~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الأحد، 4 أغسطس 2013

أمراض قلبي << من كتاب الله 4 (الجزء الرابع)

  
"أمراض قلبيمن كتاب الله"


الجزء الرابع

{ يُنادونَهم: ألَم نَكُن مَعكُم !!؟


 قالوا: بلى..
ولكنكم:
 فتنتم أنفسكم
 وتربصتم
 وارتبتم
 وغرتكم الأماني

حتى جاء أمر الله

 وغركم بالله الغَرور }
الحديد١٤



 {وغرتكم الأماني}

الأمنية: هي الرغبة في حصول الشيء، إن كان ممكناً أو مُستحيلاً.

وقد رزقنا الله الخبير سبحانه القدرة على الخيال والتمنّي والهمة..
حتى نستطيع إنجاز اختبارنا في هذه الدنيا بأفضل وأعلى نتيجة ممكنة 

لكنه كأي رزق آخر:

- إن استخدمناه في التقرب إلى الله.. خَدمَنا وكان دافعاً لنا إلى ذلك

- وإن توقفنا عنده ولهينا به!! ضيعنا وقتنا وجهدنا، ولقينا الله تعالى ببضاعة مزجاة!



ومن أعظم الفتن التي تواجه بعض الشخصيات (ويجب أن نحذر منها أشد الحذر حتى لا تهلكنا)

*  فتنة الأماني  *

العبد المفتون بهذه الفتنة، يغلب عليه أنه:

يحب الراحة (زيادة)
يحب الكسل (زيادة)
يحب المرح والمتعة (زيادة)
يحب أن لا يفكر كثيرا ولا يتعب عقله
لا "يريد" أن يصبر
لا يريد أن يتكدر خاطره
لا يريد أن يُنقص من لحظات متعته شيئاً (هذه رغبته وإن لم يكن مستمتعا واقعياً! )
لا يريد أن ينظر له أحد على أنه مخطئ
لا يريد أن ينصحه أو يعظه أحد
لا يريد تذكر الموت
لا يريد الاستعداد له
لا يريد أن يتعامل مع دين الله بجدية
{يا يحيى خذ الكتاب بقوة}

.....


ثم كيف يفكر خلال ذلك!؟

يقول {سيُغفر لنا}!
الله غفور رحيم
لا يمكن أن يعذبني الله
أنا أفضل من غيري (ويختار سفلة الناس فيقارن نفسه بهم)
أنا مختلط بالمؤمنين في كل مكان، أذهب وآتي معهم، فأنا منهم، وسأُعامل مثل معاملتهم يوم القيامة
أنا لدي رصيد حسنات كذا وكذا.. فهي كافية!


وقد يكون النفاق متمكناً منه أكثر فيقول:

غداً يُهزم هؤلاء المتدينين
غداً نصل للديمقراطية فننجو من تخلفهم
غداً ينتصر العالم الغربي المتقدم فنرتاح من هؤلاء ونصائحهم...



هذا المفتون غاااارق بالأمنيات
غارق بالأحلام المثالية
غارق بالطمأنينة على مستقبله بين يدي الله!

وهُو واقعياً..
غارق في الشهوات
كاره للمستقيمين وكل من يذكره بالدين
مُستهين بحق الله تعالى وعظمته وجبروته
يتعامل معه كأنه لا يراه، أو لا يعلم بما في قلبه، أو كأنه "مجبور!!" أن يغفر له ويعامله معاملة المؤمنين!!!

حاشاه ربي سبحانه الملك العظيم



فما الفرق إذن بينه وبين المؤمن العاصي (وكل مؤمن لابد وأنه عاصي!!)

أن المؤمن يرتكب الذنب، وقد يكرره، وقد يعجز عن تركه...!!

١- وهو كاره له

٢- خائف من الملك العظيم أن يعاقبه عليه، لهذا فهو دائم التوبة والاستغفار.. وإن تكرر منه ذلك

٣- مُستحييييييي من ربه، الذي يغرقه بالنعم ليل نهار وهو يقابله بما يكره سبحانه!

٤- محب للمؤمنين ويتمنى أن يكون مثلهم، وإن ضعُف عن ذلك

٥- لا يتجبر ولا يُعاند ولا يرفض النصيحة والتنبيه

٦- يبذل جهده لإصلاح نفسه، يبذل الجهد ! وإن لم يوصله جهده لشيء يذكر ( فالملك الشكور يشكره على جهده، لا على النتيجة التي يصل إليها )







أما من في قلبه مرض الأماني.. فإن فيه أكثر من مشكلة تحتاج إلى حل سريع:

١- عدم وجود الرغبة ! في الصلاح والاستقامة كما يحب الله (لأن الرغبة الصادقة إن كانت موجودة، سيتبعها دعاء وتذلل ومجاهدة ولو بسيطة)

٢- عدم تعظيم لله، فهو يتعامل مع الملك العظيم وكأنه سبحانه تحت أمره، ومهمته أن يحقق له أمانيه !! لا أنه الملك العظيم العزيز المتكبر.. الذي ليس لنا مهمة إلا أن نعبده ونسعى إلى رضاه

٣- شغوووووف بالدنيا، وأغلب (إن لم يكن كل) أمانيه محصورة فيها، فهو لا يكاد ينشغل بالآخرة والاستعداد لها (هذا إن كان مصدقاً بوجودها أصلاً)

٤- متكبر على المستقيمين، يرفض نصحهم وتنبيههم له، ولا يريد الاستماع للحق إلا إذا وافق هواه




مرض الأماني من أخطر علامات النفاق
أن يسلك الإنسان مسالك الضلال والمعصية والبدعة والكسل والجهل...

وهو غاية في الاطمئنان أن الدار الآخرة ستكون أحلى وأجمل !!

{وغرتكم الأماني}


فلنعلم أن
الله الحكيم الرحيم سبحانه

لم يتركنا هملاً!

١- علّمَنا عنه وعن صفاته وعن عظمته وعن رحمته... حتى تمتلأ قلوبنا حبا وتعظيما له

٢- وعلمنا بالضبط كيف يُريدنا أن نعبده، وكيف نُرضيه، وإذا قصرنا ماذا نفعل، وإذا زللنا كيف نتصرف...

فلا يعيش الإنسان دور المتغافل!! كأنه لا يعلم
فيُضيّع حياته بالأماني.. دون أن يبذل في تحقيق هذه الأماني جهداً يُذكر

ثم يقول: الله غفور رحيم، سيغفر لي

 فإنه بهذا يتهم الله تعالى بأنه غير صادق في وعوده!! ~ حاشاه ربي~

وأن كل أنواع الوعيد التي تهدّد بها العاصين والغافلين والمعاندين والمتكبرين... في القرآن والسنة هباء !!!

وكأنه لم ينزل من الدين إلا هذه الجملة
"الله غفور رحيم!!"



وهذه الآية ليست خاصة بالعاصين البعيدين.. إنما هي من المستقيمين أقرب!!

فمشكلتنا أننا نستبعد النفاق عن أنفسنا (بخلاف المستقيمين حقاً!! )

وغرتنا الأماني..

أنا مستقيم، أنا طائع، أنا أفضل من فلان وفلان، بما أن الله أعطاني الدين إذن لابد وأنه يحبني، لقد نجوت، الآن مهمتي أن أنقذ من حولي!!!

{وغرتكم الأماني}

لأننا نظن أن الله يعاقب على ذنوب الجوارح فقط.. ولا يعاقب على ذنوب القلوب!

فكم في قلوبنا من كبر!؟
كم في قلوبنا من كفر بنعمة الله ونسبتها إلى أنفسنا!؟
كم في قلوبنا من تعلقات دنيوية تشغل قلوبنا ليل نهار!؟
أين خشيتنا من الله!؟
أين تعظيمنا له سبحانه وإدراكنا لعظيم تقصيرنا في حقه!؟
أين تذللنا بين يديه ليرحمنا وينجينا من نفوسنا وأمراضنا!؟
أين تركيزنا على أنفسنا لنكتشف مافيها.. ثم نجتهد لإصلاحها.. بدلا من دوام انتقادنا للناس من حولنا!؟
أين أداء الحقوق التي علينا!؟
أين خوفنا من المال الحرام ابتداء بالورق الذي آخذه من مكان عملي، إلى خروجي قبل الوقت بنصف ساعة!!؟
أين وأين وأين؟؟؟



لو كان شعور الأمن في الدنيا هو المطلوب من المؤمن، لكن أولى المؤمنين به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ( حين كانت تتشقق رجلاه من قيام الليل، ويُسمع لبكائه أزيزا مثل أزيز المرجل! )

وأبو بكر {ثاني اثنين} كانت لا تُسمع قراءته من البكاء

وعمر الفاروق، مات وهو يتمنى لو لم يُخلق، وكان يخشى على نفسه النفاق!!!


يقول العزيز سبحانه في وصف أهل الجنة (المؤمنين)

{إنا كنا قبل في أهلنا مُشفقين}الطور
يعني خائفين

ويقول في وصف المؤمنين
{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم "وجلة"!!
أنهم إلى ربهم راجعون} المؤمنون٦٠


فمن وجد أن شعوره مختلف عن هؤلاء..
من تصور أن هذه الآية لا تخصه..

فليخش على نفسه
وليسارع في العلم عن صفات ربه، وصفات نفسه، وحقيقة الدنيا...
وليجاهد وليتذلل وليبك بين يدي ربه..

لعل الله يقبضه.. وقد طهر قلبه (ولو جزئياً) من وصف النفاق.. فينجو عند لقائه



اللهم ياربنا
أيها الحلييييييم
أيها العفو
أيها الكريم
احلم علينا.. واعف عنا.. ولا تعاملنا بما نستحق
أصلح قلوبنا بلطف، أعنا أعنا أعنا ويسر لنا الهداية
ولا تمتنا إلا وأنت راض عنا
اللهم امين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية