~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الخميس، 9 فبراير 2023

من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله.. هل ينطبق علينا هذا الحديث!؟

قال رسول الله ﷺ : "من دلّ على خير فله مثل أجر فاعله". [صحيح مسلم]

وقال رسول الله ﷺ : "مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا" [صحيح مسلم]

وقال ﷺ : "مَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ له مِثْلُ أَجْرِ مَن عَمِلَ بهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِن أُجُورِهِمْ شيءٌ" [صحيح مسلم]


قال النووي : (دلَّ بالقول، واللسان، والإشارة، والكتابة)


كثير من الناس (الذي لديهم بعض إرادة للخير) يحرص على نشر الرسائل والمقاطع الدينية (آيات، أحاديث، كلام علماء، تفاسير قرآن، مواعظ...)، إن كان في (الواتساب، أو تويتر، أو فيس بوك، أو انستغرام... الخ)

ولا شك أنّ هذا أمر جميل جدا، وهو أحد أسباب عزة الإسلام، ورفع عقوبات الله تعالى عن الأرض.




ولكن ‌‎كثيرا ما لا ينتبه الناس لهذه الكلمة في هذه الأحاديث: له أجر (فاعله)، ف (عُمل به) بعد، من (تبعه).

وليس المذكور في الحديث: له أجر (ناقله!)، أو (ناشره)!


يعني: حينما أعيد نشر رسالة واتساب، وأجد أنها انتشرت في الواتساب وعلى الحالة... الخ

أو أنشر رسالة تويتر وأجد إعادات تغريد كثيرة لها......


كثير من الناس يفرح (باطمئنان) أن هذه الكثرة تجعلني مندرجا تحت هذا الحديث، وبالتأكيد سأحصل على هذه الأجور بقدر نشر رسالتي تلك!


‌‎لهذا لا يعبأ الناس كثيرا:

- بمقدار تأثير الرسالة على الناس

- مدى حاجتهم لها

- مقدار فهمهم لصيغتها ومعناها

- هل لديهم شبهات تجعلهم يسيؤون فهمها وتطبيقها

  ...الخ


لأنه بالنسبة لهم بمجرد أنها انتشرت.. فلي أجر كل هذا الانتشار!

وهذا غير صحيح بالمرة


إن كنت ستأخذ أجرا على هذا النشر.. فعند (عمل) أحدهم ‌‎بما ورد في هذه الرسالة (إن كان عملا قلبيا أو جارحيا، أو اعتقادا عقليا)


ويجب أن يكون عمله هذا (أو اعتقاده) صحيحا موافقا للسنة


حينها تؤجر، فإن صارا اثنين.. أجرت على اثنين...الخ



لو فهم الناس هذا بشكل واضح.. لحرصوا على التفكر هم شخصيا بما يرسلون، والعمل شخصيا به، ثم شرحه للناس

بالطريقة التي يفهمونها

بعد أن يكونوا متفكرين متبصرين بمشاكل الناس أصلا

وما ينقصهم

وما الشبهات التي تجعلهم يسيؤون تطبيق نوع معين من أبواب الدين.... !؟

(وهذا الفهم ينشأ من محاورة الناس ومناقشتهم والإنصات لهم... الذي يكاد يكون مفقودا الآن في مجتمعات المسلمين.. فأصبحت مجتمعات جهل كالغابة!)





‌‎

فالهدف هو:

١- أن يعمل الناس بما علمتُهم  

٢- بعقولهم أو قلوبهم أو جوارحهم، فيما يخص حقوق الله تعالى أو حقوق المخلوقين  

٣- بطريقة صحيحة توافق الشرع  

٤- وأن أجتهد أنا شخصيا للعمل بما أعلمهم (حتى لا يمقتني الله تعالى بقولي للناس مالا أفعل!)  




نعم نحن لا نملك تحقيق هذا الهدف يقينا

ولكن..


‌‎يجب أن يكون هو هدفنا الواضح الذي نسعى لتحقيقه

ونحرص على ذاك

+ مع الاستعانة بالله ﷻ وحده على أنفسنا وعلى انتفاع الناس به


> هذا إن أردنا أجر نشر السنن (أو الفروض!)


أما مجرد انتشار النشر! فلا مدعاة فيه لأي نوع من الاطمئنان، لأنه قد يعيد تغريده آلاف، بين غير عامل به، وبين عامل به على غير هدى




كما أنّ هناك أمر آخر يجب أن يتحقق حتى أؤجر على هذا العمل، وهو نيتي في النشر (مثل جميع أعمال الدين، إن لم تكن خالصة لله تعالى، أريد بها أن يرضى الله تعالى عني، وأن تكون سببا لتثقيل ميزاني، ونجاتي يوم القيامة من النار، ودخولي الجنة - كأن أكون أريد أن أرائي بهذا النشر، أو أتفاخر، أو أدعي أنني من أهل الدين ولست من أهله، أو أن أقلد الناشرين من حولي.... - فإنّ هذا العمل غير مقبول عند الله تعالى، هو وما قد يترتب عليه من منافع، فقد أكون في هذه الحالة سببا لهداية أناس هم انتفعوا برسائلي ونشري... وأنا خرجت من ذلك إما صفر اليدين، أو مأزورا بأثقال من الشرك والرياء!)




وهناك أمر آخر يجب التنبيه له في زماننا مع كثرة انتشار وقوعه عند الناس (وإن كان المقام لا يسع لشرحه) وهو أن يكون الناشر مؤمنا مسلما، وليس واقعا في ناقض من نواقض الإسلام وهو لا يشعر!

وهنا يمكنكم الرجوع لهذا الكتاب في هذه الرسالة لفهم هذا الأمر بشكل واضح بإذن الله.

https://tadabbaralquran.blogspot.com/2022/08/blog-post.html


اللهم ارزقنا الإيمان، والإخلاص، والتوحيد

وارزقنا العمل بما نتعلم (بقلوبنا وعقولنا وجوارحنا)

واجعلنا مباركين أينما كنا، نعين الناس على فهم دينك، وعلى العمل به

واقبل منا كل ذلك بفضلك ورحمتك

وأحسن خواتيمنا.. واجعل خير أيامنا يوم لقاءك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية