~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

السبت، 5 أكتوبر 2013

~ لنتدبر كلام ربنا ~ (5)

هناك آية في كتاب الله


لو نزلت على قلوبنا كما ينبغي.. والله لتغسلن قلوبنا من كثير من أدرانها غسلا..!
 

 

{ألا يَعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} !؟

كثير من الناس نشأ في حياة صعبة، فيها من الابتلاءات الشيء الكثير


وبسبب عدم علمه من هو ربه!
نشأ وفي قلبه كمٌّ من الغضب والحقد، ولديه شعور دائم أنه مظلوم وأنه ناقص الحق



ينظر للذين عافاهم الله من ابتلاءات الدنيا، وكل همه أن يعيش مثلهم
أن يجرب حياتهم
وفي قرارة نفسه: لا يحبهم ولا يصفو اتجاههم



ولو علم عن ربه وعن نفسه.. لعلم أنه

{ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}!؟


الله الخبير: خلق فيك صفات نفسية وجسدية، لا يصلح لها إلا الحياة التي اختارها لك
 

والهدف في النهاية !!؟ أن تُنهي اختبارك بأكبر قدر من المكاسب.





وخلق لهؤلاء المُعافين الذين تنظر إليهم.. صفات نفسية وجسدية لا يصلح لها إلا الحياة التي اختارها لهم


ولو ابتلاهم أكثر من ذلك.. لما احتملوا البلاء !!





كثيرا ما تجد نفسك ( أيها المبتلى ) فيك من صفات.. العناد مثلا
الأنانية
الرغبة في العلو والتصدر
بعض الطغيان...


ولو كنت خلقت في بيئة معافاة.. لكان فرعون طفلا بجوارك ! : )



وترى من خلق مُعافىً، فيه من صفات اللين، والعطاء، والبساطة، والضعف.. التي لو ابتلي معها وشُدّد عليه.. لانهار ولما استطاع أن يُعطي ولا أن يُنجز !



{ ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض.. ولكن ينزل بقدر ما يشاء


إنه بعباده


 خبير.. بصير }



وفي النهاية..
الله الحكيم الرحيم
لم يظلمك !


فهو {اللطيف} سبحانه
الذي أجرى عليك أقداره التي تناسبك.. بلطف



~ والله ~


إن الله لم يكلفك ما لا طاقة لك به!


{لا يكلف الله نفساً إلا وُسعها}


هذا وعد.. والملك العظيم لا يُخلف وعده



وأنت لازلت تنظر إلى غيرك.. الذي كُلف ما بوسعه.. وتريد أن تأخذ النعم التي عنده (التي لولاها لهلك !)



فالله الرحيم جل في علاه قصّر عليك الطريق، ونصحك، قال لك


{ولا تمُدّنّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا}



هل أعطاهم كرامةً لهم !؟


لا


{لنفتنهم فيه}


ولو عَقِلت.. لعرفت أن


{ورزق ربك خير وأبقى}



أنت في اختبار
 
وهُم في اختبار


المنهج واحد، والكتاب الذي عليكم أن تدرسوه واحد
ولكن كل واحد لديه ورقة اختبار مختلفة


{ ونبلوكم بالشر.. والخير
فتنة
وإلينا تُرجعون }



فاعلم من هو ربك
وارض عن اختياراته لك


وانشغل باستغلال أقداره التي أرسلها لك رحمة بك.. في إصلاح عيوب نفسك وقلبك





فإنك مثل الذي أُدخل المطبخ.. وأُعطي كل الأدوات التي تساعده أن يصنع كيكة جميلة
 

وهو ينظر إلى مطبخ زميله.. ومُصِر أن يصنع معكرونة !
: ))





انشغل باختبارك
واستغل هذه الصعوبات لتصلح في نفسك
العناد
والكبر
وإرادة الدنيا
والرياء
والغفلة عن الآخرة ونعيمها (وعذابها!)



فإنك من غير هذه الأقدار.. لن تستطيع


والله  اللطيف 
أرحم عليك من نفسك



وأبصِر من بعيد ذلك اليوم
 


 

الذي يُعطيك فيه مولاك ذلك النعيم المقيم


فتحمد فيه كل لحظة بلاء تعرضت لها في الدنيا.. فصبرت عليها ورضيت فيها عن فعل ربك اللطيف الخبير سبحانه





اللهم لك الحمد حتى ترضى
ولك الحمد إذا رضيت
ولك الحمد بعد الرضى


رضِّنا عنك يارب.. واجعل همنا رضاك
واجعل خير أيامنا
وأحب أيامنا.. يوم نقف بين يديك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية