~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

الأربعاء، 14 أغسطس 2013

~ لنحيا الدار الآخرة ~ (2)

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

أنفاسي.. متى ستتوقف ؟


نحن الآن مشغولون جدا بما يجري معنا من أحداث..
داخل بيوتنا
وفي بلداننا..

لننظر إلى الصورة من الأعلى
لننظر لها من بعيد






 

أنا أتفاعل الآن مع الأحداث من حولي
أجري
وأعمل
وأجمع
وأتنافس..

أفهم أشياء وأحتار في أشياء..
أصحو وأنام..

والزمن يمضي.. 

وفي لحظة.. ودون أي مقدمات
ولا سابق إنذار..

سأرى مخلوقا غريبا يقترب مني!!

(ملك الموت)

ويحيط به جموع غفيرة من الملائكة

(إما بيض الوجوه كالشمس..
أو سوء الوجوه كالظلمة ! )

لحظة مفاجأة مهولة !!

سأشعر برعب رهيب..

ولكنني سأتفاجأ بأنني لا أستطيع الحركة..
لا أستطيع حتى النطق!


شُلّت جوارحي.. وأنا فقط أنظر إليهم شاخص بصري نحوهم..

وفي هذا الرعب سيقترب ملك الموت مني..
ويتكلم مع شيء بداخلي
يقول له:

اخرجي أيتها الروح !

يا الله ما أرعب هذه اللحظة..
عندما أدرك يقينا فجأة أن الاختبار انتهى !!

خلاص..
سأغادر
لا فرصة أخرى للتراجع عن أي شيء..

ولا أستطيع حتى الكلام لأتوسل إليهم أن يتركوني.. فقد تيقنت !
رأيت الحقيقة بأم عيني.. فاتركوني أرجع!!

لا أستطيع حتى الكلام..

فإما أن يقول ملك الموت ( اخرجي أيتها الروح الطيبة، أو اخرجي أيتها الروح الخبيثة !!)

فأشعر بألم شيء يُسحب من جسمي
شيء يتسلل من كل عرق فيّ
من أطراف أصابعي إلى حلقي!!

شعور رهيب..
صعب..
ألم فادح.. ولا أستطيع حتى أن أصرخ!!

فإن كنت مؤمنا بالله وبدينه، مجاهدا لنفسي لأتقي غضب الملك سبحانه

سيكون هذا الألم من آخر ما يكفر به عن سيئاتي في الدنيا، وتُسحب روحي من فمي.. تسيل كما تسيل قطرة الماء من فم القربة

وإن لم أكن!

بمجرد أن يأمر ملك الموت روحي بالخروج..
سأشعر أن شيئا بداخلي اضطرب.. وهرب إلى أطرافي !!!

وبدأ يختبئ وينازع..
وملك الموت يسحبه بشدة من داخلي.. وأنا لا أريد!!
أريد أن أبقى..
أريد أن أظل في الدنيا.. لا أريد أن أواجه سوء عملي !!!

(اللهم اهدنا وأعنا وثبتنا يارب)

فينتزع ملك الموت روحي نزعا عنيفا.. تتقطع معه عروقي ولحمي..


ثم في هذا الرعب..
وهذا العالم الغريب الذي انتقلت له

سيمسكني الملائكة الكثيرة ويضعوني في كفن، ويضعوا علي العطر الذي معهم

( فإما أن يكون كفني حريرا، ويضعون علي طيبا من الجنة..
أو أن يكون كفني من الصوف الخشن، ويضعون علي من ريح جهنم المنتن!! )

فأجد نفسي أطير معهم
يطيرون بي في السماء !!

ما هذا الذهووووووول !!

نمر على ملائكة بطول الطريق
يسألون عني ( إن كانت ريحي طيبة، أو كانت ريحي خبيثة )

سأمر على أجرام السماء
وأرى هذا الكون الفسيح العجيب..

حتى نصل إلى سقف السماء الدنيا
فتتكلم الملائكة التي معي.. يستأذنون أن أصعد إلى السماء الثانية

فإن كنت مؤمنا.. فتحوا الباب لي
واستقبلوني استقبال الملوك : ))

فأتى أفضل الملائكة في كل سماء ليحملوني إلى السماء التي تليها

حتى أصل للسماء السابعة.. فيأمر الملك
سبحانه.. جل في علاه ربي ..

يقول: اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوه إلى الأرض.

فيحملني الملائكة حتى يُنزلوني في قبري


وإن كنت غير ذلك.. سيستأذنون ليُدخلوني للسماء الثانية.. فلا يأذنون لي!!

فنسمع مُنادي يقول: اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلى.،!

وأنا في رعبي.. وندمي.. وذهولي..

إذ فجأة.. يمسكني الملائكة فيرمون بي بشدة إلى أسفل!!

فأسقط كل هذه المسافة.. !!!!!!
يا الله .....
ما أفظع هذه اللحظة !!!
أسقــــــــط !

حتى ترتطم روحي في قبري ( فأشعر بكل ألم هذا السقوط.. ولا أموت ! لأنني ميت فعلا !!! )

وهنا يكون أهلي قد غسلوا جسدي الذي سيتعفن قريبا، وكفنوه ووضعوه في القبر

وأغلقوا القبر علي وعليه !!

أسمعهم يبكون
أسمعهم يتحركون

وأنا.. بعد السعة والنعيم والصحبة والحركة.. محبوس في هذه الحفرة !!
لا أستطيع حتى أن أتنفس !!
في الظلام
والضييييييييييق
لوحدي..

أسمع قرع نعالهم وهم يبتعدون
وأود أن أصرخ بهم... أخرجوووونييييييييي
لا تتركوني هنا !!!

أبي، وأخي، وولدي، وصاحبي المقرب...

يذهبون.. ثم يُخيّم الصمت والسكون على المكان..

سكوووون.. ورعب رهيب !!

وأنا محتار مع رعبي.. لا أعلم ماذا أفعل بنفسي..
لوحديييي

ثم أسمع صوتا مرعبا من جانب القبر !

صوت أحد يحفر التراب.. ويقترب مني..

صوتٌ مخيف.. سيهجم علي أحد وأنا في هذه الحال !!!

فيخرج علي فجأة ملكان
مخيفان
أزرقان
شديدان

فيُمسكا روحي ويُجلساني

فيصرخان فيّ: من ربك !؟

( من ربك الذي آمنت به في الدنيا، وامتلأ قلبك بمحبته، وكنت مشغوووولا بالتفكير فيه ومحاولة إرضاءه والوصول لقربه !؟ 

هل كان المال !!؟
أم مدح الناس!؟
أم المحبوب فلان!؟
أم الأبناء؟
أم كان نفسك وهواك ومتعتك!؟
أم كان السلطة والتأثير في الناس والقرارات؟
....
أم الله !؟ )

فإن كنت مؤمنا، وكان الله ورضاه هو أكثر ما يشغل قلبي..

سأقول : ربي الله

{ يُثبّت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة }

فيصرخان فيّ بشدة: ما دينك ؟

( ما دينك الذي كنت تتبعه، وتمشي على أوامره وتنتهي عن نواهيه

هل هو الإسلام.. دين الله تعالى
أم كان عقلك وخبرتك
أم كان منهج فلان الذي اتبعته وأحببت أسلوبه وأنت مغمض العينين
أم كان خليطا !! من كل منهج ما يعجبك !! )

فإن كنت أجاهد لأطيع الله كما علمني الله في دينه، وأنا ممتلئ ثقة أنه الحق وإن خالف عقلي وهواي..

فسأقول : ديني الإسلام

فيصرخان فيّ: من هذا الرجل الذي بُعث فيكم!؟

( من هو قدوتك الذي أرسله الله لك ليسهل عليك تقليده والسير على نهجه
هل هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
أم أنك تركته وراء ظهرك.. وكانت قدوتك في الحياة فلان أو فلان ...)

فإن كنت أسير على خطى رسول الله صلى الله عليه وسلم قدر استطاعتي، سأقول: هو رسول الله

فيسألوني بشدة: وما يدريك!؟

فأقول: قرأت كتاب الله
فآمنت به وصدقته

فأسمع من يقول: صدق عبدي ( نجحت في الاختبار.. انتهى الخوف : ))   )
: فافرشوه من الجنة، وافتحوا له بابا إلى الجنة.. فأرى منظرا لم أر قط مثله !

أرى الجنة : ))

وكأني أنظر لها من نافذة..
أرى نعيييييما عجيييييبا
لم أر مثله !
ولم أسمع عنه
ولا يشبه أي خيال كان في عقلي !!!

أشم رائحتها الطيبة
ويُفسح لي في قبري مد البصر
وأظل هكذا إلى قيام الساعة..


وإن كنت الآخر ( أعوذ بالله من ذلك )

فحين يصرخ الملكان في وجهي ويسألاني الأسئلة الثلاث..
سيخرج مافي قلبي!
قلبي المشتت
قلبي الذي كان فيه الله.. وكذلك كان مليئا بغيره
قلبي الذي كان يريد من الدنيا الكثير.. فظل يلهث وراءها !!

سأقول: ها ها.. لا أدري!

لم يكن في قلبي إله واحد لأجيب!
ولم يكن لي دين واحد واضح أتبعه!
ولم يكن قدوتي محمد عليه الصلاة والسلام وحده..

ومع شدة الرعب وهول الموقف..... لا أدري

فأسمع منادي يُنادي: كذب عبدي، فأفرشوه من النار، وافتحوا له بابا إلى النار

فيدخل علي فجأة دخان وحرارة
ويضيييييق علي القبر
تتكسر منه عظامي
وأهوال جهنم معروضة أمامي.. إلى قيام الساعة..



إن هذا حق يا إخوتي
هذا هو الحق

جميييييعنا سنمر بهذا
إما كمؤمنين
أو كفاسقين
والناس في كليهما درجات..

فهلا استعددنا لهذه القصة.. هلا اهتممنا باختباراتنا وأجبنا عليها كما ينبغي؟

بإذن الله نكمل بقية القصة لاحقا.. فلا زالت الرحلة في أولها 

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم اهدنا ويسر لنا الهداية
وأحسن خواتيمنا
واجعل خير أيامنا يوم لقاءك


هذا رابط حديث البراء الطويل في ذكر قصة الموت

http://tadabbaralquran.blogspot.com/2013/08/3_14.html




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية