~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

السبت، 13 أبريل 2019

الرد العلمي على أحد مقاطع الصوفي علي الجفري



هُم عليهم الحماسة والثقة "بالكذب"!💥
ونحن علينا العلم والدليل والبرهان👍



يقول الله تعالى
{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}


وقال عليه الصلاة والسلام:
"وإنَّ العالمَ ليستغفرُ لَهُ من في السَّمواتِ ومن في الأرضِ، حتَّى الحيتانُ في الماءِ، وفضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ، إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا، إنَّما ورَّثوا العلمَ، فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ" [صحيح الترمذي وأبي داود وغيرهم]



وفي أسفل المقال عدة روابط فيها المزيد من الردود التي ردها أهل العلم على علي الجفري وأمثاله


 باللون الأحمر: مختصر كلامه

باللون الأزرق والأخضر : الرد




·        يقول الجفري: التوسل بنبي بصحابي بصالح، حيا كان أو ميتا، جمهور أهل السنة أنه جائز، ولم يحفظ عن احد منهم إنكار هذا. وعلى هذا الكلام كبار حفاظ فقهاء الأمة، من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة. بل أحمد بن حنبل من بينهم أجاز القسم برسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول القسم ينعقد برسول الله.

·        أولا: السلف والعلماء لا ينكرون إلا على ما ظهر في زمانهم ورأوه، فأما إذا ما ابتدع الناس بدعة بعد زمانهم، فرد عليهم علماء زمانهم بالأدلة، فليس لهم حجة أن يقولوا: لم ينكر السابقين على من فعل هذا ! لأنه لم يحدث أن فعل أحد هذا أمامهم. وهذا بذاته من الأدلة على بطلان هذه البدعة، أنها لم تكن معهودة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا من بعدهم.

·        ثانيا: قد أنكر كثير من السلف على المتوسلين بالأموات (أنبياءً كانوا أو صالحين أو غير ذلك)، وذموا طرق الصوفية وبدعهم، قبل زمن ابن تيمية رحمه الله تعالى، ومنهم:

·        الإمام أبو الوفاء علي بن عقيل الحنبلي رحمه الله (المتوفى 513 هـ، قبل ابن تيمية بقرنين) قال: إن من يعظم القبور ويخاطب الموتى بقضاء الحوائج ، ويقول : يا مولاي ويا سيدي عبد القادر : (إفعل لي كذا) ؛ هو كافر بهذه الأوضاع ، ومن دعا ميتا وطلب قضاء الحوائج فهو كافر .
وقال أيضا في « الفنون » : لما صعُبت التكاليف على الجهال والطَغَام[66] ؛ عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها ، فسهُلت عليهم إذ لم يَدخلوا بها تحت أمر غيرهم ، وهم عندي كفار بهذه الأوضاع ، مثل تعظيم القبور ، وخطاب الموتى بالحوائج ، وكَـتب الرقاع فيها : (يا مولاي ، افعل لي كذا وكذا).

·        وقال الشيخ عبد الله أبا بطين رحمه الله : ورأيت من جملة فتاوى للقاضي أبي يعلي (المتوفى 458 هـ) منها : أنه سئل عمن يقول : (يا محمد ، يا علي) ، فقال : هذا لا يجوز لأنهما ميتان.

·        وقال الإمام الشافعي رحمه اللهوأكره أن يعظم مخلوق حتي يجعل قبره مسجدا مخافة الفتنة عليه وعلي من بعده من الناس”. انظر: المجموع شرح المهذب (5/ 314) ، ومعنى الكراهة عند المتقدمين يعني التحريم، ووقع ذلك في عبارة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد (راجع الصيدلاني عن البحر للزركشي، والإعلام لابن القيم) وروي أن أبا يوسف رحمه الله تعالى قال لأبي حنيفة رحمه الله: إذا قلتَ في شيء: "أكرهه"، فما رأيك فيه؟ قال: "التحريم"، وفي لفظ: (إلى الحرمة أقرب). (انظر: المبسوط للسرخسي). وقال ابن وهب: "قال لي مالك: لم يكن من فتيا المسلمين أن يقولوا: هذا حرام وهذا حلال، ولكن يقولون: إنا نكره هذا ...". (أحكام القرآن لابن العربي). قال ابن العربي: "وما يؤدي إليه الاجتهاد في أنه حرام، يقول: إني أكره كذا، وكذلك كان مالك يفعل؛ اقتداء بمن تقدم من أهل الفتوى". (أحكام القرآن، سابق)

·        روى البخاري في تاريخه (2/186) , والضياء المقدسي في ( المختارة) , وأبو يعلى في (المسند) , والقاضي إسماعيل : عن الإمام علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنه أنه رأى رجلاً يجيء إلى فرجةٍ كانت عند قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - , فيدخل فيها فيدعو , فنهاه وقال : ألا أحدّثكم حديثاً سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (( لا تتخذوا قبري عيداً , ولا بيوتكم قبوراً , فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم )).

·        وقال سعيد بن منصور في سننه : حدثنها عبدالعزيز بن محمد قال أخبرني سهل بن سهيل قال : رآني الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند القبر فناداني وهو في بيت فاطمة يتعشّى , فقال : هلمّ على العشاء , فقلت لا أريده , فقال مالي رأيتك عند القبر ؟ فقلت : سلّمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - , فقال : إذا دخلت المسجد فسلم , ثم قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (( لا تتخذوا قبري عيداً , ولا تتخذوا بيوتكم مقابر , وصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم , لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) ما أنت ومن بالأندلس إلا سواء(1) . انتهى


·        قال ابن حجر الهيتمي الشّافعي الصوفي في حاشيته على كلام النووي : (( ..ومن ثَمَّ قال في الإحياء مسٌّ المشاهد وتقبيلُها عبادةُ النصارى واليهود , وقال الزعفراني ذلك من البدع التي تُنكر شرعاً , وروى أنسُ أنه رأى رجلاً وضع يده على القبر الشريف فنهاه وقال : ما كنا نعرف هذا , أي الدنو منه إلى هذا الحد . وعُلم مما تقرر كراهة مسِّ مشاهد الأولياء وتقبيلها .... ويكره أيضاً الانخفاض للقبر الشريف وأقبح منه تقبيل الأرض له , لكن قال غيره هذا في الانحناء بمجرّد الرأس والرقبة أمّا بالركوع فهو حرام وأمّا تقبيل الأرض له فهو أشبه شيء بالسجود بل هو هو , فلا ينبغي التوقف في تحريمه ))

·        جاء في ترجمة " سعيد بن عبدالعزيز بن مروان" قال أبو نُعيم الحافظ : (( تخرَّج به جماعة من الأعلام كإبراهيم بن المولد وكان ملازماً للشرع متبعاً له )). قال الذهبي : قلتُ : يعني أنه كان سليماً من تخبيطات الصوفية وبِدَعِهم . ( السِّيَر 11/455).

·        وقال الشيخ المناوي الشافعي الصوفي في ( فيض القدير ) عند شرحه لحديث (( لا تجعلوا قبري عيداً , وصلّوا عليّ , فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم )) : وقيل : العيد ما يعاد إليه , أي لا تجعلوا قبري عيداً تعودون إليه متى أردتم أن تصلّوا عليّ , فظاهره منهي عن المعاودة والمراد المنع عمّا يوجبه , وهو ظنّهم بأن دعاء الغائب لا يصل إليه ويؤيده قوله (( وصلّوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم )) أي لا تتكلّفوا المعاودة إليّ فقد استغنيتم بالصلاة عليّ , ثم قال المناوي : ويؤخذ منه أن اجتماع العامة في بعض أضرحة الأولياء في يوم أو شهر مخصوص من السنَّة , ويقولون : هذا يوم مولد الشيخ , ويأكلون ويشربون وربّما يرقصون فيه , منهيُ عنه شرعاً , وعلى ولي الشرع ردعهم عن ذلك وإنكاره عليهم وإبطاله . انتهى

·        وذكر القاضي عياض في الشفا: و قال مالك في المسبوط : و ليس يلزم من دخل المسجد و خرج منه من أهل المدينة الوقو ف بالقبر و إنما ذلك للغرباء.  و قال فيه أيضا : لا بأس لمن قدم من سفر أن يقف على قبر النبي صلى الله عليه و سلم فيصلي عليه و يدعو له و لأبي بكر و عمر. فقيل له : فإن ناسا من أهل المدينة لا يقدمون من سفر و لايريدونه يفعلون ذلك في اليوم مرة أو أكثر ربما وقفوا في الجمعة أو في الأيام المرة أو الأيام المرة و المرتين أو أكثر عند القبر فيسلمون و يدعون ساعة ! فقال : لم يبلغني هذا على أحد من أهل الفقه ببلدنا و تركه واسع و لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها و لم يبلغني عن أول هذه الأمة و صدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك و يكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده.
قال ابن القاسم : و رأيت أهل المدينة إذا خرجوا منها أو دخلوها أتوا القبر فسلموا قال : و ذلك رأيي
قال الباجي : ففرق بين أهل المدينة و الغرباء لأن الغرباء قصدوا لذلك و أهل المدينة مقيمون بها لم يقصدوها من أجل القبر و التسليم.
وقال صلى الله عليه و سلم : [ اللهم لا تجعل قبري و ثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ] وقال : [ لا تجعلوا قبري عيدا ]. ومن كتاب أحمد بن سعيد الهندي ـ فيمن و قف بالقبر : لا يلصق به و لا يمسه و لا يقف عنده طويلا

·        ذكر أبو يعلى في المسائل الفقهية من كتاب الروايتين والوجهين: قال أبو بكرٍ الأثرمُ، وهو مِن أجلِّ تلاميذِ الإمام أحمد: (قلتُ لأبي عبد اللهِ: قَبرُ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُمسُّ ويُتمسَّحُ به؟ فقال: ما أعرِفُ هذا. قلتُ له: فالمنبرُ؟ قال: أمَّا المنبر فنَعَمْ؛ قد جاء فيه. قيل لأبي عبدِ الله: إنَّهم يُلصِقون بُطونَهم بجدارِ القَبر! وقيل له: رأيتَ مِن أهلِ العِلمِ مِن أهل المدينةِ لا يَمَسُّون ويقومون ناحيةً فيُسَلِّمون؟ قال أبو عبدِ الله -رحمه الله-: نعم، وهكذا كان ابنُ عُمَرَ يَفعَلُ)

·        وفي مسائل الإمام أحمد بن حنبل رواية ابنه أبي الفضل صالح: نقَل أبو الفضْل صالحٌ عن أبيه الإمامِ أحمد خِلافَ ما ذَكره أخُوه عبدُ الله؛ حيثُ قالَ في الذي يَدخُلُ المدينةَ: (ولا يَمسّ الحائطَ، ويَضَع يدَه على الرُّمَّانة( [34]) والموضِعِ الذي جَلَس فيه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولا يُقَبِّل الحائطَ)


·        وأما بالنسبة لفتوى الإمام أحمد رحمه الله تعالى، فقد قال ابن قدامة في الكافي: فصل: ولا تنعقد اليمين إلا باسم من أسماء الله تعالى أو صفة من صفاته لما روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا فليحف بالله أو ليصمت ] متفق عليه و عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ من حلف بغير الله فقد شرك ] و قال الترمذي : هذا حديث حسن. فلو حلف بالكعبة أو بنبي أو عرش أو كرسي أو غير ذلك لم تنعقد يمينه.  وعنه : من حلف بحق رسول الله صلى الله عليه و سلم فحنث فعليه الكفارة لأنه أحد شرطي الشهادة فأشبه الحلف باسم الله و الأول أولى لدخوله في عموم الأحاديث و شبهه كسائر الأنبياء عليهم السلام.
فالإمام أحمد قال في الحلف بحق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بشخصه وذاته، وعلل فتواه أن حقه أحد ركني الشهادة، وهي (أشهد أن محمدا رسول الله) فحقه فيها التصديق والاتباع، وهو دين الإسلام. ومع ذلك فقد خالف بهذا جُلّ الأئمة والعلماء.


إذن: الجفري كذب في ادعاء "إجماع" الأمة على جواز التوسل بموتى الصالحين، وكذب في ادعاء أن السلف لم ينكروا ذلك على أحد قبل زمن ابن تيمية رحمه الله تعالى.

وحرف كلام الإمام أحمد، وبين كأنه يجيز القسم بذات رسول الله صلى الله عليه وسلم.



·        حتى ظهر من شذ عن ذلك في القرن الثامن على يد ابن تيمية (وهو عالم متبحر) لكن أخذ عليه أقرانه أنه لم يحقق هذه المسألة بشكل كاف فاختلطت عليه.

ولمعرفة إن كان الإمام ابن تيمية قد حقق المسألة بشكل كاف أو لم يحققها، فليرجع إلى كتابه (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة) ليعرف حجم المتكلم، وحجم الحبر الذي يتكلم عنه. رحم الله علماء الأمة.


·        مما اختلط على ابن تيمية مسألة شد الرحل لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم.

·        والجواب: قد حرَّم السفر لزيارة القبور:
من المالكية: الإمام مالك (ت:179هـ ) والقاضي عياض (ت:544هـ)
ومن الشافعية: أبو محمد الجويني (438هـ)، وابن الأثير صاحب جامع الأصول (ت:606هـ)
ومن الحنابلة: ابن بطة العكبري (ت:387هـ) وابن عقيل (ت:513هـ) وغيرهم.
قال ابن تيمية في (مجموع الفتاوى) ( 1/304) : (وسئل مالك عن رجل نذر أن يأتي قبر النبي، فقال مالك: إن كان أراد القبر فلا يأته وان أراد المسجد فليأته ثم ذكر الحديث: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)) ذكره القاضي إسماعيل في مبسوطه) اهـ
وقال المناوي في شرحه للجامع الصغير (6/140): (... ما نقل عن مالك من منع شد الرحل لمجرد زيارة القبر من غير إرادة إتيان المسجد للصلاة فيه)
وقال ابن بطة في (الإبانة الصغرى) ( ص 92) : (ومن البدع البناء على القبور وتجصيصها وشد الرحل إلى زيارتها ) اهـ
وقال النووي في شرحه لصحيح مسلم (9/106): ( واختلف العلماء في شد الرحال وإعمال المطي إلى غير المساجد الثلاثة كالذهاب إلى قبور الصالحين وإلى المواضع الفاضلة ونحو ذلك فقال الشيخ أبو محمد الجويني من أصحابنا هو حرام وهو الذي أشار القاضي عياض إلى اختياره) اهـ
وقال الحافظ ابن حجر في (الفتح) (3/65) عند شرحه لحديث: ((لا تشد الرحال)): (قال الشيخ أبو محمد الجويني يحرم شد الرحال إلى غيرها عملاً بظاهر هذا الحديث وأشار القاضي حسين إلى اختياره وبه قال عياض وطائفة) اهـ


وقال ابن قدامة في (المغني) ( 2/100): (فإن سافر لزيارة القبور والمشاهد، فقال ابن عقيل: لا يباح له الترخص لأنه منهي عن السفر إليها قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد)) متفق عليه) اهـ
وقال ابن الأثير في (جامع الأصول) (9/283) في شرح حديث ((لا تشد الرحال)) : ( هذا مثل قوله (لا تعمل المطي) وكنى به عن السير والنفر، والمراد: لا يقصد موضع من المواضع بنية العبادة والتقرب إلى الله تعالى إلا إلى هذه الأماكن الثلاثة تعظيماً لشأنها وتشريفاً) أ.هـ

فهناك فرق بين زيارة القبور، والسفر لها
ويكفينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجزها، ولم يفعلها الصحابة، بل وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقل منها خشية على أمته من الشرك، فلو كانت أدبا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلمنا إياها.


·        مثل فتوى قتل من يجهر بالنية في الصلاة حدّا.

·        هذا كلام ابن تيمية. وَالْجَهْرُ بِالنِّيَّةِ لَا يَجِبُ وَلَا يُسْتَحَبُّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ؛ بَلْ الْجَاهِرُ بِالنِّيَّةِ مُبْتَدِعٌ مُخَالِفٌ لِلشَّرِيعَةِ، إذَا فَعَلَ ذَلِكَ مُعْتَقِدًا أَنَّهُ مِنْ الشَّرْعِ: فَهُوَ جَاهِلٌ ضَالٌّ، يَسْتَحِقُّ التَّعْزِيرَ، وَإِلَّا الْعُقُوبَةُ عَلَى ذَلِكَ، إذَا أَصَرَّ عَلَى ذَلِكَ بَعْدَ تَعْرِيفِهِ وَالْبَيَانِ لَهُ، لَا سِيَّمَا إذَا آذَى مَنْ إلَى جَانِبِهِ بِرَفْعِ صَوْتِهِ، أَوْ كَرَّرَ ذَلِكَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، فَإِنَّهُ يَسْتَحِقُّ التَّعْزِيرَ الْبَلِيغَ عَلَى ذَلِكَ، وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ: إنَّ صَلَاةَ الْجَاهِرِ بِالنِّيَّةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْخَافِتِ بِهَا، سَوَاءٌ كَانَ إمَامًا أَوْ مَأْمُومًا، أَوْ مُنْفَرِدًا. [الفتاوى الكبرى] وفي موطن آخر: وَقَدْ اتَّفَقَ الْأَئِمَّةُ عَلَى أَنَّ الْجَهْرَ بِالنِّيَّةِ وَتَكْرِيرَهَا لَيْسَ بِمَشْرُوعٍ، بَلْ مَنْ اعْتَادَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُؤَدَّبَ تَأْدِيبًا يَمْنَعُهُ عَنْ ذَلِكَ التَّعَبُّدِ بِالْبِدَعِ، وَإِيذَاءِ النَّاسِ بِرَفْعِ صَوْتِهِ ؛ لِأَنَّهُ قَدْ جَاءَ الْحَدِيثُ: {أَيُّهَا النَّاسُ كُلُّكُمْ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلَا يَجْهَرَنَّ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالْقِرَاءَةِ} فَكَيْفَ حَالُ مَنْ يُشَوِّشُ عَلَى النَّاسِ بِكَلَامِهِ بِغَيْرِ قِرَاءَةٍ؟ وفي موطن آخر: الْحَمْدُ لِلَّهِ: الْجَهْرُ بِالنِّيَّةِ فِي الصَّلَاةِ مِنْ الْبِدَعِ السَّيِّئَةِ، لَيْسَ مِنْ الْبِدَعِ الْحَسَنَةِ، وَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، لَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ: إنَّ الْجَهْرَ بِالنِّيَّةِ مُسْتَحَبٌّ، وَلَا هُوَ بِدْعَةٌ حَسَنَةٌ، فَمَنْ قَالَ ذَلِكَ فَقَدْ خَالَفَ سُنَّةَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِجْمَاعَ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ، وَغَيْرِهِمْ. وَقَائِلُ هَذَا يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا عُوقِبَ بِمَا يَسْتَحِقُّهُ. اهـ. ولم نجد في جميع كتب ابن تيمية أن المتلفظ بالنية يُقتل!! وإنما التعزير هو العقوبة التي يقررها الحاكم بخلاف الحدود المشروعة، فقد تكون ضربا، أو حبسا... أو غير ذلك.

فهذه إحدى كذباته.

·          ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: عن عثمان بن حُنَيْف "أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني، قال: إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت، فهو خير لك قال: فادعه، فأمره أن يتوضأ، ويحسن وضوءه، ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت به إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى، اللهم فشفعه في" وفي رواية يا محمدُ إني توجَّهتُ بك إلى ربي في حاجتي هذه فتُقضَى لي ، اللهمَّ فَشَفِّعْه فيَّ " وشفِّعْني فيه " قال ففعل الرجلُ ، فبرئ(صححه الالباني في صحيح الترمذي)

·        أولا: هذا الحديث ضعفه كثير من المحققين.

·        ثانيا: إذا صحت الرواية، فقد قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في (قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة): ولكن هذا اللفظ الذي في الحكاية يشبه لفظ كثير من العامة الذين يستعملون لفظ الشفاعة في معنى التوسل فيقول أحدهم: اللهم إنا نستشفع إليك بفلان وفلان أي نتوسل به، ويقولون لمن توسل في دعائه بنبيٍّ أو غيره، قد تشفع به من غير أن يكون المستشفع به شفع له ولا دعا له بل وقد يكون غائباً لم يسمع كلامه ولا شفع له وهذا ليس هو لغة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وعلماء الأمة، بل ولا هو لغة العرب، فإن الاستشفاع طلب الشفاعة، والشافع هو الذي يشفع للسائل فيطلب له مايطلب من المسئول المدعو المشفوع إليه.
وأما الاستشفاع بمن لم يشفع للسائل ولا طلب له حاجة، بل وقد لا يعلم بسؤاله فليس هذا استشفاعاً لا في اللغة ولا في كلام من يدري ما يقول.

·        فلفظ الشفاعة، لا يُقصد به عند العرب أبدا التوسل بذات الشخص، وإنما يقصد بها أن هذا الشافع يتكلم ويطلب من المشفوع عنده.

·        إذن ما حصل في الحديث هو:
1-  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (إن شئت دعوت الله لك). وهذا صريح في أن ما حصل بعدها هو أن نبي الله صلى الله عليه وسلم دعا له.
2-  وقال له الرجل: (فادعه). وهذا تأكيد للمعنى.
3-  الدعاء الذي أُمر به الرجل: أنه طلب من الله أن يستجيب لرسوله صلى الله عليه وسلم حينما يدعو له (وأتوجه إليك بنبيك)
4-  ثم طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو (إني توجهت إليك)
5-  (فشفعه في) فاقبل دعاءه في.
6-  (وشفعني فيه) واقبل دعائي له بالقبول.

·        ثالثا: هذا حديث واحد علم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الرجل أن يدعو بهذه الصيغة (التي فهمنا الآن معناها، وأنها طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حي أن يدعو له)
فأين اتباع الجفري والصوفية من خلفه لجُلّ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، التي سُئلَ فيها عن الدعاء، فحضّ صحابته على سؤال الله تعالى مباشرةً، أو دعا لهم عليه الصلاة والسلام في ساعتها، وأحيانا لم يكن يدعو لهم عليه الصلاة والسلام !؟


·        إن قيل في حياته وليس في مماته، قلنا الحكم عام، والتخصيص يحتاج إلى دليل.

·        بل إن الشفاعة (وهي سؤال الله تعالى من الشافع مباشرة) هي الحكم العام الذي سار عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وأما طلب الشفاعة من ميت لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا هي التي تحتاج إلى دليل.

·        يقولون: الدليل أن عمر توسل بالعباس ولم يتوسل بالرسول، ولو كان جائزا لكان أولى، قلنا هذا لا مكان له عند علماء الأصول. الترك لا يفيد التشريع إلا بقرينة.

·        وكذب، بل إننا أمرنا أن نتبع سبيل الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)} [التوبة]

{وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74)} [الأنفال]

{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)} [النساء]

وفي موطن كهذا، لو كان طلب الدعاء (الشفاعة) من الميت (وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم) جائزة، لما عدل الصحابة عنها، فقدر رسول الله في نفوسهم ما قد عرفنا، وإجلالهم له فوق كل إجلال، فكان من الأولى (ما دام تعظيمه هو الدافع لهذا) أن يسألوه هو ويطلبوا منه أن يشفع لهم عند الله تعالى، لكن أن يتركوا ذلك، ويعظموه من خلال الطلب من عمه! لماذا !؟ إلا لأنهم يعلمون أنه ما دام نزل في قبره، فإن عمله قد انقطع، ولا يستطيع أن يساعد أحدا أو يدعو لأحد، هذا إذا سمعه أصلا.

يقول الله جل في علاه: {... ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)} [فاطر]

(والذين تدعون من دونه) ألا يشمل هذا الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هل رسول الله صلى الله عليه وسلم دون الله ؟ أم هو مساوٍ لله ؟ الذي يقول أنه مساو لله يكفر.
والذي يقول أنه دون الله تعالى، فهذا ما يقوله الله تعالى لمن هو دونه:
1-  ما يملك من قطمير
2-  لا يسمع دعاء من دعاه
3-  ولو فرض أنه سمعه.. فلن يستجيب له
4-  وسيكفر يوم القيامة بشرك الذين دعوه وهو ميت من دون الله تعالى.

وهذا ما يعرفه الصحابة جيدا (كتاب ربهم سبحانه) لهذا لم يستشفعوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره، وإنما استشفعوا بعمه (الحي) أن يدعو الله تعالى لهم.


·        يقولون: التوسل فقط بالرسول. قلنا: الدليل على عدم الحصر توسل عمر بالعباس. ومن أفضل من الصحابة عمر أم العباس؟ عمر. ومع ذلك توسل بالعباس لأنه عم رسول الله، فهو توسل برسول الله وقدر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

·        طبعا مع تجاوز الخلط الذي لديه بين التوسل والشفاعة، فإن هذه المسألة تبينت بما قبلها، أن الطلب من حي حاضر أن يدعو جائز، وأما الطلب من ميت مقبور مهما كان حاله شرك.

ولماذا طلب عمر من العباس ولم يدعو بنفسه ؟
بسبب إيمانه وصلاحه أولا + وبسبب نسبه وقربه من النبي صلى الله عليه وسلم ثانيا.

لأن نسب النبي صلى الله عليه وسلم لا ينفع إلا مع الإيمان الصحيح والعمل الصالح، فإن كان العبد مؤمنا صالحا، صار نسبه بالنبي صلى الله عليه وسلم زيادة فضلٍ له وكرامة، ولأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أحكام في شريعتنا تدرس في مكانها. أما إذا لم يكن مؤمنا، فإن نسبه بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالٌ عليه (كأبي لهب عليه لعنة الله، عم النبي صلى الله عليه وسلم)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَمَن بَطَّأَ به عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ" [صحيح مسلم]

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] قالَ: " يا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا - اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ، لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شيئًا، يا بَنِي عبدِ مَنَافٍ لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شيئًا، يا عَبَّاسُ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شيئًا، ويَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسولِ اللَّهِ لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا، ويَافَاطِمَةُ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي ما شِئْتِ مِن مَالِي لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا" [متفق عليه]


·        قال ابن حجر في فتح الباري (ومدح الجفري ابن حجر) أصاب الناسَ قحطٌ في زمنِ عمرَ بنِ الخطابِ فجاء رجلٌ إلى قبرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا رسولَ اللهِ استسقِ اللهَ لأُمَّتِكَ فإنهم قد هلكوا فأتاه رسولُ اللهِ عليه الصلاةُ والسلامُ في المنامِ فقال أئتِ عمرَ فأقرِئْه مني السلامَ و أخبِرْهم أنهم مُسْقَوْنَ وقل له عليك بالكَيْسِ الكَيْسِ فأتى الرجلُ فأخبَرَ عمرَ فقال يا رب ما آلُو إلا ما عجزتُ عنه. الشاهد: بفعل الرجل وإقرار عمر بن الخطاب له، وأنه سكت عن فعل الرجل.

·        أولا هذا الحديث إسناده لا يصح.


·        بعضهم قال: أن الحافظ الذهبي جهل التابعي الذي رواها اسمه مالك الدار، هذا كلام لا قيمة له، فالذي قال هذا الكلام ما راجع الكلام مراجعة جيدة، فالحافظ الذهبي بالنسبة له الرجل مجهول، والقاعدة عندهم أن من حفظ حجة على من لم يحفظ، ومالك الدار ترجم له رجال الجرح والتعديل، وقالوا أنه خازن مال المسلمين في عصر عمر، بمعنى أنه ضبطٌ عدل، فالقصة ثابتة وصحيحة.

·        قال الألباني رحمه الله عن هذا الحديث وهو يعلق على مختصر صحيح البخاري: فلا يصح إسناده، خلافاً لما فهم بعضهم من قول الحافظ في "الفتح": " .. بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمّان عن مالك الدار"، فإن إسناده صحيح إلى أبي صالح، وأما من فوقه فليس كذلك، لأن مالكاً هذا لم يوثقه أحد فيما عَلمت، وبيض له ابن أبي حاتم (4/ 1/213)، والرجل المستسقي لم يسمّ، فهو مجهول، وتسمية سيف إياه في كتابه "الفتوح" ببلال بن الحارث المزني أحد الصحابة، لا شيء لأن سيفاً هذا، وهو ابن عمر التميمي الأسدي، قال الذهبي: "تركوه، واتهم بالزندقة"! ثم رأيت ابن حبان قد وثق مالك الدار هذا (5/ 384)، وتساهله معروف، فإن ثبت توثيقه فالعلة جهالة الرجل. وقد تكلمت على التوثيق المذكور في كتابي "تيسير انتفاع الخلان بثقات ابن حبان".


·        شبهة: يقولون: الميت لا يقدر أن ينفع ويضر. نقول سبحان الله وهل الحي ينفع ويضر؟ فنحن حينما نتوسل لا ننتظر النفع والضر من الميت، بل ننتظره من الله. فلماذا لا تتوجه إلى الله وهو قريب مباشرة؟ لأن الله علمني على لسان نبيه هذا الأدب.

·        وهنا يأتي الكلام المهم:
·        أولا: شكرا أنك أقررت أن الحي والميت لا ينفعون بذاتهم ولا يضرون (مع أنك في ممارساتك الصوفية من وراء الكاميرات، تدعي أنهم ينفعون ويضرون، ولكننا لن نناقشك بهذا الآن)

·        ثانيا: إذا كان الدافع لك لتحث المسلمين على هذا العمل هو اتباع الأدب الذي علمك إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما تدعي:

o       فلماذا لا تتبع الأدب الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في مئات الأحاديث على مر 23 سنة، أليست هذه سنته؟ أليست هذه حياته؟ أليست هذه هي الآداب التي فعلها وعلمها لأصحابه مرارا وتكرارا؟ وتتمسك بما تزعم أنه أدب فهمته من حديث واحد فقط ؟

هذه أحاديث عن طلب الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لهم، ودعاءه لهم:

1-  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إلى الإسْلَامِ وَهي مُشْرِكَةٌ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فأسْمعتْنِي في رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ما أَكْرَهُ، فأتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إلى الإسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا اليومَ فأسْمعتْنِي فِيكَ ما أَكْرَهُ
فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ.
فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ)
فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بدَعْوَةِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إلى البَابِ، فَإِذَا هو مُجَافٌ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ، فَقالَتْ: مَكَانَكَ يا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ المَاءِ، قالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا، وَعَجِلَتْ عن خِمَارِهَا، فَفَتَحَتِ البَابَ، ثُمَّ قالَتْ: يا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قالَ: فَرَجَعْتُ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الفَرَحِ.
قالَ: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أَبْشِرْ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ.
فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه وَقالَ خَيْرًا.
قالَ قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إلى عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ، وَيُحَبِّبَهُمْ إلَيْنَا.
قالَ: فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا -يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَة- وَأُمَّهُ إلى عِبَادِكَ المُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إلَيْهِمِ المُؤْمِنِينَ)
فَما خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بي وَلَا يَرَانِي إلَّا أَحَبَّنِي. [رواه مسلم]

2-  عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ للعبَّاسِ: (إذا كانَ غداةَ الاثنينِ، فأتِني أنتَ وولدُكَ حتَّى أدعوَ لَكَ بدعوةٍ ينفعُكَ اللَّهُ بِها وولدَكَ) فغدا وغدَونا معَهُ وألبسَنا كِساءً.
ثمَّ قالَ: (اللَّهمَّ اغفِرْ للعبَّاسِ وولدِهِ مغفرةً ظاهرَةً وباطنةً لا تُغادرُ ذنبًا، اللَّهمَّ احفَظهُ في ولدِهِ) صحيح الترمذي.

3-  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لَمَّا كانَ غَزْوَةُ تَبُوكَ أصابَ النَّاسَ مَجاعَةٌ، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، لو أذِنْتَ لنا فَنَحَرْنا نَواضِحَنا، فأكَلْنا وادَّهَنَّا! فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: (افْعَلُوا).
قالَ: فَجاءَ عُمَرُ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنْ فَعَلْتَ قَلَّ الظَّهْرُ، ولَكِنِ ادْعُهُمْ بفَضْلِ أزْوادِهِمْ، ثُمَّ ادْعُ اللَّهَ لهمْ عليها بالبَرَكَةِ، لَعَلَّ اللَّهَ أنْ يَجْعَلَ في ذلكَ.
فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: (نَعَمْ)
قالَ: فَدَعا بنِطَعٍ، فَبَسَطَهُ، ثُمَّ دَعا بفَضْلِ أزْوادِهِمْ، قالَ: فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَجِيءُ بكَفِّ ذُرَةٍ، قالَ: ويَجِيءُ الآخَرُ بكَفِّ تَمْرٍ، قالَ: ويَجِيءُ الآخَرُ بكَسْرَةٍ حتَّى اجْتَمع علَى النِّطَعِ مِن ذلكَ شيءٌ يَسِيرٌ، قالَ: فَدَعا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عليه بالبَرَكَةِ، ثُمَّ قالَ: (خُذُوا في أوْعِيَتِكُمْ) قالَ: فأخَذُوا في أوْعِيَتِهِمْ، حتَّى ما تَرَكُوا في العَسْكَرِ وِعاءً إلَّا مَلَؤُوهُ، قالَ: فأكَلُوا حتَّى شَبِعُوا، وفَضَلَتْ فَضْلَةٌ. [رواه مسلم]

4-  عن عبد الله بن بسر المازني قال: نَزَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى أَبِي، قالَ: فَقَرَّبْنَا إلَيْهِ طَعَامًا وَوَطْبَةً، فأكَلَ منها، ثُمَّ أُتِيَ بتَمْرٍ فَكانَ يَأْكُلُهُ وَيُلْقِي النَّوَى بيْنَ إصْبَعَيْهِ، وَيَجْمَعُ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى، ثُمَّ أُتِيَ بشَرَابٍ فَشَرِبَهُ، ثُمَّ نَاوَلَهُ الذي عن يَمِينِهِ.
قالَ: فَقالَ أَبِي: وَأَخَذَ بلِجَامِ دَابَّتِهِ، ادْعُ اللَّهَ لَنَا.
فَقالَ: (اللَّهُمَّ، بَارِكْ لهمْ في ما رَزَقْتَهُمْ، وَاغْفِرْ لهمْ وَارْحَمْهُمْ) [رواه مسلم]

5-  عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دَخَلَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَلَيْنَا وَما هو إلَّا أَنَا، وَأُمِّي، وَأُمُّ حَرَامٍ خَالَتِي، فَقالَ: (قُومُوا فَلِأُصَلِّيَ بكُمْ) في غيرِ وَقْتِ صَلَاةٍ، فَصَلَّى بنَا، فَقالَ رَجُلٌ لِثَابِتٍ: أَيْنَ جَعَلَ أَنَسًا منه؟ قالَ: جَعَلَهُ علَى يَمِينِهِ.
ثُمَّ دَعَا لَنَا أَهْلَ البَيْتِ بكُلِّ خَيْرٍ مِن خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
فَقالَتْ أُمِّي: يا رَسولَ اللهِ، خُوَيْدِمُكَ ادْعُ اللَّهَ له.
قالَ: فَدَعَا لي بكُلِّ خَيْرٍ، وَكانَ في آخِرِ ما دَعَا لي به أَنْ قالَ: (اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ له فِيهِ) [رواه مسلم]

6-  عن كعب بن مرة قال: جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: يا رسول الله استسق الله! فرفعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ يديْهِ فقالَ: "اللَّهمَّ اسقِنا غيثًا مَريئًا مَريعًا طَبَقًا عاجلًا غيرَ رائثٍ نافعًا غيرَ ضارٍّ"
قالَ: فما جَمَّعوا حتَّى أُجيبوا.
قالَ: فأتوْهُ فشَكوا إليْهِ المطرَ فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ تَهدَّمتِ البيوتُ!
فقالَ: "اللَّهمَّ حوالَينا ولا علَينا"
قالَ: فجعلَ السَّحابُ ينقَطعُ يمينًا وشمالًا. [صحيح ابن ماجه]


وهذه أحاديث عن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة (الأدب) في الدعاء:

7-  عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي.
قالَ: "قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ" [رواه البخاري]

8-  عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاءت أمُّ سُلَيْمٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَت: يا رسولَ اللَّهِ! علِّمني كلِماتٍ أدعو بِهِنَّ في صلاتي؟
قالَ: (سبِّحي اللَّهَ عشرًا، واحمَديهِ عشرًا، وَكَبِّريهِ عشرًا، ثمَّ سَليهِ حاجتَكِ يقُل : نعَم نعَم) صحيح النسائي.

9-  عن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟
قالَ: (تقولينَ: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي) [صحيح ابن ماجه]

10-                 عن عبد الله بن أبي أوفى قال: قال أعرابيٌّ: يا رسولَ اللهِ، إني قد عالجتُ القرآنَ فلم أستطِعْه، فعلِّمْني شيئًا يُجزئُ من القرآنِ؟
قل: "سبحان اللهِ ، والحمدُ لله ، ولا إله إلا اللهُ ، واللهُ أكبرُ"
فقالها، وأمسكَها بأصبعِه، فقال: يا رسولَ اللهِ ! هذا لربي، فما لي؟
قال: "تقول: اللهمَّ اغفِرْ لي، وارْحمني، وعافني، وارزُقني -وأحسبُه قال: واهدِني –
ومضى الأعرابيُّ، فقال رسولُ اللهِ: "ذهب الأعرابيُّ وقد ملأ يدَيه خيرًا" [صحيح الترغيب]

11-                 عن أبي مالك الأشجعي قال: كانَ الرَّجُلُ إذَا أَسْلَمَ، عَلَّمَهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بهَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي" [رواه مسلم]

12-                 عن العباس رضي الله عنه قال: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ!
قال: "سلِ اللَّهَ العافِيةَ"
فمَكثتُ أيَّامًا ثمَّ جئتُ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ!
فقالَ لي: "يا عبَّاسُ يا عمَّ رسولِ اللَّهِ، سلِ اللَّهَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ" [صحيح الترمذي]

13-                 عن عبد الله بن مسعود قال: كنت أصلي، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ وعمرُ معه، فلما جلستُ بدأتُ بالثناءِ على اللهِ، ثم الصلاةِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم دعوتُ لنفسي، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "سلْ تعطَهْ، سلْ تعطَهْ" [صحيح الترمذي]

14-                 عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْت"َ قالَ: "ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ" [رواه البخاري]


وهذه أحاديث عن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه (بأعظم الأدب مع ربه):

15-                 عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانَ رسولُ اللَّهِ يُكبِّرُ عشرًا ، ويحمَدُ عشرًا ، ويسبِّحُ عشرًا ويُهلِّلُ عشرًا ويستغفِرُ عشرًا ويقولُ: "اللَّهمَّ اغفِر لي واهدِني وارزقني وعافني، أعوذُ باللَّهِ من ضيقِ المقامِ يومَ القيامة" [صحيح النسائي]

فكانت وسيلته مدح الله تعالى، وتنزيهه، والثناء عليه، وذكره جل في علاه.

16-                 عن عبد الله بن مسعود: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يَدعو: "اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الهُدى والتُّقى والعَفافَ والغِنى" [صحيح الترمذي]

17-                 سَأَلَ قَتَادَةُ أَنَسًا: أَيُّ دَعْوَةٍ كانَ يَدْعُو بهَا النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَكْثَرَ؟ قالَ: كانَ أَكْثَرُ دَعْوَةٍ يَدْعُو بهَا يقولُ: "اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. [رواه مسلم]


وهذه أحاديث عن طلب الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لهم، وعدم دعائه لهم:


18-                 عن أبي سعيد الخدري (في حديث الفتى والحية) قال: فَدَخَلَ فَإِذَا بحَيَّةٍ عَظِيمَةٍ مُنْطَوِيَةٍ علَى الفِرَاشِ، فأهْوَى إلَيْهَا بالرُّمْحِ فَانْتَظَمَهَا به، ثُمَّ خَرَجَ فَرَكَزَهُ في الدَّارِ فَاضْطَرَبَتْ عليه، فَما يُدْرَى أَيُّهُما كانَ أَسْرَعَ مَوْتًا الحَيَّةُ أَمِ الفَتَى، قالَ: فَجِئْنَا إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَذَكَرْنَا ذلكَ له
وَقُلْنَا: ادْعُ اللَّهَ يُحْيِيهِ لَنَا!
فَقالَ: (اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ)
ثُمَّ قالَ: (إنَّ بالمَدِينَةِ جِنًّا قدْ أَسْلَمُوا، فَإِذَا رَأَيْتُمْ منهمْ شيئًا، فَآذِنُوهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فإنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذلكَ، فَاقْتُلُوهُ، فإنَّما هو شيطَانٌ( [رواه مسلم]

19-                 عن خباب بن الأرت قال: أتَينا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهوَ متوسِّدٌ بُردةً في ظلِّ الكعبةِ، فشَكَونا إليهِ فقُلنا: ألا تَستنصِرُ لَنا! ألا تدعو اللَّهَ لَنا!
فجلسَ مُحمرًّا وجهُهُ فقالَ: "قد كانَ مَن قبلَكُم يؤخذُ الرَّجلُ فيُحفَرُ لَه في الأرضِ ثمَّ يؤتى بالمنشارِ فيُجعَلُ علَى رأسِهِ فيُجعَلُ فَرقتينِ، ما يصرِفُهُ ذلِكَ عن دينِهِ، ويُمشَّطُ بأمشاطِ الحديدِ ما دونَ عظمِهِ من لحمٍ وعصَبٍ، ما يصرفُهُ ذلِكَ عن دينِهِ! واللَّهِ ليُتمَّنَّ اللَّهُ هذا الأمرَ حتَّى يسيرَ الرَّاكبُ ما بينَ صنعاءَ وحَضرموتَ ما يخافُ إلَّا اللَّهَ تعالى والذِّئبَ علَى غنمِهِ، ولَكِنَّكم تَعجلونَ" [رواه البخاري، واللفظ لصحيح أبي داود]


وغيرهم كثير

فهذا أدبه مع الله عليه الصلاة والسلام
وهذا الأدب الذي ظل يعلمه للصحابة طوال بعثته فيهم

فلم يقل لهم: قولوا: يارب بحق نبيك، او بحق جاه نبيك..
ولم يقل لهم: إذا أتيتموني فسألتوني الدعاء فهو أفضل من أن تدعو الله مباشرة في بيوتكم! (حتى وهو حي!)

فالسؤال الجوهري: لماذا يترك الجفري وغيره كل هذه الآيات والأحاديث (ليس من الصوفية، لكن من دعاة الصوفية، الذين يُصرّون أن يعلموا الناس أن لا يدعو الله تعالى مباشرة، ولكن يحثونهم على السفر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وغيره.. وسؤالهم، والدعاء عندهم) ويتشبثون بالضعيف والمتشابه والنادر من الأدلة حمالة الأوجه!؟ لماذا !؟ ماذا يريدون..!؟
فكروا قليلا..
فالهدف معروف، وهو هدف غالب دعاة الضلالة، من كفار قريش، إلى قساوسة النصارى، إلى سدنة بوذا، إلى الدعاة إلى شد الرحال إلى القبور والأضرحة ممن ينتسب للإسلام...

كلهم يريدون من الناس أن يعظموهم، ويملؤوا جيوبهم بالمال والنذور والقربات...
فإن الشرك.. هي التجارة السهلة على مر العصور

فإذا صار الناس يدعون ربهم لوحدهم في بيوتهم... كيف سيكسب هؤلاء !!؟


o       ثانيا: أنت تدعي أن من الأدب سؤال النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت. والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن ندعو له حيا وميتا

عن زيد بن خارجة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلُّوا عليَّ واجْتَهِدُوا في الدعاءِ وقولوا: اللهمَّ صَلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، وبارِكْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما بارَكْتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" [صحيح الجامع]

والصلاة عليه هي الثناء، وطلب الرحمة.

عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ. [رواه مسلم]

قال: حلت له الشفاعة. ولم يقل: سأشفع له. لأنه يعلم أن الشفاعة تكون بعد إذن الله تعالى وقتها.

عن عبد الله بن مسعود قال: كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُلْنَا: السَّلَامُ علَى جِبْرِيلَ ومِيكَائِيلَ، السَّلَامُ علَى فُلَانٍ وفُلَانٍ، فَالْتَفَتَ إلَيْنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: "إنَّ اللَّهَ هو السَّلَامُ، فَإِذَا صَلَّى أحَدُكُمْ، فَلْيَقُلْ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، فإنَّكُمْ إذَا قُلتُمُوهَا أصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ في السَّمَاءِ والأرْضِ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ." [رواه البخاري]

والسلام: هو الدعاء بالسلامة من كل سوء.


فلو كان الأدب أن نسأله هو لعلمنا إياه، ولكنه علمنا ضده، علمنا أن ندعو له عليه الصلاة والسلام.


·        تقول: الله لا يحتاج واسطة. نقول صح، والله لا يحتاج للصلاة والصيام والصدقة! فالله لا يحتاج إلى شيء وهو الغني، لكن نحن نحتاج أن نصلي ونصوم ونتصدق، ونحتاج أن نتوسل، من أين جئت بهذا!؟ من الحديثين السابقين، ألا يعلم عمر أن الله لا يحتاج إلى واسطة؟ لماذا لم يدعو مباشرة وتوسل بالعباس؟ فالسؤال خطأ ويُحدث شبهة خاطئة. فالسؤال ليس لأن الله يحتاج ولكن لأننا نحن نحتاج أن نظهر الادب مع الله. ما معنى أن تتوسل؟ حياءً منك بسبب تقصيري أتوسل إليك بأحد أحبابك.

·        فأنت تتوسل إلى الله بسؤال أحد أحبابه الميتين أن يدعو لك، وتدعي أن هذا أدب يحبه الله تعالى، إذن هو أقرب إلى أن يجيب الله تعالى دعاءك.

·        فكيف بك والله تعالى لم يستجب لرسوله صلى الله عليه وسلم أكثر من مرة في حياته! بل أخبره أنه ليس له من الأمر شيء، وهو يدعو عليه الصلاة والسلام، وأئمة الموحدين يأمنون خلفه، يدعو على كفار محاربين آذوه وشجوا رأسه! ومع ذلك قال الله تعالى له: ليس لك من الأمر شيء.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ حِينَ يَفْرُغُ مِن صَلَاةِ الفَجْرِ مِنَ القِرَاءَةِ، وَيُكَبِّرُ وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ: "سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ" ثُمَّ يقولُ وَهو قَائِمٌ: "اللَّهُمَّ أَنْجِ الوَلِيدَ بنَ الوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بنَ أَبِي رَبِيعَةَ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ المُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ علَى مُضَرَ وَاجْعَلْهَا عليهم كَسِنِي يُوسُفَ، اللَّهُمَّ العَنْ لِحْيَانَ، وَرِعْلًا، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسولَهُ"
ثُمَّ بَلَغَنَا أنَّهُ تَرَكَ ذلكَ لَمَّا أُنْزِلَ {ليسَ لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ، أَوْ يَتُوبَ عليهم، أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فإنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران 128]
وفي رواية البخاري: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُو علَى صَفْوَانَ بنِ أُمَيَّةَ، وسُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو، والحَارِثِ بنِ هِشَامٍ فَنَزَلَتْ {ليسَ لكَ مِنَ الأمْرِ شيءٌ} - إلى قَوْلِهِ - {فَإنَّهُمْ ظَالِمُونَ}.

ثم أسلم الثلاثة كلهم، وحسن إسلامهم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زارَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ قبرَ أمِّهِ فبَكى، وأبْكى من حولَهُ، فقالَ: "استأذَنتُ ربِّي في أن أستغفرَ لَها فَلم يأذَن لي!
واستأذَنتُ ربِّي في أن أزورَ قبرَها فأذنَ لي، فزوروا القُبورَ فإنَّها تذَكِّرُكمُ الموتَ" [صحيح ابن ماجه]

عن سعد بن أبي وقاص قال: قالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: "سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فأعْطَانِي ثِنْتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي: أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالسَّنَةِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يُهْلِكَ أُمَّتي بالغَرَقِ فأعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بيْنَهُمْ فَمَنَعَنِيهَا" [رواه مسلم]

·        وهنا لنسرد بعض الآيات، التي يعلمنا الله تعالى ذكره فيها، ما هو الأدب الذي يريده منا، بل ما هو التوحيد الذي ما خلق السماوات والأرض، ولا أنزل الكتب، ولا أرسل الرسل إلا لأجله:

{ قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (9)} [الأحقاف]

{قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً إِلاَّ بَلاغاً مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ} [الجن 21-23]

{قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف 188]

{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65)} [الزمر]

{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6)} [فصلت]

{قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)} [الأنعام]

{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144)} [آل عمران]

والكلام في الآيات السابقة عن الرسول عليه الصلاة والسلام


{وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18)} [يونس]

قال الطبري في تفسيره: يقول: أتخبرون الله بما لا يكون في السموات ولا في الأرض؟ وذلك أن الآلهة لا تشفع لهم عند الله في السموات ولا في الأرض. وكان المشركون يزعمون أنها تشفع لهم عند الله.


{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)} [الزمر]

قال الطبري في تفسيره: يقولون لهم: ما نعبدكم أيها الآلهة إلا لتقربونا إلى الله زُلْفَى، قربة ومنزلة، وتشفعوا لنا عنده في حاجاتنا.
ثم قال: ( إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي ) إلى الحق ودينه الإسلام، والإقرار بوحدانيته، فيوفقه له( مَنْ هُوَ كَاذِبٌ ) مفتر على الله، يتقول عليه الباطل، ويضيف إليه ما ليس من صفته، ويزعم أن له ولدا افتراء عليه، (كفارٌ) لنعمه، جحودا لربوبيته.

{قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64)} [الأنعام]


هذا ما يقوله رب العزة سبحانه عن نبيه
وهذا ما يقوله سبحانه لنا.. عن كيفية الدعاء
التي يريدنا أن ندعوه بها سبحانه


·        وهذا ما سيحصل يوم القيامة، حديث الشفاعة، في أحد الروايات (فيستغيثون بآدم) فسبحان الله من يجيزون الاستغاثة في الدنيا، ويوم القيامة، ويحرمها فيما بينهما! ألا نعلم يوم القيامة أن الله تعالى لا يحتاج إلى واسطة؟ لكن لأن لأهل الوجاهة عند الله شأن، فالله يصطفي من عباده من يشاء. فآدم لم يقل لهم: اطلبوا من الله مباشرة.

·        ورددنا على هذا: أن الشفاعة طلب الدعاء من حي حاضر، وهذا متحقق في الدنيا والنبي صلى الله عليه وسلم أمامهم يكلمهم ويدعو لهم، ومتحقق في الآخرة ونحن جميعا حاضرون نكلم بعضنا بعضا. وغير متحقق في القبر وأحدنا حي في الحياة الدنيا، والآخر ميت في حياة البرزخ.

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِذَا مَاتَ ((الإنسان)) انقطع عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له" [رواه مسلم]


·        هداهم الله من يدرسون أن طلب الشفاعة من الرسول وغيره شرك، يشوشون على عقائد الناس وعلى عقولهم.

·        هنا ملاحظة مهمة على كلامك: إذا كان غالب دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم تحث الناس على التوحيد، وعلى أن يتعلقوا بالله تعالى وحده، ويستعينوا به وحده، ويتوكلوا عليه وحده، ويسألوه مباشرة بلا واسطة، ولا يجعلون بينهم وبينه شفعاء ولا وسطاء... إذن هذه عقيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يجب على الناس اعتقادها.

وأما ما تدعو إليه (بالمرويات الركيكة التي تكلمنا عنها آنفا) فإنه لا يتعدى كونه أدب مع الله (بزعمك)

فما هي عقائد الناس التي نشوش عليها حينما نقول أن طلب الشفاعة من النبي وهو ميت شرك؟

لو فرضنا أن كلامك السابق صحيح (وهو ليس بصحيح) فإن ما نفعله لا يتعدى كونه حثٌّ للناس على ترك أدب واحد من الآداب التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. كمن قال للناس: لا تستقبلوا القبلة بالدعاء، أو تكلموا في أمور الدنيا في الاعتكاف... الخ.

فهل هذا يسمى تشويش على الناس في عقائدهم وعقولهم !؟

فيا ليت الناس يتمسكون بالعقائد التي علمها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو تركوا عشرات الآداب... لعلهم ينجون.

ولكنها المبالغات التي يقوم بها كل دعاة الباطل، ليحركوا مشاعر من يستمع إليهم، فيدفعوهم دفعا لاتباعهم.. فليحذر الناس دعاة الضلال

{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)} [البقرة]

{... وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ (31) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ (32) وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (33)} [سبأ]

أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (14) [محمد]


·        يقول الرسول يوم القيامة: أنا لها. ولم يلمهم أن استشفعوا به.

·        تمت الإجابة عنه.

·        بل حتى آية: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان} وإذا سالك: هذا فعل الشرط، هل يتحقق جواب الشرط بدون فعل الشرط؟ لا، جواب الشرط فإني قريب. فما فعل الشرط؟ وإذا سألك، السؤال لمن؟ لمحمد، الخطاب موجه لمحمد صلى الله عليه وسلم قولا واحدا. أي إذا جاء العباد من بابك فإني قريب. وآية {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} فوجد الله توابا رحيما، مرتبطة بالمجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤاله واستغفاره.

·        ألم يقرأ هذا المفتري تفسير الآية ؟ ألم يقرأ سبب نزولها؟ ليفهم ما المقصود بقوله تعالى (وإذا سألك عبادي عني) ؟ هذا ولم نطالبه بأن يقرأ كلام أهل اللغة في ذلك!

قال الطبري في تفسيره: يعني تعالى ذكره: بذلك وإذا سَألك يا محمد عبادي عَني: أين أنا؟ فإني قريبٌ منهم أسمع دُعاءهم، وأجيب دعوة الداعي منهم.

ثم ذكر الطبري ثلاثة أقوال واضحة، هذا مختصرها:

قال بعضهم: نزلت في سائل سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أقريبٌ ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فأنزل الله:"وإذا سألك عبادي عَني فأني قريبٌ أجيبُ" الآية.

وعن عطاء قال: لما نزلت:( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) [سورة غافر: 60] قالوا: في أي ساعة؟ قال: فنزلت:"وإذا سألك عبادي عَني فإني قريب" إلى قوله:"لعلهم يَرُشدون".

وعن قتادة قال: ذكر لنا أنه لما أنزل الله"ادْعُوني أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، قال رجال: كيف ندعو يا نبي الله؟ فأنزل الله:"وإذا سَألك عبادي عَنّي فإنّي قريبٌ" إلى قوله:"يرشدون".

فسبحان من علّم الجفري في القرن الخامس عشر فعل الشرط وجواب الشرط، وأغفل عنه الصحابة والتابعين!!

·        والآية الأخرى، قد تم توضيح معناها في الكلام السابق، أنه سبحانه حثهم على أن يأتوه فيستغفر لهم، وهو حي حاضر، وهذا لم يختلف فيه أحد.

·        من لا يروق له ما قلنا لا بأس، لكن لا تنكر على ناس يبنون فعلهم على كتاب وسنة.

·        الذي يبني فعله على كتاب وسنة، ليته يعطي ما جاء في الكتاب والسنة حقهم

فالذي جاء في 90% من محكم الكتاب والسنة، يعطيه 90% من اهتمامه، ووقته، ودعوته للناس، وحثهم على الالتزام به. والذي جاء في 10% من متشابه الأدلة، التي أمرنا الله تعالى أن نردها للمحكم، إن لم يردها للمحكم.. على الأقل يعطيها حجمها من الاهتمام، ويحث الناس عليها بمقدار 10%، بعد أن يحثهم على ما جاء في المحكم بمقدار 90%

ولكنه لن يفعل ذلك.. لأن له أهدافا وأغراضا تجعله يريد أن يعتقد الناس ال 10% ولو خالفت ما خالفت من 90% من القرآن والسنة

يقول تعالى ذكره، المنزه عن الشريك والند والوزير والمعين..

{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) } [آل عمران]

أخبر سبحانه أنه أنزل من القرآن (والسنة تبع له) آيات محكمات (وهي جلّ القرآن كما يقول أهل العلم)

أي أنها واضحة، بينة، لا يختلف في فهمها اثنان.

وأنزل آيات متشابهات (اختبارا للعباد وامتحانا لتصديقهم وتقواهم)

أي أنها إذا أُخذت مقتطعة من النص، تحتمل أوجه في التفسير.

فماذا يفعل الراسخون في العلم ؟ {يقولون آمنا به كل من عند ربنا} أي أن المحكم والمتشابه من عند ربنا، إذن لا يمكن أن يتعارض، فيفسرون المتشابه بما لا يخالف المحكم.

وماذا يفعل أهل الزيغ !؟ {يتبعون ما تشابه منه... ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} أي أنهم يتكلمون في المتشابه ويؤولونه على هواهم، وإن عارض كلامهم جُلّ القرآن والسنة (وهو المحكم) لهذا تجدهم دائما يأتون بالغريب من النصوص، والنادر، ويبنون على حديث واحد (وقد يكون ضعيفا) مذهبا كاملا! يخالفون فيه المحكم الكثير المتواتر من القرآن والسنة.

عن عائشة رضي الله تعالى عنها قال: تَلَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هذِه الآيَةَ: {هو الذي أنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ، منه آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ، وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فأمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منه ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ، وابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ، وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلَّا اللَّهُ، والرَّاسِخُونَ في العِلْمِ يقولونَ: آمَنَّا به كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنَا وما يَذَّكَّرُ إلَّا أُولو الألْبَابِ}

قَالَتْ: قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ما تَشَابَهَ منه فَأُولَئِكِ الذينَ سَمّى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ" [متفق عليه]

فتكفينا آية آل عمران هذه في إثبات بطلان كل دعوة ضلال
نأتيهم بالمحكم من القرآن والسنة
فنردّ تأويلهم الباطل.. فإذا هو زاهق.


قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) [آل عمران]


هذه بعض المقاطع التي تبين حقيقة علي الجفري وردود العلماء عليه






  
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك حتى نلقاك
اللهم اجعلنا هداة مهتدين
وأدخلنا الجنة برحمتك.. بلا سابقة عذاب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية