~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


وتابعوا

مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها

http://tafaregdroos.blogspot.com

الخميس، 15 أغسطس 2013

لنتعرف على ربنا ..! (2 - اللطيف سبحانه)


لنعرف~الله~من كتاب الله

اللطيف سبحانه
 
 بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله

 
يقول جل وعلا في كتابه
{ لا تُدركه الأبصار وهو يُدرك الأبصار، وهو اللطيف الخبير } [الأنعام١٠٣]

ويقول
{ ألم تر أن الله أنزل من السماء ماءً فتُصبح الأرض مُخضَرّة، إن الله لطيف خبير } [الحج٦٣]



في لسان العرب للطف ٤ معاني:

١- اللطف هو: البر، والحفاوة، والإكرام
٢- واللطف هو: الرفق واللين والخفاء في تحقيق المراد
٣- واللطف هو: العلم بخفايا الأمور ودقائقها
٤- واللطف هو: الدقة في صنع الأشياء اللطيفة الدقيقة



الله سبحانه اختار لنفسه أن يكون من أسمائه
اللطيف

الذي لا ألطف منه على الإطلاق!

فهو البارُّ بعباده.. المكرم لنا سبحانه!
يكرمنا
ويعطينا
ويُحسن إلينا.. 

يغدق علينا النعم في الليل والنهار.. وهو يرانا على معاصيه!
يُحيطنا بلطفه وإحسانه
كل نعمة نتمرغ بها.. إنما هي من آثار لطفه وجوده سبحانه

يسوق لنا الأرزاق التي تناسبنا بلطف، لأنه خبير بدقائق قلوبنا، يعلم ما يناسبنا أكثر من أنفسنا!

ييسر لنا الأمور
ويصلح لنا الأحوال
ويشرح لنا صدورنا بغير حول منا ولا قوة..


فكم مررنا ببلاء، وشعرنا أن جميع الأبواب أغلقت في وجوهنا، ويئسنا من الفرج، وضاقت علينا نفوسنا...

ثم فجأة!
فرّج اللطيف كربنا من حيث لا نحتسب!؟

كم مررنا ببلاء.. وخلال هذا البلاء شعرنا بسكينةٍ وأنس وراحة، وكأننا في عافية..! لا نستطيع تفسيرها منطقيا!؟

كم ابتلانا ليطهرنا
لكنه عوّضنا عن البلاء بأنواع من اللطف والعطايا، التي تمسح على قلوبنا وتخفف عنا شدة هذا البلاء!؟

كم دعوناه ونحن مضطرين.. فرأينا إجابته أسرع إلينا من الخيال!؟

كم سعينا وراء شيء من الدنيا، فابتعد! فسعينا.. فابتعد! فأصررنا... فابتعد!!
حتى صرنا نغلي من الغضب..

وبعد فترة.. كشف لنا اللطيف أنه أنقذنا من شيء كان سيسبب هلاكنا!!!؟

كم ناجيناه..!
وبثثنا له هموماً أرّقتنا، وتذللنا بين يديه
معترفين له بضعفنا وعجزنا
متبرئين من حولنا وقوتنا إلى حوله هو وقوته سبحانه

فشعرنا بلطفه يحيط بنا
ابتداءً بانشراح صدورنا
إلى تغيير قلوب من حولنا
إلى أن أوصلنا إلى درجة.. أن نستغني حتى عن الحاجة التي كنا نطلبها!

عندما بدأنا نلاحظ أفعاله معنا.. نلاحظ الأقدار التي يمررنا بها نحن تحديداً
انتبهنا
وتعلمنا
أنه يمررنا بالأقدار التي تناسبنا بالضبط!
الأقدار التي إذا فهمناها، ورضينا بها، واستخدمناها لإصلاح عيوب قلوبنا ونفوسنا..

أصلح اللطيف بها قلوبنا
وعرفنا حقيقة الدنيا
وحقيقة الاختبار الذي نمر به
فكانت دافعاً لنا للجد والسعي لتعمير آخرتنا..

كم كان سبحانه أرحم بنا من أنفسنا!؟
كم ساق لنا الخير ونحن نكرهه، ورأينا بأعيننا أنه أغلق علينا أبواب الشر ونحن نحبه..

كم شرح صدورنا للهداية، ويسر لنا العلم عنها، وأعاننا عليها.. حتى يجعلنا نفوز بجنته في الآخرة!؟

كم كان لطيـــــــــفاً بنا سبحانه
إذ يبتلينا بما يُناسب إيماننا بالضبط!
ولو شدد علينا زيادة، أو ابتلانا بما ابتلى به غيرنا.. لجزعنا وقنطنا وخسرنا ما نملك من إيمان!!


إنه اللطيف سبحانه

إذا فكرنا في أعظم مظاهر لطفه
وهو إنزاله لهذا الدين العظيم ليصلح به حياتنا وآخرتنا!

 
لوجدنا في شريعته غاية اللطف والسهولة، وأنه أبداً لم يكلفنا ما لا طاقة لنا به!
إنما هو الشيطان الذي يثقل علينا الطاعة ويشككنا فيها
ولو فقهناها، وعلمنا مافيها.. لوجدنا فيها راحتنا وحياة قلوبنا وصلاح نفوسنا وأهلنا ومجتمعاتنا...


لوجدنا إحكامه ودقته في تفاصيل هذا الشرع.. الذي حفظ به حقوقنا ومشاعرنا، كما حفظ حقوق ومشاعر من حولنا، دون أن يقف مع أحد على حساب أحد!
ولو أن شريعته كان بها أدنى خلل، أو أدنى اختلاف، لتضرر بذلك الجميع نحن وهم!!

كم هو لطيف بنا سبحانه
إذ لم يجعل حاجتنا وهدايتنا بيد أحد من خلقه!
وإنما أنزل لنا شريعة كاملة تامة واضحة
من دلنا عليها فهو عالم حق
ومن خالفها.. فهو صاحب هوى
حتى لا نحتكم لعقل بشر!
إنما نحتكم للملك اللطيف الخبير الذي خلقنا وهو أعلم بنا سبحانه
 

{ الله لطيف بعباده } [الشورى١٩]
 
 
العبد المؤمن، الذي يعلم عن ربه أنه لطيف خبير، مهما مر به من أقدار أو صعوبات.. فإنه ممتلئ ثقة بربه
محسن الظن به
يعلم أن الأقدار لا تحصل له عبثا!

كما قال الفضيل بن عياض "إني لأعصي الله فأجِد شؤمَ معصيتي في خُلُق دابَّتي وزوجتي"


فإذا نظر المؤمن إلى الوراء وتذكر.. لا يتذكر إلا لطف الله به وعظيم إحسانه إليه

كما قال يوسف عليه الصلاة والسلام:
{ وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن، وجاء بكم من البدو، من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي!
إن ربي لطيف لما يشاء } [يوسف: 100]

فلم يتذكر دخوله للسجن!
ولم يتذكر رميه في الجب..!!
لأنه يعلم أن ربه إنما ابتلاه لحكمه

ولكنه تذكر اللطف!
تذكر كم مرره الله بأقدار صعبة..
ثم لما {صبر واتقى}.. أخرجه بلطفه من البلاء إلى أن جعله عزيز مصر!


إذا أيقنت أن ربك هو اللطيف
وبدأت تتلمس آثار لطفه بك في حياتك وحياة من حولك..
لن تملك إلا أن تحبه!
إلا أن تمتلأ أنساً به وشوقا إلى لقاءه
ستشعر بالأماااان بقربه
ستشعر بلذة مناجاته وذكره
ستشعر أنه أرحم عليك من أمك وأبيك..
بل من نفسك التي بين جنبيك

ستعلم يقينا أنه يراك.. ويسمعك..
فيكون كلامك معه.. من أصدق وأروع اللحظات التي تمر على يومك

ستبدأ تشعر بالحياء منه !
على تقصيرك في حقه بعد كل اللطف الذي يغرقك به

ستبدأ تتملق له وتستغفره عن شدة تقصيرك.. وأنت تعلم أنه لطيـــــــــف!!
وأنه سرعان ما يغفر لك ويعفو عنك ويرحمك.. بل ويفرح بعودتك وتوبتك بين يديه !

ستجد أن ألذ أوقاتك هو الوقت الذي تقضيه ساجدا بين يديه
تعدد نعمه عليك
وتطلب منه مزيدا من اللطف والرحمة


ستجد أنك مهموم بالبحث عن مراضيه!
وستجد في قلبك خوفا من أن يبغضك أو يغضب منك، أو تسقط من عينه سبحانه.. فتُحرم من شيء من لطفه ومن قربه!

علمك أنه يعلم خفايا مافي نفسك
سيجعلك شديد المراقبة لها
كثير المجاهدة فيها

مهموووم !

تريد أن يكون موضع نظر الرب منك.. أجمل ما يكون 




إذا سألت الله باسمه اللطيف
وقلت: يا لطيف الطُف بي!
يااارب أسألك لطفك

فأنت تطلب لطف الملك الخاص لطفه بأوليائه المتقين
لطف الدين والدنيا
١- تطلب أن يعطيك ويكرمك بما يصلح حالك في الدنيا
٢- وتطلب أن يعاملك بلطفه فيصلح قلبك برفق ولين وخفاء، حتى يُعلي إيمانك ويرقيك
فتقترب من مجاورته في الجنة



اللهم أيها اللطيف
أيها المحسن
أيها الكريم

الطف بعبيدك الضعفاء المساكين
الطف بنا فإننا لا نقوى على عقوبتك، ولا على فتنتك لا في الدنيا ولا في الآخرة

أصلح قلوبنا بلطف ورفق واجعلها كما تحب أنت وترضى

واملأ قلوبنا محبة لك، ورضىً عنك، وثقة بك وحدك
وارض عنا واجعل خير أيامنا يوم لقاءك
اللهم امين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية