إنّ الله تعالى أمرنا في كتابه بالتمييز (التصنيف) بين المؤمنين والمنافقين، والمسلمين والكافرين، والصادقين والكاذبين...، ووضح لنا وبيّن صفات كل فريق، بالتفاصيل.. حتى نعرف أنفسنا، ونعرف من نتعامل معهم، وأدلة ذلك من القرآن والسنة لا تكاد تحصر.
لأننا مأمورون أن نتعامل مع كل صنف من هؤلاء بطريقة مختلفة، فالمؤمن (واجب علي أن أواليه، وأحبه، وأآخيه، وأقربه، وأصاحبه، وأصبر على بعض اختلاف الطباع بيني وبينه، وأتعاون معه على البر والتقوى، وأعطيه جميع حقوق الأخوة التي ذكرت في النصوص....)
والكافر (واجب علي أن أعاديه، وأبغضه، ولا أقربه مني ومن حياتي، ولا أصاحبه، وفي نفس الوقت لا أظلمه، وأتمنى له الخير والهداية، وأتعاون معه بالدرجة المسموح لي التعاون معه بها، وأن أحذر منه... الخ)
والمنافق ومريض القلب (واجب علي أن أحذره، ولا أقربه مني، ولا أستأمنه، وإذا كثر كبره وعناده مع كثرة إقامة الحجج عليه واجب علي أن أغلظ عليه، وأن أعرض عنه (بمعنى الإهمال والاحتقار)، وفي نفس الوقت أعظه، وأقول له في نفسه قولا بليغا... الخ)
وكل هذه الأمور تمتلئ بها النصوص، وليس هنا مكان التفصيل فيها (فمن أراد التفصيل فليبحث عنه).
فمن أهم وأوضح صفات المنافقين ومرضى القلوب (أي الخبثاء، الممتلئين بإرادات تضاد إرادة رضا الله تعالى والدار الآخرة، كإرادة العلو، والكبر، ومدح الناس، والمحافظة على محبة الجميع ورضاهم، والظهور أمامهم بأفضل صورة وأكثرها مثالية ومحاولة إخفاء العيوب عنهم ما أمكن، وبغض النصح والنقد ومحاولة تغيير أهوائهم ومنعهم منها.... الخ)
من أهم صفاتهم: تصفير العداد
بمعنى ماذا!؟
بمعنى أنهم بما أنهم "في حقيقتهم" ليسوا أتقياء، وليس همهم الأعظم رضا الله تعالى وتجنب سخطه وعقابه، فهم يقعون دائما في عظائم وكبائر (قلبية - تظهر عليهم، أو جارحية في حق الله تعالى من أنواع الذنوب والمعاصي، أو في حقوق المخلوقين من ظلم أو كذب أو احتقار أو مداهنة للظالم أو نشر للباطل.... الخ)
وطبعا هم لا يجاهرون بذلك (مثل الكفار الصريحين، أو العصاة الصريحين الشجعان الذين يُصرّحون بسوئهم ويحاربون من أجله) لأنهم منافقين جبناء! ولكن لابد وأن تظهر تلك الكبائر عليهم أمام أحد ما، أمام قريب يعاشرهم، أمام من ظلموه... الخ.
ثم بعد أن يقعوا في تلك الكبيرة أو ذلك الظلم بثواني (أو ساعات، أو بعد أن يمر عليهم سواد الليل) ينسونه (هذا إن اعتبروه خطأ أصلا!) ويرجعون يتعاملون مع من حولهم (وحتى مع من رآهم وهم يمارسون تلك الكبيرة، أو المظلوم الذي أساؤوا إليه!!)
وكأنّ شيئا لم يكن!
وكأنهم لم يعملوا شيئا أبدا!
يتعاملون بشكل عادي جدا.. وبمنتهى (تصنع اللطافة) الذي هم معتادون عليه! فيقولون: صباح الخير.. كيف حالكم اليوم 🌸‼‼
طبعا بلا اعتذار! ولا توبة! ولا ندم! ولا حتى خجل!!
وللأسف.. بهذه الطريقة (وهذا الفصام الذي يمارسونه بمنتهى الثقة!) سببوا ضغطا (اجتماعيا) على بعض من فيهم خير (والضغط النفسي والاجتماعي بالباطل من أهم أسلحتهم)
فتحرج أولئك من معاتبتهم وفتح الموضوع من جديد (وهو لم يغلق أصلا!! ولكنهم أشعروهم أنه أغلق!!!)
فطووا الصفحة.. بعذر: فلنصفح وانعفو، والله يحب العفو!! ولنكن أفضل منهم!! والله يحب الاجتماع ولا يحب الفرقة!!!!
(وكل هذا بسبب جهل أولئك (الطيبين!) بدينهم، ووضع النصوص في غير موضعها!
لأنهم لم يبحثوا في دينهم (وهذه جريمتهم.. وهذه صفة الضالين التي نستعيذ منها كل يوم) عن تفاصيل ما يجب علي في مشاعري وسلوكي، وهل يجوز لي أن أعفو عن كل أحد!؟ وأتجاوز عن كل أحد!؟ حتى وإن لم يندم ولم يعتذر.. بل لم يعتبر نفسه مخطئا أصلا!!!؟)
ليس كل أحد يجوز أن نعفو عنه أصلا 👆
ولا تكفي التوبة في السر.. ما دام الذنب والظلم ظاهرا 👆
فتطور الأمر (تدهور) معهم (بسبب سكوت الناس عنهم ومداهنتهم)
فصار إذا عاملهم أحد بما يستحقون (وفقا لكبرهم وعنادهم وظلمهم وجرأتهم على الحق والدين...) إن كان زوجا أو أخا أو صديقا أو زميلا أو ابنا أو أصغر منهم أو أكبر منهم...
شعروا (وعاملوه... وشهروا به عند الناس) أنه هو سيء الخلق! الذي ليس عنده رفق!! الشرير!!! المتشدد!!!! الداعشي!!! المتنطع المبتدع... هههههه!
وطبعا هم لا يتهمون أحدا بلا دليل شرعي ؛ ) ، فهم من أتباع أهل السنة والجماعة 👍👎
ولكنهم (سبحان الله) لا يأخذون من الدين (في هذه اللحظات) إلا الأدلة التي تدعو إلى الرفق والعفو والتسامح ومعايشة الآخر : )
وبر الوالدين.. وصلة الرحم..... وكل ما يؤيد موقفهم من الأدلة (لأن المسألة مسألة هوى، وفي كل موقف نأخذ الأدلة التي تؤيدنا في هذا الموقف.. ونلغي الأدلة الأخرى!)
حتى كأنك ترى نور التقوى يشع من وجوههم!!! 🌑
ولو رأيت حياتهم "الخاصة" مع من حولهم... لرأيت الوحشية والسوقية التي لم تكن تتخيل أنها موجودة أصلا! (ويتهمون "المؤمنين" بالقسوة وعدم الرفق.. لأنهم عاملوهم "هم" بعد كل عنادهم وطغيانهم بما يستحقون!)
هذه حالة المنافقين ومرضى القلوب
لا يرون أخطاءهم أصلا.. وإذا رأوها.. فهي هينة جدا لدرجة أنهم ينسونها بعد ثواني!
أما "هفوات" غيرهم... فويلهم ثم ويلهم أنهم وقعوا فيها!! ☠🪓⚔
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق