~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الخميس، 12 سبتمبر 2013

طريقة مقترحة لتدبر كتاب الله جل في علاه

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
اللهم انفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدنا علما

يقول الحي القيوم سبحانه:

{ كِتابٌ أنزلناه إليك مُباركٌ لِيَدّبّروا آياته.. وليتذكر أولوا الألباب }

قد أنزل لنا الملك الكريم الرحيم كتابه لغاية.. لماذا؟

{ليدبروا آياته}


فإذا تدبرنا آياته، وكنا صادقين في إرادة الحق، لتنزلن آياته كالدواء على أمراض قلوبنا ومشكلات حياتنا..


قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما:

التفسير على أربعة أوجه:

- وجه تعرفه العرب من كلامها
- وتفسير لا يعذر أحد بجهالته
- وتفسير يعلمه العلماء
- وتفسير لا يعلمه إلا الله تعالى ذكره.

(تفسير الطبري)


فنحن هنا نريد تحقيق الوجه الثاني (الذي لا يعذر أحد بجهالته)
معاني القرآن البسيطة المباشرة، التي لم يمنعنا لسنوات من الانتفاع بها إلا عدم تدبرنا لها، وشعورنا أن هناك حاجزا بيننا وبين كلام الله تعالى!


وحتى لا نتقول على ملك الملوك بلا علم، سيصحبنا خلال تدبرنا بعض من تفاسير أهل العلم الثقات، لنفهم كلام الله على بصيرة

أي أننا سنستعين على فهمه بهاذان الوجهان (وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير يعلمه العلماء) بإذن الله تعالى


للفائدة: فما التفسير الذي لا يعلمه إلا الله؟ هو حقائق الغيبيات (كيف هي على الحقيقة!) هذا لا يستطيع مخلوق أن يسمح لعقله بتخيله، لأن الله تعالى شبه لنا الغيبيات (ابتداء بوصف نفسه سبحانه، إلى جميع أمور الغيب) ولكن حقيقة ذاته جل في علاه، حقيقة أسماءه، حقيقة صفاته لا نستطيع تخيلها ولا تشبيهها.. لماذا؟

لأنه {ليس كمثله شيء.. وهو السميع البصير}

____________________

فكيف نتدبر كلام ربنا سبحانه.. بحيث يسقط على قلوبنا وحياتنا؟


أولا: لنعلم يا إخوتي المسلمين.. أن العلم رزق، فلنطلبه ممن يملكه سبحانه

كلما كان العبد أكثر ذلا، وانكسارا، ودعاءا، وتوسلا، وإكثارا من الطلب والتوسل دون ملل.. كلما فتح الملك الفتاح عليه من العلم والفهم والمنفعة ما يصلحه

وكلما كان العبد صادقا في إرادة رضا ربه، في إرادة النجاة في الآخرة..
كلما جعل الخبير اللطيف هذا العلم حجة له، وسببا لصلاح قلبه وعمله، وسببا في نجاته في الدنيا والآخرة

فلننكب بين يدي ملكنا ومولانا.. ولا نمل سؤاله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يصلح به قلوبنا وأعمالنا، وأن يجعله سببا لرضاه عنا، وأن يجعلنا ننهل من بركته وشفاءه ورحمته ونوره، وأن يحيي به قلوبنا وقلوب من حولنا، وأن ينجينا به من الفتن ما ظهر منها وما بطن.........

ومن ضمن سؤال الله تعالى التوفيق والفتح، كثرة الاستعاذة به سبحانه من شرور أنفسنا، ومن شرور شياطين الإنس والجن، فإن الشيطان لن يرضى أبدا أن يراك تقبل على كتاب الله تريد به النجاة.. ويتركك!
فالزم باب الملك، واسأله أن يجيرك من هذا العدو الخفي الذي لا قدرة لك عليه


ثانيا : يجب أن نتذكر ما قرأناه سابقا في هذه المدونة من فضل الله الملك علينا سبحانه، أن أساسات العلم التي نزل القرآن ليعلمنا إياها 3 :

-العلم عن الله تعالى
-العلم عن أنفسنا وأمراض قلوبنا
-العلم عن حقيقة الدنيا والآخرة


فإن هذه العلوم الثلاثة هي ما ربّى به النبي عليه الصلاة والسلام قلوب أصحابه في العهد المكي، قبل أن تنزل الشرائع

حتى إذا طهرت قلوبهم
وصفت
وخضعت للملك العظيم المتكبر
وأدركت حقيقة ذنوبها وعيوبها...

نزلت الشرائع..

فما كان منها إلا أن قالت { سمعنا وأطعنا }



" ألا إن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"
(البخاري ومسلم)



إذن نريد أن يكون أهم جزء في تدبرنا هو في هذه المواضيع الثلاثة


فكيف سنفعل ذلك ؟



* نحتاج إلى دفتر كبير، وفيه ما لا يقل عن 150 صفحة

    


اتركوا الورقة الأولى فارغة، أو ضعوا فيها عنوانا لدفتركم، مثل (دفتر التدبر... الخ)


سنقسم الدفتر إلى 6 أقسام (والأعداد التالية مقترحة فقط)


أول قسم اسمه (تساؤلات) وليأخذ من الدفتر 19 صفحة مع صفحة العنوان



ثاني قسم ( آيات لامست قلبي علمتني عن الله ) وليأخذ 26 صفحة مع العنوان



ثالث قسم ( آيات لامست قلبي علمتني عن نفسي ) وليأخذ 26 صفحة



رابع قسم ( آيات لامست قلبي علمتني عن الدار الآخرة ) وليأخذ 26 صفحة



خامس قسم ( آيات لامست قلبي أعطتني حجة وبرهان ) وليأخذ 26 صفحة
وهذا القسم تحتاجه في الرد على الشبهات التي تنتشر حولك أو توجد في قلبك، ولم يكن لديك الدليل الواضح عليها



سادس قسم ( آيات لامست قلبي أعطتني معلومات أخرى ) وليأخذ 26 صفحة




* يجب أن نجاهد نفوسنا على أن نعطي تدبر كلام الله، الذي سينقذنا به من الظلمات إلى النور، أفضل وقت لدينا، ولا يكن طويلا أول مرة حتى لا نمل، لنقل مثلا ساعة


* ولنحاول قدر الإمكان أن نكون في عزلة في هذه الساعة (نغلق الجوالات، ونتفرغ من أعمال الدنيا، ونجلس في محرابنا، سائلين الله تعالى أن يفتح علينا)


* لنختر سورة من كتاب الله، ليست من قصار السور ولا من طوالها، فلنبدأ بسورة من المثاني أو طوال المفصل ( التي تكون صفحتين إلى 4 صفحات في مصحف الملك فهد )


* نختار مثلا سورة (ق) ونبدأ بقراءتها بترتيل وتحسين صوت قدر الإمكان، مع محاولة التركيز على معانيها


قد لا نستطيع التركيز جيدا أول مرة، لكن لنقرأها مرة ثانية، وثالثة.. بهدوء.. ومحاولة تركيز .. ماذا نريد ؟؟

كأننا نبحث: ما هي رسائل الله تعالى لنا !؟
ماذا يخبرنا ربنا سبحانه في هذه الآيات؟؟


* بعد مرتين أو ثلاثة من التركيز، سنبدأ ننتبه إلى بعض المعاني

في هذا الوقت.. أنا دفتري بجانبي


- إذا مررت بكلمة أو آية لم أفهم معناها.. أو فهمت معناها ولكنني شعرت أنني أود فهمها أكثر ( وهذا سيكون كثيرا في بداية الأمر، وهذا هو الصواب )

فلأفتح دفتري على القسم الأول (تساؤلات) وأكتب فيه

السورة (ق) الآية (كذا) ثم أكتب التساؤل


التساؤلات التي ستتجمع ( ويجب أن يكون أغلب ما يخرج معي من كتاب الله تساؤلات، لأنني لست بعالم، فيجب أن أحذر من أن أقول على كتاب الله بلا علم )

بعد قراءة السورة بضع مرات وتجميع عدد من التساؤلات..

افتح كتابا من تفاسير أهل العلم الثقات، وأنا أنصحكم هنا بثلاثة تفاسير للمبتدئين (أما طلبة العلم فيعلمون أي التفاسير العميقة التي يمكن أن يرجعوا لها)

- تفسير السعدي
- تفسير ابن كثير (ويفضل استخدام مختصر تفسير ابن كثير للشيخ محمد حمود النجدي، لخلوه من الروايات الضعيفة والإسرائيليات)
- أيسر التفاسير للجزائري

((ويمكن تنزيلها من الشبكة بسهولة بإذن الله تعالى))


ثم أبدأ أبحث عن إجابات تساؤلاتي في كتب التفسير، وسأجد أن أغلب تساؤلاتي مشروحة بشكل واضح ويسير بأمر الله تعالى.


- وأنا أقرأ السورة، إذا لامست قلبي آية واضحة المعنى، وهي تتكلم عن ربي سبحانه
فلأكتبها في القسم الثاني ( آيات لامست قلبي عن الله )

مثال: {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه.. ونحن أقرب إليه من حبل الوريد!}

إذا لامست قلبك.. وشعرت كم ربك قريب منك، يسمعك، ويعلم مافي قلبك، وهو مطلع على كل أحوالك...

اكتبها في هذا القسم
فإن أحببت أن تكتب حولها تعليقا من نفسك تذكر به نفسك ما تحتاج أن تذكرها به.. فاكتبه.. فهذا هو ما سيثبت الإيمان في قلبك بإذن الله تعالى


- وإذا لامست قلبك آية تخبرك عن حقيقة نفسك، أو عن مرض من أمراض قلبك، فاكتبها في القسم الثالث

مثال: {لقد كنت في غفلة من هذا}

إذا شعرت بها.. وقلت: يا الله.. والله لم يهلكني طوال هذه السنين التي مضت إلا الغفلة !!

فاكتبها في مكانها


- فإن لامست قلبك آية عن حياتك الآخرة، أو عن حقيقة الدنيا.. فاكتبها في القسم الرابع

مثال: {ونفخ في الصور.. ذلك يوم الوعيد}


- فإن انتبهت إلى آية، أجابت على تساؤل عظيم كنت محتارا به، أو شبهة وقعت في قلبك، أو سمعتها عن أحد.. فاكتبها في القسم الخامس

مثال: {أفعيينا بالخلق الأول.. بل هم في لبس من خلق جديد}

الذي يشكك في أن الله سيجمع الناس ليحاسبهم.. فليعلم: أنه لم يتعب حينما خلقنا من عدم سبحانه.. ليتعبه إعادة خلقنا من جديد !


- فإن لامست قلبك آية ليست من هذه الأقسام الخمسة، فاكتبها في القسم السادس




* وأعد هذه العملية 3 مرات، 4، 5 ، 10 مرات... حتى تشعر أن هذه السورة قد تغلغلت في كل ذرة من قلبك..

فإن لم تكف لها ساعة.. فعد عليها في اليوم التالي، أو زد عليها وقتا من عندك.. كل حسب ظروفه


ولا توقف الاستعانة.. وسؤال الله أن يجعل هذا سببا في شفاء قلبك، وصلاح إيمانك، واستقامة جوارحك، حتى ينجيك حين تقف بين يديه..


اللهم آمين أجمعين
 

هناك 5 تعليقات:

  1. الله !
    أحسنتِ أختي أحسن الله إليك وأسعدكِ يوم تلاقيه

    ردحذف
    الردود
    1. آميييين أجمعين.. أسأل الله أن ينفعني وجميع المسلمين، ويعفو عنا برحمته اللهم آمين

      حذف
  2. جهد رائع...بوركت...نسأل الله أن يرزقنا تدبر دستورنا الخالد،،،

    ردحذف
  3. جزاك الله خيرا ..لا يسعني إلا أن احمد الله وأشكره أن ساقني إلى هذه المدونة المباركة ..أسأل الله لي ولكم قلوبا سليمة معافاة من أمراض القلوب ..قلوبا تقية نقية تخشى الله سرا وعلانية ...الحمد لله رب العالمين 💕

    ردحذف

أرشيف المدونة الإلكترونية