~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الأربعاء، 28 أكتوبر 2015

كيف يُطهّر الله تعالى قلوبنا في الدنيا !؟ (تدبر آية)


يقول أرحم الراحمين سبحانه:

يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (26) وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (28)


فالله تعالى يريد:
أن يبين لنا
ويهدينا
ويتوب علينا
ويخفف عنا...

وأساس الهداية صلاح القلب.. فكيف يُصلح الله تعالى قلوبنا !؟




فلنتدبر قول الله جل في علاه عن نفسه:


أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ (17)[1]

قبل أن نتدبر كلام ربنا سبحانه، فلنتعرف على الخطوات الثلاثة الرئيسية المهمة لتدبر كلامه جل في علاه:

  



 هذا باختصار شديد، لماذا يجب أن نمر على هذه الخطوات الثلاث حتى نتدبر كلام الملك سبحانه؟

·                    حتى نتجنب القول عليه تعالى وعلى كتابه بلا علم (لأنه من أكبر الكبائر)
  
·                    وفي نفس الوقت حتى لا نهمل تدبر كتاب ربنا سبحانه (خشية القول عليه بلا علم) وهو ما أنزله
لنا إلا لنتدبره ونعمل به، فنخسر إيماننا وديننا.



فيا أيها القارئ الكريم، إذا أحببت أن تخوض التجربة بنفسك قبل أن تقرأ تدبرنا سويا لهذه الآية العظيمة، تستطيع الآن قبل أن تكمل القراءة، أن تفتح تفسيرا من التفاسير الموثوقة لكلام الله تعالى وتفهم معاني الكلمات الواردة في الآية، ثم تحاول أن تسأل نفسك هذه الأسئلة، وتتفكر فيها، وتأخذ فيها وقتك:

·                    ما معنى هذا المثل؟
·                    ما هو الموضوع الذي شبهه الله تعالى بهذه التشبيهات ؟
·                    ما الرسالة التي يريد ربي أن يوصلها لي سبحانه؟

 




الآن نبدأ التدبر بعون الله تعالى وحوله وقوته:


أولا: لنفهم ما معنى المثل في القرآن:


إننا في حياتنا الواقعية، حينما نضرب لأحدٍ مثلا، فإنه من المفترض أن يقوم هذا المثل بتسهيل الموضوع على من يسمعه، وإيصاله له بشكل واضحٍ يزيد من إدراكه لأبعاده وأعماقه..

ولله تعالى المثل الأعلى، كذلك إذا ضرب الله سبحانه لنا مثلا في كتابه، فلنعلم أنه جل في علاه يوصل لنا من خلال هذا المثل حقائق عظيمة، وإدراكات عميقة، بطريقة بسيطة تُسهّل علينا فهمها والتأثر بها، إذا تدبرنا المثل وفهمنا ما فيه.

يقول ربنا جل في علاه:

وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاّ الْعَالِمُونَ (43) [2]



ثانيا: ما هي مكونات المثل ؟

إن أي مَثَلٍ في لسان العرب يتكون من 3 مكونات:

-         مُشَبّه : وهو المفهوم الأصلي الذي تريد إيصاله لمن أمامك.
-         مُشَبّه به : وهو الصورة المادية التي ضربتها للمشبه.
-         أداة التشبيه : ولها أنواع كثيرة ومتنوعة.

 



فالمثل عبارة عن موضوع أصلي، أشبهه بصورة مادية ملموسة تُقرّب المفهوم للسامع، وأضع كلمة أو حرفا أو تعبيرا يبين له أن ما أقوله الآن عبارة عن مثل، وليس واقعا.



ثالثا: نلاحظ أن في هذه الآية مثلان وليس مثلا واحدا

(إن أحببت.. ارجع للآية وفرّق في عقلك بين المثلين)


سنتدبر أولا المثل الأول منهما، وبعد أن ننتهي منه سنتدبر المثل الثاني بإذن الله تعالى وفتحه.



رابعا: أين المشبه به في المثل ( الصورة المادية اللموسة )؟

يقول ربي سبحانه { أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا }

لنتدبر هذه الصورة.. ما معناها ؟
يقول لنا ربنا سبحانه: أنه هو الذي أنزل من السماء ماءً، وهو المطر.


فسالت أوديةٌ بقدرها، أي جرى ماء المطر في الأودية، كل وادٍ بِقَدْره.
فاحتمل السيل زبدا رابيا، أي صعد على سطح السيل زبد، وهو الأوساخ والرغوة التي تعلو سطح الماء.

هذه هي الصورة المادية التي ضربها الله تعالى لنا (المشبه به)




خامسا: ما هو المشبه (الموضوع الأصلي الذي يُفهّمنا ربنا إياه) ؟

(فلنبحث عنه في الآية)



لقد أخبرنا ربنا عنه سبحانه، ماذا قال !؟ { كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ }

لنركز.. لنتدبر.. ما معنى هذا الكلام !؟

معناه أن الموضوع الأصلي الذي يريد ربنا منا سبحانه أن نفهمه، وندرك أبعاده وأعماقه، ونتأثر بفهمنا له هو ماذا؟
الحق والباطل

فشبّهَ لنا الحق والباطل بتلك الصورة المادية التي شرحناها (أنزل من السماء ماءً ß إلى زبدا رابيا)


سادسافلنتدبر الآن، ونتفكر...


ما علاقة (الحق والباطل) بهذه الصورة المادية !؟

ما الرابط بينهما؟

ماذا يوصل لي ربي الحكيم الخبير سبحانه.. الذي أنزل كتابا مُحكما بيّنا مباركا عظيما.. لا اختلاف فيه ولا تفاوت، كل كلمة فيه نور وبرهان وبصائر لمن أراد أن يهتدي به وينجو ؟

نعود ونتفكر: ما هي الصورة المادية التي شبه الله تعالى بها الحق والباطل ؟

1-              أنزل من السماء ماء
2-              سالت أودية بقدرها
3-              فاحتمل السيل زبدا رابيا


فنسأل أنفسنا سؤالا: أيٌّ هذه الأشياء الثلاثة يعبر عن الحق ؟ وأيٌّها يعبر عن الباطل ؟

( تفكر ثم أكمل القراءة )


إننا تستنتج بسهولة أن الماء هو الذي يعبر عن الحق، وأن الزبد يعبر عن الباطل.

لنتفكر: لماذا شبه الله الحق بالماء النازل من السماء !! ما هو الحق النازل من السماء !؟

( تفكّر.. )


الحق: هو الوحي، العلم، القرآن والسنة... (مسميات لشيء واحد)



ما أوجه الشبه بين الحق النازل من السماء، والماء النازل من السماء !؟


§                    الماء النازل من السماء فيه حياة الأرض، والأبدان، فيه الخير الكثير والبركة، ولا تقوم الأبدان إلا به...
§                    والحق النازل من السماء (العلم) فيه حياة القلوب، فيه الخير الكثير والبركة، ولا تحيا القلوب إلا به.




ثم.. نكمل تدبر المثل:

الماء حينما نزل من السماء.. أين سال؟ في الأودية.
والعلم حينما ينزل من السماء أين يسيل ؟

في القلوب.



قال ربي سبحانه { فسالت أوديةٌ بقدرها }


أي أنه: كما أن الأودية تختلف في سِعتها، وادٍ واسع يسع ماء كثيرا، وواد ضيق يسع ماء قليلا، وكل واد سيأخذ من الماء ما يكفيه.

كذلك القلوب، فقلبٌ واسعٌ يسع علما كثيرا، وقلب ضيق يسع علما قليلا، وكل قلب سيأخذ من العلم ما يكفيه.



الآن: ما أوجه الشبه بين الزبد والباطل ؟

بعد نزول المطر وسيلانه في الوادي، نجد أوساخا ورغوة بدأت تعلو على سطحه.

السؤال الجوهري: هل نزلت هذه الأوساخ مع المطر!؟؟

لا

من أين جاءت ؟

من الوادي !!


فكذلك القلب..

القلب فيه من أوساخ الشهوات والشبهات ما يخفى كثير منها عن صاحبه، حتى ينزل عليه العلم ..!

فيُظهر ما فيه من شهوات وشبهات، تظهر وتعلو وتتبين بوضوح، بحيث يراها الشخص واضحة جلية، بعد أن كانت مختبئة مدسوسة، كما أن الأوساخ كانت مختلطة بالوادي ليست واضحة لمن ينظر إليها، حتى رفعها الماء فظهرت.


إذن نلخص ما استنتجناه:

-                   شبّهَ الله تعالى العلم الذي أنزله لنا من السماء بماء المطر، يحمل الخير والبركة والحياة والبهجة للقلوب والأرواح.

-                   وشبه القلوب التي سينزل فيها العلم بالأودية، فسيأخذ كل قلب من العلم ما يناسبه ويكفيه.

-                   وبيّن لنا أن القلوب أصلا فيها شهوات وشبهات مختبئة فيها، تُفسد إيمانها، ويقينها، وإدراكاتها، ووعيها، وهدايتها، وقدرتها على الاستعداد للقاء ربها...

-                   وأنه لولا العلم ستظل الشهوات والشبهات غير واضحة لصاحبها، فإذا جاء العلم جعلها تظهر أمامه بوضوح، فيعلم ما فيه من نقائص وعيوب حتى يستطيع التعامل معها.



ثم ما الذي يحصل في النهاية ؟

{ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً
وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ }

ما معنى هذا !؟


معناه: أن نزول العلم على القلب سيتسبب بعد فترة في أن يذهب الزبد (الشهوات والشبهات) عنه، ويبقى في القلب العلم النافع الذي فيه حياته وانشراحه.

فيأتي هنا سؤال: لنتخيل أن المطر نزل على الوادي لمدة ساعتين فقط ثم توقف، فأين سيذهب الزبد !؟

سيعود مكانه



إذن ما الذي يُطهّر الوادي من الزبد !؟ هل هو مجرد نزول الماء من السماء !؟

لا.. إنما استمرار نزول الماء على الوادي لفترات طويلة.


وكذلك العلم، إن استمرار نزوله على القلب، وتكراره عليه، وتعرضه لمواعظه وتدارسه وفهمه، بتفاصيله... يُذهب كثيرا مما في القلب من الشهوات والشبهات (من غير تعب يُذكر)


إنما كل ما يحتاجه العبد هو أن يركز فيما يتعلمه، ويفهمه، ويتفكر فيه، ويُسقطه على قلبه ومشاعره واهتماماته وأفكاره وحاله...


فإذا فعل ذلك.. انتفع من العلم، وأزال الله تعالى به كثيرا من شهوات القلب وشبهاته، فيبقى فيه الحقائق النافعة، والفطرة الصافية.


سابعا:

الآن بعد أن فهمنا المثل الأول في الآية، لنتدبر المثل الثاني الذي ضربه الله تعالى لنا في نفس الآية، يقول جل في علاه:
{ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ
حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ }


لنرجع مرة أخرى ونتفكر:

ما الصورة المادية التي ضربها الله تعالى لنا (المشبه به)!؟

ما معنى الحلية ؟ وماذا يعني يوقدون عليه في النار !؟

(إذا أحببت راجع التفسير لفهم المعاني قبل المتابعة)


المشبه به (الصورة المادية) هي:

الذهب والفضة والحديد والنحاس... المعادن الثمينة التي يحتاجها الناس أو يتمتعون بها كحلية، حينما يُحضرونها من الأودية والجبال (بعد أن يكون قد غسلها الماء) فإنهم لا يستطيعون الانتفاع بها على حالها تلك.. لماذا !؟

لأن هناك شوائب كثيرة (معادن رخيصة) مختلطة معها، متغلغلة بداخلها، متصلبة بها، لا يمكن أن تزول بالغسل بالماء مهما حاولنا !!

فكيف يتم فصل المعدن الثمين عن الشوائب الرخيصة !؟

يضعونه على النار..!
ويتركونه فترة على النار.. حتى يبدأ يذوب...
هو والشوائب المتغلغلة فيه


ثم.. إذا ذاب ولان، يتركونه فترة أخرى على النار، لماذا !؟ حتى تبدأ ذرات المعادن الرخيصة ترتفع من الداخل حتى تطفو على السطح (لأن المعادن الثمينة ثقيلة، والمعادن الرخيصة خفيفة، فتصعد للأعلى)

حتى إذا جاؤوا بعد فترة فوجدوا طبقة من الشوائب قد انفصلت عن المعدن الثقيل.. صار من السهل إزالتها بأدنى طريقة..


نعود لنفهم: المشبه به هنا هو:

1-              النار
2-              الحلية والمتاع (المعادن الثمينة)
3-              زبدٌ مثله


والمشبه كما علمنا هو (الحق والباطل)


فالسؤال: أي هذه الأمور الثلاثة يعبر عن الحق، وأيها يعبر عن الباطل ؟

(تفكّر..)


واضحٌ أن الحق هو الحلية والمتاع.
والباطل هو الزبد..

فما هي النار !؟

النار هي أقدار الله تعالى التي يُعرض القلب لها، حتى يُخرج ما تغلغل فيه من زبد الشهوات والشبهات.

فإن من أمراض الشهوات والشبهات ما يسهل خروجه بمجرد تكرار العلم..

ومنها ما هو متغلغل فيه، متأصل في أعماقه، لا يُخرجه إلا الأقدار التي يختارها الخبير اللطيف لهذا العبد، لمعرفته بقدرته ومافي قلبه، الأقدار التي تلائمه تماما.



إذن ماذا استنتجنا من هذا المثل:


أن الله تعالى أرحم الراحمين سبحانه، يُطهر قلب كل عبد منا من الشهوات والشبهات بطريقتين:

·                    بالعلم الذي أنزله علينا، واستمرار تعرض القلب لهذا العلم، وتفكره فيه، وفهمه لتفاصيله...
·                    وبالأقدار التي يُجريها عليه، حين يرضى عن ربه ويقبلها.

وعلى قدر انتفاع العبد من العلم، وانتفاعه من الأقدار، تكون طهارة قلبه من الشهوات والشبهات، فيلقى الله تعالى بقلب سليم.

{ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً
وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ
كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ }






[1] سورة الرعد
 [2] سورة العنكبوت

هناك 10 تعليقات:

  1. جزاكم الله خيرا كثييييييرا

    ردحذف
  2. الله يوفقكم
    نرجو شرح الامثال الهامة جدا في القرآن بنفس هذه الطريقة الرائعة وثقل به موازينكم

    ردحذف
    الردود
    1. يااارب الله يرزقنا
      ويبارك لنا في قلوبنا ووقتنا

      حذف
  3. جزاكم الله خير استفدنا كثيرا. وانا ايضا أود شرح الأمثال الباقية في القرآن بنفس الطريقة

    ردحذف
  4. جزاكم الله خيرا ..شرح رائع ...اللهم اصلح فساد قلوبنا بلطفك

    ردحذف
  5. ماشاء الله تبارك الرحمن

    ردحذف
  6. شرح رائع نقرأ ونقرأ ونختم الختمة تلو الختمة دون تدبر أو تفكر اللهم اغفر لنا وتجاوز عن سيئاته وتقصيرنا
    نفع الله بك استاذتي وزادك من فضله
    استأذنك بإعطاء هذه المادة لطالباتي

    ردحذف
    الردود
    1. نفع الله تعالى به سبحانه... آمين وإياكم

      كل ما في المدونة حلال على كل من يريد أن ينتفع به وينفع به المسلمين

      حذف
  7. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجزيكم عنا خير الجزاء شرح رائع وكلام موزون

    ردحذف
    الردود
    1. آمين وإياكم أجمعين
      الحمد لله كثيرا
      رد الله تعالى المسلمين إليه ردا جميلا

      حذف

أرشيف المدونة الإلكترونية