من قوانين الله تعالى 4

من سنن الله تعالى



{ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }

(الحديد٢٠)




هذا هو ملخص اختبارنا في الدنيا
وعلى هذا تدور اختباراتنا في كل يوم


الاختبار
يُفرّق بين من يُصدّق بكتاب الله تعالى، ويؤمن بالدار الآخرة التي فيها المستقر الأبدي، ويعلم حقيقة اختباره في هذه الدنيا..

وبين من يغُرّه ظاهر الدنيا الذي يراه
يُبهره
يشغف قلبه
يُصدق ما تراه عينه لحظيا.. ويُكذّب أو يشُك بما أخبره الله العظيم الحكيم السلام الرحيم به سبحانه



كل شيء في الدنيا مما تهواه نفوسنا
يبدأ زاهيا جميلا مُزيّنا



ثم يذهب.. وأحيانا كثيرة دون مُقدّمات


يأتيك مال.. فتتعلق به، ثم تحدث حادثة تذهب به كله
أو يأتيك مال.. فتتعلق به ليجلب لك السعادة، فيبقى المال.. ولا سعادة!

يأتيك مديح الناس وإطراؤهم.. فيُصبح هدفك وهمّك.. ثم يخفت ويذهب إلى غيرك

تأتيك الملابس الجديدة الأنيقة.. ثم لا تلبث أن تفقد رونقها فتبحث عن غيرها

يأتيك صديق حميم.. فتتعلق به للأنس والمتعة (وليس لله) ثم على أتفه سبب تختلفان ويتركك

تأتيك وظيفة راقية فتظن أن فيها السعادة.. ثم تجد أعباءها ومسؤولياتها أكثر بكثير من متعتها

تأتيك صحة وقوة.. فتصرفها في غفلة الدنيا ولا تستخدمها لطاعة الله وعبادته.. ثم لا تلبث أن تذهب وتظل تعاني فقدانها

يأتيك زوج فتظن أنك ملكت الدنيا.. ثم تكتشف أن حقوق هذا الزوج هي الأساس الذي يجب أن تبذل جهدك لأدائه

تأتيك شهادة فتنتشي لتميزك على من حولك.. ثم تكتشف أنها كانت سببا في فقدانك محبة من حولك

يأتيك أبناء فتنشغل باللعب بهم والاستمتاع بوجودهم (كأنهم دُمى) ولا تهتم بتربيتهم ليكونوا عُبّادا أتقياء صالحين يعرفون ربهم ويستعدون للآخرة... ثم لا يلبثوا أن يُصبحوا وبالا عليك وكرب


وكل ما ذكرناه من أمثلة مُباحات.. وقد جعل الله من رحمته فيها شيئا من المتعة والمحبة، فطرة، محبة طبيعية..


لكن حين تعلق القلب بها!
حين صارت همّه ومصرف طاقته، وصار يصحو على التفكير بها، وينام على التفكير بها...

>> زالت عنه.. ولأنه كان شديد التعلق بها.. لم تُبقِ مكانها إلا الحسرة والألم والحزن والاكتئاب..


فكيف إذا كان ما تعلق القلب به معصية !؟

كيف إذا جاءتك علاقة محرمة.. فظننت أن بها سعادتك، ثم ذهبت سكرة الحرام.. وبقي الحزن والألم؟
كيف إذا استسهلت غش الناس، وأكل مالهم بالحرام، أو مقارفة الربا.. ظانا أن في هذا المال سعادتك، فتأتيك عقوبات الله تترى.. تصرف فيها هذا المال على صحتك وصحة أهلك..؟
كيف إذا تجبرت على من حولك ولم تُراعي حقوقهم، فأهملتهم وقسوت عليهم وافتريت عليهم... ثم تذهب قوتك، تذهب سلطتك.. ولا يبقى لك إلا الآثام العظيمة، وبغض وسخط الناس من حولك !؟



هذه هي الدنيا.. بكل تفاصيلها

{ غيث أعجب الكفار نباته } >>> { ثم يكون حطاما }


فلندرك حقيقة اختبارنا يا إخوتي
ولنرحم قلوبنا من تبعات التعلق بالناس والأشياء..

ولنعلم أننا بحاجة إلى الصبر.. والدعاء
حتى نُنجز ما خُلقنا من أجله هنا
يكون همنا
يشغل قلوبنا وعقولنا

حتى نلقى الله تعالى.. ناجين فائزين.. فنستمتع وقتها
نفرح
نذوق السعادة التي أعدها لنا الكريم جل جلاله.. بفضله وإحسانه إلى الأبد : )


اللهم املأ قلوبنا يقينا بما أخبرتنا به
واجعل همنا في هذه الدنيا رضاك
اشغلنا بإرضائك.. أعنا على ذلك
يسر لنا طاعتك وحسن عبادتك
وتقبلها منا
وأدخلنا برحمتك الجنة.. وباعدنا يارب من النار
اللهم امين


"من قوانين الله تعالى"
سلسلة رمضانية
عسى الله أن يجعلها صلاحا لقلوبنا وزيادةً في إيماننا
تابعونا على تويتر وانستجرام
@TadabbarAlquran