~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

السبت، 23 مارس 2019

من قال أن الإسلام هو الدين الصحيح؟






إن كل إنسان يتنفس في هذه الدنيا، ولديه عقلٌ يعمل، لابد وأنه يعيش (بطريقة)
هذا شيء لا يمكن أن ينفكّ عنه أحد

وهذه الطريقة يُقصد بها: طريقة في التفكير، طريقة في المشاعر، طريقة في ردود الفعل، طريقة في فهم نفسه، طريقة في الحياة منذ يستيقظ إلى أن ينام... الخ

فهل يوجد إنسان يعيش ولديه عقل.. وليس لديه طريقة !؟
هذا شيء وهمي لا يمكن وجوده

هذه الطريقة في "الحياة" تُسمى >> دين (وكلمة دين لغةً لها أكثر من معنى، تأتي بمعنى الطريقة، والقانون، والحكم، والملك، والذل والخضوع، والجزاء)

فالذي يعيش معتقدا مبدأ الحرية المطلقة مثلا، ويفعل كل ما يمليه عليه هواه، فإن هذا الإنسان قد اختار أن يكون هذا دينه، أي هذه طريقته التي هو يعتقدها صوابا، ويعيش وفقا لها
والذي يعيش معتقدا أنه لا إله لهذا الكون، فيأخذ خبراته من أي مصدر يختاره، ثم يعمل وفقا لها، فقد اختار هذا دينا له
والنصراني.. دينه ما يعتقده ويعمل به
والبوذي.. دينه ما يعتقده ويعمل به
... وهلم جرا


فلا يقل أحد: أنا ليس لدي دين!
الذي ليس لديه دين.. هو الميت، أو الفاقد لعقله

ثم إن من معاني الدين الذل والخضوع
وهذا حقيقي
إن اعترف به الإنسان أو لم يعترف


فالذي يعيش وفق دين (طريقة) لابد وأن يكون ذليلا وخاضعا لهذه الطريقة

فالذي يعيش بمبدأ الحرية المطلقة، والاتباع للهوى، هو حقيقةً ذليلٌ وخاضع لهواه، لا يستطيع أن يخالف هواه ولو كان سيضرّه
والذي يعتقد أن هذا الكون فيه طاقة تتحكم في أقدار الناس، يكون ذليلا وخاضعا لقوانين هذه الطاقة، مهما طُلب منه أشياء سخيفة، أو متعبة، سيقوم بها، لأنه مُصدّق بهذه الطاقة يعتقد أنها ستعطيه ما يريد

فالناس كلهم لديهم أديان يعيشونها

ولكنهم ينقسمون بعد ذلك إلى صنفين:


صنف: عاقل، ذكي، ذو شخصية قوية، لديه صبرٌ وقوة تحمل، بصير، يُدرك عواقب الأمور، ينتفع من الأحداث التي تجري له، يأخذ منها خبرات تنفعه في المستقبل حتى لا يقع في نفس الأخطاء مرة أخرى...

وهذا الصنف، لا يرضى لنفسه أن يعيش بأي دين.. بأي طريقة
لأنه يريد الكرامة لنفسه، يريد المصلحة، يريد أن يقي نفسه الآلام، والسقطات، والفشل قدر المستطاع

فهو دائمُ الإعمال لعقله، دائم البحث من حوله، يريد أن يفهم حقائق الأشياء
لا يحب أن يضحك عليه أحد، ولا أن يخدعه أحد
لا يحب أن يخدع نفسه، ويعيّشها بوهم.. فينصدم بعد فترة بالواقع!

فكلما وجد شيئا عليه "دليل" واضح، و"برهان" على أنه الأفضل، أنه الصواب، أن فيه المصلحة والكرامة، ويحقق له سعادة طويلة الأمد، وليس فقط سعادة لحظية يندم بعدها.. وضع هذا الشيء في صندوق القناعات داخل عقله، وختم عليه حتى إشعار آخر، ثم بذل جهده ليتخذه طريقة في حياته (قدر المستطاع)


وصنف آخر: غافل، عقله في سكون، لا يتعب عقله، أو لا يريد أن يتعب عقله، ضعيف الشخصية، ضعيف الصبر، تاركٌ لمشاعره تهيج حيث هاجت، لا يردّها ولا يصدّها، يقع في المشاكل وأنواعٍ من الفشل مرارا وتكرارا، ولا يتعلم منها، ولا يتعظ، ولا يفهم، وليس لديه هدف أن يرتقي بنفسه وبكرامته فيحفظها من الأخطار، أو يقلل من سقطاتها


فهذا الصنف.. أينما تأخذه مشاعره (الهوجاء، الجاهلة، التي لا منطق لها ولا عقل) يذهب معها
في الغالب.. تجد له في كل يوم دين، وفي كل يوم قانون - وأكثر من قانون -
يقول لك اليوم كلاما، فيناقضه في اليوم التالي
يتحمس جدا لموضوع، ويأتيك بعد فترة وهو يسبه ويلعنه ويحاربه ويعاديه
يحب أناسا أشرارا، فيتذوق من ورائهم كؤوس المر
يعادي أناسا يدفعونه لمصلحته.. فتتوالى عليه السقطات والفشل


كل هذا العذاب.. لماذا !؟
لأنه لا يريد أن (يتألم) هذا الألم الصغير.. في مخالفة هواه
لا يريد أن (يتعب) هذا التعب البسيط في تشغيل عقله


فقط!
ولا يزال هذا الإنسان يتقلب من كارثة إلى كارثة، ومن طامة إلى طامة، إلا أن يقرر أن يُعمِل عقله، فيكون مثل الصنف الأول

والناس في هذا وذاك درجات



ولأن الله تعالى هو الذي خلقنا، ويعلم كيف خلقنا سبحانه
أنزل لنا دينا كاملا
حسنا
جميلا
ليس فيه إلا المصالح والخير
ولا ينهانا إلا عن القبائح والشر

وملأ هذا الدين بالأدلة والبراهين، التي تخاطب كل عقل، وتلامس كل قلب حي

فالذي يبحث صادقا عن الحق (الصنف الأول) يبحث عن الأدلة والبراهين، الذي يريد لنفسه الكرامة والنجاة والراحة الدائمة...

كلما زاد بحثه.. كلما وجد أن دين الله تعالى هو وحده الذي يصلح أن يكون دينا
هو وحده الكامل الذي ليس فيه ثغرة.. الذي من اعتنقه.. صلحت دنياه وآخرته


وهنا يأتي سؤال: أي أديان الله هو الصحيح؟

والجواب:
- الدين الذي لم يُحرّف
- الدين المذكور في كتب الأديان السابقة له
- الدين الذي حُفظ كتابه، بنفس اللغة التي نزل بها أكثر من 1400 سنة
- الدين الذي كملت شرائعه، والذي يناسب كل إنسان، وكل مجتمع، في أي مكان وأي زمان
- الدين الوحيد على وجه الأرض الآن.. الذي يدعو لعبادة إله واحد، لا شريك له، ويُحذّر من توجيه أي عبادة مهما صغرت لأي أحد سواه
- الدين الوحيد الذي هدفه الأعظم هو إصلاح الآخرة.. وهي الحياة الأبدية التي سيعيشها الناس بعد الموت، مع ما يناله من يتبعه من حياة طيبة في الدنيا، يطيب فيها قلبه، وتسكن نفسه، ولا تتجاذبه المخاوف والقلق والحيرة وضيق الصدر مثل غيره
- الدين الوحيد الذي يأمر أصحابه بأن يصلحوا جوارحهم، وألسنتهم، وقلوبهم معا.. فمن أخلّ بشيء من هؤلاء فإثمه على نفسه، ودين الله تعالى من فعله بريء
- الدين الوحيد الذي أمر بإعطاء الله تعالى حقه (حسب الطاقة البشرية) وأمر بإعطاء الناس حقوقهم، وأمر بإعطاء النفس حقها

- الدين الوحيد الذي يُصلح حال الفرد، ويهتم به أشد الاهتمام {ولقد كرمنا بني آدم}، وأيضا يصلح حال المجتمع (فلا يسمح للفرد بأن يفسد المجتمع بأهوائه)
- الدين الوحيد الذي يُسّر كتابه للذكر.. فهل من مدكر.. فيحفظه الصغير والكبير والأمي والمتعلم.. من أوله إلى آخره، لا يخطئون فيه بحرف
- ...


ومن أراد أن يستزيد من الأدلة على صحة هذا الدين، إما أن يقرأ القرآن، ويخاطب به عقله وقلبه، ويجيب على تحدياته، ويستسلم للعجز أمام عظمته
أو أن يبحث في الأديان والمذاهب والمناهج الأخرى، صادقا في بحثه، معملا عقله، حتى يرى بنفسه ما فيها من خلل وتناقض وتحريف وتخريف وخداع للناس.. بل وشعوذة

أو أن يقرأ كتابا مثل هذا
النبأ العظيم
http://shamela.ws/index.php/book/18795

أو كتابا مثل هذا
كتاب إعجاز القرآن الكريم عند شيخ الإسلام
http://waqfeya.com/book.php?bid=5625​​​

أو فتوى مختصرة مثل هذه
https://islamqa.info/ar/answers/175339/


ويستمر بالدعاء
فإن الهداية بيد خالق هذا الكون سبحانه: " قال الله تعالى: يا عبادي كلكم ضالٌّ إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم" [رواه مسلم]


أسأل الله تعالى أن يهدينا للدين الحق
الذي يكون سببا في راحتنا وسعادتنا في الدنيا والآخرة
آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية