~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الخميس، 26 فبراير 2015

خطب الجمعة.. التي تربي القلوب - عسى الله أن ينفع بها (10)



إما شاكرا وإما كفورا (أ)

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }

{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً } أما بعد:[1]

فإن خيرَ الحديثِ كتابُ اللَّهِ، وخيرَ الهَديِ هَديُ محمَّدٍ s، وشرُّ الأمورِ محدثاتُها، وَكُلُّ مُحدثةٍ بدعةٌ وَكُلُّ بدعةٍ ضلالةٌ، وَكُلُّ ضلالةٍ في النَّارِ [2]

سنتكلم في خطبتنا هذه وما يليها من خطب بإذن الله تعالى عن موضوعٍ بعنوان (إما شاكرا.. وإما كفورا)



قد خلقنا الله تعالى في اختبار، وهذه الآيات في بداية سورة الإنسان تحكي لنا ملخص قصة اختبارنا، يقول ربي سبحانه:

{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا* إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا* إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}[3]

فلنتدبر كلام ربنا سويا لعل الله تعالى أن ينفعنا به. يقول جل في علاه:
{ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا !؟} : بداية قصتنا أنا وأنت أننا لم نكن شيئا مذكورا، يذكرنا ربنا سبحانه بأننا.. لا شيء ! نحن حادثون على هذا العالم، الدنيا كانت سائرة بدوننا، وستبقى سائرةً بدوننا، لا نظن أننا نملك رزق أحد، أو أننا يجب أن نكون موجودين لينصلح أمر فلان أو فلان، نحن لم نكن شيئا، كنا عدما، لم يكن لنا وجودٌ ولا ذكر..


وحين أصبحنا شيئا، حين بدأت قصة وجودنا كنا ماذا !؟ {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ} حينما خلقنا الله سبحانه من لا شيء، جعلنا نطفة..! نقطة دم حقيرة لا تُرى بالعين المجردة، مغمورة في رحم امرأة..!

هذا هو أنا وأنت، لا تفكر في هذه اللحظة بأبنائك، ولا بإخوتك الصغار.. فكر في نفسك أنت، نعم.. أنت كنت هذا الشيء، هذه حقيقتنا، أننا لم نكن شيئا، ثم حينما جعلنا ربنا شيئا جعلنا نقطة دم مثل رأس الدبوس..!
فأين كانت عقولنا وقتها !؟
أين شخصياتنا؟
أين قدراتنا؟
أين قوتنا !!؟


نحن هذه النطفة.. خلقنا الملك الجبار سبحانه من لا شيء !


 {أمشاج} خليط من ماء الرجل وماء المرأة. يذكرنا ربنا بحقيقتنا حتى نذل وننكسر.. وينكسر في قلوبنا الكبر والفخر والعجب والغرور...


لماذا يا رب خلقتنا ؟ {نبتليه} أي نختبره، خلقنا ربنا ليختبرنا، فنحن الآن في اختبار كبير، تمر علينا فيه أسئلة بعدد أنفاسنا، فإما أن نجيب عليها إجابة صحيحة، أو إجابة خاطئة، ثم نأتي يوم القيامة فتحسب نتيجة اختبارنا من كل هذا..

فمشاعر العبد الذي يمر باختبار.. مختلفة عن مشاعر الذي خُلق ليُخلّد !!

فقد خلقنا ربنا ليبتلينا.. ليختبرنا.. وليس لننشغل بالدنيا ونغوص في تفاصيلها.

طيب.. هل خلقنا ربنا عاجزين عن أداء هذا الاختبار؟ لا والله {فجعلناه سميعا بصيرا} أعطانا الملك الكريم المحسن المنان سبحانه كل الإمكانيات التي نحتاجها لنجتاز هذا الاختبار، من سمع وبصر وعقل وجوارح وفهم ومشاعر وقدرة على الربط والاستنتاج... الخ.


هل أعطانا ربنا نعما دنيوية فقط !؟ لا {إنا هديناه السبيل} هو الذي أعطانا كذلك النعم الدينية ليدلنا على طريقه بأسهل وألطف السبل ( هدانا إليه، أنزل إلينا كتبا، وأرسل لنا رسلا ليكونوا نماذج واضحة لتطبيق هذه الكتب، وحفظ لنا كتابه الخاتم، وحفظ لنا سنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وسخر لنا في كل عصر علماء ثقات يحفظون لنا هذا الدين وينقلونه لمن بعدهم، ونشر حولنا حلق العلم، وسهل لنا طلبه وجمعه، فتح لنا أبواب الطاعة والعبادة والصحبة لنسير إليه، ووضع في قلوبنا فطرا سليمة يسهل عليها تقبل الحق إذا تخلصت من الكبر والهوى... )


فما المطلوب مني يا رب لأنجح في هذا الاختبار !!!؟

{إما شاكرا.. وإما كفورا}

انقسم الناس بعد هذه الخلقة وهذه النعم إلى قسمين –لكل قسم درجات متفاوتة كثيرة- إما شاكرا، وإما كفورا.


فما معنى الكفر المقصود في هذه الآية، والذي هو مُضاد للشكر !؟

الكفر في اللغة: بمعنى الستر والتغطية، يُقال: كفر الزارع البذر بالتراب أي غطاه.

فالذي يُغطي الحقائق بزعمه >> كافر
والذي ينسى أو يتناسى فضل من تفضل عليه، وينسب الفضل إلى غيره << كافر
والتي تنسى فضل زوجها عليها وتقول "ما رأيت منك خيرا قط" << كافرة بالعشير
والذي ينسب النجاح لعقله وذكائه وينسى أنه لولا نعم الله عليه ما نجح << كافر بنعم الله

وهذه الأمثلة تشير إلى الكفر الأصغر، الغير مخرج من الملة، وهو المقصود بتغطية الحقائق وجحد النعم.

والذي يُنكر وجود الله ! ويُغطي كل الحقائق العقلية والفطرية والكونية والشرعية على وجوده، ويزعم بلا دليل ولا برهان أنه (لا إله) !! << كافر كفرا أكبر


أما الشكر: فهو الثناء على المحسن بما أولاكه من المعروف.

إذن نفهم أن الخطوة الأولى لتحقيق الشكر هي رؤية المعروف أصلا، رؤية النعمة، ثم نسبتها إلى صاحبها، ثم يأتي شكره والثناء عليه بعد ذلك.

فالشاكر : يعترف بالنعمة وينسبها لصاحبها
أما الكافر : يتغافل عن النعمة، يغطيها، إما بعقله، أو بزعمه أمام الناس، فبالتأكيد لن يشكر صاحبها عليها.


أقُولُ قَوْلي هَذَا وَأسْتغْفِرُ اللَّه العَظِيمَ لي وَلَكُمْ، فَاسْتغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.
*** *** ***
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا.
أما بعد:


بما أن اختبارنا كله يتلخص في هذه الكلمة {شاكرا} فهل يمكن أن يكون المقصود بالشكر هو مجرد قول : الحمد لله، والشكر لله!؟ فينجح الإنسان وينجو في اختبار الدنيا كله !؟

لا، إنما سنفهم سويا بإذن الله ما المقصود حقيقة بهذه الكلمة، بتفاصيلها.

أولا: تعالوا لنحرك قلوبنا ونرى: بماذا وعد الله الشاكر في الدنيا والآخرة؟ وبماذا وعد الكافر بنعمه ؟

( 1) عدم شكر النعم كما ينبغي، سبب لزوالها في الدنيا:

يقول ربي جل في علاه:

{ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ * وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ * فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } [4]

قصة سبأ مثال ضربه الله تعالى لنا ليبين لنا أن النعم التي يعطينا إياها، مهما كانت عظيمة، ومهما كانت طويلة الأمد، ومهما اعتدنا عليها، فهو قادر على أن يسلبها منا في لحظة، دون أية مقدمات..!

فضرب لنا مثلا بنعمة تفوق الخيال: قومٌ أعطاهم جل في علاه حياة رغيدة، تحيط بهم البساتين والأنهار في كل مكان، حتى وصلوا إلى درجة أن يسافروا من اليمن إلى الشام لا يحملون معهم زادا، وتخرج المرأة من بيتها تطوف بسلتها تحت الأشجار، فترجع وسلتها ممتلئة طعاما، دون أن تضطر أن تحرك غصنا.

فكيف كفر هؤلاء بنعمة الله؟ نحتاج أن نفهم نقطة الخلل فيهم.. نحتاج أن نفهم مرض قلوبهم.. حتى نعرف إن كان في قلوبنا مثل هذا المرض أم لا.. وهذا من أعظم الغايات من وراء تدبر كلام الله، اكتشاف الحقائق وتدبرنا، وإسقاطها على أنفسنا وحياتنا.

كيف كفروا !؟

{فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا}


في القراءة المشهورة : ربنا باعِد بين أسفارنا (بكسر العين) ماذا يعني هذا !؟

يعني أنهم ملوا النعمة !! ملوا الحياة الهادئة .. أرادوا التغيير والإثارة، لم ينشغلوا بشكر النعم العظيمة التي عندهم، إنما انشغلوا بالنقص القليل المصاحب لكل نعمة في الدنيا (بسبب طبيعة الدنيا، وإلا لما صحّ فيها الاختبار) أنهم شعروا بالملل من الروتين والرغبة بالتغيير، والرغبة بالشعور بمشاعر مختلفة..

فكم يحدث هذا معنا !؟

-        كم نمل من وظائفنا، ونتسخط عليها، ونتمنى تغييرها... ولو سلب الله نعمة الوظيفة منا (كما سلبها من غيرنا) لعضضنا أصابع الندم على ذلك !

-        كم نمل من أزواجنا، وبيوتنا، إذ من الطبيعي أن يكون فيهم نقصا .. يحتاج إلى رضا وإلى صبر، فنتمنى زوال فلان أو فلان من حياتنا، ووالله لو زال فلان لبكيت دما على فراقه لحاجتك إليه !

-        وكم نمل من الأمن والأمان الذي نحن فيه، وأن بيوتنا تغلق علينا لا نخاف أن يفجرها على رؤوسنا أحد!! ونشعر بأننا مظلومون إذا لم نسافر، أو لم نخرج مع أصحابنا، أو لم نترفه في البر أو البحر.. ونظل متسخطين على الملل والضجر الذي نشعر به (بسبب فراغ قلوبنا من الاستعداد للآخرة) ووالله لو سلب الله منا نعمة الأمن والبيت لهلكنا حزنا.

-        وكم نمل من طعامنا.. ونتسخط على طعمه ونوعه وإتقانه، ونريد التغيير، ونريد التنويع (وهذا ليس حراما) إنما العقوبة تنزل على السخط والتشكي والشعور بالكرب والكآبة على عدم وجود ذلك... فلو أن الله عاقبنا وحرمنا هذا الطعام الذي يأتينا من كل مكان.. لا أظننا نحتمل ذلك !

-        وكم يتسخط الصغار على مدارسهم (على مافيها من عيوب) ولو علموا أن حرمان هذه المدارس التي تُصرف عليها الملايين كل سنة، لن يحدث بطريقة لطيفة أبدا!! إنما سيحدث كما حدث في مجاعات أفريقيا، أو في سوريا، أو في غيرها ..!

-        وكم وكم...!؟


 فماذا كانت نتيجة هذا البطر ؟

سلب الله منهم النعمة وبشدة، ومزقهم كل ممزق، وجعلهم أحاديث يتكلم الناس بما حصل لهم.

في قراءة أخرى يقول ربي : ربنا باعَدَ بين أسفارنا (بفتح العين)

وهذا شعور مختلف.. أي أنه على الرغم من وجود كل هذه النعم حولهم، إلا أنهم لم يروها شيئا ! وكأنهم يقولون: لم يعطنا ربنا كفاية، لم يعطنا ربنا ما نريد !!

فكم نكون محاطين بالنعم والعطاءات والإحاطة والرعاية.. ولا نرى، ونكره ونتذمر على (الزوجة الناقصة، والابن الناقص، والخادم الناقص، والبيت الناقص، والوظيفة الناقصة، والرزق الناقص.....) ونتهم الله تعالى بالبخل، ونتهمه بعدم الحكمة في توزيع أرزاقه.....!!

وفي كلتا الحالتين.. يسلب الله تعالى النعمة من العبد حين يبطر عليها، أو يجحدها، أو يكفر بها... كما سلبها من قوم سبأ سلبا مؤلما شديدا.. وهكذا نعود

أن الله تعالى وعد..

أن عدم شكر النعم كما ينبغي، سبب لزوالها في الدنيا


نكمل في الخطبة القادمة بإذن الله تعالى

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا وزدنا علما، اللهم أصلح بما علمتنا قلوبنا وأعمالنا، اللهم املأ قلوبنا بتوحيدك، وطهر قلوبنا مما لا يرضيك من الأمراض، وبصرنا بتربيتك لنا، واعف عنا، واسترنا، وارحمنا، وعاملنا بعظيم حلمك، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك، اللهم ثبتنا على دينك حتى نلقاك، وأمتنا وأنت راض عنا، نحن وجميع آبائنا وأمهاتنا وأهلينا وأحبابنا والمسلمين في كل مكان يا أرحم الراحيم.

وأقم الصلاة.


[1] هذه خطبة الحاجة التي كان رسول الله s يبدأ بها خطبه، ويعلمها لأصحابه رضي الله عنهم أجمعين.
[2] صحح إسناده الألباني في إصلاح المساجد
[3] سورة الإنسان 1 < 3
[4] سورة سبأ 15 < 19

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية