منقولة - جزى الله من نقلها خيرا
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
القصه ﻷب كبير في السن... كانت وظيفته معلم بس زمان أول، والآن هو كبير في السن ويسكن مع أولاده ليخدموه بعد أن توفيت زوجته رحمها الله، وقد رزقه الله منها أربعة أولاد كلهم ذكور وبفضل الله بارين به... ولكن لابد من القصور ولو حرص اﻹنسان...
وأبوهم كان يُعرف بقوته وهيبته ونفاذ كلمته... وعندما شاخ أدركه الضعف والهوان... وشعر بأن أولاده يدركون هذا الشي ويتعاملون معه على هذا الأساس
فيقص لي القصة أحد أولاده فيقول بأنه أرسل لهم والدهم رسالة يقول فيها:
العادات غالبآ تسوقنا للخطأ...
عذرآ أولادي على ما بدر مني في صغركم...
كنت شديد القسوة عليكم ليس ﻷني لا أحبكم... لا والله بل أنتم أغلى من أنفاسي التي تشق صدري، ولكن العرف والعادات كانت تقول اﻷب القاسي هو الوحيد الذي يربي أولاده، أما اﻷب الحنون فهو أب فاشل يسوق أبنائه الى الفشل!!
فنهجت نهج القوة متوقعآ أن ذلك أنفع لكم وأفضل لتربيتكم...
ولم يكن العلم يؤثر فالعادات كثيرآ أثرها أكبر
وكنا نرضى ونراقب المجتمع أكثر من أي شيء آخر وكأن رضاهم سيدخلنا الجنة
سعيد
وعلي
ومبارك
ومحمد
لاتستلون خناجركم الحادة لتغرسوها في صدري كل يوم
عندما أراكم تقبلون أبنائكم وتترفقون بهم... فوالله إن قلبي ليتقطع ألمآ وأود أن أصرخ وأقول لكم وأنا أيضآ كنت أحبكم ولا أزال أحبكم
فلماذا عندما يقبّـل أحدكم ولده ينظر إلي نظرة كالخنجر المسلول ليطعن بها قلبي... وكأنكم تقولون: تعلـّم؟؟؟ وأفهم !!! كيف ينبغي أن يتعامل اﻷباء مع اﻷبناء....!
أولادي هذا ليس زمننا ولن يعود شي فات أوانه.. فلا تُعلـّمون شيخآ شيئآ لم يعد ينفعه
وإني أطلب منكم العذر والسموحة
وإلا فأقتصوا مني اﻵن ولا تعذبوني بنظراتكم تلك!!!
فيقول محمد: كلنا تأثرنا برسالته وذهبنا نقبل رأسه ويديه بل وحتى أقدامه، وأجمعنا كلنا بأنه لولا الله ثم تربيته لنا لما كنا رجاﻵ ناجحين...
ثم يقول محمد: عندما ذهبت إلى السرير لأنام، ظلت كلمات والدي ترن في أذني وتؤلمني في قلبي، وحينها أجهشت باكيآ وبكيت بكاءً مراً فكتبت ﻷبي قائلاً:
أبي الحبيب قد تكون أدركت جزء من نظرتنا لك حين نحتضن أولادنا، وهذا دليل فطنتك وذكائك، ولكن لايعلم الغيب إلا الله... فوالله إني أنظر إليك وأقول ماذا لو قبلني أبي اﻵن؟؟؟ فأنا وإن كبرت وأصبحت أبآ وخالط الشيب سواد شعري فهذا لا يعني أني لا أحتاج إلى أحضانك الدافئة وقبلاتك الحارة... فهل لي بحضنة واحدة وقبلة واحدة تشفي بها حاجتي لحضنك الدافئ يا أبي ؟؟؟
وأرسلها على جوال أباه ونام...
ولما قام في الصباح وخرج محمد من غرفته يريد صلاة الفجر رأى والده واقفآ على عكازه عند الباب ويقول: تعال يابني إلى صدري..!
وأخذه على صدره وقبله وبكى اﻹثنان وخرجت زوجة محمد وبكت بكاء شديدآ ﻷجل المنظر المؤلم وماهي إﻻ أشهر حتى توفي هذا الوالد العظيم!!!
فترفقوا يا أبناء بوالديكم، وقد يكون لديهم مايقولون ولكن لايستطيعون البوح كما فعل هذا اﻷب
فانسوا الماضي وتذكروا أن والديكم لهم فضل ولو لم يربوكم، فكيف وهم من وقف على مصالحكم حتى أصبحتم رجاﻵ راشدين...!؟
اللهم اغفر لوالدينا وارحمهم أحياء وأمواتا. كما ربونا صغارا اللهم آمين
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا
ردحذف