~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الخميس، 23 يناير 2025

لماذا المنافق أسوأ من الكافر!؟

 أحد الأسباب التي تجعلنا نفهم

لماذا المنافق أسوأ من الكافر!؟

فالكافر في النار

والمنافق.. في الدرك الأسفل من النار!


لأنّ الكافر:

🔅 صادق، صريح، يتعامل ببساطة وفق قناعاته، يظهرها ولا يخاف من إظهارها

🔅 وبسبب صدقه وبساطته، يمكن جدا أن يكون مفيدا!

قد تستفيد من مشاهدته، أو من مرافقته في بعض الظروف (دون مصاحبته، ودون العيش في بلاده)

تستفيد منه عملا، حرفة، علما دنيويا، حلا لمشكلة، طريقة صحيحة في التعامل مع أمر ما....


يوجد فيهم هذا النموذج.. كثيرا! لأنهم حريصون على الدنيا، ويريدون النجاح فيها، فيوجد لديهم أفكار وعلوم "قد" تنتفع منها.



بخلاف المنافق!

فهو كائن مؤذي فقط!

لا تكاد تحصل منه إلا على الأذى!


🚩 لأنه كاذب، مخادع، مراوغ، يظهر عكس ما يبطن، يتفنن في التمثيل والتصنع والمداهنة.......

فلا يمكن التعامل معه!

أنت لا تضمن أنّ أبسط المعلومات التي يقولها لك، أو يقولها أمامك.. أن تكون صحيحة!

فهو مدرب معتمد في التمثيل والخداع! (على درجات!)


🚩 كما أنه إنسان فاشل، تافه، جبان، ليس له هم في الدنيا... إلا أن يكون الناس راضون عنه! ومتقبلون له، ويحبونه، أو يعظمونه...

ليس له أهداف في الحياة

ليس له إنجاز أو إتقان لأي شيء يمكن أن تنتفع منه فيه!

لا تنتفع منه حتى في أبسط المعونات!! التي قد يتقنها طفل صغير!


🚩هذا إذا لم يصل إلى مرحلة أسوأ من ذلك - وهم موجودون.. وكثر! - أن يتخصص في أذية - الناجحين - من حوله! (إن كانوا ناجحين دينيا أو دنيويا) لأنّ مجرد وجودهم بين الناس.. يُظهر بوضوح فشله! وسوءه! وخبثه! فيشغل جزءا كبيرا - من وقته الثمين!! - في القدح فيهم، وتشويه صورتهم، وتصيد أخطائهم، وتضخيمها، ومحاربتهم، ومحاولة تعسير أمورهم..... بما استطاع من وسائل تليق بمثله!



فمثلا (مثال متوافق مع حياتنا الآن):

🔅 قد أتابع على وسائل التواصل إنسانا كافرا، فأتعلم منه (طبا، أو هندسة، أو مهارات زراعة، أو أسرار صناعة... ويمكن أن أنتفع منه في تعامله مع زوجته، وأبنائه، وتعامله مع المشاكل التي تواجهه، وفهمه لنفسه.... وأتعلم منه الطبخ، أو التكنلوجيا، أو أسرار التجارة........... الخ)


🔔مع التنبيه: إلى أنه (يوجد) من المسلمين من ننتفع منهم في هذه الأمور، ولكن هناك ثغرات يحدث أن لا تجدها إلا عند كافر - وهذا تقصير أصلا من المسلمين!


🔔وتنبيه آخر: بالتأكيد ليس كل الكفار هكذا، ولا حتى نصفهم!

ولكن يوجد منهم هذه النماذج، بنسبة ليست قليلة..


🚩 في المقابل، لا أكاد أنتفع من متابعة منافق!

حتى وإن تكلم في الدين!

فإنّ ضرر مشاهدته ومتابعته أكبر بكثير من بعض المنافع التي قد يقولها (لأنه حافظ لها!) وهو في الغالب لا يعمل بها!


لأنه يكذب ويخادع (ولا يكشف ذلك إلا من عاشره! أو عرف صفات النفاق عنده مما علمنا الله تعالى إياه كثيييرا في كتابه وسنة نبيه ﷺ)

ويتصنع نفسية وشخصية.. ليست له! (ذو وجهين، متشبع بما لم يعط!)

وغالبا.. يكون متصنعا لشخصية... غير موجودة في الواقع أصلا!

مبالغ فيها! في مثالياتها وردود فعلها..... كله تمثيل وخداع مقزز!!


ولأن ما يقوله غالبا.. يكون سطحيييييييي جدا!

لأنه (حافظ.. ومش فاهم!)

لأنه لم يتعلم ما تعلمه ليعمل به! (إن كان دينا أو دنيا! ولكن قد ينطبق ما نقوله على اللاصقين أنفسهم بالدين أكثر)

وإنما ليتزين به أمام الناس!

فهو لا يفقه أبعاده..

ولأنه لم يعمل به، ولم يتعب في إصلاح قلبه وأفكاره ومشاعره وأفعاله به... فهو غير مدرك لخفاياه التي لا يعلمها إلا من عافر مع نفسه في العمل به..


فأي "إنسان" مع ذرة عقل وبصيرة... سيكشف الفرق بينه وبين العامل بما يتكلم!

أحدهما سطحي ومكرر للكلام، وتخرج منه تناقضات لا يدركها!! وليس متوقعا أن يدركها ولو شُرِحت له! يركز على الأسلوب والتأثير أكثر من المضمون!

والآخر عميق، تفصيلي، يحاور، وينصت، ويطور نظرته للموضوع في كل مرة، ومستعد للانتفاع من أي انتقاد أو استفهام أو تعديل، يشرح من واقع تجربة حلولا واقعية للعقبات التي قد تواجه من يسير في هذا المجال.............. 


(وهنا أتكلم عمن يعمل بعلمه، ولو كان علما دنيويا، ولو كان هذا الشخص كافرا!)


إذا تابعت شخصا بكل تلك الخلطة العفنة!

فإنّ تأثير كل هذا على نفسيتي، وشخصيتي، ونظرتي للأمور، وهمتي، وعقلي.......... أسوأ بكثير من بعض المحفوظات التي قد يوافق الصواب فيها، لأنه "حفظها" من صادق ومتقن.


بخلاف الكافر المتقن (حينما أتابعه وأنا أعلم أنه كافر، ومحادّ لله تعالى، وأتابعه في أمر لم أجده عند المسلمين، ولا تتحول متابعتي له إلى صحبة وصداقة، ولا يدخل قلبي بسبب ذلك محبة أو ولاء له - وإنما شفقة ورغبة في هدايته ونجاته من النار - ولا أتابعه في أمر حرام، ولا أضع نفسي في بيئة أو بلد يحكم علي ويفرض علي أن أحتكم إلى شريعته.. دون شريعة الله تعالى...)

فإنني حينها سأنتفع بإذن الله تعالى من إتقانه، وأفكاره، وتطبيقه العملي لما يطبقه... ولن أستشف منه نفسية التصنع والتكلف والكذب والمراوغة... الخ!

كما قيل (الحكمة ضالة المؤمن.. أنى وجدها فهو أحق الناس بها).

********

تلك الصفات العفنة التي شرحناها، حينما توجد في منافق نفاقا أكبر (وهناك الكثيرون من الواقعين في النفاق الأكبر وهم لا يعلمون! لأنهم واقعون في ناقض أو نواقض للإسلام.. وبسبب سطحيتهم، ودنو همومهم.. لا يعلمون هذا، ولا يريدون أن يعلموا! ويتعاملون مع أنفسهم أنهم مسلمين، وربما مؤمنين! وربما من صفوة المجتمع!!! طلبة علم أو علماء أو حفظة قرآن.... الخ! ثم سيتفاجؤون يوم القيامة أنهم كانوا خارجون من الملة وهم لا يشعرون!)


فإنّ هذا المنافق نفاقا أكبر... أسوأ من الكافر كما شرحنا


وأما من كانت فيه صفات من النفاق (من الصفات التي ذكرناها أو غيرها) ولكنه لم يخرج من الملة! (وهذا يتطلب عملا كثيرا على قلبه وجوارحه... أكثر مما يظنه غالب من نراهم ونتعامل معهم في أنفسهم!)


فإنه سيكون بالتأكيد أفضل من الكافر، لأنه داخل دائرة الإسلام

ولكن سيكون فيه من المساوئ والوصوفات التي ذكرناها.. بقدر ما عنده من صفات النفاق!


قال رسول الله ﷺ: "أكثرُ مُنافقي أُمَّتي قُرَّاؤها"!!

[صحيح الجامع]


لو علم الناس خطورة ما في قلوبهم (مشاعرهم وأفكارهم) على مصيرهم في الآخرة!

لقضوا حياتهم كلها يبذلون الأسباب للتبصر بها

وإصلاحها!


اللهم أصلحنا وثبتنا على ما يرضيك

واجعل خير أيامنا يوم لقائك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية