~كتاب الله~
هو الهدى والنور والروح والرحمة والشفاء والبركة والبرهان والحكمة والحق...
نحتاج أن ننكب على تدبره وفهمه وإسقاطه على قلوبنا وأبداننا لنصلح لمجاورة الله في الجنة


تابعونا

على الحساب الموحد في تويتر وانستجرام @TadabbarAlquran

تابعوا مدونة "علم ينتفع به" تحوي تفاريغ دروس الأستاذة أناهيد السميري جزاها الله خيرا ونفع بها http://tafaregdroos.blogspot.com

السبت، 28 مايو 2016

ما هي الأخوة الإيمانية ؟


 {لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة

<< لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}


ما معنى الأخ ؟ والأخوة ؟




قال القرطبي في تفسيره لآية {إنما المؤمنون إخوة}: أي في الدين والحرمة لا في النسب، ولهذا قيل: أخوة الدين أثبت من أخوة النسب، فإن أخوة النسب تنقطع بمخالفة الدين، وأخوة الدين لا تنقطع بمخالفة النسب.

قال ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير: وهذه الآية فيها دلالة قوية على تقرر وجوب الأخوة بين المسلمين لأن شأن {إنما} أن تجيء لخبر لا يجهله المخاطب ولا يدفع صحته أو لما ينزل منزلة ذلك، فمعنى الأخوة بينهم معلوم مقرر. (مختصرا)

وقال أبو الطيب في تفسيره فتح البيان: والمعنى: أنهم راجعون إلى أصل واحد، وهو الإيمان، قال الزجاج: الدين يجمعهم فهم إخوة إذا كانوا متفقين في دينهم فرجعوا بالاتفاق في الدين إلى أصل النسب، لأنهم لآدم وحواء، وذلك أن الإيمان قد عقد بين أهله من السبب القريب والنسب اللاصق ما إن لم يفضل الأخوة لم ينقص عنها ثم قد جرت العادة على أنه إذا نشأ مثل ذلك بين الأخوين ولاداً لزم السائر أن يتناهضوا في رفعه وإزاحته بالصلح بينهما، فالأخوة في الدين أحق بذلك. (مختصرا)


ما معنى الإيمان ؟ (عبودية، تواضع، ذل، تصديق، استسلام، هم الآخرة...)

الإيمان لغة: هو الإقرار القلبي: ويكون الإقرار:
- باعتقاد القلب: أي تصديقه بالأخبار.
- عمل القلب: أي إذعانه وانقياده للأوامر.

قال ابن عثيمين : الإيمان في الاصطلاح الشرعي هو:
التصديق الجازم، والإقرار الكامل، والاعتراف التام؛ بوجود الله تعالى وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، واستحقاقه وحده العبادة، واطمئنان القلب بذلك اطمئناناً تُرى آثاره في سلوك الإنسان، والتزامه بأوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه.
وأن محمد بن عبد الله  رسول الله، وخاتم النبيين، وقبول جميع ما أخبر به  عن ربه - جل وعلا - وعن دين الإسلام؛ من الأمور الغيبية، والأحكام الشرعية، وبجميع مفردات الدين، والانقياد له  بالطاعة المطلقة فيما أمر به، والكف عما نهى عنه  وزجر؛ ظاهراً وباطناً، وإظهار الخضوع والطمأنينة لكل ذلك.
وملخصه: (هو جميع الطاعات الباطنة والظاهرة) .
- الباطنة: كأعمال القلب، وهي تصديق القلب وإقراره.
- الظاهرة: أفعال البدن من الواجبات والمندوبات.
ويجب أن يتبع ذلك كله: قول اللسان، وعمل الجوارح والأركان، ولا يجزيء واحد من الثلاث إلا بالآخر؛ لأن أعمال الجوارح داخلة في مسمى الإيمان، وجزء منه.
(من كتاب الإيمان حقيقته خوارمه نواقضه عند أهل السنة والجماعة)


ß بعض صفات المؤمنين (فالمسألة ليست بالوهم والخيال!):


{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {2} الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}

وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}

وقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

وقال تعالى: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}

{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}

وقال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}



ما معنى الحب في الله ؟

قال ابن رجب رحمه الله تعالى و من تمام محبة الله محبة ما يحبه و كراهة ما يكرهه، فمن أحبّ شيئا مما كرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده و صدقه في قوله لا إله إلا الله، و كان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما أحبه الله، و ما أحبه مما يكرهه الله>

قال ابن باز رحمه الله: الحب في الله أن تحب من أجل الله-تبارك وتعالى- لأنك رأيته ذا تقوى وإيمان فتحبه في الله، وتبغض في الله لأنك رأيته كافراً عاصياً لله فتبغضه في الله، أو عاصياً وإن مسلماً فتبغضه بقدر ما عنده من المعاصي، هكذا المؤمن يتسع قلبه لهذا أو هذا، يحب في الله أهل الإيمان والتقوى، ويبغض في الله أهل الكفر والشرور والمعاصي، ويكون قلبه متسعاً لهذا وهذا, وإذا كان الرجل فيه خير وشر كالمسلم العاصي أحبه من أجل إسلامه وأبغضه من أجل ما عنده من المعاصي, فيكون فيه الأمران الشعبتان شعبة الحب والبغض, فأهل الإيمان وأهل الاستقامة يحبهم حباً كاملاً, وأهل الكفر يبغضهم بغضاً كاملاً، وصاحب الشائبتين صاحب المعاصي يحبه على قدر ما عنده من الإيمان والإسلام, ويبغضه على قدر ما عنده من المعاصي والمخالفات.



هل الأخوة والحب في الله مقدمة أم نتيجة ؟     نتيجة


قال  : "أوْثَقُ عُرَى الإيمانِ المُوَالاةُ في اللهِ، و المُعادَاةُ في اللهِ و الحُبُّ في اللهِ، و البغضُ في اللهِ"
[السلسلة الصحيحة]

وعَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ  قَالَ : " ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ "
[البخاري ومسلم]

قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله : الخصلة الثانية : أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، والحب في الله من أصول الإيمان ، وأعلى درجاته ، ... وإنما كانت هذه الخصلة تالية لما قبلها ؛ لأن مَن كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما : فقد صار حبُّه كله له ، ويلزم من ذلك أن يكون بغضه لله ، وموالاته له ، ومعاداته له ، وأن لا تبقى له بقية من نفسه وهواه ، وذلك يستلزم محبة ما يحبه الله من الأقوال ، والأعمال ، وكراهة ما يكرهه من ذلك ، وكذلك من الأشخاص .
" فتح الباري " لابن رجب ( 1 / 49 – 51 ) باختصار .



ما مواصفات الأخوة والحب في الله (النتيجة) ؟

المؤمنون جميعا إخوة:

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10)
الحجرات

فقال أنسٌ : قد حالف رسولُ اللهِ  بين قريشٍ والأنصارِ ، في دارِه .
مسلم

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ ضَمْرَةَ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالُوا : " لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ  الْمَدِينَةَ آخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ بَعْضَهُمْ لِبَعْضٍ، وَآخَى بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ، آخَى بَيْنَهُمْ عَلَى الْحَقِّ وَالْمُؤَاسَاةِ وَيَتَوَارَثُونَ بَعْدَ الْمَمَاتِ دُونَ ذَوِي الأَرْحَامِ، وَكَانُوا تِسْعِينَ رَجُلا: خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ، وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ مِنَ الأَنْصَارِ، وَيُقَالُ : كَانُوا مِائَةً: خَمْسُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ وَخَمْسُونَ مِنَ الأَنْصَارِ، وَكَانَ ذَلِكَ قَبْلَ بَدْرٍ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ بَدْرٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى { وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } سورة الأنفال آية 75 ، فَنَسَخَتْ هَذِهِ الآيَةُ مَا كَانَ قَبْلَهَا وَانْقَطَعَتِ الْمُؤَاخَاةُ فِي الْمِيرَاثِ وَرَجَعَ كُلُّ إِنْسَانٍ إِلَى نَسَبِهِ وَوَرِثَهُ ذَوُو رَحِمِهِ"
الطبقات الكبرى لابن سعد


الذل والتواضع للمؤمنين:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)
المائدة

قال  : " وإنَّ اللهَ أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ ، ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ"
صحيح مسلم



التزام الجماعة والامتنان على نعمة الأخوة، وإدراك أنهم يحتاجون هذه الأخوة حتى يثبتوا وينجوا:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)
آل عمران

وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)
الكهف

قال  : " علَيكُم بالجماعةِ وإيَّاكم والفُرقةَ، فإنَّ الشَّيطانَ معَ الواحدِ وَهوَ منَ الاثنَينِ أبعدُ، مَن أرادَ بَحبوحةَ الجنَّةِ فلْيلزَمُ الجماعةَ. مَن سرَّتهُ حسنتُهُ وساءتْهُ سَيِّئتُهُ فذلِكم المؤمنُ "
صحيح الترمذي

قال  : " نضَّر اللهُ امرءًا سمع منا حديثًا فبلَّغه غيرَه، فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه، و رُبَّ حاملِ فقهٍ ليس بفقيهٍ، ثلاثٌ لا يُغَلُّ عليهن قلبُ مسلمٍ: إخلاصُ العملِ لله، و مناصحةُ ولاةِ الأمرِ، و لزومُ الجماعةِ؛ فإنَّ دعوتَهم تحيط مِن ورائِهم، و من كانت الدنيا نيَّتَه فرَّق اللهُ عليه أمرَه، و جعل فقرَه بين عينَيه، و لم يأتِه من الدنيا إلا ما كُتِبَ له، و من كانت الآخرةُ نيَّتَه جمع اللهُ أمرَه، و جعل غناه في قلبه، و أتَتْه الدُّنيا و هي راغِمةٌ "
صحيح الترغيب

قال  : " ما من ثلاثةٍ في قَريةٍ ولا بَدوٍ لا تقامُ فيهمُ الصَّلاةُ إلَّا قدِ استَحوذَ عليهمُ الشَّيطانُ ، فعليكَ  بالجماعةِ فإنَّما يأكلُ الذِّئبُ القاصيةَ "
صحيح أبي داود


الانقياد واللين لبعضهم:

قال  : " المؤمنونَ هيِّنونَ ليِّنُونَ ، كالجملِ الأَنِفِ ، إِنَّ قِيدَ انقادَ ، وإذا أُنِيخَ على صخرةٍ استناخَ "
صحيح الجامع للألباني

قال  : " أقيموا الصُّفوفَ وحاذُوا بينَ المناكبِ وسُدُّوا الخللَ ولينوا بأيدي إخوانِكم "
صحيح أبي داود

يتجالسون ويتزاورون ويتحابون في الله:

حديثٌ صحيح


(من عاد مريضاً، أو زار أخاً له في الله ناداه منادٍ: أن طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً)
رواه الترمذي وغيره


عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي  يزور الأنصار، ويُسلم على صبيانهم، ويمسح رءوسهم)
رواه النسائي وهو صحيح

صححه الألباني

قال  : " زار رجلٌ أخاً له في الله في قرية، فأرصد الله له ملكاً على مدرجته، فقال: أين تريد؟ قال: أخاً لي في هذه القرية، فقال: هل له عليك من نعمةٍ تربها؟ قال: لا، إلا أني أُحبه في الله، قال: فإني رسول الله إليك، أن الله أحبك كما أحببته "
مسلم

آخَى النبيُّ  بين سَلمانَ وأبي الدَّرداءِ، فزار سَلمانُ أبا الدَّرداءِ، فرأَى أمَّ الدَّرداءِ مُتَبَذِّلَةً، فقال لها : ما شأنُك ؟ قالتْ : أخوك أبو الدَّرداءِ ليس له حاجةٌ في الدنيا . فجاء أبو الدَّرداءِ، فصنَع له طعامًا، فقال: كُلْ، قال : فإني صائمٌ، قال : ما أنا بآكِلٍ حتى تأكُلَ، قال : فأكَل، فلما كان الليلُ ذهَب أبو الدَّرداءِ يقومُ، قال : نَمْ، فنام، ثم ذهَب يقومُ، فقال : نَمْ، فلما كان من آخِرِ الليلِ، قال سَلمانُ : قُمِ الآنَ، فصلَّيا، فقال له سَلمانُ : إن لربِّك عليك حقًّا، ولنفْسِك عليك حقًّا، ولأهلِك عليك حقًّا، فأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فأتَى النبيَّ s فذكَر ذلك له، فقال النبيُّ : صدَق سَلمانُ .
البخاري

جاء في بعض الأحاديث أن الزيارة كانت قبل نزول آية الحجاب، فلا بد له أن يفهم لفهم تلك الأحاديث
متبذلة: ليس عندها زينة ولا تعتني بها
ليست له حاجةٌ في الدنيا: أي أنه مقبل على العبادة وتارك للدنيا، ومن ضمن الدنيا شهوة النساء، فهو تارك كأنه لا يريد النساء
التعليق من خطبة آداب في زيارة الإخوان – محمد المنجد


ورد في صحيح الإمام البخاري رحمه الله في كتاب الأدب: (باب: هل يزور صاحبه كل يوم أو بكرةً وعشية؟) واستشهد البخاري رحمه الله على ذلك بحديث عائشة زوج النبي  قالت: (لم أعقل أبواي إلا وهما يدينان الدين) أي: من صغري ما عرفت أبواي إلا وهما على الإسلام: أبو بكر وأم رومان (ولم يمر عليهما يومٌ إلا يأتينا فيه رسول الله  طرفي النهار بكرةً وعشية) كل يوم في الصباح والعشي (فبينما نحن جلوسٌ في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائلٌ: هذا رسول الله ، في ساعة لم يكن يأتينا فيها، قال أبو بكر : ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر مهم، قال: إني قد أذن لي بالخروج) فأخبره النبي  بالهجرة من مكة إلى المدينة.
فماذا يدل عليه هذا الحديث؟
الرسول عليه الصلاة والسلام كان يأتي إلى أبي بكر كل يوم مرتين.
نعم، بعض العلماء قال: لماذا كان الرسول  هو الذي يزور أبا بكر ولم يكن أبو بكر هو الذي يزور النبي  ؛ لأن في هذا مشقة على النبي  أن يكون هو الذي يزور باستمرار؟
وأجابوا عن هذا الاستشكال:
قال ابن حجر : "يحتمل أن يقال: كان سبب ذلك أنه s كان إذا جاء إلى بيت أبي بكر يأمن من أذى المشركين، بخلاف ما لو جاء أبو بكر إليه".
أو يقال: إن بيت أبي بكر على الطريق إلى المسجد الحرام ، فكان النبي  كلما ذهب إلى المسجد الحرام مر على دار أبي بكر وهو ذاهب ثم يمر وهو راجع".
هل هناك تعارض بين هذا الفعل من النبي  وحديث: (زر غباً تزدد حباً) على فرض صحته؟
قال ابن حجر رحمه الله في حديث: ( زر غباً ): "يحمل على من ليست له خصوصية ومودة ثابتة، فلا تنقص كثرة زيارته من منزلته
قال ابن بطال رحمه الله: "الصديق الملاطف لا تزيده كثرة الزيارة إلا محبة بخلاف غيره"

التعليق من خطبة آداب في زيارة الإخوان – محمد المنجد


عن ابن عباس قال: حَسِبْتُ: إني كنتُ كَثيرًا أسمعُ النبيِّ  يقول : " ذهبتُ أنا وأبو بكرٍ وعُمَرُ، ودخلتُ أنا وأبو بكرٍ وعُمَرُ،وخرجتُ أنا وأبو بكرٍ وعُمَرُ "
البخاري

أرسل النبي   معاذاً وأبا موسى إلى اليمن فقال لهما: " يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا، وتطاوعا "
وجاء في صحيح البخاري : (فجعلا يتزاوران)
البخاري

هذا حديثٌ مؤثرٌ فعلاً، يبين الاهتمام بهذه الناحية، مؤثر لأنه صدر من أكبر اثنين في الأمة بعد النبي : [قال أبو بكر لـعمر -رضي الله عنهما- أبو بكر خليفة يقول للنائب عمر وزيره وصاحبه بعد وفاة رسول الله  : انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله  يزورها] الذي يتكلم هو أبو بكر قائد الأمة والخليفة والنائب الذي بعده عمر ، يقول: [انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله  يزورها] زيارة العجائز والكبار في السن، هؤلاء ليسوا على الجانب بحيث أنهم لا يراعون، بل لهم حق ويعطون اهتماماً

الزيارة في الله: تقرب المسلمين من بعضهم البعض.
الزيارة في الله: تجعلهم جسداً واحداً.
الزيارة في الله: تعرف الواحد بمشكلات الآخر.
الزيارة في الله: تكسب العلم.
الزيارة في الله: تُعرف بالأخبار والأحوال، وفيها تفقدٌ لمصالح الإخوان في الله.
الزيارة في الله: إصلاحٌ للأوضاع وسدٌ للخلل
من خطبة آداب في زيارة الإخوان – محمد المنجد


المؤمنون ينصرون بعضهم، وقلوبهم متآلفة:

وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)
الأنفال

قال  : " انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا . فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ، أنصرُه إذا كان مظلومًا ، أفرأيتَ إذا كان ظالمًا كيف أنصرُه ؟ قال : تحجِزُه ، أو تمنعُه ، من الظلمِ فإنَّ ذلك نصرُه "
البخاري


يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر:

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110)
آل عمران

وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)
التوبة


يحبون بعضهم ويؤثرون بعضهم على أنفسهم:

وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)
الحشر

قَالَ النَّبِيُّ  : " إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ ، وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا ، فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ ، وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } "
صحيح أبي داود

قَالَ النَّبِيُّ  :" لا تَدخُلونَ الجنَّةَ حتَّى تُؤمِنوا . ولا تؤمِنوا حتَّى تَحابُّوا . أوَلا أدلُّكُم علَى شيءٍ إذا فعلتُموهُ تحابَبتُم ؟ أفشُوا السَّلامَ بينَكُم "
مسلم

قَالَ النَّبِيُّ  :" لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخيه ما يُحِبُّ لنَفْسِه "
متفق عليه

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله : إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم.
متفق عليه

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما قدم المهاجرون المدينة نزلوا على الأنصار في دورهم، فقالوا: يا رسول الله، ما رأينا مثل قوم نزلنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أبذل في كثير منهم، لقد أشركونا في المهنأ وكفونا المؤنة، ولقد خشينا أن يكونوا ذهبوا بالأجر كلِّه. فقال رسول الله  : كلَّا ما دعوتم الله لهم وأثنيتم به عليهم .
صحيح الترمذي للألباني

لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ  بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْصَارِ مَالًا فَأَقْسِمُ مَالِي نِصْفَيْنِ وَلِي امْرَأَتَانِ فَانْظُرْ أَعْجَبَهُمَا إِلَيْكَ فَسَمِّهَا لِي أُطَلِّقْهَا فَإِذَا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا فَتَزَوَّجْهَا قَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ أَيْنَ سُوقُكُمْ فَدَلُّوهُ عَلَى سُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ.
صحيح البخاري

عن الحسن البصري أن طلحة بن عبيد الله باع أرضاً له بسبع مائة ألف فبات أرقاً من مخافة ذلك المال حتى أصبح ففرقه.
وكان رضي الله عنه يغل بالعراق أربع مئة ألف، ويغل بالسراة عشرة آلاف دينار، وكان له بأعراض المدينة غلات، وكان لا يدع أحداً من بني تيم عائلاً إلا كفاه وقضى دينه، ولقد كان يرسل إلى السيدة عائشة رضي الله عنها - إذا جاءت غلته- كل سنة بعشرة آلاف، وقضى رضي الله عنه عن "صبيحة التيمي" ثلاثين ألفا.
سير أعلام النبلاء

كان للزبير بن العوام رضي الله عنه ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فلا يدخل بيته من خراجهم شيئا. رواه سعيد بن عبد العزيز نحوه وزاد بل يتصدق بها كلها.
سير أعلام النبلاء

عن تميم بن سلمة عن عروة قال: لقد رأيت عائشة- رضي الله عنها– تقسم سبعين ألفاً، وإنها لترقع جيب درعها .
وأتيت مرة بمائة ألف درهم وكانت صائمة ففرقتها كلَّها ، وليس في بيتها شيءٌ ، فلما أمست قالت : ياجارية ، هلمي فطري ، فجائتها بخبز وزيت ، ثم قالت الجارية : أما استطعت مما قسمت اليوم أن تشتري لنا لحماً بدرهم نفطر عليه ، قالت : لا تعنفيني ، لو كنتِ ذكرتيني لفعلت .
حلية الأولياء

في غزوة اليرموك قال عكرمة بن أبي جهل: قاتلت رسول الله  في مواطن وأفرُّ منكم اليوم؟! ثمَّ نادى: مَن يبايع على الموت؟ فبايعه عمُّه الحارث بن هشام، وضرار بن الأزور في أربعمائة مِن وجوه المسلمين وفرسانهم، فقاتلوا قدَّام فسطاط خالد حتى أُثْبِتُوا جميعًا جراحًا، وقُتِل منهم خلقٌ، منهم ضرار بن الأزور -رضي الله عنهم-... فلمَّا صرعوا مِن الجراح استسقوا ماء، فجيء إليهم بشربة ماء، فلمَّا قربت إلى أحدهم نظر إليه الآخر، فقال: ادفعها إليه. فلما دُفِعَت إليه نظر إليه الآخر، فقال: ادفعها إليه. فتدافعوها كلُّهم -مِن واحد إلى واحد- حتى ماتوا جميعًا ولم يشربها أحد منهم -رضي الله عنهم- أجمعين
البداية والنهاية

أخذ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه أربعمائة دينار، فجعلها في صرَّة، ثمَّ قال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجرَّاح، ثمَّ تلكَّأ ساعة في البيت حتى تنظر ماذا يصنع بها. فذهب بها الغلام إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك. فقال: وصله الله ورحمه. ثمَّ قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السَّبعة إلى فلان، وبهذه الخمسة إلى فلان. حتى أنفدها، فرجع الغلام إلى عمر، فأخبره فوجده قد أعدَّ مثلها لمعاذ بن جبل. وقال: اذهب بهذا إلى معاذ بن جبل، وتلكَّأ في البيت ساعة حتى تنظر ماذا يصنع. فذهب بها إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك. فقال: رحمه الله ووصله. وقال: يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا وبيت فلان بكذا. فاطَّلعت امرأة معاذ فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا. ولم يبق في الخرقة إلَّا ديناران فنحا بهما إليها. فرجع الغلام إلى عمر فأخبره، فسُرَّ بذلك عمر، وقال: إنَّهم إخوة بعضهم مِن بعض.
حسنه الألباني موقوفا في صحيح الترغيب


يدعون للمؤمنين:

وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)
الحشر

قَالَ النَّبِيُّ  :" إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملك: آمين، ولك بمثله"
مسلم


يحسنون الظن ببعضهم ويتحرون:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)
الحجرات


يحرصون على أداء حقوق بعضهم:

قَالَ النَّبِيُّ  :" حقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ . وفي روايةٍ : خمسٌ تجبُ للمسلمِ على أخيهِ : ردُّ السلامِ ، وتشميتُ العاطسِ ، وإجابةُ الدعوةِ ، وعيادةُ المريضِ ، واتِّباعُ الجنائزِ"
مسلم

قَالَ النَّبِيُّ  :" حقُّ المسلمِ على المسلمِ ستٌّ . قيل : ما هنَّ ؟ يا رسولَ اللهِ ! قال : إذا لقِيتَه فسلِّمْ عليه . وإذا دعاك فأَجِبْه . وإذا استنصحَك فانصحْ له . وإذا عطِس فحمِدَ اللهَ فشَمِّتْهُ وإذا مرِضَ فعُدْهُ . وإذا مات فاتَّبِعْهُ"
مسلم
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن في سفر مع النبي  إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له. فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل !!
رواه مسلم


يتعاطفون مع بعضهم ويعينون بعضهم ما استطاعوا:

قَالَ النَّبِيُّ  :" المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا. ثم شبك بين أصابعه. وكان النبي  جالسا، إذ جاء رجل يسأل، أو طالب حاجة، أقبل علينا بوجهه فقال: اشفعوا فلتؤجروا، وليقض الله على لسان نبيه ماشاء"
البخاري ومسلم

قَالَ النَّبِيُّ  :" مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم ، مَثلُ الجسدِ . إذا اشتكَى منه عضوٌ ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِوالحُمَّى "
البخاري ومسلم

قَالَ النَّبِيُّ  :" من استطاع منكم أن ينفعَ أخاه فلْيَنْفَعْه "
مسلم

قَالَ النَّبِيُّ  :" المؤمِنُ مرآةُ أخيهِ ، المؤمنُ أخو المؤمنِ يَكُفُّ عليهِ ضَيْعَتَه ويحوطُه مِن ورائِهِ"
صحيح الأدب المفرد



يحرصون على هداية بعضهم:

قَالَ النَّبِيُّ  :" الدِّينُ النَّصيحةُ قلنا : لمن ؟ قال : للَّهِ ولكتابِهِ ولرسولِهِ ولأئمَّةِ المسلمينَ وعامَّتِهم"
مسلم

عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال : لما أجمعنا الهجرة، أقعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة، وهشام بن العاص بن وائل، وقلنا: الميعاد بيننا التناضب من إضاة بني غفار (مكان في مكة) فمن أصبح منكم لم يأتها فقد حُبِس (منعه الكفار) فليمض صاحباه. فأصبحت عندها أنا وعياش بن أبي ربيعة، وحُبِسَ عنّا هشام، وفُتِنَ فافتتن (يعني رجع للشرك! ) وقدمنا المدينة. فكنا نقول: ما اللهُ بِقابلٍ من هؤلاء توبة ! عرفوا الله، وآمنوا به، وصدقوا رسوله، ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا!!
وكانوا يقولونه لأنفسهم (أي الذين افتتنوا). فأنزل الله عز وجل فيهم { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ..} الآية.
قال عمر: فكتبتها بيدي كتابا، ثم بعثت بها إلى هشام، فقال هشام بن العاص: فلما قدمَت علي خرجت بها إلى ذي طوى (مكان بمكة) فجعلت أصعد بها وأصوب لأفهمها، فقلت: اللهم فهمنيها !!
فعرفت إنما نزلت فينا.. كما كنا نقول في أنفسنا ويُقال فينا. فرجعت فجلست على بعيري، فلحقت برسول الله صلى الله عليه وسلم.
دلائل النبوة للبيهقي

حديث أنَّ النبيَّ غضب حين رأى مع عمرَ صحيفةً فيها شيءٌ من التَّوراةِ وقال : أوَفي شكٌّ أنتَ يا ابنَ الخطابِ ؟ ألم آتِ بها بيضاءَ نقِيَّةً ؟ لو كان أخي موسى حيًّا ما وسِعَه إلا اتِّباعي.
إرواء الغليل


يغضبون من بعضهم (في الله) ويربون بعضهم:

عن عائشة رضي الله عنها: وما انتقمَ رسولُ اللهِ  لنفْسِه إلا أن تُنتَهكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنتَقِمَ للهِ بها .
البخاري

قصة كعب بن مالك
البخاري

سئل النبي عن أشياءَ كرِهَها، فلما أُكثِرَ عليه غضبَ، ثم قال للناس : سَلوني عمَّا شِئْتُمْ.
البخاري ومسلم

رجلٌ أتى النبيَّ   فقال : كيف تصومُ ؟ فغضِب رسولُ اللهِ . فلما رأى عمرُ رضي اللهُ عنه غضبَه قال : رضينا بالله ربًّا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمدٍ نبيًّا . نعوذ بالله من غضبِ اللهِ وغضبِ رسولِه . فجعل عمرُ رضيَ اللهُ عنه يُردِّدُ هذا الكلامَ حتى سكن غضبُه .
مسلم

قسَم النبيُّ   قَسْمًا، فقال رجلٌ : إنَّ هذه لَقِسمَةٌ ما أُريدَ بها وجهُ اللهِ، فأخبَرتُ النبيَّ  فغضِب، حتى رأيتُ الغضَبَ في وجهِه، وقال : " يَرحَمُ اللهُ موسى، لقد أوذِيَ بأكثَرَ من هذا فصبَر "
البخاري

كانت بين أبي بكرٍ وعُمَرَ محاورةٌ ، فأغضَب أبو بكرٍ عُمَرَ ، فانصَرَف عنه عُمَرُ مُغضبًا ، فاتَّبَعه أبو بكرٍ يَسأَلُه أن يستغفِرَ له فلم يَفعَلْ ، حتى أغلَقَ بابَه في وجهِه ، فأقبَل أبو بكرٍ إلى رسولِ اللهِ  . فقال أبو الدَّرداءِ : ونحن عِندَه ، فقال رسولُ اللهِ  : ( أما صاحبُكم هذا فقد غامَر ) . قال : وندِم عُمَرُ على ما كان منه ، فأقبَل حتى سلَّم وجلَس إلى النبيّ  ، وقصَّ على رسولِ اللهِ  الخبرَ . قال أبو الدَّرداءِ : وغضِب رسولُ اللهِ  ، وجعَل أبو بكرٍ يقولُ : واللهِ يا رسولَ اللهِ ، لأنا كنتُ أظلَمُ . فقال رسولُ اللهِ  : ( هل أنتم تارِكونَ لي صاحِبي ، هل أنتم تارِكونَ لي صاحِبي ، إني قلتُ : يا أيُّها الناسُ ، إني رسولُ اللهِ إليكم جميعًا ، فقلتُم : كذَبتَ ، وقال أبو بكرٍ : صدَقتَ .
البخاري

عن علي بن أبي طالب: أتى إلي النبيِّ  ﷺ حلةً سِيَرَاءَ فَلَبِسْتُها ، فرأيتُ الغضبَ في وجهِهِ، فشَقَقْتُها بينَ نسَائِي
البخاري

كان رسولُ اللهِ  إذا خطب احمرَّتْ عيناه ، وعلا صوتُه واشتدَّ غضبُه . حتى كأنه مُنذِرُ جيشٍ ، يقول : صبَّحكم ومسَّاكم . ويقول . " بُعثتُ أنا والساعةُ كهاتَين "
مسلم

في قصة صلح الحديبية : قدم رسولُ اللهِ  لأربعٍ مَضَيْنَ من ذي الحجَّةِ، أو خمسٍ. فدخل عليَّ وهو غضبانُ . فقلتُ: من أغضَبك يا رسولَ اللهِ ! أدخله اللهُ النارَ. قال " أو ماشعرتُ أني أمرتُ الناسَ بأمرٍ فإذا هم يتردَّدون ؟
مسلم

رخص رسولُ اللهِ  في أمرٍ . فتنزَّهَ عنهُ ناسٌ من الناسِ . فبلغ ذلك النبيَّ  فغضب حتى بان الغضبُ في وجهِه . ثم قال " ما بالُ أقوامٍ يرغبون عما رُخِّصَ لي فيهِ . فواللهِ ! لأنا أعلمُهم باللهِ وأشدُّهم لهُ خشيةً " .
مسلم

أنَّ النبيَّ  آلى من نسائِهِ شهرًا ، فلمَّا مضى تسعةٌ وعشرونَ يومًا غَدَا ، أو راحَ ، فقيلَ لهُ : إنَّكَ حلَفْتَ أن لا تدخلَ شهرًا ؟ . فقالَ : إنَّ الشهرَ يكونُ تسعةً وعشرينَ يومًا .
البخاري

أنَّ رجلًا سأَل رسولَ اللهِ  عن اللُّقَطَةِ؟ فقال : ( عرِّفْها سَنَةً ، ثم اعرِفْ وِكاءَها وعِفاصَها ، ثم استَنفِقْ بها ، فإن جاء ربُّها فأدِّها إليه ) . قال : يا رسولَ اللهِ ، فضالَّةُ الغنَمِ ؟ قال : ( خُذْها ، فإنما هي لك أو لأخيك أو للذِّئبِ ) . قال : يا رسولَ اللهِ ، فضالَّةُ الإبِلِ ؟ قال : فغضِب رسولُ اللهِ  حتى احمَرَّتْ وَجنَتاه ، أو احمَرَّ وجهُه ، ثم قال : ( ما لك ولها؟ معَها حِذاؤها وسِقاؤها ، حتى يَلقاها ربُّها )
البخاري

عن جابر بن عبد الله: أن النبي كان إذا ذُكرَ الساعةُ احمرَّتْ وجْنتاهُ وعلا صوتُه واشتدَّ غضبُه
السلسلة الصحيحة

أنها اشترتْ نُمْرُقَةً فيها تصَاويرُ ، فلمَّا رآهَا رسولُ اللهِ  قامَ على البابِ فلمْ يدْخلْهُ ، فعرفْتُ في وجهِهِ الكراهيَةَ ، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ، أتوبُ إلى اللهِ وإلى رسولِهِ  ، ماذا أذنبْتُ ؟ . فقالَ رسولُ اللهِ  : ( ما بالُ هذهِ النُّمْرُقَةِ ) . قلتُ : اشتريتُهَا لكَ لتقْعُدَ عليها وتوسَّدَها ، فقالَ رسولُ اللهِ  : ( إنَّ أصحابَ هذهِ الصورِ يومَ القيامةِ يعذَّبونَ ، فيقالُ لهمْ : أحيُو ما خلقتُم ) . وقال : ( إنَّ البيتَ الذي فيهِ الصورُ لا تدخُلُهُ الملائكَةُ )
البخاري

كان  إذا اطَّلَعَ على أَحَدٍ من أهلِ بَيتِه كذبَ كَذْبَةً ، لمْ يَزَلْ مُعْرِضًا عنهُ حتى يُحْدِثَ توبةً
صحيح الجامع

عن سعد بن أبي وقاص قال: مررت بعثمان بن عفان - رضي الله عنه - في المسجد، فسلمت عليه، فملأ عينيه مني، ثم لم يرد علي السلام، فأتيت أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقلت: يا أمير المؤمنين، هل حدث في الإسلام شيء مرتين؟ قال: لا، وما ذاك؟ قال: قلت: لا، إلا أني مررت بعثمان آنفًا في المسجد، فسلمت عليه، فملأ عينيه مني، ثم لم يرد عليّ السلام، قال: فأرسل عمر إلى عثمان - رضي الله عنه - فدعاه، فقال: ما منعك أن لا تكون رددت على أخيك السلام، قال عثمان - رضي الله عنه -: ما فعلت؟ قال سعد: قلت: بلى، قال: حتى حلف، وحلفت، قال: ثم إن عثمان - رضي الله عنه - ذكره، فقال: بلى، وأستغفر الله، وأتوب إليه، إنك مررت بي آنفًا، وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا والله، ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة
صححه أحمد شاكر


يحبون بعضهم أكثر من حب أهليهم:

قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)
الممتحنة

أتى وهب بن عمير للمدينة ليقتل النبي  ، فلما كلمه فأسلم قال عمر: فَقَالَ عُمَرُ : لَقَدْ قَدِمَ وَإِنَّهُ لأَبْغَضُ إِلَيَّ مِنَ الْخِنْزِيرِ ، ثُمَّ رَجَعَ وَهُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ بَعْضِ وَلَدِي .
المعجم الكبير للطبراني

روى الإمام أحمد وهو يتحدث عن غزوة بدر: "فقتل منهم سبعون رجلاً، وأسر منهم سبعون رجلاً، واستشار رسول الله  أبابكر، وعمر، وعلي، فقال أبوبكر: يا رسول الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، وإني أرى أن تأخذ منهم الفدية فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار، وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضداً؛ فقال رسول الله: ما ترى يا ابن الخطاب؟".
قال: "قلت: والله ما أرى ما رأى أبوبكر، ولكن أرى أن تمكنني من فلان قريب لعمر16، فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان17 أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، وهؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم؛ فهوى رسول الله  ما قال أبوبكر ولم يهو ما قلت، وأخذ منهم الفداء".
فنزل القرآن مؤيداً لما قال عمر: "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"18.
وفي رواية للإمام أحمد قال عمر: "يا رسول الله أخرجوك وكذبوك، قرِّبهم فاضرب أعناقهم".، وقال عبد الله بن رواحة: "يا رسول الله، انظر وادياً كثير الحطب فأدخلهم فيه ثم أضرمه عليهم ناراً".

مر مصعب بن عمير بأخيه أبي عزيز وهو أسير لدى أحد الأنصار، فقال للأنصاري: "اشدد عليه فإن له أماً ستفديه بما تريد"، فقال أبو عزيز: هذه وصيتك بأخيك؟ فأشار إلى الأنصاري قائلاً: "هذا هو أخي"، أوكما قال.

و كان الحسن يقول: إخواننا أحبّ إلينا من أهلنا و أولادنا لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا ، و إخواننا يذكرون بالآخرة.



قد يقتتل المؤمنون، فيجب نصرة المظلوم وإصلاح الظالم والصلح بينهما:

وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9)
الحجرات



حقائق يجب أن تنغرس في القلب حتى نصل إلى هذه النتيجة:


يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)
الحجرات

قَالَ النَّبِيُّ  :" يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ "
صححه الألباني في غاية المرام



ما الأشياء التي تُـنقِص أو تَـنقُضُ هذه الأخوة ؟

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)
الحجرات

لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)
المجادلة

وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140)
النساء

شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)
الشورى

وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)
آل عمران

يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17)
الحجرات

قَالَ النَّبِيُّ  :" إيَّاكُم والظَّنَّ ، فإنَّ الظَّنَّ أَكذبُ الحديثِ ، ولا تحسَّسوا ، ولا تجسَّسوا ، ولا تحاسَدوا ولا تدابَروا ، ولا تباغَضوا ،وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا
البخاري ومسلم

قَالَ النَّبِيُّ  :" لا تحاسَدوا ، ولا تَناجَشوا ، ولا تباغَضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبِعْ بعضُكُم علَى بيعِ بعضٍ ، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يظلِمُهُ ولا يخذلُهُ ، ولا يحقِرُهُ التَّقوَى ههُنا ويشيرُ إلى صدرِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ بحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحقِرَ أخاهُ المُسلمَ ، كلُّ المسلمِ علَى المسلمِ حرامٌ ، دمُهُ ، ومالُهُ ، وَعِرْضُهُ "
صحيح مسلم

عن جابر بن عبد الله كنا في غَزاةٍ ،  فكسَع رجلٌ من المهاجرينَ رجلًا من الأنصارِ، فقال الأنصارِيُّ : يا لَلأنصارِ، وقال المهاجرِيُّ : يا للمهاجرينَ، فسمِع ذاك رسولُ اللهِ  فقال : ( ما بالُ دَعوى جاهليةٍ ) . قالوا : يا رسولَ اللهِ، كسَع رجلٌ من المهاجرينَ رجلًا من الأنصارِ، فقال : ( دَعوها فإنها مُنتِنَةٌ )
البخاري

قال أبو ذر : إني ساببتُ رجلاً فعيرتُه بأمِه فقال لي النبيُّ  : يا أبا ذرٍّ، أعيرتَه بأمِه ، إنك امْرُؤٌ فيك جاهليةٌ، إخوانُكم خَوَلُكم، جعلَهم اللهُ تحتَ أيديِكم، فمن كان أخوه تحتَ يدِه، فلْيُطعِمْه مما يأكُلُ ، وليُلْبِسه مما يَلبَسُ، ولا تُكلِّفوهم ما يَغلِبُهم، فإن كلَّفتُموهم فأعينوهم.
متفق عليه

قَالَ النَّبِيُّ  :" من لم يرحَمْ صغيرَنا ، و يعرِفْ حقَّ و في لفظ : و يُوَقِّرْ : كبيرَنا فليس منَّا"
صحيح الأدب المفرد

المجاملة: أما المُدَارِي ( وهو المُجَامِلُ أيضا ) فلا يُضمِرُ الشر لأحد ، ولا يسعى في أذية أحد في ظاهر ولا في باطن ، ولكنه قد يظهر المحبة والمودة والبِشر وحسن المعاملة ليتألف قلب صاحب الخلق السيء ، أو ليدفع أذاه عنه وعن غيره من الناس ، ولكن دون أن يوافقه على باطله ، أو يعاونَه عليه بالقول أو بالفعل .
كان أحمد بن حنبل - يقول : والناس يحتاجون إلى مداراة ورفق ، وأمر بمعروف بلا غلظة ، إلا رجل معلن بالفسق فقد وجب عليك نهيه وإعلامه .
قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغَلِطَ ؛ لأن المداراة مندوبٌ إليها ، والمداهنةَ محرَّمة ، والفرق أن المداهنة من الدهان وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه ، وفسرها العلماء بأنها : معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه ، والمداراة : هي الرفق بالجاهل في التعليم ، وبالفاسق في النهي عن فعله ، وتركُ الإغلاظِ عليه حيث لا يُظهِر ما هو فيه ، والإنكار عليه بلطف القول والفعل ، ولا سيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك .
وفي المقابل نحن بحاجة إلى تعميق معاني الأخوة ، الأخوة التي تقتضي الوفاء والصدق والإخلاص ، وترفع التكلف والمجاملة والمداراة . وقديما قالوا : " إِذَا صَحَّتِ المَوَدَّةُ سَقَطَ التَّكَلُّفُ "
جاء في " لسان العرب " ( 11 / 123 ) : " وجامَل الرجلَ مُجامَلةً : لم يُصْفِهِ الإِخاءَ ، وماسَحَه بالجَمِيل " انتهى .
ولا شك أن مثل هذه المجاملة مذمومة ، إذ ليس لها محل في سياق الأخوة والصحبة الصالحة ، وإن وقعت المجاملة أحيانا بين الأصحاب فإنما تكون بحسب المقام فقط ، درءا لفتنة أو حفظا لمودة ، أما أن تكون المجاملة شعار تلك الصداقة ، فذلك تشويه لجميع معاني الأخوة الصادقة.
قال علي رضي الله عنه : شر الأصدقاء من تكلف لك ، ومن أحوجك إلى مداراة ، وألجأك إلى اعتذار .
وقيل لبعضهم : من نصحب ؟ قال : من يرفع عنك ثقل التكلف ، وتسقط بينك وبينه مؤنة التحفظ .
وكان جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنهما يقول : أثقل إخواني علي من يتكلف لي وأتحفظ منه . " إحياء علوم الدين " ( 2 / 181 ) . 

https://islamqa.info/ar/84124




اللهم فهمنا وعلمنا وانفعنا

وثبتنا على دينك حتى نلقاك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية