بسم الله الرحمن الرحيم
من آداب وأحكام المساجد
(1)الله
تعالى خلقنا لعبادته:
{ وما خلقت الجن
والإنس إلا ليعبدون }
كيف أعبده ؟
1- أن يصبح قلبي قلب عبد:
يتعلم فيعرف
من هو ربه، ومن هي نفسه، ويدرك حقيقة اختباره في هذه الدنيا
فيصل إلى
ثمرات الإيمان، فيصبح ( ذليلا، مستسلما، راضيا، مطمئنا لاختيارات ربه، شديد المحبة
له، شديد البغض لنفسه ونواقصها، شديد الخوف من إغضابه، شديد الملاحظة لتربيته
اليومية له سبحانه، غير متسخط على أرزاقه، غير منغمس في هم من هموم الدنيا، مشغول
بالاستعداد للآخرة، سريع التوبة والاستغفار، متواضعا، متوكلا على ربه، واقفا على
بابه بالدعاء والتمسكن وطلب الحاجات... الخ)
2- أن أفعل بلساني وجوارحي أفعال العبد:
-
أؤدي الفروض
التي يحبني أن أعبده بها سبحانه (طلب علم، صلاة، صيام، زكاة، حج، تدبر القرآن...)
-
أكثر من
النوافل التي تزيد محبته لي سبحانه (ذكر، نوافل صلاة وصيام، صدقة، عمرة...)
-
أستخدم النعم
التي أعطاني إياها (المادية والمعنوية) في خدمة عبيده والإحسان إليهم (مع رجاء
رضاه من وراء ذلك)
-
أجتهد في
تحسين خلقي مع الناس (لأنه هو يحب ذلك سبحانه)
-
أجتهد في
الصبر على نواقصهم ومسامحتهم عليها (بقلبي وجوارحي)
-
أجتهد في احتساب
أعمالي الدنيوية لمرضاته ولتثقيل ميزاني ما استطعت، فأتقن هذه الأعمال من أجله.
-
أجتهد في ترك
المعاصي التي يبغضها سبحانه، وكلما وقعت في ذنب، جريت على بابه واستغفرت وندمت
وتبت.
-
... الخ
(2)حتى تقبل
أي عبادة مني فتكون سببا لفرحتي يوم القيامة لابد لها من شرطين:
1- الإخلاص:
أن أنويها لله
وحده، لرضاه، لرفع درجتي عنده، لدخول جنته،
للعتق من ناره، لتخفيف كرب يوم القيامة، للنجاة من عذاب القبر، للنجاة من عقوبات
الله في الدنيا... الخ.
-
وهناك من
العبادات ما يجب أن أنويه لله وحده، وإلا دخلت في الشرك
-
وهناك من
العبادات التي ينفع أن أنوي معها أمورا مخصوصة ذكرها رسو الله s .
-
والعادات يجوز
أن لا أنويها لله، فإن نويتها كتب لي أجرها.
وتفاصيل هذه الأعمال تحتاج إلى علم.
2- المتابعة:
أن أفعلها
بنفس الطريقة التي فعلها بها المبعوث من الله تعالى للأرض، الذي بعثه لنا ليعلمنا
ما الذي يرضي ربنا وما الذي لا يرضيه سبحانه s ، بنفس الظروف، وبنفس الأسباب.
وهذا لا ينفع إلا بالعلم
فالله
تعالى ملك.. لا يُعبد إلا بالطريقة التي يريدها هو
الحكيم
الخبير الرحيم سبحانه
(3)هل المؤمن
معصوم؟ هل المؤمنين سواسية !؟
المؤمن خطاء،
مثله مثل بقية البشر.
أدنى المؤمنين
إيمانا: هو الذي حقق التوحيد (أي تخلص من الشرك الأكبر، والكفر الأكبر، والنفاق
الأكبر) والتزم بالصلاة. وهذا موعود بأن يدخل الجنة في نهاية المطاف، ولو سبق ذلك
دخول للنار طال أو قصر.
ثم يتفاوت
المؤمنون بعد ذلك:
-
فمنهم من يدخل
الجنة دون أن يدخل النار قبلها.
-
ومنهم من يدخل
الجنة دون سابقة حساب.
-
ومنهم من يخفف
عليه كربات يوم القيامة.
-
ومنهم من ينجو
من عذابات القبر.
-
ومنهم من تيسر
له أمور كثيرة في الدنيا بسبب تقواه.... الخ.
فيجب على الإنسان أولا أن ينجي نفسه من الخلود في النار،
بأن يحقق أدنى درجات الإيمان
التوحيد (التخلص من الشرك الأكبر، والكفر الأكبر،
والنفاق الأكبر) والالتزام بالصلاة.
ثم من أراد أن
يحصل على مميزات أكثر، فإنه يزيد إيمانه ويحسن عمله.
(4)المساجد
بيوت الله:
جعلها سبحانه ليجتمع فيها عبيده، المتساوون،
الذين لا يتفاضلون فيما بينهم إلا بتقواهم للملك سبحانه.
وجعل لها شعائر تؤدى بها
وجعل لها مصالح ينتفع المسلمون بها
وجعل لها آدابا وأحكاما
فالذي يدخل بيت
الملك، يجتهد أن يتأدب بآدابه سبحانه.
(5)بعض آداب
المساجد التي تخص رمضان وغيره:
منها ما هو واجب، ومنها ما هو مستحب.
·
يجب تعظيم الله
تعالى عند الذهاب للمسجد، وتعظيم بيته الذي أدخله، فيستشعر قلبي هيبته، وقدرته
علي، وكبريائه، كما يستشعر رحمته ولطفه أن سمح لي بدخول بيته، واستقبلي بضعفي
وحاجتي ومسكنتي، ووعدني بأن يكفيني وأن يستجيب دعائي جل في علاه...
{ ذلك ومن يُعظّم
شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }
·
يجب أن يكون هدفي
من هذا المسير هو رضى الله تعالى، وليس التسلية، وليس مرافقة الصحبة، وليس مراءات
الناس حتى لا يقولوا أني لا أصلي معهم، وليس الاستمتاع بصوت الشيخ فلان أو فلان...
قال s: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما
لكل امرء ما نوى" البخاري ومسلم
·
يُستحب التبكير
للصلاة عموما، لأنه من المسارعة في الخيرات، ولأن كل لحظة أقضيها في المسجد في
انتظار الصلاة تحسب لي كأنني في صلاة:
عن أبي
هريرة d قال : قال s: " إذا توضأ أحدكم فأحسن وأتى المسجد لا يريد إلا الصلاة لم يخط خطوة
إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه خطيئة حتى يدخل المسجد، وإذا دخل المسجد كان في
صلاة ما كانت تحبسه، وتصلي عليه ( يعني الملائكة ) ما دام في مجلسه الذي يصلي فيه
: اللهم اغفر له اللهم ارحمه مالم يحدِث فيه" صحيح البخاري.
·
يُسن إذا قُدّر أن تأخرت عن الصلاة، أن لا تُسرع عند سماع الإقامة:
قال s: " إذا سمعتم الإقامة فلا تأتوا إلى الصلاة وأنتم تسعون،
وامشوا وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا
" صحيح البخاري
·
يُستحب المشي إلى الصلاة بالأقدام، والركوب جائز.
عن أبيِّ
بن كعب d قال : كان رجل لا أعلم رجلاً أبعد إلى المسجد منه، وكان لا
تخطئه صلاةً، فقيل له: لو اشتريت حماراً تركبه في الظلماء وفي الرمضاء!؟
قال:
ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي
إذا رجعت إلى أهلي.
فأُخبـِـر
النبي s بذلك فقال: "قد جمع الله لك ذلك كله
" صحيح مسلم.
·
يُسن للرجال التزين والتطيب للمسجد، ويحرم عـلى النساء الخروج من بيوتهن، وخاصة الذهاب للمسجد
بزينة:
إن كان بلباس ضيق، أو ملفت بزينته، أو معطر، أو بوضع مساحيق،
أو لبس الذهب والاكسسوارات... الخ.
·
يجب على المرأة استئذان زوجها أو والدها قبل الذهاب للمسجد،
ويستحب له السماح لها:
فإن رفض وجب عليها طاعته، لأن طاعة الزوج والأب واجبة،
والصلاة في المسجد بالنسبة للمرأة نافلة.
·
لا
يجوز لمن به
رائحة كريهة أن يحضر صلاة الجماعة:
إن كان بسبب الثوم والبصل، أو رائحة العرق والجرابات، أو
رائحة الدخان، لأنه يؤذي المصلين والملائكة.
قال s: "من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزل مصلانا وليقعد في
بيته فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم" صحيح مسلم.
ومن ابتلي بالدخان، عليه أن يجهز ثيابا نظيفة مطيبة،
وينظف فمه جيدا قبل صلاة الجماعة.
·
من
الخطأ التكلف في اختيار المصلي مسجدا فيه قارئ حسن الصوت:
ويجوز له دون تكلف، خاصة إن كان سيعينه على تدبر كلام الله،
وحضور قلبه عند سماعه.
قال s: "ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ كإذنِه لنبيٍّ ، يتغنَّى بالقرآن
يجهرُ به"
صحيح مسلم
أما إذا كانت رغبته في الاستمتاع بصوت القارئ، والإعجاب
بتنغيمه وأدائه وفنّه، فإن ذلك من علامات قرب يوم القيامة.
قال s: "بادِروا بِالأعمالِ سِتًّا: إمَارَةُ السُّفهاءِ، و
كَثرةُ الشَّرْطِ، و بَيعُ الحُكمِ، و اسْتِخفافًا بِالدَّمِ، وقَطيعةِ الرَّحِمِ،
ونَشْؤٌ يَتخذِونَ القرآنَ مَزامِيرَ، يُقدِمُونَ أحَدَهمْ لِيُغنيهم و إن كان
أقلهم فقها" صحيح الجامع للألباني
فإذا كان في مسجد حيّه من يُطبق السنة أكثر فالأفضل أن
يصلي معه.
وإذا كان الإمام حسن الصوت في مسجد بعيد، فمن الخطأ تضييع
الأوقات الثمينة التي هي عمر الإنسان على هدف مثل هذا.
·
يُسن عند دخول المسجد قول أحد الأدعية المأثورة عن النبي s:
"أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم من الشيطان
الرجيم"
"بسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي
أبواب رحمتك"
"بسم الله، اللهم صل على محمد"
وعند الخروج قول:
"اللهم إني أسألك من فضلك"
"بسم الله، والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي
أبواب فضلك"
"وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وليقل: اللهم
اعصمني من الشيطان الرجيم"
"بسم الله، اللهم صل على محمد"
·
يجب في المسجد الهدوء وتعظيم الله تعالى:
فلا يجوز أن يتعامل الإنسان في المسجد وكأنه في السوق، أو
في بيته، فيعلي صوته، أو ينادي ويمزح باستهتار، أو يكثر الضحك، أو يقضي الوقت في
الكلام عن أمور الدنيا، أو يزعج المصلين ولو بتلاوة القرآن
عن فروة بن عمرو البياضي d : أنَّ رسولَ اللهِ s خرج على الناسِ وهم يصلُّونَ وقد
علتْ أصواتُهم بالقراءةِ فقال: "إنَّ المصلِّي يناجي ربَّهُ فلينظرْ بما يناجيهِ بِهِ ،
ولا يجهرْ بعضُكم على بعضٍ بالقرآنِ" أصل صفة الصلاة للألباني.
فإن كان قد نهانا
عن رفع أصواتنا بالقرآن، فمن باب أولى غيره من الكلام !!
وفي حديث الأعرابي الذي بال في المسجد قال s : "إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ
تَصْلُحُ لِشَىْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلاَ الْقَذَرِ، إِنَّمَا هِىَ لِذِكْرِ
اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلاَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ" رواه مسلم
·
يُسنّ سنة مؤكدة أداء تحية المسجد ركعتين عند الدخول:
فإذا دخل ووجد الصلاة قد أقيمت فدخل معهم فإن هذا يُجزؤه
عن تحية المسجد.
·
يحرم البيع والشراء في المسجد، كما يحرم إنشاد الضالة:
فمن أضاع شيئا في المسجد فإنه يحرم أن ينادي الناس ويقول:
هل رأيتم كذا وكذا، هل وجدتم كذا وكذا! كما يحرم أن يعلق ورقة داخل المسجد لأنها
في حكم الكلام، أما إن علق ورقة على جدار المسجد أو بابه من الخارج فلا بأس، أو
أخبر المؤذن أو الإمام فيما بينه وبينه فلا بأس.
قال s : "إذا رأيتُم من يبيعَ أو يبتاعُ في المسجدِ فقولوا: لا أربحَ اللهُ تجارتَك، وإذا رأيتُم من ينشُدُ فيه
ضالَّةً فقولوا: لا رَدَّ اللهُ عليك ضالَّتَك" صحيح الجامع للألباني
وفسرها s في حديث آخر
"فإن المساجد
لم تُبْنَ لهذا" صحيح مسلم.
·
يُسن أن يضع المصلي أمامه سُترة:
وأن تكون قريبة منه، فإذا مر أحد خلف السترة فلا يؤثر
عليه، وإن مر أحد بينه وبين السترة منعه بلطف، فإن لم يتوقف دافعه ولم يسمح له
بالمرور.
قال s : "إذا صلَّى أحدُكُم إلى شيءٍ يستُرُهُ من الناسِ،فأرادَ
أحَدٌ أنْ يَجتازَ بين يديْهِ، فليدفَعْهُ، فإنْ أبى فَليُقاتِلهُ، فإنما هو
شيطانٌ" البخاري
فإن لم يتخذ سترة فإن مرور
المرأة، والكلب الأسود، والحمار أمامه يقطع صلاته أو ينقص أجرها.
فإن مروا على مسافة منه، تزيد
قليلا عما يحتاجه للسجود فلا شيء عليه.
وخلال صلاة الجماعة لا يحتاج
الإنسان إلى سترة، لأن سترة الإمام سترة للمأمومين.
أما المسبوق الذي قام يقضي ما
فاته من ركعات فإنه كالمنفرد، لابد وأن يمنع من أن يمر أمامه أحد.
·
يحرم على المسلم أن يمر قريبا أمام المصلي، أو بينه وبين
سترته، ويجب عليه أن يبتعد عنه بمقدار موضع سجوده:
قال s :" لَوْ
يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ
يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ" قَالَ أَبُو النَّضْرِ لا أَدْرِي أَقَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا
أَوْ سَنَة ً رواه البخاري
·
يحرم على المسلم أن يتسبب في تقذير المسجد أو إتلاف شيء فيه،
بل يحرم عليه البصاق فيه:
قال s : "البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها" صحيح الجامع للألباني
·
يجب إتمام الصفوف في صلاة الجماعة:
ولا
يجوز ترك
فُرَجٍ فيها، ولا الشروع في الصف الثاني والصف الأول فيه فرجة، ولا في الثالث
والثاني فيه فرجة.. وهكذا.
قال s : "أَلَا تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ
رَبِّهَا"
فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تَصُفُّ
الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا ؟
قَالَ : "يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الْأُوَلَ ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي
الصَّفِّ" رواه مسلم
وقال s: "أَتِمُّوا الصَّفَّ الْمُقَدَّمَ، ثُمَّ الَّذِي
يَلِيهِ، فَمَا كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَلْيَكُنْ فِي الصَّفِّ الْمُؤَخَّرِ" صحيح أبي داود للألباني
و من صلَّى خلف الصف وحده مع وجود فرجة في الصف الذي
أمامه، فإن صلاته باطلة.
·
يجب تسوية الصفوف في الصلاة، وإلا خالف الله بين قلوبنا:
قال s : "سَوُّوا صُفُوفَكُمْ , فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ
مِنْ إِقَامَةِ الصَّلاةِ" البخاري
وعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ d قَالَ: كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ s يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاةِ
وَيَقُولُ: "اسْتَوُوا,
وَلا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ" صحيح مسلم
والمقصود بالتسوية أن لا يكون أحد متقدم عن أخيه أو
متأخرا عنه، وهذا يُعرف بالمناكب، والظهر، وكعوب الأقدام، وليس بأطراف الأقدام.
·
ويُسنَ التراص في الصفوف:
قال s : "أقيموا الصُّفوفَ وحاذُوا بينَ المناكبِ وسُدُّوا
الخللَ ولينوا بأيدي إخوانِكم ولا تذَروا فرُجاتٍ للشَّيطانِ ومَن وصَلَ صفًّا
وصَلَه اللَّهُ ومن قطعَ صفًّا قطعَه اللَّهُ" صحيح أبي داود للألباني
والمقصود بالتراص هو الملامسة، فلا ينبغي الابتعاد عن
إخوانك خجلا أو تفسحا، وليس المقصود بالتراص المزاحمة.
وينبغي أن يلين المؤمن مع إخوانه إذا حاولوا تغيير وضعه
ليتموا تسوية الصف.
قال s : "سوُّوا صفوفَكم، و حاذُوا بينَ مَناكبِكُم، ولِينُوا
في أيدي إخوانِكُم، وسدُّوا الخَلَلَ، فإنَّ الشَّيطانَ يدخُلُ فيما بينَكُم
بمنزلةِ الحَذَفِ (يَعني
أولادَ الضَّأنِ الصِّغارِ)" صحيح الترغيب للألباني
·
يجب على من رأى فرجة في صف أن يسدها، فمن فعل هذا حاز أجرا
عظيما:
قال s : "مَنْ سَدَّ فُرْجَةً بَنَى اللهُ لهُ بَيْتًا في الجنةِ،
و رفعَهُ بِها درجةً" السلسلة الصحيحة للألباني
(6)بعض أحكام
صلاة الجمعة خاصّةً:
·
يسنّ التبكير لصلاة الجمعة:
قال s : "من اغتسلَ يومَ الجمعةِ غسلَ الجنابةِ ثم راح فكأنما
قرَّبَ بَدَنَةً، ومن راح في الساعةِ الثانيةِ فكأنما قرَّبَ بقرةً، ومن راح في
الثالثةِ فكأنما قرَّبَ كبشًا أقرنَ، ومن راح في الساعةِ الرابعةِ فكأنما قرَّب
دجاجةً، ومن راح في الساعةِ الخامسةِ فكأنما قرب بيضةً، فإذا خرج الإمامُ حضرتِ
الملائكةُ يستمعون الذكرَ" البخاري
وتُحسب بداية هذه الساعات من الفجر، ويُقسّم الوقت بين الفجر
والجمعة على خمسة أجزاء.
فإذا كانت المساجد لا تفتح أصلا كل هذا الوقت، فيفعل
المصلي ما يستطيعه {فاتقوا
الله ما استطعتم}
·
لا
يجوز أن
يُقيم أحد أحدا من مجلسه ليجلس مكانه:
"نهى النبي s أن يُقامَ الرَّجُل من
مجلسِه، ويجلس فيه، ولكن تفسَّحوا وتوسَّعوا" متفق عليه
ومَن قام من مكانِه لحاجةٍ فهو أحقُّ بمكانه إذا
رجعَ إليه.
أما حجز الأماكن في المساجد وحلق العلم وغيرها فلا
يجوز، لأن
الأحق بالمجلس هو الأسبق إليه، وحجز الإنسان مكانا لنفسه أو قريبه...الخ اعتداء
على حقوق المسلمين، وغصبا للأرض التي كان من حقهم الجلوس عليها.
·
يُسن الاشتغال بالعبادة والذكر في المسجد حتى يبدأ الإمام
خطبته:
ومن العبادات التي ورد الحث عليها قبل خطبة الجمعة
الإكثار من الصلاة ركعتين ركعتين، ولا يُنهى عن أدائهم وقت الزوال في هذا اليوم.
قال s : "لا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ
مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ
بَيْتِهِ ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ثُمَّ يُصَلِّي مَا
كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ
مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى" متفق عليه
·
لا
يجوز التحلق
لقراءة القرآن أو طلب العلم قبل صلاة يوم الجمعة:
عن عبد الله بن عمرو d : أنَّ رسولَ اللَّهِ s نَهى عنِ الشِّراءِ والبيعِ في المسجدِ وأن تنشدَ فيهِ ضالَّةٌ
وأن ينشدَ فيهِ شعرٌ ونَهى عنِ التَّحلُّقِ قبلَ الصَّلاةِ يومَ الجمعة صحيح أبي داود للألباني
·
يجب الاستماع للخطبة دون لغو ولا حركة زائدة، وهذا يشمل أنه:
-
لا
تجوز صلاة
النافلة – إلا
تحية المسجد فإنها سنة ولو كان الإمام يخطب.
-
لا
يجوز الكلام
مطلقا.
-
لا
يجوز السلام
على الجلوس عند الدخول.
-
لا
يجوز رد
السلام على من يسلم.
-
لا
يجوز تشميت
العاطس.
-
لا
يجوز الصلاة
على النبي s عند ذكره، وتكفي صلاة الإمام عليه.
-
لا
يجوز تنبيه
أحد بالكلام على أي أمر –إلا لضرورة حقيقية– ولو كان تنبيهه على لزوم السكوت.
-
لا
يجوز العبث
بأي شيء دون حاجة، كالعبث بالأرض، أو الحصى، أو الملابس، أو الهاتف... الخ.
-
لا
تجوز قراءة
القرآن أو كتاب أو مطوية... الخ
فمن أتى يسلم عليك فلا ترد عليه، فإن مدّ يده وأصر فصافحه
دون كلام.
وإذا رأيت من يعبث أو يتكلم وأردت أن تنبهه، فأقصى ما
تستطيعه هو أن تشير إليه بالإشارة دون إحداث صوت.
قال s : "من تكلَّمَ يومَ الجمعةِ والإمامُ يخطبُ فهو كمثلِ
الحمارِ يحملُ أسفارًا والذي يقولُ لهُ أنْصِتْ ليس لهُ جمعةٌ" حسّن إسناده أحمد شاكر
قال s : "إذا قلتَ لصاحبِك يومَ الجمُعةِ أَنصِتْ، والإمامُ
يَخطُبُ، فقد لَغَوتَ " البخاري
يعني: ضاع ثوابُ جمعتك أو قلّ.
قال s : "من مسَّ الحصَى فقد لغا" صحيح مسلم
يعني: يوم الجمعة.
·
يُسنّ الدعاء بين الخطبتين، لأنها من أوقات الإجابة.
عن أبي موسى الأشعري d قال: قال لي عبدُ اللهِ بنُ عمرَ:
أسمعتَ أباك يحدِّثُ عن رسولِ اللهِ s في شأنِ ساعةِ الجمعةِ؟ قال: قلتُ
نعم، سمعتُه يقول:
سمعتُ رسولَ اللهِ s يقول "هي ما بين أن يجلسَ الإمامُ إلى أن تُقضى الصلاةُ" صحيح مسلم
·
يجب على من أدرك ركعة من صلاة الجمعة مع الإمام أن يُتمّها
جمعة:
وذلك بإضافة ركعة واحدة فقط معها (مع الانتباه إلى أن
إدراك الركعة يحصل بإدراك الإمام قبل أن يرفع من الركوع)
أما من لم يدرك ركعة مع الإمام، كأن دخل معه وهو ساجد في
الركعة الثانية مثلا، فإنه يصلي معهم ما بقي ثم يصحح نيته (بأن ينوي صلاته ظهرا)
ثم يقوم ويصلي أربع ركعات ظهرا.
عن عبد الله بن مسعود d قال: مَن أدرك من الجمُعةِ ركعةً ؛ فليُضِفْ إليها أُخرَى،
ومَن فاتته الرَّكعتانِ ؛ فليصلِّ أربعًا. تمام المنة للألباني.
·
يُسنّ الصلاة أربع ركعات بعد صلاة لجمعة في المسجد، وركعتين في
البيت.
قال s : "من كان مصليًّا بعد الجمعة، فليصلِّ أربعًا" متفق عليه
عن ابنِ عمرَ d قال "كان رسولُ الله s إذا صلَّى
الجمعة انصرف فسجدَ سجدتين في بيته" صحيح مسلم
هذا ما يسّر الله
تعالى لنا جمعه، والمقصود منه التنبيه على ما يغفل الناس عنه عادة
أما أحكام المساجد
والجمعة فأكثر من ذلك، ويُرجع فيها لكتب الفقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق