~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الخميس، 12 مايو 2016

نعيش في ترف! وإخواننا يجوعون !!

 سؤال: كيف يجب أن يكون حال المؤمن في الإنفاق؟
كيف يجب أن يتعامل مع ما رزقه الله تعالى من الدنيا ؟
(خصوصا مع وجود كثرة من المسلمين في حاجة وفاقة)






لنرجع للقدوة.. حتى نعلم وصف المؤمن الذي يريده الله تعالى منا.

{ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة
>> لمن كان يرجو الله واليوم الآخر }


قال الله تعالى
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) [الفرقان]

قال الطبري في تفسيره:
اختلف أهل التأويل في النفقة التي عناها الله في هذا الموضع، وما الإسراف فيها والإقتار.

(1)فقال بعضهم: الإسراف ما كان من نفقة في معصية الله وإن قلت: قال: وإياها عني الله، وسماها إسرافا. قالوا: والإقتار: المنع من حقّ الله.

* ذكر من قال ذلك:

عن ابن عباس، قوله:( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) قال: هم المؤمنون لا يسرفون فينفقون في معصية الله، ولا يُقترون فيمنعون حقوق الله تعالى.

عن مجاهد قال: لو أنفقت مثل أبي قبيس ذهبا في طاعة الله ما كان سرفا، ولو أنفقت صاعا فى معصية الله كان سرفا.

عن ابن جُرَيج، قوله:( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا ) قال: في النفقة فيما نهاهم وإن كان درهما واحدا، ولم يقتروا ولم يُقصِّروا عن النفقة في الحق.

قال ابن زيد في قوله:( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) قال: لم يسرفوا فينفقوا في معاصي الله كلّ ما أنفق في معصية الله، وإن قلّ فهو إسراف، ولم يقتروا فيمسكوا عن طاعة الله. قال: وما أُمْسِكَ عن طاعة الله وإن كثر فهو إقتار.

عن عمر مولى غُفرة أنه سئل عن الإسراف ما هو؟ قال: كلّ شيء أنفقته في غير طاعة الله فهو سرف.


(2)وقال آخرون: السرف: المجاوزة في النفقة الحدّ، والإقتار: التقصير عن الذي لا بدّ منه.

* ذكر من قال ذلك:

عن مغيرة، عن إبراهيم، قوله:( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا ) قال: لا يجيعهم ولا يعريهم ولا ينفق نفقة يقول الناس قد أسرف.

عن وهيب بن الورد أبا الورد مولى بني مخزوم، قال: لقي عالم عالما هو فوقه في العلم، فقال: يرحمك الله أخبرني عن هذا البناء الذي لا إسراف فيه ما هو؟ قال: هو ما سترك من الشمس، وأكنك من المطر، قال: يرحمك الله، فأخبرني عن هذا الطعام الذي نصيبه لا إسراف فيه ما هو؟ قال: ما سدّ الجوع ودون الشبع، قال: يرحمك الله، فأخبرني عن هذا اللباس الذي لا إسراف فيه ما هو؟ قال: ما ستر عورتك، وأدفأك من البرد.

عن يزيد بن أبي حبيب في هذه الآية: ( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا ) ... الآية، قال: كانوا لا يلبسون ثوبا للجمال، ولا يأكلون طعاما للذّة، ولكن كانوا يريدون من اللباس ما يسترون به عورتهم، ويكتَنُّون به من الحرّ والقرّ، ويريدون من الطعام ما سدّ عنهم الجوع، وقواهم على عبادة ربهم.

عن يزيد بن مرّة الجعفي. قال: العلم خير من العمل، والحسنة بين السيئتين، يعني: إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا، وخير الأعمال أوساطها.

عن مطرِّف بن عبد الله، قال: خير هذه الأمور أوساطها، والحسنة بين السيئتين. فقلت لقتادة: ما الحسنة بين السيئتين؟ فقال:( وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا ) ... الآية.


(3)وقال آخرون: الإسراف هو أن تأكل مال غيرك بغير حق.

* ذكر من قال ذلك:

عن عون بن عبد الله بن عتبة، قال: ليس المسرف من يأكل ماله، إنما المسرف من يأكل مال غيره.

(*) قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك، قول من قال: الإسراف في النفقة الذي عناه الله في هذا الموضع: ما جاوز الحدّ الذي أباحه الله لعباده إلى ما فوقه، والإقتار: ما قصر عما أمر الله به، والقوام: بين ذلك.

وإنما قلنا إن ذلك كذلك، لأن المسرف والمقتر كذلك، ولو كان الإسراف والإقتار في النفقة مرخصا فيهما ما كانا مذمومين، ولا كان المسرف ولا المقتر مذموما، لأن ما أذن الله في فعله فغير مستحقّ فاعله الذمّ.

فإن قال قائل: فهل لذلك من حدّ معروف تبينه لنا؟ قيل: نعم ذلك مفهوم في كلّ شيء من المطاعم والمشارب والملابس والصدقة وأعمال البرّ وغير ذلك، نكره تطويل الكتاب بذكر كلّ نوع من ذلك مفصلا غير أن جملة ذلك هو ما بيَّنا:

>> وذلك نحو أكل آكل من الطعام فوق الشبع ما يضعف بدنه، وينهك قواه ويشغله عن طاعة ربه، وأداء فرائضه؛ فذلك من السرف، وأن يترك الأكل وله إليه سبيل حتى يضعف ذلك جسمه وينهك قواه ويضعفه عن أداء فرائض ربه؛ فذلك من الإقتار وبين ذلك القوام على هذا النحو، كل ما جانس ما ذكرنا، فأما اتخاذ الثوب للجمال يلبسه عند اجتماعه مع الناس، وحضوره المحافل والجمع والأعياد دون ثوب مهنته، أو أكله من الطعام ما قوّاه على عبادة ربه، مما ارتفع عما قد يسدّ الجوع، مما هو دونه من الأغذية، غير أنه لا يعين البدن على القيام لله بالواجب معونته، فذلك خارج عن معنى الإسراف، بل ذلك من القوام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر ببعض ذلك، وحضّ على بعضه، كقوله: "مَا عَلى أحَدِكُمْ لَوْ اتَّخَذَ ثَوْبَيْنِ: ثَوْبًا لِمِهْنَتِهِ، وَثَوْبًا لجُمْعَتِهِ وَعِيدِه"وكقوله: "إذَا أنْعَمَ اللهُ عَلَى عبْدٍ نِعْمَةً أَحَبَّ أَنْ يَرَى أَثَرَهَا عَلَيْهِ" وما أشبه ذلك من الأخبار التي قد بيَّناها في مواضعها.

وأما قوله:( وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) فإنه النفقة بالعدل والمعروف على ما قد بيَّنا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:
عن وهب بن منبه، في قوله:( وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) قال: الشطر من أموالهم.

عن ابن جُرَيج، قوله:( وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) النفقة بالحقّ.

قال ابن زيد، في قوله:( وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا ) قال: القوام: أن ينفقوا في طاعة الله، ويمسكوا عن محارم الله.

عن عمر مولى غُفْرة، قال: قلت له: ما القوام؟ قال: القوام: أن لا تنفق في غير حقّ، ولا تمسك عن حقّ هو عليك.
والقوام في كلام العرب، بفتح القاف، وهو الشيء بين الشيئين. تقول للمرأة المعتدلة الخلق: إنها لحسنة القوام في اعتدالها، فأما إذا كسرت القاف فقلت: إنه قِوام أهله، فإنه يعني به: أن به يقوم أمرهم وشأنهم. وفيه لغات أُخَر، يقال منه: هو قيام أهله وقيّمهم في معنى قوامهم. فمعنى الكلام: وكان إنفاقهم بين الإسراف والإقتار قواما معتدلا لا مجاوزة عن حد الله، ولا تقصيرا عما فرضه الله، ولكن عدلا بين ذلك على ما أباحه جلّ ثناؤه، وأذن فيه ورخص.
[انتهى مختصرا]



يصف الله تعالى عباده المؤمنين فيقول:

{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } .
ويقول { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } إلى آخر الآيات .


بعض ما ورد من الأحاديث في هذا الباب:


عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن في سفر مع النبي  إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله : من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له. فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل !!
[رواه مسلم]

وقال رسول الله : قال الله تعالى: أنفق يا ابن آدم ينفق عليك.
[متفق عليه]

وقال رسول الله : طعام الاثنين كافي الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة.
[متفق عليه]

وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي  قال: لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله مالا >>فسلطه على هلكته في الحق!
ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها.
[متفق عليه]

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله : إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم.
[متفق عليه]

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع النبي  في حرة بالمدينة فاستقبلنا أحد فقال: يا أبا ذر قلت: لبيك يا رسول الله فقال: ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا تمضي علي ثلاثة أيام وعندي منه دينار، إلا شيء أرصده لدَين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه .
ثم سار فقال: إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال بالمال هكذا وهكذا وهكذا عن يمينه وعن شماله ومن خلفه وقليل ما هم.
[متفق عليه]


وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: مر علينا رسول الله  ونحن نعالج خُصًّا لنا فقال: ما هذا ؟ فقلنا: قد وهى فنحن نصلحه فقال: ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك!!

[صحيح أبي داود والترمذي للألباني]



عن جابر بن عبد الله: أنَّ رسولَ اللهِ  قال له : فراشٌ للرجلِ . وفراشٌ لامرأتِه . والثالثُ للضَّيفِ . والرابعُ للشيطانِ .
[صحيح مسلم]

  
قال النبي  (في الحديث الذي استضاف فيه الأنصاري النبي ومن معه على رطب وماء) : 

لَتُسْأَلُنَّ عن هذا يومَ القيامةِ. فأخذَ عمرُ - بن الخطاب - رحمَهُ اللهُ العِذْقَ فَضربَ بهِ الأرضَ حتى تَناثَرَ البُسْرُ قِبَلَ رسولِ اللهِ ثُمَّ قال : يا رسولَ اللهِ ! إنَّا لَمَسؤولونَ عن هذا يومَ القيامةِ ؟ قال : نَعَمْ ، إِلَّا من ثَلاثٍ : خِرْقَةٍ كَفَّ بِها ( الرجلُ ) عَوْرَتَهُ ، أوْ كِسْرَةٍ سَدَّ بِها جَوْعَتَهُ ، أوْ جَحَرٍ يَتَدَخَّلُ فيهِ مِنَ الحَرِّ والقُرِّ.

[صحيح الترغيب للألباني]


 وعن النبي  قال: تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطى رضى، وإن لم يعط لم يرض.
[رواه البخاري]

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله  بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمست فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك.
[رواه البخاري]

[[ قالوا في شرح هذا الحديث معناه: لا تركن إلى الدنيا ولا تتخذها وطنا، ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها، ولا بالاعتناء بها، ولا تتعلق منها إلا بما يتعلق به الغريب في غير وطنه ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريد الذهاب إلى أهله , وبالله التوفيق ]]


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله  يقول: ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى، وما والاه وعالما ومتعلما .

[صحيح الترمذي للألباني]


وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال نام رسول الله  على حصير فقام وقد أثر في جنبه قلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء! فقال: ما لي وللدنيا ؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها.

[صحيح الترمذي للألباني]


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله : يدخل الفقراء الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام.

[صحيح الترغيب للألباني]


وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما شبع آل محمد  من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض.

[متفق عليه]


قال النبي : أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم.
[متفق عليه]


بعض النماذج من بذل الصحابة رضي الله عنهم.. بعدما أصلح الإيمان قلوبهم:

عن عمرَ بنَ الخطَّابِ قال : أمرَنا رسولُ اللَّهِ يومًا أن نتصدَّقَ ، فوافقَ ذلِكَ مالًا عندي ، فقلتُ : اليومَ أسبِقُ أبا بَكْرٍ إن سبقتُهُ يومًا ، فَجِئْتُ بنصفِ مالي ، فقالَ رسولُ اللَّهِ : ما أبقيتَ لأَهْلِكَ ؟ ، قلتُ : مثلَهُ ، قالَ : وأتى أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ بِكُلِّ ما عندَهُ ، فقالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ : ما أبقَيتَ لأَهْلِكَ ؟ قالَ : أبقَيتُ لَهُمُ اللَّهَ ورسولَهُ ، قلتُ : لا أسابقُكَ إلى شيءٍ أبدًا.
[صحيح أبي داود للألباني]


صلَّى رسولُ اللهِ على ابنِ الدَّحداحِ . ثم أُتيَ بفرسٍ عُرْيٍ . فعقَله رجلٌ فركبه . فجعل يتوقَّصُ به . ونحن نتبعُه . نسعى خلفَه . قال فقال رجلٌ من القومِ : إنَّ النبيَّ قال " كم من عَذقٍ مُعلَّقٍ ( أو مُدلَّى ) في الجنةِ لابنِ الدَّحداحِ ! " أو قال شعبة " لأبي الدَّحداحِ ! " .
[صحيح مسلم]


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((لما قدم المهاجرون المدينة نزلوا على الأنصار في دورهم، فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا مثل قوم نزلنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أبذل في كثير منهم، لقد أشركونا في المهنأ وكفونا المؤنة، ولقد خشينا أن يكونوا ذهبوا بالأجر كلِّه. فقال رسول الله : كلَّا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم به عليهم
[صحيح الترمذي للألباني]


لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْصَارِ مَالًا فَأَقْسِمُ مَالِي نِصْفَيْنِ وَلِي امْرَأَتَانِ فَانْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَسَمِّهَا لِي أُطَلِّقْهَا فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا قَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ أَيْنَ سُوقُكُمْ فَدَلُّوهُ عَلَى سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ.


[صحيح البخاري]


قال ابن المبارك أنبأنا معمر عن الزهري قال تصدق ابن عوف على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشطر ماله أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألف دينار، وحمل على خمس مئة فرس في سبيل الله، ثم حمل على خمس مئة راحلة في سبيل الله، وكان عامة ماله من التجارة.
[تاريخ دمشق]


عن الحسن البصري أن طلحة بن عبيد الله باع أرضاً له بسبع مائة ألف فبات أرقاً من مخافة ذلك المال حتى أصبح ففرقه.
وكان رضي الله عنه يغل بالعراق أربع مئة ألف، ويغل بالسراة عشرة آلاف دينار، وكان له بأعراض المدينة غلات، وكان لا يدع أحداً من بني تيم عائلاً إلا كفاه وقضى دينه، ولقد كان يرسل إلى السيدة عائشة رضي الله عنها - إذا جاءت غلته- كل سنة بعشرة آلاف، وقضى رضي الله عنه عن "صبيحة التيمي" ثلاثين ألفا.
[سير أعلام النبلاء]


كان للزبير بن العوام رضي الله عنه ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فلا يدخل بيته من خراجهم شيئا. رواه سعيد بن عبد العزيز نحوه وزاد بل يتصدق بها كلها.
[سير أعلام النبلاء]


يخبر أيوب بن وائل الراسبي أن ابن عمر جاءه يوماً بأربعة آلاف درهم وقطيفة...وفي اليوم التالي، رآه أيوب بن وائل في السوق يشتري لراحلته علفاً نسيئة "أي دينا"... فذهب ابن وائل إلى أهل بيته وسألهم أليس قد أتى لأبي عبد الرحمن – يعني ابن عمر – بالأمس أربعة آلاف، وقطيفة؟ قالوا: بلى، قال: فإني قد رأيته اليوم بالسوق يشتري علفاً لراحلته ولا يجد معه ثمنه..قالوا: إنه لم يبت بالأمس حتى فرقها جميعها، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره، فخرج.. ثم عاد وليست معه، فسألناه عنها؛ فقال: إنه وهبها لفقير. فخرج ابن وائل يضرب كفاً بكف، حتى أتى السوق فصاح في الناس:" يا معشر التجار..ما تصنعون بالدنيا، وهذا بن عمر تأتيه ألف درهم فيوزعها، ثم يصبح فيستدين علفاً لراحلته".
[تاريخ دمشق]


عن تميم بن سلمة عن عروة قال : لقد رأيت عائشة - رضي الله عنها – تقسم سبعين ألفاً ، وإنها لترقع جيب درعها .
وأتيت مرة بمائة ألف درهم وكانت صائمة ففرقتها كلَّها ، وليس في بيتها شيءٌ ، فلما أمست قالت : ياجارية ، هلمي فطري ، فجائتها بخبز وزيت ، ثم قالت الجارية : أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحماً بدرهم نفطر عليه ، قالت : لا تعنفيني ، لو كنتِ ذكرتيني لفعلت .
[حلية الأولياء]


وقس على ذلك كل ما أعطاكه الله تعالى من النعم
أعطاكها أمانة.. لتستخدمها في طاعته
وتشارك فيها إخوانك
وليس لكي تستأثر بها على نفسك وأبنائك

علم، ذكاء، بيت، سيارة، خادم، قدرة بدنية، وقت، صحة، أبناء.... الخ



اللهم أعنا على ذكرك
وشكرك
وحسن عبادتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية