~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الأحد، 4 أغسطس 2013

أمراض قلبي << من كتاب الله 4 (الجزء الخامس)

  
"أمراض قلبيمن كتاب الله"



الجزء الخامس

{ يُنادونَهم: ألَم نَكُن مَعكُم !!؟


 قالوا: بلى..
ولكنكم:
 فتنتم أنفسكم
 وتربصتم
 وارتبتم
 وغرتكم الأماني

حتى جاء أمر الله

 وغركم بالله الغَرور }
الحديد١٤



{وغركم بالله الغرور}

الغَرور: هو الشيطان

نحن نعلم يقيناً أن هناك مخلوق اسمه الشيطان
دائما يحدثوننا عنه
ويحذروننا من وسوسته

فكيف يوسوس لنا الشيطان!؟

هل سمع أحد منا يوماً صوتاً يأمره بالباطل أو ينهاه عن الحق!؟



ماهي الوسوسة واقعيا؟

الوسوسة = شعور

الشيطان حينما يوسوس لنا
لايقول لنا كلاما..

إنما يَجعلنا نشعر بشعور

هذا الشعور إذا كانت له مواصفات معينة.. أعلم يقينا أنه وسوسة وليس شعوراً نابعاً مِنّي

فماهي المشاعر التي يستطيع الشيطان أن يُنشأها بداخلي ويجب علي الحذر منها؟

سنضرب لها بعض الأمثلة فقط
عسى الله أن يرزقنا مزيد علم عنها في مكان أوسع من هذا



(١) تزيين الباطل

{وإذ زيّنَ لهم الشيطان أعمالهم}
الأنفال٤٨

فالشيطان يُنشئ في قلبك شعور بحلاوة شيء معين، يجعلك تشعر أنك تحبه:

-يكون في حقيقته بشعاً
-ونهايته مؤلمة (في الدنيا قبل الآخرة)
-وحقيقته تسبب القرف والغثيان (عندك أنت!)

لكن الله أعطاه هذه القدرة
فتنة لنا واختبار

ليميز الله بين من يصدق تزيين الشيطان
ومن يصدق كلام الرحمن سبحانه


فيزين لك العلاقة المحرمة
وبمجرد أن تقوم بها
يتركك !
وتجد في قلبك شعور بالخزي والقرف والكآبة والحقارة لا يعرفه إلا من جربه
وإذا كانت فتاة (نسأل الله السلامة لجميع بنات المسلمين)
ستدرك أن الرجل الذي رضي بهذه العلاقة كان يلعب، وأن الرجل يحب التغيير بفطرته، وهي كانت مجرد ذوق جديد يجربه، ثم يرميها بقسوة
ولا يهمه أبدا شعورها أو حبها أو شوقها أو مصيرها... ستتحول إلى لاشيء!!
والتي ابتليت بهذا.. تعرف حقيقة مانقول


يزين لك المال

فيصبح "همك" وتظل تلهث وراءه
ويضيع عمرك وأنت مهموم به...

ثم يتركك
فتلتفت وراءك، بعد أن وجدت أن عندك مشاعر مختلفة وحاجات لم تعمل لها حسابا..

فإذا بك قد خسرت عمرك وأهلك وأحبابك... من أجل اللهث على هذا المال (هذا بخلاف لحظاتك الذي خسرتها في غير الاستعداد للآخرة)


يزين لك الغيبة وكشف الأسرار

يشعرك أنها حقك، وأنك إن لم تتكلم أصابتك كآبه!

ثم نسأل: لماذا أصبح المجتمع مفككا ولا أحد يشعر بشعور الآخر!!


يزين لك التعالي وحب التميز

ويشعرك أنك أفضل واحد فيمن حولك..

ثم تكتشف أنك أصبحت أسوأ واحد فيهم (لتجرئك عليهم وإهمالك لقلبك)
فتفقد علاقاتك وتقطع حبال الود مع أقرب الناس إليك


يزين لك الطعام والشراب واللباس والمتع

حتى تُبالغ فيها، فتستهلك جهدك ووقتك وقلبك.. حتى يضيع عمرك عليها


تزيين  تزيين  تزيين(لا حقيقة له)

كيف أعرف أن شعور التزيين هذا من الشيطان؟

إذا خالف كلام الملك
الحكيم
الرحيم
اللطيف
الخبير سبحانه

فإنه يقينا يكون من الشيطان

فالله الرحيم سبحانه أمرني بما فيه كل الخير والمصلحة والسعادة لي..

والشيطان يُريد أن يُهلكني!! ويحرمني من كل هذا!


 إذن لابد وأن يكون بيني وبين كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام علاقة
أتدبرهما
أتعلم من العلماء ما لا أعلمه منهما

فإذا شعرت بمحبة شيء والرغبة بفعله.. وكان مخالفا لكلام الله تعالى أعلم يقيناً أنه خدعة من الشيطان.. وأنه كذب وليس بحقيقة!




(٢) التخويف من الحق

{إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه}
آل عمران١٧٥

يجعلك تشعر أن:
-الدين تشدد
-التدين كآبة
-المتدينين قاسين
-هؤلاء يُفسدون علينا الدنيا

أو:
-إذا تصدقت سيقل مالي
-إذا لم أذل نفسي لفلان سينقطع رزقي
-إذا لم أصرخ وأزمجر سيضيع حقي
-إذا رفقت مع زوجتي ستتجبر علي
-إذا احترمت زوجي سيستضعفني
-إذا لم أصرف أغلب وقتي في الجري وراء المال سأفتقر
-إذا عفوت عن الناس ورفقت بهم قالوا عني غبي!
-إذا لم أكذب.. سأتضرر!
-إذا ضيعت وقتي مع والديّ.. سيقل رزقي أو طلبي للعلم أو نجاحي...
-...

فكل شعور بالقلق، أو الخوف، أو التخطيط للمستقبل... يُعارض كلام الله تعالى وكلام رسوله... فهو من تخويف الشيطان (الذي ليس له حقيقة)

{الشيطان يعدكم الفقر!
ويأمركم بالفحشاء..

والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله

واسع
عليم }
البقرة ٢٦٨

فهل أتصور أن الدين الذي أنزله
الواسع.. العليم
أرحم الراحمين

الذي هو أرحم علي من أمي ومن نفسي..
أنزله ليُشقيني!
ليُهلكني!؟
ليحرمني الراحة والسعادة!!!؟

{طه.. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى!
إلا تذكرة لمن يخشى}
طه١


(٣) التطمين  من العاقبة

{يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}
النساء١٢٠

-سيغفر الله لك يقينا.. لا تخف
-جرب هذا الذنب.. وتب بعدها.. أمامك وقت
-لا تقم لقيام الليل، أنت متعب.. وعندك رصيد يكفيك من الحسنات
-الله يحبك.. أنت أفضل من غيرك
-أنت مستقيم.. ستنجو يوم القيامة
-...

يجعلك تطمئن لحالك.. فلا تخاف الملك العظيم الذي تعصيه
ولا تجري لتتوب بين يديه
ولا تكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة..

فكل إنسان يخطئ.. والمطلوب أن يعود فورا ويتوب ويعتذر من ربه الذي يغرقه بالنعم سبحانه..
ويحرص على الازدياد من الحسنات والأعمال الصالحة..

وهذا ما يمنعه منه الشيطان: لا تتب، ولا تتعب نفسك

أنت رائع.. وهذا يكفيك !!!




(٤) النزغ ونفخ الغضب

{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن
إن الشيطان ينزغ بينهم! }
الإسراء٥٣

-يكبر الأمر في نظرك
-يشعرك أنك إن لم تأخذ حقك الآن سيضيع
-يجعلك تغلي من الداخل
-يشعرك أن كرامتك أهدرت، ومكانتك اهتزت، لابد أن تثور وتُريهم مكانتهم!!

أو يجعلك تسيء الظن:
-هذا يقصدني
-أكيد قصده إهانتي
-يُريد إن يتعالى علي
-هذا حسدني
-هذا يريد أن يأخذ مكاني
-هذا الناس يحبونه ولا يحبونني
-هؤلاء يخططون لمضرتي
-....

حتى بين المستقيمين المؤمنين، أو الإخوة والأرحام!

يجعل الإنسان لا يفوت كلمة ولا نظرة ولا موقف ولا خطأ.. إلا ويجعله سببا للفرقة والشحناء والتقاطع والكراهية

فمن هذا الذي لا يخطئ!
هل أنت بنفسك لا تخطئ!!؟

فالرفق الرفق بإخوانك وبالناس

يقول الله تعالى

{ادفع بالتي هي أحسن

فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم
ولا يلقاها إلا الذين صبروا! ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم}
فصلت٣٤

ويقول جل في علاه
{إن بعض الظن إثم !! }
الحجرات١٢

فهل أنت "موقن" بكلام الملك الحكيم سبحانه؟

أم أنك تريد أخذ جميع حقوقك في الدنيا(وزيادة)
فتفقد محبة من حولك
وتتسبب في تفكك مجتمع المسلمين وضعفه وانتشار الحزن والقطيعة فيه !؟



في النهاية لنعلم..

أن المشاعر التي نشعر بها ( من محبة شيء، أو الخوف من شيء، أو الغضب من شيء، أو الظن في شيء..... الخ )

ليست كلها منا نحن !!

إنما كثير منها من عدونا الشيطان.. الذي مهمته معنا شيء واحد:

( الكذب )

{إن الله وعدكم وعد الحق.. ووعدتكم فأخلفتكم!!

وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكمفاستجبتم لي!!}
إبراهيم٢٢

فهو يكذب عليك في أول الأمر فقط.. ثم بمجرد أن تقع فيه..
يتركك
وتبدأ تندم وتتعب وتتمنى لو لم تفعله!

فاعلم أن جهادك في هذه اللحظة فقط:

أكثر من الاستعاذة
ذكّر نفسك بما علمك الله إياه من أوامر
اسأل نفسك: هل وعد الله الذي وعدني إياه حق؟ أم أنني شاكٌّ فيه !!؟
أمسك نفسك في هذا الوقت فقط!!

ثم تأتيك المكافأة بعد أن تجتاز الاختبار

أن يصرف الله عنك الشيطان
ويهدئ من قلبك وشعورك
ويبين لك المأساة التي كنت ستقع فيها...

حتى تأخذ تنهيدة من قلبك وتقول: الحمد لله الذي ثبتني ولم أفعل كذا وكذا!!



فالصراع في النهاية يا إخوتي..
حقيقة الاختبار الذي نحن فيه:

هو صراع بين الشعور (الهوى)
والمعلومات (الدين)

لهذا أكثر ما يرسب الإنسان في اختباراته.. عندما يندفع وراء شعوره.. أيا كان!

وأكثر ما ينجح في اختباراته، عندما يتأنى ويفكر ويركز على نفسه وعلى الحقائق التي علمه الله إياها

فلنُمسك أنفسنا قليلاً يا إخوتي

ولنعلم أن الأصل في مشاعرنا أنها
خطأ

إلا ما وافق كلام الله
وكلام رسوله 

فالتأني التأني 
والصبر الصبر 

فإنها أيام قلائل.. والله قلائل

وينتهي الاختبار : )

ونترك الدنيا الضيقة الصغيرة المليئة بالمنغصات والتعب..

فإذا كنا من الناجين.. دخلنا جنات عرضها كعرض السماء والأرض 

فيها مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر 

فيها النعيم المقيم، الذي لا يُمل، ولا يُنغص، ولا يذهب، ولا نخشى على أنفسنا فيه من كبر ولا مرض ولا فراق ولا موت... 

فيها ما تشتهيه الأنفس : ) 
وتلذ الأعين 
ونحن فيها خالدون ~~~
(إذا كنا منهم برحمة الله تعالى وفضله وعفوه عنا سبحانه)

اللهم أفرغ علينا صبرا
وثبتنا على دينك
واعتق رقابنا من النار
وأدخلنا الفردوس الأعلى.. برحمتك وفضلك يا أرحم الراحمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية