~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الأربعاء، 14 أغسطس 2013

~ لنحيا الدار الآخرة ~ (3)

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

ماذا يحدث منذ لحظة الموت !؟



عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجلٍ من الانصار، فانتهينا إلى القبر ولما يُلْحَد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة، وجلسنا حوله، وكأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عودٌ ينكت في الأرض، فجعل ينظر إلى السماء، وينظر إلى الارض، وجعل يرفع بصره ويخفضه، ثلاثا، فقال: " استعيذوا بالله من عذاب القبر" مرتين، أو ثلاثا، ثم قال: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر" (ثلاثا)، ثم قال:

 " إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاعٍ من الدنيا، وإقبالٍ من الآخرة، نزل إليه ملائكة من السماء، بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مدّ البصر.
 

ثم يجيئ ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة، أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان.

 فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فِـيّ السِّقاء، فيأخذها، فإذا أخذها لم يَدَعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، فذلك قوله تعالى { توفته رسلنا وهم لا يفرطون } ويخرج منها كأطيب نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدت على وجه الأرض.
 

فيصعدون بها فلا يمرون على ملإٍ من الملائكة إلا قالوا: ماهذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان ابن فلان - بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له، فيفتح لهم، فيُشَيِّعُه من كل سماء مُقَرّبوها، إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى.

 
فيُرَدّ إلى الارض، وتعاد روحه في جسده، فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه مدبرين.
 

فيأتيه ملكان شديدا الانتهار، فينتهرانه ويُجلِسانه فيقولان له: من ربك؟
فيقول: ربي الله
فيقولان له: ما دينك؟
فيقول: ديني الاسلام
فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعثت فيكم؟
فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
 

فيقولان له: وما علمك؟
فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به، وصدقت
 

فذلك قول الله عز وجل {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا}


فينادي مُنادٍ من السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوهُ من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها، ويُفسَحُ له في قبره مدّ بصره.


ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشِر بالذي يسُرّك، أبشر برضوان من الله، وجناتٍ فيها نعيمٌ مقيم، هذا يومك الذي كُنت توعَد، فيقول له: وأنت فبشرك الله بخير من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير؟


فيقول: أنا عملك الصالح ! فوالله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله، بطيئا في معصية الله، فجزاك الله خيرا.


ثم يفتح له باب من الجنة، وباب من النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة قال: رب عجل قيام الساعة، كيما أرجع إلى أهلي ومالي. فيقال له: اسكن ".


قال: " وإن العبد الكافر (وفي رواية: الفاجر) إذا كان في انقطاعٍ من الدنيا، وإقبالٍ

من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد، سود الوجوه، معهم المَسوح من النار، فيجلسون منه مدّ البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: إيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب!


فتَـفْرَقُ في جسده.. فينتزعها كما يُنتَزَع السفود الكثير الشعب من الصوف المبلول، فتتقطع معها العروق والعصب، فيأخذها، فإذا أخذها، لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح.


ويخرج منها كأنتن ريح جيفةٍ وُجِدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملإ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟

فيقولون: فلان ابن فلان - بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا.


حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا، فيستفتح له فلا يفتح له، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا تُفَتّح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة، حتى يلج الجمل في سم الخياط}


فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سِجّين، في الأرض السفلى، أعيدوا عبدي إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، فتطرح روحه من السماء طرحا !! حتى تقع في جسده. ثم قرأ {ومن يشرك بالله فكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق}


فتعاد روحه في جسده، فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولو عنه، ويأتيه ملكان شديدا الانتهار، فينتهرانه، ويجلسانه، فيقولان له: من ربك؟

فيقول: هاه هاه.. لا أدري !!
فيقولان له: ما دينك؟
فيقول: هاه هاه.. لا أدري !!
فيقولان: فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم!؟ فلا يهتدي لاسمه، فيقال: محمد! فيقول: هاه هاه.. لا أدري !! سمعت الناس يقولون شيئا فقلت مثلما قالوا!
 

فيقال: لا دريت ولا تلوت !!


فينادي مناد من السماء: أن كذب، فأفشروه من النار، وافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه!


ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول: أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد!

فيقول وأنت فبشرك الله بالشر من أنت؟ فوجهك الوجه يجيئ بالشر؟

فيقول: أنا عملك الخبيث؟ فوالله ما علمتك إلا كنت بطيئا عن طاعة الله، سريعا إلى معصية الله، فجزاك الله شرا.


ثم يُقيّض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة! لو ضرب بها جبل كان ترابا، فيضربه ضربة حتى يصير بها ترابا، ثم يعيده الله كما كان، فيضربه ضربة أخرى، فيصيح صيحة يسمعه كل شئ إلا الثقلين، ثم يفتح له باب من النار، يمهد من فرش النار.

فيقول: رب لا تقم الساعة ".
 

أخرجه أبو داود (2 / 281) والحاكم (1 / 37 - 40) والطيالسي (رقم 753 وأحمد (4 / 287، 288 و 288 و 295 و 296) والسياق له والاجري في " الشريعة " (367 - 370).

وروى النسائي (1 / 282) وابن ماجه (1 / 469 - 470) القسم الاول منه إلى قوله: وكأن على رؤوسنا الطير ".

وهو رواية لابي داود (2 / 70) بأخصر منه وكذا أحمد (4 / 297) وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين ".

وأقره الذهبي، وهو كما قالا، وصححه ابن القيم في " إعلام الموقعين " (1 / 214)، " تهذيب السنن " (4 / 337)، ونقل فيه تصحيحه عن أبي نعيم وغيره (2)

المصدر : أحكام الجنائز للألباني ( مع تصرف طفيف من روايات أخرى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية