~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الأحد، 4 أغسطس 2013

أمراض قلبي << من كتاب الله 4 (الجزء الثاني)


  
"أمراض قلبيمن كتاب الله"



الجزء الثاني

{ يُنادونَهم: ألَم نَكُن مَعكُم !!؟


 قالوا: بلى..
ولكنكم:
فتنتم أنفسكم
وتربصتم
وارتبتم
وغرتكم الأماني

حتى جاء أمر الله

وغركم بالله الغَرور }
الحديد١٤



 { وتربصتم }

التربص: الانتظار

قيل: تربصتم أن يَهلك المؤمنون وتذهب ريحهم، فتُظهروا مافي قلوبكم، دون أن تخشوا أحدا.

وقيل: انتظرتم وأخرتم التوبة والإيمان.



فمن أمراض القلوب التي تدل على إصابة صاحبها بالنفاق (الأصغر أو الأكبر)

 التربص 

أن يجد أحدنا في قلبه أحد شعورين:

إما أنه: لا يحب أهل الإيمان، لا يرتاح لهم، لا يندمج معهم (يرى فيهم العيوب ويرى في غيرهم المميزات والجمال)

- مع ملاحظة أنه لا أحد كامل ولا مثالي بين البشر أجمعين -

لكن ترى هذا الذي في قلبه التربص، لا يعذر أهل الإيمان بعيوبهم، لا يرى نفسه واحدا منهم فيحسن الظن بهم، ويرفق معهم وينصحهم ويعينهم ويوجههم...

هو يرى نفسه مختلفا عنهم!
لا يرى أصلا أنهم أهل إيمان وصلاح.. يرى أنهم فاسدون مفسدون
ويرى نفسه هو المصلح!
( على الرغم من قلة علمه بالدين ومخالفاته الكثيرة له )

{ وإذا قيل لهم لا تُفسدوا في الأرض.. قالوا: إنما نحن مُصلحون ! }
البقرة

فهو يرى نفسه وعقله وخبرته وأفكاره واعتقاداته.... هي الصواب، هي الصلاح!!

ويرى المؤمنين، ببذلهم الجهد لتعلم القرآن والسنة ومجاهدتهم أنفسهم لتطبيقهما (مع ما يبقى فيهم من عيوب) هم أهل الفساد!!

لهذا هو لا يحب المؤمنين
لا تعجبه طريقتهم
ولا استسلامهم للحق
ولا مخالفتهم له ولأهوائه
ولا لإنكارهم المنكر عليه وعلى أمثاله...

فهو دائم التربص بهم!

يتمنى اليوم الذي يُغلبون فيه، يضعفون، تنكسر شوكتهم، فلا يبقى لهم تأثير على المجتمع، حتى يُظهر هو وأمثاله مافي قلوبهم دون أن يجدوا من يُنكر عليهم أو يُظهر عَوارَ ما يعتقدون أو ما يَدْعون إليه الناس بلا علم



 أو يجد في قلبه شعور: أنه غير مكترث بالتوبة، غير مكترث بتحقيق الإيمان
ليس وقته!
هو مشغول الآن بأموره المهمة وتفاصيل حياته
مشغول بالوصول للأهداف التي تؤرق قلبه!

فليس الآن وقت توبة، وبكاء، ونكد، وذل بين يدي الله، وتحويل اهتماماتي من الدنيا للآخرة !!!

ليس هذا وقته..

ربما لاحقاً!
ربما بعد أن أحقق كذا وكذا من أهدافي
ربما حين يكبرون أطفالي
ربما حين أصبح غنيا.....

لكن ليس الآن

تربّصَ بالتوبة والإيمان..
فجاءه ملك الموت بلا ميعاد سابق
وانتهى اختباره قبل أن يتوب وقبل أن يسعى لتحقيق الإيمان في قلبه وجوارحه



فلنحذر يا إخوتي على قلوبنا من هذا المرض

 لنحذر أن نفصل أنفسنا عن جماعة المؤمنين (التي فيها عيوبٌ لا يخلو منها بشر، وهم أحوج ما يكونون للنصيحة والتنبيه والرفق وحسن الظن... )

فيكون عندي شعور بالنفرة منهم، وتمني ضعفهم، والكره لتمكينهم في الأرض..


 ولنحذر أن نؤجل التوبة والاستعداد للآخرة إلى بعد ساعة!

ولا نخف
سنظل بشر.. وسنظل نعصي
لكن سنكون في دائرة الإيمان والجهاد.. وسيجزينا الملك الشكور على قدر جهادنا وتوبتنا

بدلا من أن يأتينا ملك الموت ونحن بعيدون، معاندون، غافلون عن الاستعداد للقاء

 الملك 

الذي أعد لنا جنات تجري من تحتها الأنهار (فضلا منه وإحسانا)


وأعد لنا نارا تلظى (عدلا منه وحكمة)


فإن هذا المرض شعبة من شعب النفاق!!


فلنلزم باب القريب المجيب
ولنستعن به على أنفسنا
ولا نترك أنفسنا كما هي.. لنستعن ونجاهد ونستعن ونجاهد.. ونصبر!!
حتى يأتينا اليقين.. ونحن كذلك



اللهم ياااااارب
يامن وسعت رحمتك كل شيء
طهر قلوبنا.. طهر قلوبنا.. طهر قلوبنا بألطف اللطف
علمنا عنك ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
ولا تُعاملنا بعدلك!!
عاملنا بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين
واجعل خير أيامنا.. يوم لقاءك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية