
[تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد - مختصرا]
أعتذر على كثرة النقول
ولكن كان لابد من تأسيس معنى كلمة (همّ) وإدراك عظم وخطورة النصوص التي تتكلم عنه، وتبين أنواع البشر فيه ومصيرهم في الدنيا والآخرة.
يتبع
ثانيا: هموم العبد لا تظهر بشكل واضح وقت الصلاة، لسبب بسيط: وهو أنّ الشيطان حريص على الوسوسة للناس وقت صلاتهم، إن كان همهم الدنيا أو الآخرة، فليس انشغال البال وقت الصلاة علامة واضحة نستطيع من خلالها تقييم أنفسنا إن كان همنا الدنيا أو الآخرة.
حذفوإنما الهمّ يظهر من مقاييس أخرى، مثل:
-الوقت: فما يهمّ الإنسان يأخذ من تفكيره وتخطيطه أو قلقه وقتا أطول مما تأخذه الأمور الأقل أهمية عنده، وهذا مقياس واضح (لمن انتبه على قلبه وتفكيره)، كم من الوقت يأخذ من تفكيري هذا الموضوع؟ أو هذا؟ أو ذاك...؟
-الفرح والغضب: فمشاعر وانفعالات الفرح والغضب هي المقياس الأساسي الذي يحدد هموم العبد، لأن الإنسان يفرح بحصول الشيء على قدر اهتمامه به، ويغضب عند التقصير في شيء على قدر اهتمامه به.
ولهذا كان الهمّ أو الهموم أو الاهتمامات؛ من أوضح الأمور التي يعرفها الناس جميعا عن الشخص (من معاشرته فترة بسيطة) حتى الأطفال، يدركون الأمور التي يهتم بها والديهم والأمور التي لا يهتمون كثيرا بها، من خلال فرحهم وغضبهم.
فالأمور التي تهمهم يفرحون عند تحقيقها، ويزداد فرحهم عند إتقانها، وفي نفس الوقت إذا تسبب أحد بأي نقص فيها، أو أي خلل.. فإنهم يغضبون لذلك، وقد يكون غضبهم متجاوزا الحدود الطبيعية!
فالفرح والغضب علامتان رئيسيتان تبينان ما هموم العبد.
-التدقيق على التفاصيل: فلا يوجد عبد إلا ولديه أمر يدقق على تفاصيله، أحيانا كثيرة يتهم الناس بعضهم بأنهم غير دقيقين، أو غير مهتمين بالتفاصيل، وهذا الكلام غير صحيح وغير واقعي، فلا يوجد إنسان لا يهتم بالتفاصيل، وإنما كل شخص لديه الأمور التي تهمه والتي يهتم بتفاصيلها (بغض النظر إن كانت هذه الأمور عظيمة أو تافهة، أو كانت أخروية أو دنيوية)
فمن (لاحظ نفسه) وانتبه ما هي الأمور التي يدقق على تفاصيلها (وبالتالي يفرح إذا حصل أقل تفصيل فيها، ويغضب عند نقص أي من تفاصيلها) فإن هذه الأمور هي همومه.
-بذل الجهد دون تعب: الأمور التي يهتم العبد بها، مستعد أن يبذل فيها جهدا كبيرا (بالنسبة لغيره) دون أن يشعر بنفسه! وغالبا يرى نفسه مقصرا في البذل لها (في حين أن غيره يمكن أن يراه مبالغا في تعبه، ويستغرب كيف لا يتعب أو يمل وهو على هذه الحالة!) ولكن بالنسبة له هو.. هو مستمتع بهذا البذل، أو حريص عليه بسبب خوفه من عواقب نقوصات في هذا الهم، فلا يشعر غالبا لا بتعب ولا ملل.
هذه بعض المقاييس الدقيقة التي تبين للعبد ما هي همومه، واكتشاف العبد لهمومه (وحقيقة ما في قلبه من أحوال عموما) هو الخطوة الأولى للهداية، فلا هداية لمن لا يتبصر بما في نفسه من عيوب، لأن من لا يتبصر بها، كيف سيبغضها؟ ويخاف منها؟ ثم يسعى في إصلاحها والتوبة منها!؟
ثالثا: الهموم (التي هي مقياس أساسي للإيمان) تتحكم بشكل كبير جدا في نوايا العبد (وهي النوايا اللحظية التي تصاحب أعماله، إن كانت عبادات أو غيرها)
فالمهموم برضى رئيسه في العمل مثلا (وإن كان غير مدرك لذلك، ولا يصنف نفسه أنه مهموم بهذا)
حينما يتقن عمله، أو يتطوع لأعمال ليست مطلوبة منه، أو يساعد زملاءه...
(لو انتبه!) (لو تبصر بما في قلبه!) لأدرك أن جزءً كبيرا من نيته ليست للآخرة كما يظن، أو ليست حتى للكرم أو طيبة القلب التي يظنها في نفسه...
وإنما حقيقةً هي لكي يرضى عنه مديره (الذي هو مهموم برضاه عنه)
وقد تكون نواياه كلها موجهة لرضا مديره (وهو غير متبصر بهذا مطلقا! بسبب عمى غالب الناس عن متابعة ما في قلوبهم من مشاعر وأفكار، ومحاسبتها)
والمهموم بمديح الناس على شكله مثلا، سيهتم بنظافته وتأنقه ورائحته، وقد يذكر لنفسه كثيرا النصوص التي تدعو لهذه الأمور (إن الله جميل يحب الجمال، حبب للنبي ﷺ الطيب...) ويظن أن هذه هي نواياه من هذا العمل، ولو دقق في مشاعره وإراداته قليلا، وحاور نفسه وصدق معها، لأدرك أنه يفعل ذلك ليعجب الناس به، أو يمدحوه، أو يعظموه... الخ.
نعم قد يجتهد إنسان في لحظة ما اجتهادا كبيرا لتخليص نيته في أمر ما، ويذكر نفسه بالنصوص ويعظها ويرغبها ويرهبها.. حتى يستحضر نية الآخرة.
ولكن في الغالب، خاصة إذا لم يجتهد ولم ينتبه لنفسه، أو كان يعمل هذا العمل دائما وهو معتاد عليه، فإنّ (الهموم) هي المؤثر الأساسي الذي سيحدد نوايا العبد في جميع الأمور التي يفعلها.
(لهذا كان السلف يؤكدون على صعوبة ضبط النية، وتحقيق الإخلاص فيها، والخروج من الرياء وإرادات الدنيا، لأنّ هذا يتطلب إصلاح الهموم أصلا، أو يتطلب مجاهدة عظيمة في كل موقف لإخلاص النية فيه للآخرة)
رابعا: ليس من شرط همّ الآخرة أن يتخلص العبد من متعلقاته الدنيوية (وإن كان هذا أمرا مهما، وله تأثير في الهموم خاصة لبعض الأشخاص وفي بعض الأحوال) ولكنه ليس شرطا دائما.
حذففيحصل أن يكون لدى الإنسان أمور من الدنيا، وفي نفس الوقت يستعملها (كما كان يقول السلف) كما يستعمل الدابة! ويكون همه منها هو توجيهها لإعمار آخرته، وشكر الله تعالى عليها، وخدمة المسلمين من خلالها...
وهنا أنا لا أقول لك أبق هذه الأمور أو اتركها، ولكنني أبين أن الناس أحوال في هذا الأمر، وهذا يحتاج إلى بحث من الشخص نفسه، بعد طلب العلم والدعاء والتفكر والمشورة... الخ.
خامسا: أما موضوع "ساعة وساعة" فإن فهمت موضوع الهمّ، وكيف أنه يكون كالأساس في القلب (كالخلفية للصورة، أو للشاشة)
فإنه لا يمنع من ممارسة العبد للدنيا (بما فيها من ضرورياته وحاجاته) مع بعض المشاعر التي فطره الله تعالى عليها.
ولكن لأنه "مؤمن" لأن همّه واحد وهو النجاح في هذا الاختبار، والفوز بالجنة والنجاة من النار...
فإنه خلال ممارساته هذه، تبقى خلفية الآخرة موجودة، لا تزول بالكلية
لهذا فإنّ هذا "المؤمن" ليست لديه مشاعر (مبالغ فيها) للدنيا
كما قال الله تعالى
{لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ
وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}
قال السعدي رحمه الله:
وأخبر الله عباده بذلك لأجل أن تتقرر هذه القاعدة عندهم، ويبنوا عليها ما أصابهم من الخير والشر، فلا يأسوا ويحزنوا على ما فاتهم، مما طمحت له أنفسهم وتشوفوا إليه، لعلمهم أن ذلك مكتوب في اللوح المحفوظ، لا بد من نفوذه ووقوعه، فلا سبيل إلى دفعه، ولا يفرحوا بما آتاهم الله فرح بطر وأشر، لعلمهم أنهم ما أدركوه بحولهم وقوتهم، وإنما أدركوه بفضل الله ومنه، فيشتغلوا بشكر من أولى النعم ودفع النقم. اهـ
فلا يفرح (كثيرا) ولا يحزن (كثيرا) إلا فيما يتعلق بهمّه وهدفه الأعظم، وهو الآخرة.
وأضرب هنا مثالا للتوضيح:
لو أن ولدك أو أحب الناس إليك مرض (نسأل الله العافية لنا ولجميع المؤمنين) ودخل المستشفى، وهو في ألم وكرب.
تخيل كيف سيكون شعورك!؟
كيف ستكون (مهموما) به وبأحواله وبآلامه، وبما يمكن أن تفعله لتساعده أو تساعد الأطباء في علاجه..؟
ولكن.. هل سيمنعك ذلك من ممارسة الدنيا؟
هل ستتوقف عن عملك (الذي تحتاجه لتصرف على نفسك وأهلك وابنك المريض)؟
إن كنت أمًّا، فهل ستتوقف عن العمل في البيت؟ ورعاية بقية أبنائك؟
لو فرضنا لا قدر الله أن هذا المرض طال كثيرا، وأخذ شهورا أو سنين، فهل ستتوقف عن ممارسة بعض الأمور التي تحتاجها (كالاستلذاذ ببعض الطعام، أو العلاقة الزوجية مع زوجك)؟
ما سيحدث أنك ستمارس غالب حياتك (وربما حياتك كلها) بشكل شبه طبيعي، ولكن سيظل هناك (في الخلفية) همٌّ يؤرقك، وهو انشغال قلبك بابنك المريض.
هكذا تعمل الهموم، الهموم لا تمنع ممارسة الأمور الأخرى في كثير من الأحوال، ولكنها تقننها، وتبقى محتفظة بمكان عال في القلب على الرغم منها.
الختام: إذا فهمت كل هذا، ستبدأ تقيم نفسك بشكل صحيح بإذن الله، وتبدأ تكتشف ما هي همومك، وبعد أن تكتشفها ينبغي أن تسعى لتصحيح ما ستجده فيها من خلل يؤثر على آخرتك، وهذا يتطلب الكثير من العلم والعمل.
حذفوالهموم الدنيوية التي يمكن أن يكتشفها العبد في نفسه كثيرة جدا، وإن كان بعضها يبدو وكأنه همٌّ عظيم، أو مهم، أو مشروع إن صح التعبير، ولكن حتى الهموم المهمة.. تتحول إلى مدمرة للإيمان إذا أصبحت (هموما) غلبت على القلب، أو حتى تساوت مع هموم الآخرة!
(مثل: المال، الجمال والأناقة، الدراسة، الشهادة، النجاح في الدنيا، الوظيفة، المنصب، النظافة والتعقيم، الراحة، محبة شخص معين -وإن كان الزوج أو الزوجة أو الابن أو الأب أو الأم أو الصديق... -، اللعب والمتعة، السفر... الخ)
وهناك هموم خبيثة، يعتبر مجرد الرغبة فيها ولو لم تغلب على القلب مضاد للإيمان! (مثل: إرادة المدح، كراهية الذم، إرادة التعظيم والتمييز – إرادة العلو -، إرادة الحسد – وهي الهمّ في أن لا أكون أقل من غيري -، إرادة الحرية المطلقة والتمرد - وهي إرادة أن لا أكون عبدا لأحد أطيعه في كل شيء، ولو كان الله جل جلاله -، إرادة علم الغيب – ويدخل فيها سوء الظن -.... الخ)
فأنصحك جدا بقراءة كتاب منهاج القاصدين
تحديدا هذه الفصول:
-باب الدنيا (ص 755)
-باب الغرور (ص 943)
-باب الزهد (ص 1212)
مع أنّ ربع المهلكان وربع المنجيات (الذين يبدؤون في الصفحة 560 تقريبا) في غاية الأهمية لبيان خطورة وعلاج أمراض القلوب والهموم، ولكن هذه الأبواب الثلاثة يمكن أن تكون بداية لك، ولها علاقة مباشرة بسؤالك.
وهذا رابط الكتاب: https://t.me/AmradAlquloob/6133
تنبيه: أعلم أنني لم أجب على سؤالك الأساسي وهو: كيف تضبط همومك، وتجعلها للآخرة؟ (هذا ترجمتي أنا لسؤالك)
وذلك لأن علاج الهموم فرع عن اكتشافها، فأنا أرى أنك أولا تحتاج أن تستعين بالله تعالى، وتبدأ تتبصر بهمومك، وتكتشفها، وهذا الاكتشاف قد يتسبب لك بنوع صدمة، أو حزن، لأنك كنت تحسن الظن بنفسك (كحال غالب البشر خاصة في زماننا مع الأسف!)
وبعد أن تكتشفها، وتقرر أن تصلحها، ستسير في طريق إصلاحها من العلم والعمل بإذن الله.
وكذلك، جزء من إجابة سؤالك موجود في الأبواب التي أحلتك عليها في كتاب منهاج القاصدين، وهو مشروح هناك بالتفصيل، نفعك الله تعالى به.
وأيضا، مما يحتاجه كل مسلم عموما لإصلاح همومه، غرس اليقين في الدار الآخرة في القلب، وهذا لا يأتي إلا بتدبر تفاصيلها، وهنا أحيلك على كتاب (رحلة الدار الآخرة) و (شرح أول بابين منه) وكلاهما موجود في المدونة في هذا الرابط.
https://tadabbaralquran.blogspot.com/2016/04/blog-post_24.html
نفعك الله تعالى بهم أجمعين
أعتذر عن الإطالة، ولكن موضوع الهم من أهم المواضيع التي يحتاج المسلمون لفهمها، وهي من الأمور التي يجهلها غالب المسلمين اليوم، أو يفهمونها بشكل خاطئ.
حياك الله للسؤال أو لمناقشة الموضوع أكثر إن أحببت.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفأنا إنسان ويشهد الله عليي ما الي في العلاقات المحرمة لا ع المواقع ولا ع ارض الواقع انسان بحاول أساوي اي شي بيرضي الله يعني ما الي في الحرام لا في السرقات ولا في الظلم ولا في التكبر ولا في الحكم ع الناس ولا في ايذاء الغير دايما في حالي والناس كلها بتعرفني ع حق بس عندي مشكلة الها سنين معي وعم بحاول اتركها ولا قادر أتخلص منها سنين طويلة وهالعادة ملازمتني أنا بتفرج ع أشياء ما بترضي الله المشكلة بشوف بس خلال دقائق وبسكر وبندم ع طول وبندم وبتوب لكن سرعان ما برجع عنفس الموضوع وهيدي المشكلة لو كانت انحلّت كان انحلّت من زمان بس المشكلة ايش ما حاولت ما قدرت بس ليش ولا تقول فيك خير ما دامك بتحاول والا يجي يوم وتترك هالعادة لأن أنا سنين بحاول وما ودي سنين تمر وانا ع نفس النقطة لحتى الموت يخطفني قبل لأتوب واكون انسان صالح
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفحياك الله أخي الكريم، وأعاننا الله وإياك على طاعته وحسن عبادته
هذا ليس كلامي يا أخي الفاضل، وليس كلام بشر
وإنما كلام الله تعالى، على لسان رسوله ﷺ، الذي قال: "كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ: التَّوَّابونَ" [صحيح الترمذي]
فإذا كنت كما تقول، وليست لديك أي من هذه الذنوب الأخرى، فقد يكون هذا هو الذنب الذي يكسرك الله تعالى به، ويبقيك على بابه (خائفا، ذليلا، نادما، تائبا، محتقرا لعملك، راجيا لرحمة ربك......) وكلها عبادات تعتبر شروط للنجاة يوم القيامة، ولا تخرج غالبا إلا من العبد المذنب.
نعم الشعور قد يكون متعبا، ويجعل الإنسان دائما في حيرة هل أنا صالح أم غير صالح!!
ولكن اعلم أخي الكريم، أن هذا التعب وهذه الحيرة هي الشعور الملازم لأي "مؤمن" نسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين
ولا تجد مؤمنا (قوي الإيمان، أو ضعيف الإيمان، صحابيا، أو مذنبا من أمثالنا!) إلا وهو غارق في هذه المشاعر
لأننا جميعا لا نخرج عن قول رسول الله ﷺ: "كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ"
دقت أخطاؤنا أو كبرت.. فهي موجودة
ولا يشعر بوجودها ويتبصر بها ويبغضها ويجاهدها ويخجل منها ويتوب ويستغفر ويحاول أو يعوضها بكثرة الحسنات... إلا "المؤمن".
وأما بالنسبة لبقية الذنوب التي ذكرتها (وغيرها) فأيضا لا تستطيع أن تزكي نفسك منها تماما، لأن غالب هذه الذنوب غامضة، وتحتاج إلى كثير علم وبحث وتفكر ودعاء وحوار مع من يعرفوننا.....
حتى نراها
ناهيك عن أن نجاهدها ونتخلص منها
فاسأل الله تعالى الهداية والبصيرة
وابذل الأسباب التي من خلالها تتبصر بعيوبك التي لا تراها
والزم الدعاء
وتأقلم مع مشاعرك هذه التي تؤرقك (التي هي دليل على بغضك للذنب ورغبتك بإرضاء ربك الذي يغرقك بالنعم)
وهذا لا يعني أن تتوقف عن المحاولة والمجاهدة
استمر، واسعَ
ومن الأسباب التي قد تعينك على ذلك، شغل وقتك بما يفيد (وهو كثير جدا: منه عبادات بينك وبين الله، ومنه جلوسك مع الناس، خاصة من لهم حق عليك، تحاورهم أو تعينهم أو تعيش معهم... مجرد وجودك مع الناس سيقلل وجودك مع الجهاز لوحدك، وبالتالي سيبعدك عن هذا الذنب
ومنه سدك لثغرات المسلمين، بالمعونة، أو نشر العلم... الخ
ومنه طلبك للعلم والقراءة، خاصة فيما يبصرك بعيوبك وذنوبك التي لا تنتبه لها)
يبدو عليك الصدق والحرص على طاعة الله تعالى، فإن أحببت أن أرشح لك بعض الكتب التي يمكن أن تبدأ بها، فأخبرني
ولو قرأت منها صفحة واحدة كل يوم، فإنك مع الوقت ستتعلك علما عظيما بإذن الله، وستنشغل أكثر عن الذنب الذي يؤرقك بإذن الله
بارك الله فيك، وبصرك وهداك، وغفر لك وعفا عنك، ونحن أجمعين
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ردحذفحياك الله أختي الكريمة
آمين وإياكم
كان بودي لو عرفت سنّك، حتى أستطيع إجابتك بالطريقة التي تناسب المرحلة التي أنت فيها
ولكنني سأجيب الإجابة التي أرجو من الله تعالى أن تنفع كل من لديه مثل هذا التساؤل، مهما كانت سنه
نعم ما ذكرته صحيح، وواقعي جدا، ولكن هناك نوع إشكال في السؤال نفسه، تجعلنا نحتاج أن نأخذ خطوة للوراء، وننظر إلى الأمر من زاوية مختلفة تماما..
ولنبدأ بهذا التخيل، الذي أرجو أن تأخذي نفسا عميقا.. وتحاولي معايشته بخيالك:
تخيلي لو كنتي في زمن سابق، سابق لمعالم الحياة الحديثة وما تسببه من سرعة وتشتتات، قبل 200 عام مثلا
ولكنّ الله تعالى قدّر عليك (نسأل الله السلامة للجميع) أن تكوني بلا يدين مثلا.
أريدك أن تتخيلي كيف ستكون تفاصيل حياتك، منذ لحظة استيقاظك، إلى دخولك للخلاء (الخلاء الموجود وقتها!) إلى محاولتك للوضوء!
إلى لباسك لملابس الصلاة، إلى وقوفك للصلاة (بما فيها من ركوع وسجود)
كل يوم 5 مرات على الأقل
إلى بقية تفاصيل حياتك، من طعام، وشراب...
مع فرض وجودك وسط أناس صالحين بالمجمل.
هل تتخيلين مقدار الوقت الذي ستحتاجينه لفعل أمور بديهية بالنسبة لك الآن، ولا تكاد تأخذ من وقتك شيئا!؟
هل تتخيلين مقدار الجهد والألم الذي تشعرين به يوميا لفعل هذه البديهيات؟
ماذا عن طلبك للعلم وقتها؟ ماذا عن إتمامك للأمور (التي عنيتها أنت في سؤالك)؟
ماذا لو أدركنا بعض الحقائق الإضافية عن الزمن الذي تعيشين فيه (قبل 200 سنة):
-كون الخلاء كما أشرنا ليس مثل الحمامات التي ننعم بها الآن!
-والحصول على الماء لوحده، ليس بالسهولة التي نتخيلها! بل قد تضطرين إلى السير مسافة كبيرة حتى تصلي إلى الماء
-بل قد تضطرين إلى إيجاد الحيل للتخفي عن أعين الناس!
-ولا يوجد مناديل ورقية! ولا طعام جاهز! ولا ثلاجات تحفظ ألذ الأطعمة لفترات طويلة جدا!
-ولا يوجد غسالات لتنظيف ملابسنا المتسخة في دقائق، والملابس أصلا شحيحة، ونضطر لاستعمالها حتى بعد أن تبدأ بالإبلاء..
وتفاصيل أخرى مهمة جدا:
-كون طلب العلم شبه مستحيل لغالب البشر!
-لأنه لا يوجد كتب أصلا.. إلا في النادر! (فالكتب تنسخ بالأيدي.. مما يجعلها ثمينة ونادرة!)
-ولا يوجد تسجيل للمحاضرات! ولا انترنت! ولا مشايخ وعلماء العالم متوفرون في بيتي وفي الوقت الذي أريد!
-بل لو احتجت إلى فتوة واحدة، قد أضطر أن أسافر لها حتى أسمعها مما أظن أنه يملك إجابتها (هذا إذا وصلت إليه أصلا.. ولم يوقفني عائق في طريق السفر.. بلا سيارات ولا طائرات!)
-ولا تنسي أن الله ابتلاك بأنك فاقدة لليدين.. وستحتاجين إلى محرم!
-إلى آخر التفاصيل الكثيرة جدا التي يمكن أن تتخيليها وتكملي بها الصورة في قلبك..
أو لنتخيل وضعا آخر:
تخيلي أنك في مثل ذلك الزمان، ويداك موجودتان والحمد لله، ولكنك تعيشين في بيئة بين مخالفين لك، كأن تكوني الوحيدة التي أسلمت مثلا وسط كفار، أو الوحيدة التي تريد تطبيق السنة وسط مبتدعة، أو الوحيدة التي تحاول أو تتقي الله وسط فساق وفجار.. أو ظلمة!
تخيلي أنواع البلاءات (التفصيلية) التي ستعانين منها في كل يوم، لفعل أبسط الأمور
وكيف سيكون طلبك للعلم وقتها ( بلا انترنت! ولا حتى كتب!!)
بل كيف ستكون عبادتك؟
وربما حتى.. كيف سيكون جهرك بكونك مسلمة أو متبعة للسنة!!؟
إذا تخيلتي جيدا هاذان المثالان، وعشت مشاعرهما، لربما تدركين جزء من الإشكال الذي عنيته في سؤالك..
وعلى فكرة، هذه الأوضاع ليست نادرة كما تتخيلين، بل حتى تفاصيل الحياة التي تخيلناها قبل 200 سنة! لك أن تتخيلي أن هناك (ملايين) من البشر "الآن" يعيشون مثل هذه الحياة!
في كثير من الدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا وغيرها
و(عشرات الملايين) ممن يعيشون في بيئات مخالفة لهم! وتحاربهم على أبسط أنواع الاستقامة.
إنّ الاستنتاج الأول الذي أريد إيصاله لك، أن الحالة التي تعيشينها الآن (والتي تلمستها من سؤالك، والتي أعيشها أنا كذلك وكثير ممن حولنا) هي الاستثناء!
نحن الاستثناء!
وغالب الناس يعيشون في أوضاع نسميها نحن ابتلاءات عظيمة!
وقد تكون بالنسبة لكثير منهم ليست بلاءات أصلا! أو ربما يرون بعضها نعما..
ومع ذلك.. فالملك الحقّ الخبير جل جلاله، الرحمن الرحيم، الحكيم اللطيف المحسن الكريم.....
وضع كل واحد منا في هذه الاختبارات، وطالبنا بمطالبات، وسيحاسبنا على كيفية تعاملنا معها (باطنا وظاهرا) على الرغم مما في هذه الاختبارات من صعوبات، أو بلاءات، أو تحديات...
...
وهو جل في علاه يعلم.. يعلم وضع كل واحد فينا، يرانا ويسمعنا، ويرى تفاصيل ما نمر به.. بل هو اختار هذه التفاصيل سبحانه لكل واحد منا، لأنّ هذا ما يناسبنا، هذا ما يلائم اختبارنا.. وقدراتنا
ردحذف{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
{وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ
وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ
إِنَّهُ بِعِبَادِهِ "خَبِيرٌ بَصِيرٌ"}
فنعم.. هناك بلاءات في زماننا (تسبب العجلة، والتشتت، وقلة الصبر، وربما الوحدة)
ولكن كثير من هذه البلاءات موجودة في كل زمن، وفي كل بيئة
وهناك بلاءات في الأزمنة والبيئات المختلفة عنا.. أشد وأعظم بكثير من هذه البلاءات
(وأنا بالنسبة لي.. حينما أتخيل (أتدبر) تلك البلاءات.. لا أختار أن أستبدلها بما أنا فيه.. على الرغم من صعوبته! والحكيم أعلم بقدراتي مني جل جلاله)
هذا هو الأمر الأول
الأمر الثاني: هل معنى هذه الصعوبات أننا غير مطالبين بالمجاهدة في محاولة فعل الصواب (على جميع الأصعدة)!؟
ردحذفبالتأكيد لا..
ولكن هنا تأتي عدة نقاط مهمة:
-أولا: يجب أن تدركي أنك مأمورة شرعا بتطبيق أوامر الله تعالى.. حسب الأولويات..
أي أنك يجب أن تركزي في (طريق استقامتك) على ما يريده الله تعالى منك.. الأهم فالمهم
فالفرائض.. مقدمة على النوافل (في جميع الأمور)
وترك المعاصي (الباطنة والظاهرة) مقدم على النوافل، ومن باب أولى مقدم على غالب الاهتمامات الدنيوية التي قد تشغلك
وأداء حقوق البشر وترك المعاصي في حقهم.. مقدم على ترك المعاصي الخاصة بينك وبين الله تعالى
وإصلاح القلب وتطهيره من ذنوبه.. مقدم على كثير من أعمال الجوارح
وتعلم تفاصيل كل ذلك.. مقدم على القيام بها
وإصلاح نفسك في كل هذا.. مقدم على محاولتك إصلاح غيرك
........
فلو أنّك راجعت الهموم التي قصدتيها في سؤالك، وتعلمتي مكانها من شريعة الله تعالى، أظنّ أنك ستكتشفين الكثير من الحقائق.. التي ربما يكون اكتشافها لوحده مخففا للثقل الذي تشعرين به في تطبيقها.
وأنصحك بقراءة مقال: فقه الأولويات
الموجود في المدونة في هذا الرابط
https://tadabbaralquran.blogspot.com/2024/01/blog-post.html
أنصحك بقراءته كاملا، ففيه من التفاصيل الكثيرة الذي أظن أنك تحتاجينها، كما يحتاجها كل مسلم.
كما أنصحك بقراءة كتاب "مرآة أخيه" على الأقل أول 70 صفحة منه.
https://drive.google.com/file/d/11cxtmSzKMLGVJm4YDOfqkqo3kxGEsENX/view
-ثانيا: الصادق في إرادة رضا الله تعالى، حريص أشد الحرص على الحصول على كل معونة ممكنة في طريقه إليه، وهنا يأتي دور الصحبة الصالحة من جهة، ودور النصائح والانتقادات التي توجه إلينا من جهة أخرى
وإن كانت هذه الصحبة ليست على هواه!
أو كانت هذه الانتقادات مؤلمة له!
ف "المؤمن مرآة أخيه"
والمؤمن يحب النصح والناصحين، ويحب من ينبهه على عيوبه.. لأنه "يعينه" على رؤيتها، وبالتالي إصلاحها، وبالتالي الوصول لرضا الله تعالى عنه
فكثير من الأولويات التي ستكتشفين أنها هي الأولى بوقتك وجهدك، لست مطالبة بأن تحققيها لوحدك (إلا إذا عجزتي) وإنما أمرك الله تعالى بالتعاون مع من يضعه هو في طريقك لتحقيقها، خاصة ما يخص عيوبك، أو أمراض قلبك، أو ذنوبك، أو تقصيرك في حقوق من حولك... أو فهمك للعلم الذي تتعلمينه، أو تدبره وإسقاطه على حياتك وحياة من حولك......
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}
فإذا قررت السير في طريق الصادقين، والتعاون مع من يتاح لك على البر والتقوى، نعم قد تشعرين بألم (مخالفة هواك)، أو ألم (عدم كمال) من يضعه الله تعالى في طريقك، ولكن هذه المعونة التي ستحصلين عليها ستحمل عنك جبالا من الأثقال.. في الغالب أنك لن تستطيعي حملها أصلا دون هذه المعونة!
قال القرطبي رحمه الله تعالى، في شرح حديث النبي ﷺ: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"
هذا تمثيل يفيد الحض على معاونة المؤمن للمؤمن ونصرته، وأنّ ذلك أمر متأكد لا بد منه، فإنّ البناء لا يتم ولا تحصل فائدته إلا بأن يكون بعضه يمسك بعضاً ويقويه، وإن لم يكن ذلك انحلت أجزاؤه وخرب بناؤه، وكذا المؤمن لا يشتغل بأمر دنياه ودينه إلا بمعاونة أخيه ومعاضدته ومناصرته، فإن لم يكن ذلك عجز عن القيام بكل مصالحه وعن مقاومة مُضادّه، فحينئذٍ لا يتم له نظام دنيا ولا دين.. ويلحق بالهالكين!
[دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين]
-ثالثا: الدعاء، يمكن أن نقول أن نصف اختبارنا في هذه الدنيا قائم على إدراكنا لضعفنا ونقصنا، وكمال خالقنا جل في علاه، وحاجتنا الدائمة له لإنجاز أي تفصيل في حياتنا! (في أمور ديننا أو دنيانا!)
لهذا لخص اختبارنا كله في هذه الجملة التي أمرنا أن نكررها كل يوم مرات كثيرة
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
أي أن اختبارنا كله يمكن أن نضع له هاذين العنوانين:
1-أننا خلقنا لتحقيق عبودية الله تعالى وحده.. في قلوبنا وجوارحنا
2-وأننا لا نستطيع تحقيق هذه العبودية، إلا بمعونته هو جل جلاله
ثم يأتي القرآن كله بعد ذلك ليعلمنا تفاصيل: من هو ربنا؟ ما هي صفاته؟
ومن نحن! وما هي صفاتنا!
حتى تتغلغل في قلوبنا حقيقة أننا لا نستطيع فعل شيء.. ما لم يقدره الله تعالى، وييسره، ويشرح صدورنا له، ويثبتنا عليه، ثم يتقبله منا بعد ذلك (على نقصه وعوره!!)
فإدراك هذه الحقائق يجعلك:
1-تلزمين الدعاء لكل ما تحتاجين إليه
2-وفي نفس الوقت، ترضين عن فعل ربك بعد ذلك.. لأن المعونة أو الخذلان.. تأتي منه وحده
...
-رابعا: بعد بَذْلِكِ للأسباب، وطلبك للعلم، وتركيزك على المطلوب منك (حسب الأولويات)، ولزومك للدعاء والتبرؤ من الحول والقوة...
ردحذفيجب أن تدركي أنك عبدة ضعيفة!
وأنك لا تملكين قدرك.. ولا قدر غيرك
وإنما يملكه من يملكنا ويملك السماوات والأرض جل في علاه
ماذا أعني بإدراكك بأنك عبدة ضعيفة!؟
أعني أن الأصل فيك هو النقص، والعيب، وعدم الكمال.. في جميع النواحي
(جزء من هذا ستقرئينه في فقه الأولويات بإذن الله)
فتصور أن الأصل أن ما تريدين القيام به (أيا كانت الأمثلة التي عنيتها في سؤالك) - وإن كان من الواجبات المتحتمة – أنّ الأصل فيه أن يكون كاملا، ورائعا، وعظيما... وأن وجود عوائق تمنع هذا تعتبر بلاءات شديدة تحتاج إلى معاملة وحلول خاصة!
تصور وهمي!
خيالي!
نشرته طبيعة الحياة التي نعيشها (بما فيها من إعلام وخداع وتمثيل....)
وأما (الإنسان الطبيعي) الذي عاش قبل هذا الكم من الخداع وغسيل الدماغ
حتى وإن لم يكن مؤمنا..
كان في الغالب مدركا لهذا الأمر!
"متقبلا" لحقيقة كونه بشر ضعيف.. الأصل فيه هو النقص والعجز والعيب!
متقبلا.. لا تساوي أنه يتعامل مع نقصه أنه عادي ولا يجب عليه مجاهدته (خاصة في الأمور التي هو مأمور بها شرعا)
ولكنها تساوي = أن يكون نقصه هو المتوقع، وهو الطبيعي، ولا يستدعي جزعا ولا رفضا ولا صدمة!
وفي الحقيقة.. لو نظرنا إلى الأمر كونه واجبا أقدمه لله تعالى، أتقرب به إليه
لأدركنا أنه سيظل ناقصا.. مهما بذلك في إكماله!
ومهما كنت أنا.. حتى لو كنت نبيا!
فالنقص والعيب جزء لا ينفك عني.. لأنني بشر ولست إله! (لا إله إلا الله)
إذن ما الفرق بين "المؤمن" وغيره!؟
إنّ أهم فرق بين المؤمن وغيره فيما يخص هذه النقطة: أنّ "المؤمن" هو الذي تكسره هذه الحقيقة!
هو الذي "يتقبل" تعريف نفسه بداخله.. بأنه عبد ضعيف ناقص خطاء
وهذا يستلزم أن يكون معرضا للعقوبة..
معرضا لغضب الله تعالى ومقته!
معرضا لسلب النعم بسبب عجزه عن الشكر عليها كما ينبغي.. هذا إن لم يكن يستعملها في معصية مولاه جل في علاه!
وهذا الذي يجعل "المؤمن" ذليلا لله تعالى
خائفا منه.. وراجيا رحمته وعفوه!
متواضعا.. مدركا أنه في علاقاته مع الناس هو يدور في دائرة من التقصير المستمر.. بشكل أو بآخر!
إذن (من حقهم) عليه أن يكون متواضعا معهم، معتذرا دائما عما يبدر منه من تقصيرات، محاولا جبر خواطرهم واستسماحهم بما استطاع ليعوضهم عن النقص الذي يجدونه منه (هذا إن لم يكن واقعا في ظلم صريح اتجاههم وهو لا يشعر!)
هذا حال "المؤمن"
لهذا هو يحاول: طاعة الله تعالى (ما استطاع) > بقلبه.. وجوارحه
وفقا (للأولويات) التي يريدها "الله" تعالى منه
بعد أن (يتعلمها)
مستعينا بالله سبحانه على (فعلها)
ثم مستعينا (بكل معونة) تقدم إليها لتحقيق ذلك
(منكسرا دائما) بسبب عجزه عن إتمامها، وأحيانا عن القيام بها!
دائم (التوبة والاستغفار) عن نقصه وذنبه وتقصيره، ومعتذرا للناس وساعيا في رد حقوقهم التي لا تتم توبته إلا بردها
هذا ملخص قصة حياة "المؤمن"
حتى يلقى ربه
فالكمال والاتزان الذي تسألين عنه في سؤالك، ليس أمرا قابلا للتحقيق بالشكل الذي تتصورينه..
وإنما هو (غاية) كالحلم
وظيفته أن تنظري إليه.. وترجين الوصول إليه.. وتظلين ذليلة لله تعالى منكسرة دائما على عجزك عن الوصول إليه.. وأحيانا حتى عن القرب منه!
إذا انضبطت هذه العبودية عندك
ستجدين نفسك: (شاكرة) لله تعالى وحده.. على كل إنجاز تقومين به
وكل ذرة يمكّنك من تحقيقها في هذا الحلم!
ممتنة له جدا أن رزقك هذه الذرة! (إن كان في علمك، أو عبادتك، أو صلاح قلبك، أو أدائك للحقوق...... أو غيرها)
وأن أفرحك بالقرب من تلك الغاية.. بمقدار ذرة!
لأنك ستدركين (على ضعفك ونقصك) أن هذه الذرة ما حصلت، وما تيسرت.. إلا برحمة الله تعالى وتيسيره ومعونته..
وملاحظة: لو انتفعت مما قلنا كما ينبغي بإذن الله، ستدركين أن من الأمور التي قد تكونين مهتمة بإتمامها، لا يجب عليك إتمامها أصلا! وربما لا يجب أن تكون أصلا في أولوياتك.. وفي هذه الحالة ما ذكرته في سؤالك (أن من الناس من يعجل لإتمام الأمر على أي شكل وبأي طريقة كانت) سيكون هو التصرف الصحيح!
فالتغافل عن كثير من النقص في الدنيا.. وحتى في بعض أمور الدين.. هو حال "المؤمن"
الذي يعلم "الأولويات" التي يريدها الله تعالى منه
وهو "مستسلم" لربه عز وجل فيها
...
الأمر الثالث:
ردحذففيما يخص السرعة والتشتت والعزلة والخلطة
فنعم.. من (الابتلاءات البسيطة) التي نعاني منها في هذا الزمن.. تعودنا على السرعة، وتعودنا على أنماط حياة معينة (وأهداف يومية نظن أنها يجب أن تسير وفقا لهذه الأنماط تماما!!)
وفي نفس الوقت.. لدينا نعم عظيمة تعادل الكفة مع هذه البلاءات
وهي: سهولة العلم، وحفظه (يمكن الرجوع إليه في أي وقت)، وتوفر الكتب، وتوفر حتى أنواع من المعونة يمكن أن تحصل (أونلاين!)
فكما أن هناك أمورا يجب أن أخالط فيها الناس، أو يجب أن أقوم فيها ببعض الأعمال
أيضا هناك أوقات يجب أن أحرص أن أكون فيها لوحدي، أقرأ، وأتدبر، وأتفكر، أو أكون فيها مع أحد يعينني على فهم نفسي، أو فهم كلام ربي، أو تدبر صفاته وأفعاله....
وأوقات أخرى أستمع فيها للعلم الذي يصلحني
وأوقات أدعو فيها ربي وأذكره...
وفي كل هذا أنا أسدد وأقارب
وفي نفس الوقت.. سأكون مقصرا في كل هذا!
فيجب أن (أتقبل) التقصير الحاصل، وأتعامل معه بالذل لله والتواضع للناس كما أشرنا.
ولكن..
من باب أولى: إذا كنت يجب أن أترك المهم في دين الله تعالى من أجل الأهم
فمن باب أولى يجب ان أترك كثيرا من الهموم الدنيوية التي تشغلني (إما لرغبتي فيها، أو لاعتيادي عليها، أو لكونها عرفا في المجتمع.... الخ)
لأنها تستنزف وقتي وجهدي.. وهما رأس مالي الذي لا أملك ما يكفي منه أصلا – كما قلنا! –
فأنت مثلا شكوتك الأساسية من السرعة وعدم توفر الوقت للقيام بالمطلوب
ومع ذلك غالبا ستجدين -كغالب أهل زماننا – أنك تضيعين أوقاتا كثيرة على هموم.. لو قيمتها بإنصاف.. لوجدت أنها لا ترقى لتأخذ ولا ربع الوقت الذي تأخذه الآن..
وربما ستجدين فيها ما يجب التوقف عنه أصلا!
وربما ستجدين فيها ما هو إثم! وقد كنتي تظنينه مباحا.. أو مستحبا!!
فأنت مأمورة أن تصلحي في نفسك وحياتك الأمور التي تتسببين فيها أنت لنفسك بضيق الوقت والتشتت
ثم إذا بقي ما يسبب هذه الأمور رغما عنك.. هذا ما تتعاملين معه بالرضا عن الله تعالى، والتواضع، والمجاهدة، والدعاء كما أشرنا
...
وأما الأمر الرابع: وهو ما يخص العلاقة مع الناس
ردحذفوالتودد إليهم
فهذا الموضوع كبير، ويحتاج إلى كثير تفصيل
ولكن مبدئيا.. سأضع لك هنا رؤوس أقلام منه.. وإن أحببت التفصيل فيه لعل الله تعالى أن يرزقنا التحاور بخصوصه، وأن ينفعنا بذلك
وباختصار: "المؤمن" أصلا غير مأمور بأن يكون ودودا مع الجميع! كما يظن كثير من المنتسبين للاستقامة في زماننا
وإنما المؤمن يتعامل مع كل أحد بما يناسبه
قال الشيخ ابن باز رحمه الله في مقاله له:
والخلاصة: أن الشريعة الكاملة جاءت باللين في محله، والشدة في محلها، فلا يجوز للمسلم أن يتجاهل ذلك، ولا يجوز أيضًا أن يوضع اللين في محل الشدة، ولا الشدة في محل اللين، ولا ينبغي أيضًا أن ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللين فقط، ولاا أنها جاءت بالشدة فقط، بل هي شريعة حكيمة كاملة صالحة لكل زمان ومكان ولإصلاح جميع الأمة؛ ولذلك جاءت بالأمرين معًا، واتسمت بالعدل والحكمة والسماحة، فهي شريعة سمحة في أحكامها وعدم تكليفها ما لا يطاق، ولأنها تبدأ في دعوتها باللين والحكمة والرفق، فإذا لم يؤثر ذلك وتجاوز الإنسان حده وطغى وبغى أخذته بالقوة والشدة، وعاملته بما يردعه ويعرفه سوء عمله.
ومن تأمل سيرة النبي ﷺ وسيرة خلفائه الراشدين وصحابته المرضيين وأئمة الهدى بعدهم عرف صحة ما ذكرناه. اهـ
واللين والرفق المطلوب من "المؤمن" يكون مع:
-المؤمنين المتواضعين
-من يتعامل معهم أول مرة، ولا يعرف "حقيقة" صفاتهم، فهو مأمور بحسن الظن بهم، والرفق معهم، إذ الأصل في المسلم السلامة
-الأطفال لأنهم على الفطرة، وأقرب لعدم تعمد الخطأ من غيرهم، وبحاجة إلى الصبر وسعة الصدر في تعليمهم وتنشئة قلوبهم وشخصياتهم
-حتى الكفار غير المعاندين ولا المتكبرين ولا المؤذيين، يجب الرفق في دعوتهم وأداء حقوقهم
-الجاهل المعذور بجهله، أو الذي لديه شبهات ولا أعلم إن كان حصل على ما يشفيها أو لا
-المستضعفين من حوله، وإن أخطؤوا وقصروا، ما لم يصلوا لحد الطغيان في التمرد والكبر
-من لهم حقوق عليه، وإن كانوا فساقا أو ظالمين، بالمقدار الذي يلائم حقهم، والذي لا يتسبب له بضرر في دينه ودنياه بسبب تجرئهم عليه أو على غيره.
-التائب من الذنب أو من الظلم
تقريبا هذه الحالات تشمل غالب من "يجب" على المؤمن الرفق بهم، والتودد لهم – بدرجات، وحالات مختلفة -.
أما من يخرج من هذه الحالات، وعلى الرغم من ابتدائه بالرفق والصبر والمحاولة... يصر على كبره وطغيانه..
أو أن يكون ظالما لشخص آخر غيري أنا.. وأنا أستطيع أن أردعه عن ظلمه أو جزء منه...
فهذا يجب أن أنتقل معه إلى عدم الرفق – بدرجات مختلفة تناسب كل موقف –
ومن باب أولى.. أن لا أحرص على التودد إليه!
وربما يجب علي أن أعاديه في الله...
أو على الأقل.. أتقبل عداءه لي في الله.. ولا تهفو نفسي إلى أن أذلها أو أذل دين الله تعالى له مع كبره وإعراضه!
...
ونرجع ونقول: أيا كانت "البلاءات" التي تعيشينها، فإنها بلاءات قد فُصّلت عليك تفصيلا!
ردحذفبلاءات اختارها الله العظيم لك جل جلاله
ليختبرك بها
يختبر فيك كل ما ذكرناه – على عجالة –
وهو يعلم أنها هي البلاءات التي تلائمك
ولم يكلفك في شيء منها فوق طاقتك..
فاستعيني به
وابدئي رحلة "حياة المؤمن" التي ذكرناها
والتي هي ليست سهلة!
ولكنها ليست مستحيلة..
وهي ثمن الجنة والنجاة من النار!
كان يمكن أن أجيب على سؤالك (الذي عادة ما يطرحه إما صغار السن، أو قليلوا الخبرة، أو المترفون من أمثالنا!!) إجابة مختصرة، كالتي نجدها في غالب إجابات طلبة العلم في زماننا، وهي أن أقول: لكل شخص اختباره، والاختبار لابد فيه من صعوبات، وهذا ينطبق على كل زمن، فافعلي ما تستطيعين، والزمي طلب العلم والدعاء، وارجي من الله تعالى أن يقبل منك القليل الذي تقدمينه، وتقبلي النقوصات التي تمرين بها، وأكثري التوبة والاستغفار والاعتذار عن تقصيراتك، والله ولي التوفيق.
ولكنني أدرك أنّ غالب الناس الآن (وأنا منهم) لا تكفينا الإجابات المختصرة، ونحتاج أن نفهم نفوسنا، وعلاقة هذه النفوس بنصوص الوحي بشكل تفصيلي، حتى ننتفع منها ونكون ممن يعمل بها، وليس فقط يحفظها أو يقرؤها.
فاحرصي على طلب جزء من العلم من قراءة الكتب
فإنّ كثيرا من العلم المفروض علينا جميعا كمسلمين.. لا نجده في الدروس في زماننا..
فاجمعي بين هذا وهذا
ولو بأقل القليل، ولو قرأت صفحة واحدة كل يوم
فكما قلنا، القليل المستمر يثمر بإذن الله، وثمرته طيبة ومتزنة، ولكنه يحتاج إلى صبر.
وأنصح بكتاب منهاج القاصدين
خاصة ربع المهلكات وربع المنجيات
فإن فيه تفاصيل كثيرة جدا.. تبصرنا بحقيقة نفوسنا
وحقيقة الجهاد الذي نحتاج أن نجاهده بإذن الله
سددنا الله أجمعين لما يرضيه
وغفر لنا
وعاملنا بفضله وإحسانه، ولم يعاملنا بعدله جل جلاله.
إن كان لديك استفسار أو رغبة في مزيد من الحوار.. فتفضلي.
جزاكم الله خيرا. فقد اجبتموني على اشياء كنت ابحث طويلاً عن اجابتها. خصوصاً مسألة التعامل مع الناس. مشكورين
ردحذفونعم ما اشكو منه حقيقةً هو الترف (وقلة الخبرة أيضا). الحمد لله على فضل الله ونعمائه. ولا أسأله إلا العفو والعافية. ولكن الجميع يتحدث عن ابتلاء الشدة ولا اجد من يتحدث عن ابتلاء الرخاء. انا مجبرة على العيش في بيئة تفسد عليّ نفسي. ولا اريد العيش في هذا المستوى من المعيشة لانه يصعب جداً ضبط نفسي عند كل صغيرة وكبيرة. وكل محاولاتي لإقناع من حولي بتغيير اسلوب العيش الى ماهو اصلح واكثر تخففاً، قد بائت بالفشل. ونتيجة لهذا ارتخت الهمة كثيراً. ولم يعد لي عزماً. وساد الشتات وتطبعت بعدم الصبر وعدم اعطاء العبادات حقها كما ذكرت في سؤالي. واحزن كثيراً لانني كنت اعيش عيشةً شديدة البساطة قبل ذلك بسنوات. وكنت قادرة على طلب العلم الجاد، والالتزام بكل ماهو نافع. وكنت اجد ذلك على صفاء قلبي وصلاح بالي. والحمد لله.
نعم اقر انني اصرف الكثير من وقتي في امور ارى انها شديدة الكمالية. وهذا الذي اشكو منه. انا مطالبة ان اجاري البيئة من حولي. لانه منوط بي مسؤوليات يجب ان أقوم بأدائها كما يُطلب مني لا كما ارى واريد. اشعر باني اتغير كثيراً عما كنت عليه. واصبح اقل جديّة وصدقاً في التعامل مع ديني. وهذا يحزنني. واخاف ان اصل الى حد انسلخ من هذا بالكلية واعيش غير مهتمة اصلاً. مثل الكثير من المسلمين. الذين يعيشون وكأنهم قد ضمنوا دخول الجنة. وما يزيدني خوفاً هو ان الله تعالى قد حباني بالكثير من المواهب والامكانات. حتى انني كنت اوصف طول حياتي بانيي غير طبيعية او خارقة او شيء من هذا القبيل. والحمد لله. لكن كل ذلك انطفأ وضمُر. لاني لا اريد استعمالها في الحرام. ولا اقدر على تسخيرها فيما يعود بالنفع على هذه الأمة. واقصى ما استطيع استعماله فيه هو المباح. وهذا يعود عليّ بالانغماس اكثر في الدنيا. ونفسي قد تمردت كثيراً على قدرتي على ضبطها. والحمد لله على فضله ونعمائه وعلى كل ما كتبه وقدّره.
اريد ان اطمئن على الاقل ان الله لن يتركني للدنيا تجرفني بعيدا ان كان قلبي ما يزال يكره هذا. لانه تقريباً لا املك غير هذا الفعل (مع الدعاء الذي كثيراً منه يحدث بغير حضور قلب والله المستعان). مع استمرار محاولاتي والله في تربية نفسي بعكس ما تحاول البيئة. ولكني لطول المحاولة وانعدام الاثر احيانا افتر واخاف ان أيأس من نفسي. على سبيل المثال كنت قرأت كتاب مرأة اخيه قبل شهور. لا اذكر منه شيئاً وكأنني لم اقراه اصلاً. وهناك محاضرات قد اكثر من سماعها لكن لا اجد اثر. نفسي لا تستجيب رغم اني متألمه على حالي والله.
اما الصحبة الصالحة هل يمكن التفصيل في هذه المسألة اذا سمحتم؟ يعني انا احكم على الفتاة بأنها غير مناسبه لأن تكون صديقة صالحة ان كانت جُل همومها. او اكبر همومها دنيوية. من وظيفة وكسب مال واهتمام مفرط بالجمال. واغلب الفتيات من هذا النوع الا من رحم ربي. وقد وجدت ايضاً من هن مهتمات بحفظ القران والاذكار والصلاة، ولكن مثلاً ينتقين من الفتوى ما يناسب اهوائهن. ولا يجدن في ذلك حرجاً. ولا يدركن ان هناك حربا على الدين. ولا يحملن هموم الأمة. واسعى والله يعلم في تبصيرهن بما علمني الله. ولكن دون جدوى. الناس اعتنقت مبدا ان كل واحد حر ما لم يضرك. صار الجميع معجب برأيه ونظره. والله المستعان. فماهي معايير الصحبة الصالحة بحدها الأدنى؟ لاني لا اجد -وانا نفسي لست كذلك- من يدعوا الله بالغداة والعشي يريد وجهه. لكني ان شاء الله اريد من يعينني على ان اصبح كذلك.
اعتذر جدا عن الاطالة. ولكني مهمومة والله. واخر نقطه، انا دائماً قلقة من انني لم اخذ بكل الاسباب الممكنة. دائما قلقة من الله قد يتركني للدنيا اغرق فيها.. وهو سبحانه الغني عني.. لاني لم اعمل بكل الاسباب الممكنة. لهذا اسأل. اريد ان اطمئن الى انني قمت بكل الاسباب الممكنة. او اعرف منكم سبل اخرى للمحاولة. بعد ذلك اعلم ان الله لن يكلني الى نفسي فهو ارحم الراحمين. ولا حول ولا قوة إلا بالله
آمين وإياكم
حذففعلا
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أولا أختي الكريمة
اعلمي أنّ الله تعالى لن يتركك، فهو الرحيم الكريم، الذي يحب العفو، ويحب الإحسان، ويحب هداية عباده، والغاية الأساسية لجميع أقداره.. وبالتأكيد لشرعه وإرسال رسله... هي سوق عباده إلى الهداية
ولكنه جل جلاله لن يختار الهداية بدلا عنك!
فاستعيني به، ولا تيأسي من طرق الباب.. أبدا
والخطوات والأسباب التي ذكرتها لك في الجواب السابق، ليس الغرض منها معرفتها فقط، وإنما السير في تطبيقها والعمل بها (ولو بالقليل المستمر)
من قراءة، وتفكر، ومحاورة، وانتفاع من نقد ونصائح...... الخ
فأعيدي قراءتها بتأمل، وأدركي ما فيها من حقائق، واعملي بها، واصبري...
وكلما شعرت أن الطريق طويل.. تذكري جيدا هذه الحقيقة
أنّ الله تعالى ضرب مثالا لهدايتنا (نسأل الله أن يجعلنا ممن هداهم!)
بالبذرة التي تلقى في الأرض........ حتى تصبح شجرة تؤتي ثمارها
وعيشي مع هذا المثال
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}
واستشعري جلوسك أمام هذه البذرة، تنظرين إلى الأرض، تنتظرين أن تنمو البذرة وتخرج برعمها، ويكبر البرعم، ويطول، ويشتد، ويرتفع في السماء...
كيف سيكون شعورك لو تركت كل شيء وظللت فقط تنظرين إلى الأرض تنتظرين هذه المراحل!!؟
هذا أمر مستحيل
ولو جربها أحد.. فسيتوقف عن العملية كلها في اليوم التالي، ويمتنع عن سقي الأرض وحرثها وتنظيفها...
هذه العملية تأخذ سنين.. ولا يفعلها حقيقة إلا الله تعالى
{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}
قال الله تعالى: "يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ"
[صحيح مسلم]
فأنت انشغلي ببذل الأسباب
ولا تنشغلي بمراقبة النتائج!
لأنك أصلا لن تصلي إلى مرحلة تطمئنين فيها أنك وصلت إلى مرحلة مُرضية!
وأنّ شجرة إيمانك آتت ثمارها!
وإلا تكون شجرتك خبيثة.. وتكونين غارقة في الغفلة والوهم!
فانشغلي بالعمل والإصلاح
ولا تنشغلي بتقييم نفسك (بطريقة: هل وصلت أم لم أصل!؟ هل حققت الإيمان أم لم أحقق؟ هل الله تعالى راض عني أم غير راضي!!؟) لأن هذه الأسئلة على الحقيقة.. ليست لها إجابات في الدنيا!
وادخلي على قناة: أمراض القلوب وعلاجها
واستمعي لمقطع (القنوط وقبول التوبة) نفعك الله تعالى به
https://t.me/AmradAlquloob/8160
واعلمي أمرا آخر:
أنّ العقبات التي تواجهينها في طريق الهداية.. ليس لها سبب خارج عنك!
وإنما أسبابها داخلك أنت
لأن حقيقة هذا الطريق هو علاقة خاصة بينك وبين الله تعالى وحده
فالله هو الرب المربي، الذي يربيك ليهديك
وأنت العبدة الضعيفة التي يربيها ربها، ويدفعها للهداية
فأي عقبة تظنين أنها مانعة لك من الهداية (كالبيئة، أو عدم وجود صحبة.... الخ) ليس شيئا منها مانعا لك حقا من الهداية!
وإنما هي "أقدار الرب" الملك القيوم جل في علاه
قدرها عليك (العبدة الضعيفة) بحكمته ليدفعك بها إلى الهداية
إذن إذا كنت أشعر أن الأقدار تدفعني بعيدا عن الهداية.. لماذا قدرها الله تعالى علي!؟
من أهمّ حكم الله تعالى لذلك:
حذفلكي يبصرك بحقيقة نفسك!
لكي ينبهك إلى ما في قلبك من أمراض وعلل.. تجعلك تظنين أنك سائرة في طريق الهداية.. وفي الحقيقة تكونين سائرة في تحقيق أنواع من أهوائك التي أنت غير متبصرة بها، أو غير مدركة لخطورتها!
قد تكون نقصا في الصدق
أو الإخلاص
أو عجب يجعلك شاعرة أنك مستحقة للهداية، ومصدومة من عدم قدرتك عليها!
أو كبر، يجعلك تُحكّمين عقلك في تفاصيل.. كان يفترض أن تثقي فيها بحكم الله تعالى وتكذبي عقلك!
أو إرادة علو.. تجعلك مندفعة لطريق الهداية حتى تحصلين على مكانة في الدنيا...
وغيرها وغيرها
وكل هذه دقائق الأمراض المضادة للإيمان، والمضادة للعبودية، والمضادة للتقوى، والمضادة للتوحيد....
وغالب الناس خاصة في زماننا لا يتعلمون عنها شيئا!
ناهيك عن أن يروها!
ناهيك عن أن يبذلوا الأسباب لإصلاحها ومجاهدتها...
لهذا نصحتك بكتاب منهاج القاصدين
لأن ابن الجوزي رحمه الله قد فصّل في كل هذه المهلكات تفاصيل يصعب معها أن لا يرى الإنسان حقيقته فيها!
رحمه الله وجزاه عنا خيرا.. وجميع علماء الحق
فسيري في الطريق
واصبري
ولا تيأسي من بذل الأسباب...
ولو متّ وأنت طارقة لباب الله تعالى (ولو غلب عليك السوء)
خير لك من أن تموتي وأنت معرضة عنه.. قانطة من رحمته!
وبالنسبة لسؤال الصحبة
بالتأكيد ليس المقصود بالصحبة الصالحة من صلح ظاهرها وفسدت حقيقتها!
ولكن هنا أمران:
الأول: الناس إما يغلب عليهم الصلاح أو الفساد، فمن غلب عليه الفساد فاختصري علاقتك معه قدر المستطاع (إلا من أداء حقه الذي لابد منه، ولا ضرر فيه على دينك)
ومن غلب عليه الصلاح، خذي منه أفضل ما عنده، وانفعيه بقدر استطاعتك، ولا تعاشريه حين يفسد عليك دينك
فإن اضطررت.. فاعتزليه بقلبك قدر المستطاع (وستجدين هذه التفاصيل في كتاب منهاج القاصدين)
والثاني: فرق بين المعاشرة وبين أداء الحقوق، فهناك كثير من الناس لهم عليك حقوق (ملموسة أو معنوية) فعليك السعي قدر المستطاع في أداء حقوقهم، وأن تكوني أنت لهم إنسانة صالحة، تطبق الدين على نفسها قبل غيرها، وهذا لا علاقة له بالمعاشرة التي تقصدين منها إصلاح نفسك ودينك.
هدانا الله تعالى أجمعين وسددنا
وبصرنا بعيوبنا
ويسر لنا إصلاحها قبل أن نلقاه
السلام عليكم ورحمة الله. إذا أذنتم لي أوصي الأخت التي تشكوا من الشتات بهذه الحلقة. وجميع الحلقات التي تحمل عنوان له علاقة بمشكلتها من السلسلة. غاية في الفائدة:
ردحذفhttps://youtu.be/-vPAhry8Uo8?si=xFXCJaL7bD8qlbBN
نفع الله بهذه الصفحة المباركة 👍🏼
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفآمين وإياكم
أنا لم أشاهد الحلقة
ولكن عسى الله تعالى أن ينفع بها
جزاك الله خيرا وبارك فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا على طول حاسه اني محتاجه اتشاف،، محتاجه رضى إنسان عني،، وأنا عارفه إن دي فطرة وحاجة عند كل إنسان،، بس ماشبعتش من الحاجة دي في طفولتي من الأب والأم،، بالعكس كانو يحسسوني على طول اني غير مرضي عني،، وكبرت بعاني من عدم اتزان،، عندي جوع شديد لده،، مش عايزه ده يكون سبب في وقوعي في الرياء. اتخلص من دا ازاي؟ وشكرا
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفحياك الله
الحاجة للمحبة والرضى والانتماء.. حاجات طبيعية عند جميع الناس، جزء من خلقتنا لا نستطيع أن ننفك عنه، وغالب الناس لم يحصلوا على إشباع هذه الحاجات في تربيتهم (نظرا لطبيعة ابتلاء الدنيا، وأنّ غالب الناس لا يربون أبناءهم التربية الإيمانية والخلقية الصحيحة)
أما إذا كانت حاجة للتعظيم (أي أن يراني الناس عظيما، أو مميزا، أو مختلفا عنهم...) فهذه ليست حاجة طبيعية، وإنما مرض خطير يحتاج إلى فهم وعلاج.
وفي كلا الحالتين، إذا أراد هذا العبد أن يكون من المؤمنين المهتدين، ويلقى الله تعالى على ذلك
فلا حل له إلا (1) بالعلم (2) والتفكر بالعلم ومدارسته وتدبره (3) المجاهدة في تطبيق ما تعلمه ومجاهدة هواه فيه (4) لزوم الدعاء والذل لله تعالى، لأنّ الهداية بيده وحده (5) والصبر = أي تحمل ما يبقى من بعض الألم بعد كل ذلك، والرضا عن الله تعالى على الرغم منه، فإنّه جزء من ثمن الجنة.
هذا ملخص ما يجب على كل إنسان لديه مرض قلب، أو لديه حاجة في قلبه أو بدنه وابتلي بعدم إشباعها
وفي الحديث عن المشكلة التي عندك تحديدا، العلم المخصوص الذي أنت بحاجة إليه (بالإضافة لعلوم أخرى كثيرة) يندرج تحت فرعين:
- العلم عن الله تعالى، عن أسمائه وصفاته وعظمته، حتى يتحرك قلبك اتجاهه هو، وتتحول رغبتك بالرضا والمحبة والانتماء إلى من يستحقها، لكامل الصفات سبحانه؛ الذي رضاه عنك له قيمة حقيقية، ومحبته لك لها أثر حقيقي...
- والعلم عن حقيقة نفسك وحقيقة المخلوقين من حولك، بالتفاصيل، حتى تذوب في قلبك الرغبة في رضاهم، أو قبولهم، أو مدحهم... لمعرفتك بنفسك أنك لست عظيمة تستحقين المدح، وأنهم هم مجرد مخلوقات ضعيفة خطاءة، ليس لهم رأي ثابت في شيء أصلا! حتى أبحث بينهم عن رضا عني أو قبول أو محبة حقيقية (إلا أن يرزقني الله تعالى ذلك.. ثم لا يتعلق قلبي به، لأنه قد يسلب مني في الدنيا)
وهنا أنصحك بالدخول على مدونة الأستاذة أناهيد السميري، وقراءة تفاريغ دروسها عن أسماء الله تعالى وصفاته، فلا أعلم أحدا شرح أسماء الله تعالى مثلها، بارك الله فيها وجزاها خيرا.
http://tafaregdroos.blogspot.com
وأيضا قراءة كتاب منهاج القاصدين (ربع المهلكات والمنجيات)
ويمكن أن تبدئي بباب الرياء
https://t.me/AmradAlquloob/6133
فستجدين الكثير من التفاصيل التي تملؤك "بالعلم" الذي تحتاجينه لتتعاملي مع مشكلتك بإذن الله
وتبقى بقية الخطوات الخمسة التي ذكرتها عليك
سددك الله تعالى، وطهر قلبك وقلوبنا أجمعين بلطفه
وأحسن خواتيمنا
وجعل خير أيامنا يوم لقائه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفلو أن بلداً من بلاد المسلمين فيها حرب. والمج|هدين في حاجة للمال. والناس أيضاً في حاجة للمال لتوفير الاكل والشرب والسكن. وأراد عبد مسلم أن يتصدق بمبلغ من المال لا يكفي أن يقسمه على الفئتين. أيهما أولى؟ وجزاكم الله خير
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفآمين وإياكم
فرج الله كرب المؤمنين في كل مكان، وغفر لنا وردنا إليه ردا جميلا
هذه الصفحة غير مخصصة للفتاوى أخي الكريم، وإنما للاستشارات التي تصلح قلب المسلم وعمله، وتبصره بعيوبه
ولكن يمكنك الرجوع لهذه الفتوى، نفع الله تعالى بها
https://binbaz.org.sa/fatwas/22769/%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%B6%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%83%D8%A7%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%81%D9%82%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخي كيف يربي الإنسان نفسه على استشعار نظر الله عز وجل إليه، وسمعه إياه؟ جميع المسلمين يؤمنون بأنه سبحانه سميع بصير. لكن القليل من يستطيع الشعور بذلك فكيف السبيل؟ ثم هل هذا هو مقام الإحسان؟ أم أن مقام الإحسان هو فعل ذلك على أكمل وجه طوال الوقت أو ربما أغلبه؟ أم أن الإحسان أيضاً مراتب مثلما هو حال الإيمان وبالتالي بقدر تحقيقك لذلك بقدر بلوغك المراتب العليا فيه؟ وبارك الله فيك أخي
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفحياك الله أخي الكريم
آمين وإياكم
نسأل الله تعالى أن يعلمنا، ويبصرنا، ويصلح قلوبنا وأعمالنا، ويرزقنا الإحسان في ذلك بمنه وكرمه، ويتقبله منا بفضله ورحمته جل في علاه
أولا أخي الكريم: بارك الله تعالى فيك على هذا السؤال، فهو في صميم المهمات الواجبة لإصلاح القلب، ومن ثم إصلاح العمل
نسأل الله سبحانه أن يعيننا وينفعنا
ثانيا: صلاح القلب (في أي جهة من الجهات، وبأي درجة من الدرجات) ليس عبادة لحظية، ولا قرار ينفذ في موقف، فهو أصعب جزء في اختبار الدنيا
فالقلب: هو الجزء الغامض في الإنسان، الذي لا تسهل رؤية ما فيه، وفيه أجزاء لن يستطيع العبد أن يراها أبدا إلا يوم القيامة!
وهو مرتع الهوى، والشيطان!
وهو مكان الحقائق.. وأيضا الخيالات!
وهو مكان العواطف الجياشة التي لها أشد التأثير عليه
فصلاحه عبارة عن (تفضل من الله تعالى بهداية هذا العبد > يليها قرار من العبد بمجاهدته وإصلاحه > يليها رحلة عمره كلها يقضيها في ذلك + مع دوام الدعاء والاستعانة بالله تعالى عليه)
فالشاهد أخي الكريم.. الكلام عن أي شيء يخص القلب.. هو تقريبا كلام عن الدين كله!
عن اختبار الدنيا كله..
خاصة إذا كان ما نتكلم عنه عبادة شمولية مثل المراقبة..
فنحن حرفيا نتكلم عن الدين كله!
فما نستطيع فعله هنا هو مجرد إشارات
نوع ترتيب أفكار
وضع خطوط عامة (كالفهرس) لفهم هذه العبادة
ثم يتبقى الجزء الأكبر من العمل.. عليك أنت (ما دمت تريد أن تحقق ذلك)
ثالثا: يمكن أن ألخص إجابة السؤال الأول الذي سألته، وهو كيف نربي أنفسنا على المراقبة؟ بهذه الخطوات (التي هي تقريبا نفس الخطوات التي يجب أن تكون لتحقيق أي صلاح للقلب):
1-دوام طلب العلم، والقراءة، والسماع... لما يعلمنا تفاصيل هذه العبادة: ما هي؟ وما حكمها؟ وما درجاتها؟ وكيف نحققها؟.... الخ
وهنا أنصحك بقراءة كتاب منهاج القاصدين (كتاب المراقبة والتفكر)
وهو تقريبا من ص 1364 إلى ص 1410
مع أنّ ربع المهلكات وربع المنجيات (واللذان يبدآن من ص 560 تقريبا) كلاهما شديد الأهمية
وفيهما كل التفاصيل التي يحتاجها المسلم (تقريبا) لتحقيق عبادة المراقبة في جميع أحوال القلب والأخلاق.
ولكن على الأقل يمكنك أن تبدأ بكتاب المراقبة والتفكر
لتحصل على الإجابة المباشرة لسؤالك
وهذا رابط الكتاب
https://t.me/AmradAlquloob/6132
ويمكنك أيضا قراءة منزلة المراقبة، ومنزلة الإحسان من كتاب مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله تعالى
https://shamela.ws/book/8370
ويمكنك أيضا قراءة هذه الفتوى القصيرة
https://islamqa.info/ar/answers/271206/%D9%85%D8%A7-%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%82%D8%A8%D8%A9
2-التفكر في هذا العلم، وتدبره، وتقليبه بداخلك (وكأن هذه العملية هي عملية استعمال ملكة الخيال التي أودعها الله تعالى فينا.. في العيش داخل تفاصيل ما نتعلمه من حقائق، وهو الاستعمال الصحيح الذي يريدنا الله تعالى أن نشكره على هذه النعمة من خلاله، بخلاف استعمال الخيال في ضد ما خلق له، وهو تخيل الأوهام أو الباطل)
فإنّ هذا التفكر هو الذي يحول الحقائق التي نتعلمها من العلم.. من محفوظات نظرية.. إلى يقينيات، تزلزل مشاعرنا رغما عنا!
ومع التكرار، والتنوع، والصدق.. تبدأ تتلاشى المشاعر (أحوال القلب) الباطلة والفاسدة، وتنمو بداخله وتتجذر وتكبر المشاعر الصحيحة (عبادات القلب)
ومنها المراقبة
3-عملية التفكر ليست سهلة، لهذا أمرنا الله تعالى بالتعاون على البر والتقوى، فالتعاون مع من حولنا - وحبذا إذا كانوا إخوة في الله، وما أروع أن يكونوا إخوة في الله مع نوع من العلم والبصيرة – في تدبر ما نتعلمه، ومناقشتهم في تفاصيل فهمنا له، وتأثيره على أفكارنا ومشاعرنا، وحقيقة أفكارنا ومشاعرنا التي تخالفه والتي سنكتشفها أكثر خلال النقاش والمدارسة بإذن الله...
يجلي لنا حقائقنا، ويبصرنا بعيوبنا، وييسر لنا فهم ما نتعلمه، وإسقاطه على واقعنا والانتفاع منه حقيقة
4-بعد العلم والفهم.. تبدأ تلاحظ أفعال الله تعالى معك ومع من حولك (وتفسرها التفسير الصحيح الموافق لما تعلمته من وحيه جل في علاه)، فتصقل تربياته العملية لنا سبحانه ما نحاول أن نجاهد نظريا لتثبيته في قلوبنا
5-دوام الدعاء، والتضرع لله تعالى، والتبرؤ من الحول والقوة، وإدراك ضعفنا.. وإظهاره له جل في علاه، سائلين إياه أن يتفضل علينا بما لا نستحقه!! من هداية ورحمة وفتح ومعونة على طاعته وحسن عبادته...
رابعا: سأحاول أن أضع هنا إجابة مختصرة جدا، تعتبر كنوع مقدمة لما ستقرؤه في الكتب بإذن الله تعالى:
حذف"الإيمان" أخي الكريم = هو التصديق الجازم + المصاحب للاستسلام والانقياد
ثم هذا التصديق "الجازم" له حد أدنى لا يصح إيمان عبد بدونه، ثم له مراتب لا تكاد تنتهي – وأعلاها على الإطلاق فيما يخص القدرات البشرية.. هو حال رسول الله ﷺ -
ولا تقس هذا الحد الأدنى بما عليه الناس..
فإنّ الناس – خاصة في زماننا – قد يصلون إلى مراحل متدنية جدا من الدين (حتى يقع كثير منهم في نواقض للإسلام وهم لا يشعرون! أو على الأقل في أنواع من الشرك الأصغر! أو شعب النفاق! أو على أقل تقدير الكبائر القلبية والجارحية التي لا يرونها أصلا! أو يرونها ويتجاهلونها..)
فليس من حال الناس تعرف ما هو الحد الواجب من المراقبة (أو غيرها) المطلوب منك كمسلم
وإنما من الوحي + النماذج العملية التي أمرنا الله تعالى بالاقتداء بها (رسول الله ﷺ > ثم الأنبياء > ثم الصحابة) + لغة العرب التي أنزل فيها القرآن، والتي تبين تفاصيل كل لفظة وردت في الدين، وما فهمه الصحابة من معناها.. وهو الأمر الذي غالب الأمة الآن في جهل مطبق عنه!
فالشاهد: أنّ هناك حد أدنى من "استشعار" بصر الله تعالى وسمعه لنا، إذا فُقد.. لا يعتبر صاحبه مؤمنا أصلا! ولو كان يصلي ويصوم ويقوم بالكثير من أعمال الإسلام الظاهرة..
وهنا يأتي التنويه إلى إجابة سؤال آخر من أسئلتك: وهو أنّ هناك جزء من المراقبة لابد وأن يكون عند المؤمن، وهناك درجة أعلى منه بقليل، وهناك درجات تعلو فوق ذلك.. حتى تصل إلى المرتبة العليا من الإحسان
وإجابة سؤال آخر: المراقبة والإحسان من الألفاظ المتشابهة، التي أحيانا يعبر عنهما العلماء على أنهما شيء واحد، ولكن الأقرب إلى الصواب هو أنّ المراقبة أحد شروط تحقيق الإحسان
فكأنّ المراقبة وسيلة.. تؤدي – مجموعة مع غيرها – إلى الغاية وهي الإحسان
وتنبيه آخر يعتبر أيضا إجابة على أحد أسئلتك:
الإحسان ليس مرتبة من الدين منفصلة عن مرتبة الإيمان والإسلام كما يفهم الناس..
وحتى مرتبة الإسلام والإيمان.. كثير من الناس يفهمون بعض شروح العلماء لهما على أنهما (مرتبتان للدين) فهما خاطئا!
والشرح قد يطول، ولكنني سأختصره جدا هنا بخلاصة أسأل الله تعالى أن تكون نافعة:
الإسلام (حينما يقرن مع الإيمان مثل حديث جبريل) = هو الأعمال الظاهرة، التي تجعل العبد ينتمي لجماعة المسلمين.
والإيمان = هو الأعمال الباطنة، التي هي حقيقة فهم الدين، واعتقاده، واليقين به، والاستسلام له
فمن "أسلم" = أي أصلح أعماله الظاهرة كما يجب على كل مسلم > اعتُبر (في الدنيا) مسلما، وعامله المسلمون على أنه مسلم، وأخذ حقوق المسلمين، يزوج، ويرث، ويدفن في مقابر المسلمين...... الخ
ولكن هذا الذي أسلم ظاهرا، قد يكون إسلامه حقيقيا (بأن حقق الإيمان باطنا) وقد لا يكون
فإن كان حققه = فهو مسلم "على الحقيقة" > أي أنه يوم القيامة سيكون مع المسلمين، وسينجو ويدخل الجنة في النهاية
أما إذا لم يحقق الإيمان كما ينبغي، فسيُعامل في الدنيا على أنه مسلم، ولكنه سيتفاجأ – ويتفاجأ كثير من المسلمين – أنه كان كاذبا! (إما بوعي أو بغير وعي منه) وأنه لم يكن مسلما "على الحقيقة"
فشرح كثير من العلماء للإسلام والإيمان على أنهما مرتبتان للدين.. لا يقصدون فيها مرتبتان منفصلتان، وأنه يوم القيامة سيكون هناك كثير من المسلمين.. وعدد أقل منهم مؤمنين!
لا
وإنما يقصدون فيه أحكامهم في الدنيا
فمن حقق الإسلام ظاهرا وباطنا.. فهو مسلم في الدنيا والآخرة
ومن حققه ظاهرا دون باطن.. فهو مسلم في الدنيا – ما لم ينكشف أمره – ومنافق في الآخرة.
وأما درجة الإحسان (وفقا لهذا الشرح):
فالإحسان في اللغة: إجادة العمل وإتقانه وإخلاصه.
وفي الشرع يختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان:
الحالة الأولى: أن يطلق على سبيل الإفراد غير مقترن بذكر الإسلام والإيمان، فيراد به الدين كله (كما هو الحال في الإسلام والإيمان).
الحالة الثانية: أن يقترن بهما أو أحدهما فيكون معناه: تحسين الظاهر والباطن وقد فسره النبي ﷺ فقال: "الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
فالإحسان هو الإتقان، والإتقان درجتان
أحدهما هي المرتبة العليا التي لا يصلها الكثير من المسلمين
وأما المرتبة الدنيا (وهي أن تعبد الله تعالى وأنت تعلم أنه يراك) فهي درجات، ولها حد أدنى كما قلنا في المراقبة.
ويمكن أن نقول أن هذا الحد الأدنى: هو مراقبة الله تعالى في تحقيق الحد الأدنى من الإسلام (الظاهر والباطن)
حذف= الحد الأدنى من التوحيد
= الحد الأدنى من الصلاة والطهارة
= الخلوص من تفاصيل الشرك الأكبر والنفاق الأكبر
كل هذا يحتاج إلى (مراقبة) ويحتاج إلى درجة من (الإحسان = الإتقان)
وإلا لم يتم
ولكن المراقبة والإحسان لما هو دون ذلك من واجبات الدين.. يعتبر درجة أعلى من الإحسان
حتى يصل العبد إلى المراقبة والإحسان في تفاصيل خطرات قلبه، ولحظات عبادته، وتفاصيل تفاعلاته مع من حوله.. حتى يحقق المستحبات في كل ذلك، ويترك المكروهات
وهذه هي الدرجة العليا
هذه درجة السابقين
أعلم أنني ذكرت تفاصيل كثيرة أخي الكريم، وقد تبدو عشوائية، وهي فعلا كذلك، لأنها تنبيهات لك يفترض أن تفهمها فهما عميقا وتنتفع منها بعد أن تقرأ ما أحلتك عليه من الكتب
فخذ وقتك لذلك، كما قلت لك.. صلاح القلب رحلة حياتك كلها
فلا تستعجل لمحاولة تخطي مراحل كثيرة في وقت قصير! فإن هذا لن يحصل..
وفي نفس الوقت.. لا تتوانى وتنشغل (بما هو أقل أهمية من ذلك.. وإن كانت أمورا دينية) فيطول عليك طريق فهم نفسك وإصلاحها أكثر مما يجب!
أرجو من الله تعالى أن أكون وضعت لك بعض الإضاءات التي تعينك على الطريق
وأحب أن أسمع منك ما تصل إليك بعد القراءة والتفكر لفترة
إن أحببت ذلك
يسر الله تعالى لنا أجمعين ما يرضيه
وعافانا ونجانا في الدنيا والآخرة
إن أحببت مزيدا من النقاش.. فحياك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل أداء الأمانة -التي أشفقت منها السماوات والأرض- يؤدي إلى حب الله للعبد ورضاه؟ أم أن حب الله تعالى ورضاه هو الذي يمكّن العبد من أداء الأمانة؟ أم أن السؤال أصلاً خطأ؟
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حذفحياك الله أخي الكريم
السؤال (بصيغته هذه) خطأ
وهو من مداخل الشيطان على العبد، ليشغل عقله وقلبه، ويضيّع وقته بما لم يكلف به، وبما لم يجعل الله تعالى له سبيلا إلى معرفته (وهو حقيقة القضاء والقدر)
وأما ما يجب على العبد فيما يخص هذا الموضوع أمران:
1- أن ينشغل بتعلم ما يريده الله تعالى منه (يعني أوامره ونواهيه، فيما يخص اعتقاداته =أفكاره، ومشاعره = أحوال وأعمال قلبه، وحركة لسانة، وعمل جوارحه، فيما يخص علاقته بالله تعالى، وفيما يخص علاقته بالمخلوقين)
وهذا علم كثير، وتفصيلي، ويدخل في كل تفاصيل حياتنا، ويحتاج من العبد كل جهد ووقت ومعونة ليفهم ويتبصر بكل تلك التفاصيل - قدر استطاعته -
ثم ينشغل بتطبيق ما تعلمه (يوما بيوم، وموقفا بموقف) على قلبه وجوارحه (ويدخل في ذلك علم التوبة، وعلم الحقوق، وعلم الأولويات... الخ)
2- أن يعلم أنّ ربّه يعلم كل شيء، وكتب كل شيء، ولا شيء يحدث أو سيحدث في ملكوته إلا وهو في اللوح المحفوظ قبل أن تُخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة!
فهذا العلم يورث قلب العبد الخوف والرهبة، وخشية أن يكون ممن كتبهم الله تعالى من الخاسرين يوم القيامة! (وهذا هو الخوف الذي أقضّ مضاجع الصالحين)
فيورثه هذا دوام الذل بين يدي ربه، ودوام الدعاء والاستعانة بالله، ودوام التوبة والاستغفار، ودوام بذل الأسباب (الأشبار) التي يتقرب بها إلى ربه...
"راجيا" منه أن يرحمه وينجيه ويعامله بمزيد فضله ولا يعامله بعدله..
فإذا كان هذا حال العبد (أي المذكور في (1) و (2)) فإنّ الله تعالى لا يخذله
ويرحمه
ويشكره على القليل الذي يقدمه.. بالجزاء العظيم الذي يليق به سبحانه
وأما ما يريده الشيطان، فهو إخراج العبد من هاذين الحالين (العلم والعمل، والخشية والرجاء)
وتضييع وقته وجهده ومشاعره في التفكر وتحليل أمور من الغيب.. قد أخبرنا الله تعالى أننا لن نعرف حقيقتها إلى قيام الساعة!
فاستعن بالله تعالى
وانشغل بما خلقك الله تعالى لتنشغل به
والزم الأذكار والرقيا.. لتبعد وساوس الشيطان عنك
وهاذان رابطان سيساعدانك في فهم المسألة بإذن الله تعالى
https://islamqa.info/ar/answers/220690
https://dorar.net/aqeeda/2505
سدننا الله تعالى وإياك لما يحبه الله ويرضاه
عندي مشكلة وهو الرياء أحب المدح ومن صفاتي تعظيم الناس والخوف من ذمهم والتأثر الشديد بكلامهم حيث تتأثر نفسيتي جدا إذا ذمني أحد فما العلاج؟
ردحذفالسلام عليكم
حذفحياك الله أخي الكريم
شكر الله تعالى لك هذه الخطوة التي أخذتها، أنك قررت أن ترسل سؤالا عما رأيته في قلبك، لعل الله أن يجعل في ذلك الشفاء
ولكن في الحقيقة لن أستطيع أن أتلطف في الكلام عن هذا الأمر!
فإنّ الرياء وحب المدح والخوف من الذم من أخطر الأمراض التي تهلك القلب، وهي داخلة في الشرك، والنفاق، ومضادة للإيمان والتوحيد!
والذي يجعل هذا الكلام شديدا.. ويصعب استيعابه في زماننا، أنّ:
- غالب الناس صارت ممتلئة بهذه الأمراض! حتى من ينسبون أنفسهم للدين!
- ولا يكاد أحد أن يتكلم عنها، أو يشرحها الشرح الوافي الذي تستحقه!
- ولا أحد يتعامل معها أنها بهذه الخطورة، بحيث يُنكر على من اتصف بها، أو يُعرض عنه بسببها، أو يُعامل بنوع جفاء وغلظة... حتى يبدأ الناس يستوعبون أن هناك شيئا خطأ!! بل إنّ الناس يغرقون في (الكبر، والرياء، والعجب...) والناس يحترمونهم.. وربما يمدحونهم على ذلك!
فهذه كوارث متراكبة في الأمة!
والحساب يوم القيامة واحد!! ولن يُغير الله تعالى أحكامه التي وعد أن يُحاسب الناس بها.. لأنّ الناس مُعرضون عن العلم، ومُعرضون عن محاسبة أنفسهم كما ينبغي!
كما أنّ فهم هذه الأمراض (وأيا من أمراض القلب)، أو فهم علاجها.. لا يمكن أن يكفي فيه رسالة، ولا رسائل
وإنما هي رحلة هداية، يشرح الله صدر صاحبها لها، فيقرر أن يسلكها، فيقضي عمره كله في التبصر بها ومجاهدتها
قال السيوطي رحمه الله في الأشباه والنظائر: ومن فروض الكفايات جهاد النفس، قال الشيخ علاء الدين الباجي: جهاد النفس فرض كفاية على المسلمين البالغين العاقلين، ليرقى بجهادها في درجات الطاعات، ويظهر ما استطاع من الصفات، ليقوم بكل إقليم رجل من أهل الباطن كما يقوم به رجل من علماء الظاهر، كل منهما يعين المسترشد على ما هو بصدده، فالعالم يُقتدى به، والعارف يُهتدى به.
وهذا ما لم يستول على النفس طغيانها وانهماكها في عصيانها، فإن كان كذلك صار اجتهادها فرض عين بكل ما استطاع، فإن عجز استعان عليها بمن يحصل له المقصود من علماء الظاهر والباطن بحسب الحاجة، وهو أكبر الجهادين إلى أن ينصره الله تعالى. اهـ
توضيح لكلام السيوطي رحمه الله: أهل الباطن: أي العالمين بأدواء الباطن وأمراض القلوب، المجاهدين لها في أنفسهم، المتبصرين بها عند غيرهم، العارفين بطرق علاجها وتزكيتها (بالطرق السنية، والنصوص الشرعية، وليس بالأهواء أو البدع)
والحكم: أنّ من وصلت أمراض قلبه إلى مرحلة خطر، ولم يعد المطلوب منه فقط الترقي في تزكيتها وتحقيق درجة الإحسان فيها، وإنما المطلوب منه إخراجها من صفات (النفاق، والشرك، والبدع الاعتقادية، و اشتداد الكبائر كالكبر والحسد والرياء والجحود والجزع والبطر والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله ومحبة الكافرين والعصاة وبغض المؤمنين والتقاة... الخ) صارت مجاهدتها فرض عين عليه، فإن لم تزل إلا بالتعاون مع إخوانه على ذلك وجب عليه التعاون معهم عليه. اهـ
فالذي يمكن أن أضعه هنا لك.. نوع خطوات
أسأل الله سبحانه أنك باتباعها.. سييسر الله لك هذه المجاهدة، ويعينك على شفاء قلبك
و "الأجر.. على قدر المشقة"
- ابدأ بمشروع قراءة، تمر فيه على هذه الكتب، وتتدبرها، فإنّ فيها من العلم الكثير الذي تحتاجه لفهم مرضك وعلاجه بإذن الله:
* منهاج القاصدين - وتحديدا ربع المهلكات وربع المنجيات - وتحديدا أبواب: الرياء، والكبر، والغرور، وحب الدنيا
وهذا رابطه https://t.me/AmradAlquloob/6133
يتبع...
* شروح كتاب التوحيد (مثل تيسير العزيز الحميد، وإعانة المستفيد)
حذف- وخاصة أبواب الشرك القلبي - وخاصة باب الرياء
وهذه روابطهما:
https://waqfeya.net/books/%D8%AA%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D8%B1%D8%AD-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF-8e19251457aa4772b46f419dcb343b4c
https://ar.islamway.net/book/16689/%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%81%D9%8A%D8%AF-%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D8%AD-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D9%8A%D8%AF
* كتاب (شرح حديث ما ذئبان جائعان) وشرح له
رابط الكتاب: https://ar.islamway.net/book/31028/%D8%B4%D8%B1%D8%AD-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D9%85%D8%A7-%D8%B0%D8%A6%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%B9%D8%A7%D9%86
رابط شرح الشيخ عبد الكريم الخضير: https://t.me/ShukrAl3ilm/1177
وهذا شرحه الصوتي: https://alfiqh.net/%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D9%85%D8%A7-%D8%B0%D8%A6%D8%A8%D8%A7%D9%86-%D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%B9%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B6%D9%8A%D8%B1/
- تابع قناة (أمراض القلوب وعلاجها) ففيها الكثير من المواد التي تعينك بإذن الله على علاج قلبك، وتحديدا المقالات الخاصة بكبيرة الرياء
https://t.me/AmradAlquloob/162
- اقرأ المقال الأخير الذي أنزلناه في المدونة (الكبر = الدائرة المغلقة)
- الزم الدعاء، فإنّ شطر الهدف الذي خُلقنا من أجله هو تحقيق {إياك نستعين}، والتبرؤ من حولنا وقوتنا، فقف على باب الله تعالى، وأره ذُلّك وفقرك وانكسارك، وحاجتك إليه أن يهديك ويُطهر قلبك بلطفه، ولا تترك باب الله أبدا.. مهما حصل
- احرص على الانتفاع من الناس من حولك، إما بنقدهم وتبيينهم لعيوبك، أو باتخاذ صحبة منهم تحاورهم وتناقشهم في أمراضك، وتتدبر معهم من النصوص ما يحتاج قلبك لتدبره، فإنّ التعاون على البر والتقوى بالحوار والنقاش من أعظم ما يعين العبد على التبصر بالحقائق، ومجاهدة نفسه عليها..
نفعك الله تعالى، ويسر لك صلاح قلبك، وأعانك على نفسك
ونحن أجمعين
وأخرجنا من اختبار الدنيا ناجين فائزين.. اللهم آمين