~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الأحد، 4 أغسطس 2013

أمراض قلبي << من كتاب الله 4 (الجزء الأول)

  "أمراض قلبيمن كتاب الله"

الجزء الأول


يقول اللطيف الخبير سبحانه، وهو يقص علينا حال المنافقين، بعد أن يُحال بينهم وبين المؤمنين عند الصراط:

{ يُنادونَهم: ألَم نَكُن مَعكُم !!؟
قالوا: بلى..
ولكنكم:
فتنتم أنفسكم
وتربصتم
وارتبتم
وغرتكم الأماني

حتى جاء أمر الله

وغركم بالله الغَرور }
الحديد١٤




يقولون {ألم نكن معكم} !!؟

يعني: ألم نكن معكم في صلاتكم، وصيامكم، وحجكم، وجهادكم، ودروسكم وطلبكم للعلم، وحياتكم ...؟
ألم نكن معكم بأبداننا؟ ونحن نقوم بأفعال الإيمان الظاهرة سويا!!؟


فالذي في قلبه شعبة من نفاق يا إخوتي، يقوم بأعمال الإسلام مع المؤمنين.. مثلنا تماما!

يقول الملك سبحانه
{ وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى..}
ثم
{ ولا يذكرون الله إلا قليلا }
النساء١٤٢

فهو يصلي !
ويذكر الله تعالى !!

ويقول سبحانه { ولا يأتون البأس إلا قليلا }
الأحزاب١٨

المنافق يجاهد مع المؤمنين!
ويعرض نفسه وحياته للخطر!!


إذن ما مشكلته !!؟؟؟



{ ولكنكم فتنتم أنفسكم } !

عرضتم أنفسكم للفتنة.. وأنتم غير مضطرين لها

عرضتم أنفسكم للشهوة
وللشبهة
وللغفلة..

حتى نقص الإيمان في قلوبكم شيئا فشيئا.. فلقيتم الله بلا إيمان ! وأنتم لا تشعرون 


عرضتم أنفسكم للوقوع في المعصية.. وأنتم تعلمون ضعفكم اتجاهها !

عرضتم أنفسكم للاستماع لأهل البدع والضلال والشبهات.. وأنتم تعلمون أنه ليس لديكم علم يرد شبهاتهم وأخطاءهم !


عرضتم أنفسكم "لأنواع" من المباحات والترف.. وأنتم تعلمون أنها ستشغل قلوبكم عن الاستعداد للآخرة !


عرضتم قلوبكم للرياء ومدح الناس والتصدر في المجالس والكلام في كل موضوع... لمجرد إشباع النفس ! وليس اضطرارا لتوصلوا دين الله إلى قلوب الخلق..

 عرضتم أنفسكم للوقوع في المشتبهات.. وأنتم تعلمون أنها قد تكون حراما، أو قد تُفضي بكم إلى الحرام!

عرّضتم دينكم ورضى الله عنكم لتقلبات البشر، فإن أحسنوا لكم أحسنتم لهم، وإن آذوكم بقصد أو بغير قصد انتقمتم منهم، وخرج سوء خلقكم عليهم وعلى غيرهم (لأنكم جعلتم قلوبكم أسيرة لهم)
" إذا خاصم فجر "


لم تكونوا مضطرين.. ولكنكم
{ فتنتم أنفسكم }

كان لديكم شعور أنكم ما دمتم مع المؤمنين
ما دمتم لازلتم تمارسون ممارساتهم
و تقومون بعباداتهم..
فإنكم ستحشرون معهم !!

ولا يضركم ما أوقعتم أنفسكم فيه من الفتن والشهوات والشبهات.. خُفيةً عنهم ( وكأن الله تعالى لا يراكم، أو غير مطلع على قلوبكم !! ) سبحانه



وهذا لا يعني أن المؤمن يجب أن يكون معصوما !

"كل ابن آدم خطاء.. وخير الخطائين التوابون"
صحيح الترمذي

ولكن هناك فرق..

بين المؤمن الذي يبتليه الله بفتنة، ليختبر إيمانه، ويربي قلبه، ويرفع درجته.. فيضعف ويسقط..
ثم لا يلبث أن يعود منكسراً !
ذليلا بين يدي سيده ومولاه
معتذرا منه، طالبا منه العفو والمعونة على أن لا يعود إليها مرة أخرى...

وبين المتهاون الذي يُقبل على الفتنة بنفسه.. بقلب بارد، وشعور بالأمان على دينه وإيمانه، وكأنه هو المتحكم فيهما.. وضامن أن يلقى الله وهو ثابت عليهما!!


فالمشكلة ليست في الذنب
إنما المشكلة في
١) التهاون 
٢) والثقة بالنفس 

الله ، الخبير ، الحكيم ، العليم.. الذي خلقنا من عدم .. حرّم علينا هذا الأمر، أو حذرنا منه، أو رغبنا في الابتعاد عنه...

فلا نخدع أنفسنا ونقول:

ليس الأمر بهذه الخطورة!
أنتم تبالغون!
مهما كان.. الإنسان لديه عقل يقيس به الأمور!
أنا مختلف.. أنا أعلم بنفسي!
أنا لدي رصيد من الدين والتقوى.. هذا الأمر التافه لن يؤثر علي.......!


{فتنتم أنفسكم ! }




ولنُذكّر أنفسنا دائما بسيدنا يوسف عليه السلام
ولنسأل أنفسنا: أينا أكثر إيمانا؟ وأشد ثباتا؟ وأقرب إلى الله تعالى وحفظه وتثبيته ؟ نحن أم هو !!؟

ومع هذا.. بمجرد أن عُرضت عليه الفتنة
لم يقف
ولم يتكلم معها
ولم يقل: لابد أن أنهاها عن المنكر قبل أن أذهب!!

{ واستبقا الباب } !!
هرب بنفسه..
هرب بدينه..

وحين عرضت عليه الفتنة مرة أخرى.. ضحى بحريته وكرامته في سبيل النجاة

{ قال رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه}

ثم استغاث بالله
أن يعصمه ويحفظه بقدرته سبحانه

{ وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين }



فلنكثر من التوبة يا إخوتي
ولنخش على إيماننا
( فالإيمان لا يبقى على حال.. إما أن يزيد وإما أن ينقص )

إذا وقعنا في الذنب بضعفنا.. فلنرجع بعدها نجري إلى ملكنا أرحم الراحمين سبحانه.. نطلب منه المعونة والثبات والعفو والمغفرة والحلم والتوبة..

لكن لا نأمن مكر الله أبدا 
ولا نعرض قلوبنا لأي فتنة يمكن أن تنقص إيماننا.. ما دمنا نستطيع ذلك !

اللهم احفظ قلوبنا
اللهم ثبتنا على دينك
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى سواك طرفة عين
واعف عنا
واجعل خير أيامنا يوم لقاءك اللهم امين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية