~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


وتابعوا

مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها

http://tafaregdroos.blogspot.com

الثلاثاء، 18 مارس 2025

هل الناس تفهم بر الوالدين بشكل صحيح!؟

موضوع بر الوالدين في زماننا يشتهر (الفهم والتطبيق) الخاطئ له من الجهتين!


فكثير من "المسلمين" يعقّون والديهم، دون وجه حق، ودون سبب إلا الغفلة في الدنيا، واتباع الأهواء، والرغبة في العلو والكبر.... الخ


وكذلك كثير من "المسلمين" يتعاملون مع الوالدين على أنهم آلهة! (لا إله إلا الله)

👈وغالب الطرح الدعوي في موضوع الوالدين يوصل الناس للحالة الثانية تلك!


وكجميع أمور الدين.. إن لم تتوازن بشكل واضح ودقيق

تحولت إلى زيغ وضلال (إما في الإفراط أو التفريط)


ومن هذا التوازن معرفة أنه:

لا يجوز موافقة الوالد أو الوالدة على الخطأ، ولا إقرارهم عليه، ولا السكوت عنه (إلا من باب المداراة المؤقتة وترتيب أولويات الدعوة... الخ)

ف "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"


قال ابن عثيمين رحمه الله:

نصيحة الابن لأبيه أو لأمه أو لأقاربه ليست عقوقا للوالدين، ولا قطيعة للأقارب، بل هذا من بر الوالدين وصلة الأقارب، فالواجب على الإنسان أن يبر بوالديه بنصيحتهما، وأن يصل أرحامه بنصيحتهم، كما قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم {وأنذر

عشيرتك الأقربين} وإذا غضب الوالدان أو الأقارب من هذه النصيحة فغضبهم عليهم وليس عليك منه شيء، ولا يُعد إغضابهم بالنصيحة قطيعة ولا عقوقا، ولكن يجب عليك أن تكون حكيما في النصيحة، بأن تتحرّى الأحوال التي يكونون بها أقرب إلى الإجابة والقبول. اه

[https://alathar.net/home/esound/index.php?op=codevi&coid=56658]


ولنا في إبراهيم عليه السلام (خليل الله تعالى) أحد أعظم النماذج التي تركها لنا ربنا سبحانه في كتابه، لنعرف كيف نتعامل مع الوالدين الزائغين، أو المتكبرين... الخ


ونعم.. تكلم ابراهيم عليه السلام مع أبيه بطريقة لطيفة من جهة (يا أبت .. يا أبت)

ولكن هذه الطريقة لم تمنعه من أن يقول له: أنت مخطئ، وأنا لدي من العلم أكثر مما عندك، وأطعني فيما أدعوك إليه من الحق، وأنت في طريقتك هذه تطيع الشيطان... وفي النهاية تركه وهاجر! لأن الحياة معه صارت مستحيلة!


ولم يعد شيء من ذلك عقوقا..!!


وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) 


وبعد ذلك...


وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) 


فلابد من موازنة الموضوع

لأن كثيرا من الطيبين يضيعون في هذا الطرح الطاغي في المجتمع، وقد ابتلاهم الله تعالى بوالدين طغاة متكبرين منافقين.. حينما يعاملونهم (باللطافة المغلوطة التي يُدعى لها)! يهلكون دينهم ودنياهم!


اللهم علمنا وابصرنا واهدنا!

هناك تعليق واحد:

  1. آمين وإياكم أجمعين، نعم هذا وأمور كثيرة أخرى

    ولكن لا ننسى أمرا مهما:
    أنّ الله تعالى اختبرنا في الدنيا بأنواع المنغصات، كل واحد فينا مر بظروف لا تخلوا من صعوبات وعقبات وتعب وكبد... على درجات من كل هذا

    ومع ذلك لازلنا مكلفين ببذل جهدنا واستطاعتنا لمجاهدة هذه العقبات وتخطيها
    بالطرق التي أمرنا الله تعالى بها

    فما قلناه في المقال ليس عذرا لعدم التقوى (بمفهوم: جعلوني مجرما!)
    وإنما حتى نفهم دائرة الاختيارات في التعامل مع مثل هذا الأمر
    فهما صحيحا
    لا يدفعنا للرفق في موضع لا يحتمل الرفق، أو لا يندرج تحت مفهوم الرفق أصلا!
    وأيضا لا يدفعنا للعقوق في موطن لا نُعذر على العقوق فيه

    كل هذا يحتاج إلى تفاصيل العلم الذي تركه لنا رسول الله ﷺ، وشرحه علماء الأمة على مر العصور

    اللهم علمنا وبصرنا واهدنا
    وأعنا على طاعتك وعلى حسن عبادتك

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية