~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الأحد، 4 أغسطس 2013

أمراض قلبي << من كتاب الله 4 (الجزء الثالث)

  
"أمراض قلبيمن كتاب الله"


الجزء الثالث

{ يُنادونَهم: ألَم نَكُن مَعكُم !!؟


 قالوا: بلى..
ولكنكم:
 فتنتم أنفسكم
 وتربصتم
 وارتبتم
 وغرتكم الأماني

حتى جاء أمر الله

 وغركم بالله الغَرور }
الحديد١٤



{ وارتبتم }

من صفات المنافق أنه مرتاب، متشكك، غير موقن بحقيقة "الغيبيات" التي نُخبرُ عنها

قد يكون مرتابا بوجود الله! جل في علاه
لمجرد أنه لا يراه

قد يكون مرتابا بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم كآخر النبيين، ومتشكك بالدين الذي جاء به

قد يكون مرتابا بوجود الجنة والنار
وقد وقد...


وهذه الأنواع من الريبة وغيرها  تعني أن هذا الإنسان منافق نفاقا أكبر

(فليس من الضروري أن يكون المنافق مُكذّباً تماما لشيء من أصول الدين، يكفي أن يكون مرتابا به.. شاكّاً غير موقن)

{إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا...}
الحجرات١٥

{إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون}
التوبة٤٥



وهناك أنواع من الريب أخف وطأة من هذه، لكنها لازالت في دائرة الخطر..

 لأن كلمة مؤمن يا إخوتي.. تعني موقن
الإيمان = التصديق الجازم

فالمتشكك، المحتار، المتردد... لا يُطلق عليه وصف مؤمن !

وهذا خطر عظييييييييم ..

فكم في قلوبنا من الشكوك والتردد.. خاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن، وكثر كسلنا  عن تعلم ديننا وبذلنا الجهد لفهمه وريّ قلوبنا به !



 فقد أكون مؤمنا بالله تعالى.. لكنني غير موقن أنه وحده الرزاق!

فتراني أذل نفسي، وأريق ماء وجهي عند باب فلان وفلان.. ليعطيني هذا كذا، ويتفضل علي هذا بكذا...

وأنا ممتلئ شعورا أن: إذا فلان لم يعطيني.. توقف رزقي، وسأكون في هلاك!!

فهل أسمى بهذا مؤمناً حقا ؟

( أكيد أن في قلبي أصل الإيمان، الإيمان الإجمالي الذي يتهاوى عند الابتلاءات، الإيمان الذي سيجعل مصيري في النهاية الجنة.. لكن لا أعلم كم سأقضي في النار قبل ذلك!!! )


 عندما يُقال لي {ومن يتق الله يجعل له مخرجا}

-ويكون بين يدي مفتاح خزنة الشركة
-ويكون تحت يدي أرقام حسابات العملاء
-وأكون أستطيع أن أرفع صوتي على الزوج وأطالب بحقي
-وأكون أستطيع أن أغتاب فلان وأفضحه في المجالس كما اغتابني.......

فهل أنا موقن أنه {من يتق الله  يجعل له مخرجا} ؟؟

أم أنني ممتلئ شعوراً، أنني لو لم آخذ حقي بيدي (ولو بطريقة لا تُرضي الله تعالى) فإن حقي سيضيع وسأهلك !


 هل أنا موقن: أنني لو جعلت الآخرة همي.. ستأتيني الدنيا راغمة؟

 هل أنا موقن أنني عندما آوي إلى الله، وألتزم حبله المتين.. فإنه سيُؤويني؟

 هل أنا موقن أنني إذا تركت شيئا لله.. يقينا عوضني الله خيرا منه؟

 هل أنا موقن بصفات الله تعالى بتفاصيلها كما ذكرها في القرآن؟

 هل أنا موقن بالسنة لأن الله أمرني باتباعها في القرآن؟

 هل أنا موقن بمديح الله للصحابة في القرآن؟

 هل وهل وهل....؟؟؟؟؟




عندما نراجع قلوبنا (نسأل الله أن يصلح قلوبنا) نجد أننا في كثيــــر من تفاصيل حياتنا ومشاعرنا، غير موقنين بكثير من وعود الله تعالى لنا..!

وكأن الذي وعدنا بها بشر 
وليس رب العالمين 
العظيم المتكبر 
الحكيم الرحيم سبحانه


 لا نتصور يا إخوتي أن الإيمان بالتمني
 ولا بالادعاء
 ولا بما هو مكتوب بالبطاقة
 ولا بوجودي في أسرة مسلمة وأذهب وأروح مع المؤمنين...

{ألم نكن معكم !!؟}

ونرجع وننبه: أن هذه الشكوك والترددات قد تدخل في النفاق الأصغر، وقد تدخل في النفاق الأكبر !!



ولنعلم يا إخوتي.. أن الإيمان درجات، والجنة درجات، والنار دركات، وأهوال يوم القيامة صعبة.. ولكنها تُهوّن على المؤمن على قدر إيمانه


 فإذا لم يكن همُّنا في هذه الدنيا إصلاح إيماننا حتى نلقى الله به.. فبماذا نهتم !!!؟


الدنيا ممر اختبار..  نهايته جزاء أبدي


فلنستخدم الدنيا بتفاصيلها.. للوصول للآخرة
ولا نُضيّع الآخرة.. من أجل تفاصيل الدنيا!


اللهم أنت أرحم الراحمين
اللهم أنت العفو الحليم

ياااارب.. احلم علينا، واهد قلوبنا بألطف اللطف، وأعنا على أن نكون عبيداً ترضى أنت عنهم
ويسر لنا طريقنا في الدنيا
وهون علينا كرب يوم القيامة
واعتق رقابنا من النار
وأدخلنا الجنة بعفوك ورحمتك ياااا أرحم الراحمين
اللهم آمين


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية